2012/12/18

إلى حمد الدرباس ولك ربما غداً

من الذكاء التعامل مع شبه-الذكي- بطريقة ذكيّة مرتفعة عن مستواه.

كل يوم نسمع ونرى اعتقالات-سياسية- بالجملة اتجاه الشباب بمختلف توجهاتهم الفكرية وحتى السياسية،وأغلبهم تم اعتقالهم تحت مظلة-المعارضة- وهذا شيء ليس غريب إن كان في دولة لا تقوم على مؤسسات وقوانين وقبل هذا دستور،كنّا نسمع عن المعتقل السياسي في الدول المجاورة ونرفع الرأس عالياً بفخر لعدم وجود ذلك في الكويت،ومع الأيام أصبحنا نحن مصدر رئيسي للتشجيع عن القمع الفكري السياسي المعارض لعمل السلطة،رغم أن وجود انتقاد وعدم رضى عن عمل السلطة شيء جداً حيوي ودليل جلي واضح على استمرار الحياة في هذا الوطن،أما عدم وجوده وكل شيء تمام،بلا شك هناك خلل حقيقي تتحملة الدولة والشعب.

من حق بل هذا واجب السلطة تطبيق القانون-على الجميع- دون تمييز وفي مقابله على السلطة تحقيق كل الأمن والعدالة والإنصاف في تطبيق هذا القانون وهذا دعامة أساسية لبناء مجتمع ديمقراطي مدني شامل.

أنا لست مطلعة تماماً على تاريخ أول اعتقال في الكويت وأسبابه ودواعيه،لكنّي متأكدة إن ذلك لم يأتي من فراغ ليصل إلى ما وصل إليه اليوم،مهتمة جداً فيما يحصل خلال كم سنة الماضية،وكان به حط من كرامة الإنسان،لكن ما يحزن فعلاً أن الأغلب كان يصفق لانتهاك هذه الكرامة بحجج انتمائية بغيضة بمباركة سلطة من تقسيمات فئوية،طبقية،عوائلية،قبليّة،فكريّةوغيرها كثير وكانت السلطة تقف مع الصوت الأعلى بكل جرأة وهذا الصوت العالي كان جداً غبي في تصديقه ذلك وأيضاً كان جداً جداً جداً مستفيد على فترات مختلفة ومع اختلاف نوع هذا الصوت.

ببساطة لا يمكن السكوت عن التعسف الذي يحصل الآن،الآن تحديداً،أعتقد لابد من خطوات قانونية مدروسة وإن كانت طويلة،لكنها مثمرة وتكسر من لايعجبه بحكم إننا دولة مؤسسات ونمشي على-القانون- ومرجعنا الدستور،فقط التروي باتخاذ الخطوات المناسبة ووضع خطط قانونية بديلة لأي ثغرة تحاول السلطة التحكم بها.

في عقلي الآن يدور كل شيء،بعض التفاصيل عن المهزلة الحقيقة في الحفاظ على الكرامة الإنسانية والأمن في الكويت ممن يُحسب أنهم أهل لها،أبسطه الميموني وماحدث له،حتى اليوم لاشيء نرى،ولا حتى نصف حقيقة،ضرب النساء والبدون،الاعتداء على الخادمات والعاملات في السجون،ضرب المقيمين حتى يعترفوا بجرم لم يفعلوه،استحقار المرأة الكويتية باعتبارها مكملة للرجل وحقوقها ناقصة،مرضى يموتون انتظار للعلاج،تعليم فاشل-ابحث عن تقرير مستوى طلبة الجامعة الآخير-،من يسرق يولى المناصب وتظهر براءته،من يقول رأي ديني-النقي- مثال يسجن ونصف الشعب يهلل ويصفق لأن من سُجن مختلف عنه،المضحك انظر إن اعتقل ابن قبيلة ترى أبناء القبيلة لا ينامون حتى يفرج عنه ،ثم إن لم يكن منهم تنخفض الأصوات ولاتسمع-من يقول غير ذلك إما يكذب على نفسه أو يكذب على نفسه- الخلل مشترك بين سلطة تستغل الشعب لفرد قوتها وشعب يفرد قوته على الحالة الأضعف عنه-لا يهم من.-

المدون العزيز حمد الدرباس-مدونة صندوق حمد- من المدونيين الذين بحق لا يهابون قول الحق والإنصاف من اليوم الأول الذي قرأت للعزيز حمد وكتابته تفيض عقلانية واحترام،ودعوته دائماً لتطبيق القانون المنسي وغير ذلك في مواقفه الإنسانية التي فشل أمامها الكثير وزالت أقنعتهم المريضة،لا أقول ذلك مبالغةً أو تملقاً،لكنه من باب الانصاف واحقاق الحق،ومن كتب في المدونات يعلم أننا عائلة واحدة مهما اختلفنا في التفاصيل والعموم يبقى الاحترام متبادل والمحبة والتقدير كزملاء وإخوة.

رسالة إلى حمد الدرباس:
أنت شجاع بو ديما،وقلمك وقلبك ولسانك خير مائة بل مليون مرة من توافه هذا كُله،قوي وستظل قوي لا يهمك تهويش أحدهم،ونحن وأنا تحديداً أتكلم عن نفسي،معك ومؤمنة إن ماتدفع ثمنه الآن هو ثمن شجاعتك وإيمانك أن الكويت ليست حكر على مجموعة ما،وأن القانون والدستور هو الذي يجب تفعليهما،لا قرارات عشوائية وتهم خيالية،لا بأس يا حمد لكن ستذكر ديما أنك وقفت أمام سلطة تخاف الكلمة ودافعت عن حقها وحق الكثير من بعدها،وإن كنت مخطئ-افتراضاً- لا يمكن أن يسمح أن يتم التعسف باستخدام الحق لأنك قلت شيء لا يعجبهم.
كل أمنياني لك ولا تحزن لك أخوات وأخوة ينتظرونك دائماً.

لكل من يتشمت ويشجع الداخلية على تعسفها بحجج الأمن وغيره،اطلع على الدستور جيداً،وفي هذا الوقت انتظر مصيرك المشابهه لحمد ولكل الشباب المعتقل لأي سبب كان،السلطة لا صديق لها فلا تفرح كثيراً.

القانون إن لم يكن للتنظيم والانصاف والعدل والمساواة،لن ينفع وجوده على ورق!

ليست هناك تعليقات: