2012/10/23

الحُب هو الحل!



نائم،نور تراه مع استيقاظك،قلب رقيق في صدرك،بسمة على وجهك،يتمددّ جسدك كلّه كأنك مولود لكن دون خوف من الحياة الجديدة،تتنفّس بهدوء وتشعر بأن رئتيك تتراقص فرحاً مع الهواء الذي يُقبلّها ويمضي سريعاً مثل عاشق برئ.

مازال جسدك يتنفس في هذا الكون،مع كُل نفس يأتي الحُب معك،كُل نفس تأخذه يصل لكل أطرافك تتداخل معه غيوم حُب،تتلبسك لتضمك لصدرها،بشدة لا تستطيع أن تفلت منها،آه شعور جميل.

هل جرّبت أن تعانق شخص تُحبه؟
تعانقة دون حديث،دون مناسبة،بصمت!
الأجساد تتلاقى والقلوب عطشى للحُب،العمق الآن لا يُرى،أنتما إنسان واحد،همسات حُب فيزيد العناق من جديد،النبض يرجع للحياة،حتى الهواء تجانس بنفسكما معاً،ليت لي عُمر أقضيه هكذا دون فعل شيء أخر،وأخذه معي للجنّة متنازلة عن أي مكافآة قد رُصدت لي.

كيف لي أن أشعر بهذا الحُب!
بل قل كيف لي أن -لا- أشعر بهذا الحُب؟!
بداية الحُب يُزرع في قلبك،في ذاتك،أن تُحب نفسك،لأنك تستحق أن تُحب نفسك،أنت تحتاج لذلك لتُعطي المزيد وتشعر بالمزيد المزيد المزيد،في قلبك كُل الحكاية،في قلبك تعيش،ضع يدك..لا تضحك! ضع يدك على قلبك،هل شعرت بكل نبضة؟ هذه نبضات حُب،حُب تُخفيه لأنك تخجل أن تبوح به،لأنك رجل والرجل يراه المجتمع قوي،صلب،ميت مشاعر،أنت قوي بُحبك صلب بمشاعرك الصادقة،لا تُصدق خوف المجتمع من الحُب،هؤلاء مغشوشين بأن الرجل يجب أن يكون حجر. هل سمعتِ نبضات قلبك؟ هذه نبضات حُب تسري في جسدك،تخافين أن تقولي بصوت عالي،أنا أنثى،أنا أُحب،من حقي أن أُحب،أنتِ إنسان لا تتردي العيش في لحظة حُب،هل سيقولون ضاع الحياء منك؟هل سيقولون غير محترمة؟لا يغشونك فهم دون حياء ولا نصف احترام،لأن دون الحُب لن يكونوا شيء يُذكر،لا يُرعبونك بأن الحُب قاتل ومُدمرّ وستكونين ذليلة ومنكسرة،أنتِ شجاعة،شجاعة جداً لأنك تحبين،لا تُبالي بخرافات مُجتمعية.

الحُب هو الحياة ومن يمنع الحُب يمنع الحياة،متلّهف للموت،لا تجعلهم يدفنون جسدك وهو حيّ يتنفس!

رفعت نظري للسماء ووسعت يدي وصدري وتنفسّت،أغمضت عيني بهدوء،آه شعرت بأني بين الغيوم جالسة،أضحك،أرقص بجنون،أُقبلّ تلك السحابة الممتلئة بياض،ويلتصق خدي بخدها،ونعانق بعضنا البعض ونغني أغنية حُب،فرح،وسلام،أمشي بين الغيوم واسأل عن أحوالهم في السماء،هل ينقصهم حُب؟ هل الحُب هنا يكفيهم؟هل اهتمام السماء يُرضيهم؟ كانت أجوبتهم ضحكات عشق وخجل.

أنا مررّت بكل شيء كان به الحُب رفيقي،أُحب كُل شيء بي،أُحب حائط داري،حائط أبيض لطيف يحميني،مكتبتي البيضاء الجميلة،تحمل كُتب ثقيلة،أقلام وأوراق ملونة،زجاجة عطر،صحن شمعي زهري،طائر محنّط أخضر اللون،أرجوك!
هل يستحقون شيء أفضل من الحُب؟
سريري الملوّن بكل ألوان الحياة،وساداتي الأربع،آهٍ على تلك الصغيرة بنقشات زهرية مثيرة،تحمل رأسي المثقلّ بأفكار مشتتة من هنا وهناك،تحضن رأسي مثل أم وطفلها،لا أستطيع إلّا أن أكون بارّه بها.

الليل فيه الحُب يزيد،الليل يحتاج أمان والحُب هو الأمان،لا أعرف غير الحُب أمان لإنسان،تُحصّن نفسك به،معوذات عشق،قُبلات مثل الصلوات تحفظك من شيطان اللامبالاة،هنا تقول أنا إنسان،أنا إنسان أُحب. أنا حالة حُب،أنا علاقة حُب،أنا هو الحُب.

الحُب شيء يضمن كُل الأشياء!

أُداريك لأني أُحبك!

حُبي يغيّر الفصول بلمسة حنان،وصدر يسع كُل أحزانك وهمومك لتخرج طاهر منهم،لا شيء معك سوى حُب ونظرة سلام لذاتك وقيمة لحياتك.

الحُب يجعلك تنسى كُل حزن،اطمئنان وسلام.

الحُب هو كل حُب تعيشه،مع إنسان،مع جماد،مع نبات،مع حيوان،مع كُل شيء في الكون والأكوان ومابعدهما.

لا أعلم،ماذا يمكن أن أقول،لكن أنا أشعر في الحُب اتجاه كُل شيء حولي،بي طفلة متلهفة أن تنام على عشب أخضر وترى السماء وتفرد يدها وتتنفّس مع نبضات قلبها وقطرات المطر الذي يُذكرها،أنتِ لطيفة.


*كانت هذه الصورة في لحظة حُب مع الكون،كُل الكون.

2012/10/20

انتفاضة المرأة في العالم العربي،الثورة الحقيقية!

ما هو الإختلاف الحقيقي الذي يتعلل به هؤلاء كلّما طالبت المرأة بحق ما لها؟
المرأة ضعيفة
عاطفية،بنيتها الفيسولوجية
الشرع لا يسمح بذلك
العادات والتقاليد
وغيرها كثير من الأسباب التافهة التي ستجدها كذلك فعلاً إن جرّبت أن تُفكر بهدوء وتعقل وقبل البداية تتخلّص من موروثاتك!
الموروث صعب جداً التخلص منه،لا بأس،حاول! الموروث في غالبة برمجة سلبية ومقززة بل لا تقوم على منطق وفلسفة تائهة في ذاتها.

المرأة،إنسان له كيان واحتياج و"حقوق" وواجبات!
لا تقول لي المرأة أمك،أختك،زوجتك
لا تقول لي المرأة نصف المجتمع...
قل الحقيقة ولا تخدعنا بإسطوانة مللنا سماعها ومشاهدة عكس ذلك واقعاً.
المرأة في العالم العربي مظلومة،مظلومة جداً وكُل ظلم يُرجع لتطبيق الدين عليها والصاق العادات والتقاليد بها،وفي الرجل نجد عكس ذلك،أرجو أن لا يقول -بل سيقول لأن سمعها مائة مرة ورددها مليون مرة دون تنقيح فعلي لما يُسمع ويُقرأ- أحدهم إن المرأة في الغرب مظلومة أيضاً وأكثر!
هُناك المرأة مظلومة باختيارها هي،هُنا لا اختيار لها،وجودها في هذه البقعة الملعونة جعلها حُرمة/عورة/شرف/أهل/حرام/نجاسة/آلة تفريخ وكُل هذه الألقاب الدنيئة في معناها في عقلية الرجل العربي بل الطامة الكبرى حين ترى المرأة تطلق على نفسها هذه الألقاب وتفخر بذلك علناً،وتظن إن إعطاء نفسها هالة الضعف والذل والهوان يجعل الرجل والمجتمع يحترمها،عزيزتي،الرجل الذي لا يُريدك قوية وشجاعة لا يستحق حتى أن تبقي معه دقيقة واحدة فقط. (اغلقي الغطاء وامضي).

ماذا ينقص المرأة؟
ما ينقصك لا ينقصني وما ينقصني لا ينقصك وهكذا،لكن علينا وضع حد أدنى والباقي هو مساحة اختيارات،هذه المساحة أنتِ من يُقررها لا أحد غيرك،لأنك. قادرة على اتخاذ قراراتك بثقة وتفكير منطقي،لأنك توازيين بين عقلك وعاطفتك،لأنك إنسان...والإنسان حُرّ.

أنا شخصياً لدي مطالبات عدة لأشعر بأني إنسان حقيقي وأرى العدل والمساواة والإنصاف مع أي فرد-رجل- في المجتمع.
هذا المجتمع يرى تطبيق الدين أو أوامره أولية وقاعدة أساسية لينطلق منها،أنا لا أرى للدين أولوية في المجتمع،فهو حالة فردية-يجب أن يكون- لا حالة مجتمعية،المجتمع لابد أن يكون متنوّع وتسلّط دين واحد بمذهب واحد وجعلة القاعدة الأساسية للجميع،عبث!

مُحبي السيطرة والقتل سيخرج كل منهم ليُجبرك أن تختار دينه ومذهبه-لا تنسى الأديان التي تجعل القتل طريق للإيمان والفوز- لأن هو الحق والصحيح والأديان والمذاهب الباقية خداع ودجل!

إن قلت لك اسجد لبقرة،ستضحك وتسخر مني! هذا شعوري تماماً عندما يُجبرني أحدهم أن أفعل وأقول وأؤمن بما يُريد هو،وفق اعتقاده وفِكره وإيمانه،هناك فرق شاسع بين احترامي لحريتك في اعتقادك وبين جبروتك في فرضه علي وعلى الأخرين،هنا تقف! تعديّت حدودك!

المرأة يجب بل طبيعي جداً ومن الشاذ أن لا نراها تعمل في القضاء،والقضاء جزء صغير فقط،الزام على القانون والقائمين على تشريعة أن يضعوا كُل-الحقوق والواجبات- على المرأة والرجل بمسطرة واحده! أرجوك لا تقول مش ممكن!

ممكن جداً،دعنا نحن نختار ما هو الممكن لنا وما هو الغير ممكن،مثلما ما هو متاح لك،يجب أن يُتاح لنا.

لو كانت لي القدرة أن أُشرّع قوانين أو أفعل شيء -حقيقي- لإقرار ذلك لما تأخرت دقيقة في وضع النقاط على الحروف دون لف ودوران ولا مجاملات وخوف مجتمعي بائس وخوف ديني يتلذذ به من يظن إنه الموكل باسم الله!
-إلغاء الشريعة من الدستور
-قوانين مدنية عادلة للجميع ومنها ما يتعلق بالزواج/الميراث/الجنسية/الحريات الدينية،الإجتماعية،السياسية،الإقتصادية.
وهذه كأساس لتنظيم مجتمع مدني حقيقي،مجتمع ليبرالي وعلماني فعلي لا شعارات وقتية زائلة،غير ذلك فراغ.
سيكون تعاملنا تعامل قانوني حقيقي،لا تعامل ديني الذي يستغله ويسحبه البعض لمصلحته وما تريد جماعته،القانون واضح،صريح للجميع،لا فئة دون الأخرى،والدين الآن عكس ذلك تماماً.

الدولة التي لا تجعل قيمة الحريّة من القيّم الداعمة والأصيلة في تبنيها لبرنامج شامل للفرد والمجتمع،ليست دولة،هي غابة تسمح للقوي أن يأكل الضعيف،وتزيد من ضعف الضعيف ولا تترك له مساحة حريّة ليتحرك ويدافع عن نفسه ومكانه وحريّته!

خيرٌ لي أن أعيش في سُلطة عامة ظالمة لي على أن أعيش في سُلطة دينية تظن أني مُلك لها بحكمي أنثى. -حقيقة مُرّه-


عندما تدعو للعلمانية وأي دعوة مفادها الحريّة الفردية وخاصة إن كانت مُتعلقة في المرأة،يُربط الحديث في العلاقات الجنسية بسرعة،ثم بسخرية هل تود المرأة المساواة مع الرجل؟ جواب: نعم!
الرد المُنحط: هل تريد الزواج بأربعة رجال؟
لا يا عزيزي،الجواب هُنا منع الرجل بالزواج من أربعة نساء،ويبقى كُل زوج وزوجه،زوج واحد فقط،ولا أعتقد العكس!

في الميراث والأمور المُشابهه،المرأة الآن أحق بالمساواة في ذلك،تغيّرت الحياة وتطوّرت،المرأة تعمل وتُربي ولا تعتمد على رجل في الصرف المادي،وهذا حق لها أن تحصل على ما يحصل عليه الرجل دون زيادة أو نقصان.

ومن حق المرأة أن تمنح أولادها وزوجها جنسيتها،كما هو مُفعلّ ذلك مع الرجل،فهو يتزوج أربع وكلهن يأخذن جنسيته،فحين المرأة تتزوج رجل واحد ولا يُمنح جنسيتها ولا أولادها.

من حق المرأة أن تلبس الحجاب/النقاب باختيارها وليس اجبار وفرض ومن حقها أيضاً أن تخلع الحجاب/النقاب باختيارها كذلك وأن لا ينظر لها المجتمع بأنها فاسدة أخلاقياً إن فعلت ذلك.

الزواج من غير الدين!
ما المانع إن لم يكن الطرف نفسه لا يُمانع؟ولا يرى للدين أحقية في حياته لتطبيق تعاليمه؟
لماذا حرام أن تتزوج فتاة مسلمة من غير مسلم،ويتزوج المسلم من طفلة لم تبلغ بعد؟ لو هناك قانون يضمن حق الجميع،لكان الحديث في هذا مضيعة للوقت والجهد

لابد من وجود الحريّة للجميع ويختار كل شخص مايراه مناسب،هنا يبدء الطريق لبناء مجتمع حيّ ومتحرّك لا ميت وثابت،فالثبات هو الموت

الحريّة الحقيقية بدايتها في الحريّة الفِكرية التي تجلب معها حريّة سياسية وإجتماعية وإقتصادية والمرأة جزء من الفِكر هذا الذي لابد أن يصل لمرتبة حرية عالية،عالية جداً.

أعجبتني فكرة في الفيسبك بعنوان:
انتفاضة المرأة في العالم العربي.
كمية الظلم للمرأة في جانبة كمية وعي عالية،وإن كانت لقلة قليلة من النساء،لكن البداية في معرفة الحقوق جيداً والمطالبة بها والاستمرار للحصول عليها بلا ملل وتعب،فالحقوق لا تنتظر منا الذهاب إليها بل السعي وراءها لجعلها حق يمارس دون مجاملات ورُعب مجتمعي ديني زائل.

لدي قناعة تامة،لا يهمني من أنت وكيف أنت،الأهم هل تراني إنسان،إنسان وفقط؟

يكفي استغلال المرأة باسم الله واسم المجتمع لإرضاء الرجل! يكفي،فعلاً يكفي!

ربما سأكتب بتفاصيل أكثر دقة،لكن هذا يكفي في الوقت الحالي!

2012/10/18

عبث الكتابة

في الليالي الباردة
تحتاج فنجان قهوة سوداء
صدر يحضنك
تضع رأسك تسمع نبض قلب حيّ
يدك ممدوة حتى تلف ظهر من تضمه لنفسك...


تنهد!
كتاب فِكري
تقرأ،تأتيك أفكار جديدة ومثيرة!
هل أكتب لكم ما جاء في عقلي؟
لو كُتب كُل شيء ما بقى للغموض طعم!
لكن... نعم،أنا كذلك..كما تعتقد،بالضبط!


أليس من السخرية
أن الجميل لا صاحب له
والقبيح له من الأصحاب ما يفوق حشرات الأرض؟
أنا يوم أكون قبيحة
وأيام أكون جميلة...جميلة جداً!


في هذه الحياة لا شيء مهم فعلياً من بعدي غير أمي... هي شيء كبير
شيء لا تصفه الكلمات ولا العبارات المُستهلكة،هي نور،نور حقيقي وساطع في حياتي،علمتني المسؤولية ولهذا أنا حرّة باختياري،علمتني أن لا أخاف شيء،علمتني أن أفعل ما أراه الصحيح ولو وقف العالم كُله ضدي،علمتني أن المرأة ليست إنسان اتكالي،لم تتعلّم هي ولا شهادة لها،لكنها عملت لتعيل أبنائها،ولم تعتمد على أي رجل قريب ولا بعيد،علمتني أن أمضي في طريقي واترك كل انتقاد شخصي لا قيمة له،حساسة جداً مثلها تماماً،لكن في ذلك قوة فينا،لهذا يهرب مني الجبناء،طاقتي تعلو طاقتهم! أعذرهم،لا بأس.

تُريد أن تكون منبوذ؟
بسيطة،كُن مختلف،كُن كذلك! فقط

كلما كتبت أكثر،كلما أردت المزيد
فقط الكتابة تفهمني!
أنا لا أُفكر فقط أكتب ولا أُراجع كلماتي!
لا أحتاج لتزيين كلامي ليعجبكم
هذه أنا،أهلاً أهلاً إن أعجبتك،حتى لو نفرت مني لا بأس،لك قُبلة حُب ثم اذهب! بسيطة.


الله الله الله
كم هذا الجمال ساحر!
ليس جمال وجهك
ليس جمال جسدك
جمال عقلك قيدني
بل حررني من كُل جمال
الجمال مفهوم عميق
مثلك تماماً،رغم إنك سطحي،أحياناً!
لا تغضب،أنا سطحية أيضاً عندما أتعامل معك وعميقة جداً في ذلك!


أنا أُحب!
آه أُحب،أُحب جداً
كل شيء،هُنا وهُناك..
القراءة
بيانو
ماما
صحتي
بسكويتي
هاتفي
عيني
عروقي
الموسيقى
المطر
تشرين الثاني
السماء
لون الزهر الأخضر وبه زهر صغير أصفر
صديقتي
قهوتي
ماء بارد جداً ومعه قطع ثلج لذيذة
آه كُل شيء وأُحب عقلي جداً
عقلي حقير جداً....
أتعبني جداً ومازال هذا الحقير يعاملني كما لو كُنا في حرب،حرب سلام لكنه حرب غريب جداً مثله!

هناك فرق بين الحُب و...
لا أعلم!
لكن الحُب هو العلاج لكل سوء في هذا العالم!


آهٍ على الوهم!
مجنون هذا الوهم...
لا وجود له،لكن نذل..
هل تركن حياتك إلى لا شيء؟
لا،إن فعلت أنت مجنون مثله.
إيّاك واتباع الوهم...اتباعك له يسلبك كُل شيء،فقط حاجة مؤقته هو...ستجد أعمق منها في أفعال نافعة للبشرية دون تحديد وتمييز!
اقفز واعبر حائط الوهم! لا تخف!


ماذا يحصل لي؟
مليئة حكي،أنا
فيض من الأحاديث تحتاج توثيق!
أنا بخير،وأنت؟


أتعلمون!
إني أحبكم
أحبكم كما أنتم بصلاحكم وفسادكم!
كما في مفهومي لا مفهوم توارثتوه!
ساعة مضت وأنا أحاول النوم...
حان موعد لقاء مخدتي...
تلك المخدة شاهد علي
سأحاول دفنها معي حين موتي...
سر هي؟ رُبما!

هل اشتقت لشخص ما!
لكنه لا يستحق؟
لا يستحق صدقك؟
لم يحاول شيء لكسب رضاك؟
آه نعم هناك نوع لا يرى إلّا ما يحتاج..
يقضي عمره في البحث عن شيء يُطلق عليه -حقيقي- آه حقيقي ههه
كُن حقيقي في ذاتك قبل عبثك!


-نوت-
شير مع تويتر من المدونة لم أدخل تويتر من بداية الشهر تقريباً،الوقت جميل دونه ومعه!

-نوت-
كُتب هذا البوست على صوت أصالة.

تصبحون على سلام وطقس جميل!




2012/10/17

الأم الوطن الكويت،كُل شيء هي!

أرض عذراء،ولّادة أطفال بثوب أسود ثمين،لا حبيب ولا رفيق!
لها أطفال بثوب أبيض أيضاً،بعضهم رمادي!

ماذا أُقدم لك أيتها الأرض؟
ألا يكفي انتمائي لكِ؟
حُبي ؟
أخلاقي وتعاملي؟
دراستي وصحتي؟
حُب أطفالك المرضى والمنفرين؟
أطفال طائفيين وعنصريين؟
أحبهم...رغم كُل ذلك؟
يكفي؟


أنا منك وأنت مني!
نعرف بعضنا جيداً،حتى إننا نمر
بنفس لحظات الفرح والحزن،والفوضى،كما لو كُنا شيءواحد!
أنا أرض!
أنتِ نبض!


كُل من أُحبهم بحق هم من رحمك!
لا يمكن أن أعدهم،عددهم كثير
عددهم بمقدار عطائك لي...
بعدد دمعاتي عليك
بعدد ضحكاتي وفرحي معك..
بعدد خوفي واهتمامي وبكائي ...
وددت لو كُنتِ شيء يُمس بكمال لأضمك..

مع كُل هذا لست مُستعدة أن أموت من أجلك... ما مات بي في السابق أخذ مكان كُل موت جديد!

مع شروق الشمس اليوم
أمام البحر
بكيت عليك،بكاء حُب
بكاء لأن فعلي مازال في حيّز الوسط
لست في الأدنى ولا الأعلى
البحر مثل عطائك بلا حدود
ويُدنسه البشر بدماء الصيّد والقتل!
بكيت،لأن المُسيطر بك تحوّل لموت بطئ
موت مازال يسرق الفرح ويزرع الحزن في العمق!
حين رأيت السماء وددت لو تُطبق عليّ
وأنا هكذا أتفكرّ بك وتمحيني وتمحيكِ معي،نكون من ماضي ولّى!

كُل الوجوه التي مرّت في تلك اللحظات،لا أعلم شيء عنها،لكن الحزن له مسحة في ملامحها!

قبل الشروق...
رأسي على مخدتي..
مشاعري اتجاهك غريبة جداً كانت...
تظلمين من يُحبك
تتلذذين بمن يؤذيك...
أَأنتِ مريضة؟
رأسي ثقيل من الليلة الماضية
لدي أخوة يعشقونك في قفصك...

هل أثور؟ تثورين معي؟
لنقلب الأدوار...ثوري عليّ،يسمح لك كُل شيء!
أنتِ فقط

لا بأس...يستمر حُبي لك
وسأعمل بصمت
نلتقي معك حين تستيقظين.


مريم.... وحشتيني

أتعلمين أن فقدك هو السواد!
فقدك يذكرني بثوبي الأسود!
لا إختلاف!
حُبست روحي به وبفقدك زاد عدد سنينها لقضاء دين الأيام!


صورتك!
آه صورتك!
مالي حاجة لصورة،ولا نسخة أصلية معي!
وجهك آه يُذكرني بكل شيء
يُذكرني في نفسي!
أفتقدكِ جداً،ذهبتِ وأخذتِ معك نفسي!

فارق عُمرنا مُذهل!
أنتِ الكُبرى وأنا الصغرى
كل الأضداد هكذا!
طباعي بها منك شيء الكثير!
طباع الحُب تعلّمته منكِ،كُل الحُب أفرغتيه في قلبي ومضيّت عنّي!
أنا حزينة لأني كُنت لوهلة مشغولة عنّك بمناجاة خادعة إلى لاشيء،صحيت ثم ضممتك لصدري،مسكت يدك وضغطت عليها خوفاً أن تكون تلك اللحظة الأخيرة،تحرك شيء بك،أعلم! شعرتِ بي!

ما هذا الليل الموحش!
ألديك متسع في قبرك؟
أُريد الانضمام،أتسمحين لي؟
فقط أُريد معانقتك وأنام...


هل تعلمين إني ظننت إن من يفقد من يُحب يشعر في الحُب أكثر!
حاجته للحُب تزيد!
لا، لم يكن كذلك!
قد فقد جزء منه وماتت أجزاءه معه!


أُحبكِ.. فلا حياة سوف تجمعنا
ولا خلود في هذا الوجود!

2012/10/16

مشوار



لوحة معلقة على حائط،حائط أبيض زاد جمال اللوحة الملونة بألوان السماء والزهر،حائط صُنع من مخلوقات ماتت،من وفاءه،ظننت إنّ هذه المخلوقات من سلالة عريقة،سلالة لا وجود لها في دنس هذا الوجود.


جناح أبيض،في سماء زرقاء واسعة،يرقص فرحاً من فرط حريّته الحقيقية،صدمته غيمة سوداء حاقدة،تداخل الجناح بأطرافها وفي وسطها مرّ،لن تستطع أن تحرّمه فرح حريّته التي شعر بلذتها فور مشاهدته للسماء الزرقاء من جديد.


اسمع صوتي!
صوت لا يُسمع!
كُل شيء لا يُقال،لا يُمكن!
وإلّا كيف هذا الخالق يُريد محاسبتنا على ما نكتمه!
أليس كُل شيء بحسابه!
كم تُريد؟


التاريخ لا يُكرر نفسه!
نحن نسخ متكررة مُملة لدرجة اللامبالاة!
نكرر الماضي حتى نشعر بقيمتنا،هكذا نظن؟ أنا لست منكم،إن أردت أن أكون منبوذة في هذا العالم،لابد أن اعرج عن خط حياتكم المُسبق تصوّره،لدي نسخ،من يُريدها؟ آه ما أكثركم!


في عقلي أفكار كثيرة،كثيرة حتى إنها تتناثر كلّما مشيت،في قلبي حُب لا محدود يفضحني حين ابتسم للجماد قبل الحيّ،كل هذا لا يمنعني أن أجلس في مقهى لأتامل البشر،أتأمل حركتهم،حديثهم،ابتسامتهم،غضبهم وكُل انفعالاتهم الحقيقية والمُصطنعة،لا أمانع الجلوس هكذا مع قهوة رفيقة لي،تتجاوب معي في فمي بصمت،حين أمضي في طريقي،اترك كُل شيء على طاولة المقهى وأخذ معي كُل شيء ببسمة حقيقية!

2012/10/13

تحرير النفس من الأنفس في دائرة الحياة!

مللّت السفن التي تأتي لبحرك ثم تُغادر!

الناس في حياتنا هكذا،يرحلون بإرادتهم وبعضهم بلا إرادة،هل حاولت الهروب قبل مغادرتهم؟ الهروب نجاة لك لكن الهروب ليس إلا صورة من صور الرحيل،الرحيل الذي نعاني منه جميعاً!

الرحيل جزء من هذه الحياة،لا تحاول منعه أو حتى وقفه مؤقتاً!

من يود الرحيل له الكون الواسع يناديه ومن يود البقاء له القلب الأوسع من الأكوان والعوالم وما بينهما،دع الهواء يتنفس ولا تكن أناني الطبع!

ذاتك هي الوحيدة التي لن ترحل عنك،كُن معها دائماً،لا تنتقم من ذاتك لرحيل أجسام مادية عنّك،روحك أرفع بكثير من مادية هؤلاء!

المدى يسع للجميع،حررّ نفسك من الارتباط بأي مخلوق،هذا التحررّ عميق،عميق جداً!

سبت هادئ مع سلام لكل الأرواح.

2012/10/11

رقابة عقلية؟ فقط اليوم،لا تفرح!

النسخ المتكررة تؤدي تلقائياً لموت المُجتمع!

هل أردت فعل شيء وتم منعك بحجة واهية! الحجج لا وجود حقيقي لها إلّا ما نضعها نحن إن كانت أخلاقيّة أقلها،أما الدينية والإجتماعية نتوارثها،بل حتى الأخلاق لن يكون لها وجود إلّا ضمن مجموعة،وتختلف كُل مجموعة بوضع هذه الأعراف الأخلاقية الغير مكتوبة غالباً.

في التدوينة السابقة عن الخطوة الأولى وهي الحرية الفِكرية،لم يكن في تفكيري إني سأُكمل ذلك في موضوع الرقابة على الكتب،فأنا ضدها تماماً في الماضي إلى اليوم وأتمنى في الغد أيضاً،أرجو أن لا تُفسر شيء على ظنك! أو كما تُريد،لا يهم!

بداية الفِكر هو مساحة الحريّة التي تُبنى في عقلك،بدايته تأمل وتساؤل وبحث وشك،كيف هي البداية الحقيقية التي تنطلق منها؟ القراءة!
القراءة روح لا تموت،روح خالدة،تسقي الحيّ ومن قبله الميّت والذي سيولد،هذه هي القراءة!

هل الرقابة لها حدّ؟
إنّ من أقبح الأعذار التي يستخدمها من يُطلق على نفسه رقيب،هو إعتقاده بأن المجتمع يحتاج وصاية أخلاقية في اختيارات قراءاته،رغم إن الأخلاق نسبية وتختلف من مجتمع لمجتمع فما بالك في كُل فرد منهم،لا أُحب استخدام الأخلاق عذر لأي فعل ضار أو نافع حين يتعلق في تعامل مجتمعي لا فردي،نعم،الفرد جزء من المجتمع،لكن الوصاية المُجتمعية هي قيّد قاتل للمجتمع وأفراده بطريقة لا يُنتبه لها جيداً،لأن من يفعل ذلك يربطها بأقوى ربط في حالة الإنسان النفسية وهي الحالة الدينية،التي تكون نبض حيّ في جميع الإستغلالات لرجال الدين،السياسة والإعلام.

رُبما يكون موضوع الكتاب الذي يُراقب ويُمنع ليس بموضوع ديني،رُبما سياسي،إجتماعي،تعليمي،جنسي وغيرهم من مختلف العلوم والقراءات،في المنع السياسي كأن ذلك الكتاب سوف يقلب الدولة لفوضى،رغم إن الدولة فوضى في حقيقتها لكنها مازالت على أخر خطوة وكُل ما هو ممنوع في هذا الكتاب السياسي تجد أقواله ونقاشاته في المجالس ذات الخصوصية والآن خرجت للعلن دون أي اهتمام،ومع ذلك تجد من يتناقش في ذلك،هو من المشجعين لمنع الكتاب،ما أكثرهم.
في الكُتب الإجتماعية والتعليمية وحتى الجنسية تجد إن الحديث عنهم طبيعي في حقيقته،وحتى الكُتب تناقشها بطريقة ذات قيمة حقيقية لا معلومات مغلوطة ووعي منخفض في الفهم المنطقي في هذه المواضيع السابقة.

الكُتب التي تناقش فكرة الدين،الرسل والأنبياء،الصحابة،الملائكة وفي أعلاها الخالق!
لماذا تُعتبر إهانه؟كما يصورّها البعض لنا؟ هي فكرة عميقة برمجية توارثت عبر أجيال وقرون وهو الخوف من التفكير،الخوف من مناقشة آية،حديث،موقف تاريخي،وفكرة وجود الله! هذا الخوف أسقاه رجل الدين المنتفع من القطيع اللافِكري المتزايد،كلّما زاد سيطرته كُلما زادت قيمته وأصبح القائد والمتحكم الفعلي حتى في أبسط الأشياء وكله باسم الله!
أعمق التجارب الفِكرية بدايتها الفكر النقدي في مناقشة أمور ورثناها منذ طفولتنا،تعلّمنا افعل هذا،لا تفعل هذا،دون معرفة السبب وإتاحة فسحة عقلية للأخذ والعطاء الفلسفي الذي هو صفحة بيضاء في بداية الحياة،تحديداً في السعي وراء الحقيقة في طفولة بريئة،يُدنسها المجتمع باسم الدين والله بحرام وحلال،وأغلب ذلك هو عُرف مجتمعي لا علاقة دينية حقيقية فيه،حين تبدء في تشغيل عقلك وتتسائل عن كُل شيء،هُنا أنت إنسان حيّ!

انظر للطفولة المُغتصبة باسم الخالق والدين،شاهدت سيدة تنهر ابنها لفعل خاطىء فعله،تقول: سوف تدخل النار!!
هل تخويف الطفل من نار جهنم سوف يخلق منه طفل سوي؟طفل عطش للمعرفة والعِلم؟إنسان لابد أن يُخطىء ليتعلّم!
كُل شيء يفعله سيكون خوفاً من النار!
الخوف فشل ودمار! مازلت أتسائل لماذا لم تخبره افعل هذا (عكس فعلته) لتدخل الجنة!

أي كِتاب تظن إن به إهانة لمعتقدك وشيء تؤمن به،إما تكتب كتاب جديد تُبيّن وجهة نظرك بالحجج والبراهين،إما اللجوء للقضاء وهذا فعل سليم مائة بالمائة،لكن هو اختيار الضعيف الذي لا حجة له ولا بُرهان يستطيع الإتيان به!

كيف؟
كيف يستطيع الرقيب معرفة إن كان هذا الكِتاب يُعتبر إهانة للدين،المذهب،القبيلة،الدولة وغيرها كثير،ما هو المعيار الذي يقيم عليه المنع؟
يستطيع بلا شك إعطاء ألف معيار وتبرير للمنع،ازح عاطفتك الدينية والإجتماعية والسياسية سترى هذا هراء واستخفاف بقيمتك كإنسان عاقل بالغ وحُرّ في صنع خيارات حياتك ومنها اختيار ما يُناسب مكانة عقلك وحاجتك للقراءة.

مع هذا التطور الهائل والسرعة التكنولوجية لا أعتقد هُناك حاجة لوجود أي رقيب على تواجد أي كِتاب في الدولة،نحن وصلنا مرحلة متقدمة جداً من الحصول على كُل ممنوع بثواني.
فمهما كان الرقيب هو يُمارس رقابته في مجتمع ممارس ممتاز للنفاق الأخلاقي والدعوي،وفي ملاحظتي لمواقع التواصل الإجتماعي تجد إنه لابد أن يُفضح كُل مدعي الفضيلة والمراقب الذي يظن إن هذا عمله في الحياة بل يقع في تناقضاته،والمثير إن مازال هُناك من يُقدسهم ويدافع عنهم بشكل مرضي ومقزز! تخيّل رقيب يمنع عنك كتاب ما بحجة إنه يحتوي على مقالات مسيئة لأحد الأنبياء-على افتراض-ثم تجد عنده هذا الكِتاب بين يديه! ما هو جوابه حين تسأله؟
سيكون واسأل بنفسك،إن هذا الرقيب يميّز الحق من الباطل وهو يقرأ هذا الكِتاب ليرد على الكاتب-وهو لا يرد على سؤال في تويتر- وإنه هو محصن عقلياً ولن يزيغ قلبه وعقله عن مسار الدين والصحة الفِكرية في نظره! هذه أكبر إهانه لك إن سمحت له بقول ذلك دون ردعه وتبيان حقك في ممارسة دورك الطبيعي في بحثك عن أي حقيقة تُريد الوصول لها،دون واسطة عقلية وكأنك لا تملك عقل بل صندوق قديم متهالك!

أنا مع حريّة القراءة وبيع الكُتب،أياً كانت هي،ذلك سيكون عامل أساسي في خلق جو ثقافي حقيقي،وسعي للمعرفة دون قيّد وتخوّف،سنرى الكِتاب يُقرأ فعلاً،ولا يقيّم من عنوانه أو اسم مؤلفه،بوابة الإطلاع مفتوحة للجميع،وثراء علمي،أدبي فعلي سنراه،وإن كُنت لا تسمح بذلك،لديك أطفالك ومن هم ضمن مسؤوليتك أن تمنع عنهم ما تُريد،لكن أنا لست ضمن مسؤوليتك بأي شكل من الأشكال لتوقع علي افتراضاتك العقلية والدينية في وجوب الصحة والخطأ فيما يجب فعله وعدم فعله! وإن كُنت تظن ذلك،أرجوك حين يقوم خالقك في معاقبتي لفعل ما،أكمل جميلك وإحمله عني! كما تريد فعله الآن!

وجود رقابة لا يُعرف أشخاصها للجميع،ولا تُعرف الكُتب الممنوعة وعلّة منعها،وما هو معيار اختيارهم؟
وماهو القياس الذي يُعمل به للمنع؟
وكثير من الأسئلة التي ستكون إجابتها غير مقنعة عقلياً لا عاطفياً،وسوف يميل له أصحاب العواطف والمُبرمجين وأصدقاء الوعي المنخفض ومقدسي الأصنام البشرية والوهمية!

كُل كتاب تم منعه،يمكنك الحصول عليه أونلاين،والمنع اليوم بيد هذا الرقيب وغداً المقص الذي يقطع عنق الرقابة بيدنا.

ملوحظة: كتابة البوست من الأيفون واسترسال عفوي،لا تُدقق كثيراً إلا في ماوراء الصوره،فهنا الهدف!
كان هذا البوست أمام البحر وهواء لطيف واستكانه شاي ليمون بصحبة والدتي الغالية.

2012/10/09

معي ودوني،كُن بخير

أتظن بأني ضعيفة لأطلب منك البقاء معي؟ أنا لا أحتاجك الآن!
في الأمس كُنت أحتاجك،كُنت بعيد واليوم أبعد،دع البُعد يشفي الحُب!
تعللّ به في جنونك،خداعك وحقيقة إنك تائه،لا تعلَم ما تريد،ماذا تُريد مني؟
آه آه الآن لا شيء!


لمن أشكيك؟
أتضرّع لمن؟
لا مُجيب لدعواتي وحيرتي!
آهٍ،لا روحانية بك، إلى أين تمضي غريزتك الهائجة! يوم،يومين وأيام بعدها تنتهي ولا يبقى إلّا الحُب باقي،الباقي أوهام،حتى إنها ليست دائمة،وقتية،وقتية يا صديقي.


أتظن بأني سأنتظر رجوعك!
أنت أتيت أول مرّة وأنت ذهبت هذه المرّة!
قد ألغيت وجودي وأنا في ذلك أُلغي كُل وجود!

الآن علِمت لماذا أخبرتني بحبك بلا تعابير وجوهنا نسمع وتشعر،الكذب صعب في اللحظة،الكلام الرخيص أغلبه يُكتب لا يُسمع! كم أوراق كاذبة في حقيبتك!


هل أُحبك؟
نعم!أحبك فلا وقت عندي لأكرهك!
حياتي لا تحتمل كراهية،ربما كُنت غاضبة،حزينة،دمع قلبي في صمت،مارست التنفّس حتى ارتاح جسدي،أرسلت لك ذبذبة تسامح علّها تصل!

إنّ التجارب الأولى دائماً تأتي بطابع أصيل وباقي للرجوع له حين نمرّ بتجارب جديدة،تجربة فاشلة جداً،تعلّمت،هذه منفعتي الوحيدة!

الأعذار التي أخبرتني بها،ههه مضحكة لدرجة الإستغراب! أنا بريئة؟طفلة؟نقيّة؟
آه نعم،لكن لستُ غبيّة!
لا تنسى ذلك،اذكره جيداً يا عزيزي!

طاقتي،حيّز عقلي،عمق مشاعري،أكبر وأوسع أن تحتويها أنت،بل أنا مُتأكدة ليس هُناك من يُدرك حقيقتي،صورتي لديك مازالت قاصرة بسيطة،لا ألومك،انظر لمن تعرفهم،جعجعة فارغة!


مشاعري إن قست وجفتّ،حجر!
لن يستطيع حتى اللطف معها أن يُفيد!
جثّة باردة كريهة أكون!

أتريد أن تأتي إليّ بعد شعورك بالفراغ والحاجة لشيء صادق؟
لا أعلم،لماذا دائماً يهرب الناس من الشيء الحقيقي والنابع من عمق الإنسان ويهرّول للعبث والخِداع والحيونة!


لا تناديني! فلا قول يشفع لك لا مبالاتك!
لك الآن لامبالاة قاتلة،تلذذ بها!

لا تسمع شيء مني،فكلامي لن تفهم شيء منه،لا تراني بعيناك الحيرى، حيرة عقلي أشدّ من عين خداعة،لا تُقبلّني،لا أُقَبلّ هراء،لا تضمني لصدرك وأنا لستُ في داخله!

لماذا أكتب الآن؟
لا أعلم!
حاجتي للكتابة في مرتبة حاجتي لأمي!
رُبما! لا أعلم، ولا أدري!
أمي،التي أنت أعلم بمقدار حاجتي لها!

أصدقاء؟ ههه
القهقهة وصلت لأعلى مدى!
فعلاً ما تقول؟
هذا وأنت عاقل! هه
يا سيدي،الحالة الرمادية لا أقبل بها،إما بياض أو سواد،حل المنتصف،دعه لغيري!

من هذه اللحظة لن تسمع شيء مني!
لا صوت،لا ابتسامة،لا اهتمام،لا وجود!
ارتح حبيبي ارتح وعِش في قوقعة المظلومية والوحدة! كم حولك من أصدقاء وأقارب! أرأيتهم؟ جميعهم!
معهم أنت وحيد،وحيد جداً،قلت لك لست غبيّة!
تضحك؟ اضحك لكن في عمقك تُدرك قولي وإن رفضته الآن.


في اللحظة الأولى كُنت أناني
في اللحظة الأخيرة كُنت أناني
ما بينهما تمثيل اللاأنانية!

تخبرني كيف أقضي حياتي؟
حياتي أقضيها بحُب للعِلم والقراءة ووجود حبيبة قلبي! هذه حياتي الحقيقية! التي نسيتها معك!



هل أنت سعيد الآن؟
كُن سعيد معي ودوني...
لك حُبي وسلامي،قلبي يُصلّي لك!
نم،أمامك ليالي طويلة لتقضيها في التفاهة والبحث عن شيء صادق ضاع منك!
والآن اعذرني هُناك أولويات،!
:)

2012/10/07

الخطوة الأولى: حريّة فِكرية!

في كل مجتمع تسمع بمطالبات متنوعة ومختلفة كلياً عن قيمتها وحاجتها لكل فرد مُطالب بها،وأكثر ما يتداول ويُستهلك دون فائدة هي قيمة الحرية في صورتها الحقيقية دون ألفاظ تزيّن معناها الطبيعي في ممارسة هذا الحق ولا استخدام ألفاظ ترقّع صوت المُطالب بها خشية رفض المجتمع هذا الحق ووصمه بالشذوذ الفِكري والزندقة،وهذا ليس في حقيقته إلا رد فعل طبيعي في وجود تشابه شبه تام في الأفكار والطِباع السلوكي والممارسات والطقوس حتى التعبديّة منها بين أفراد هذا المجتمع،الذي دمرّ ذاته بيدن،وأصبح الراعي الرسمي لصُنع نسخ مكررة من البشر،يستهلكون الأرض استهلاكاً تاماً،مع رغبتهم في السيطرة على من يسكن الأرض بل حتى من تحت الأرض وذلك في تقمّس أدوار منتهية وإعادة إحيائها من جديد لفرض الهيمنة من خلال أشخاصهم التي قد قدسّها الأحياء،وذلك التقديس عادةً لا يمارسه إلا الضعفاء في فِكرهم لسدّ نقص وحاجة نفسية عقلية للاطمئنان واللجوء للمُقدّس في حالات الضعف والهوان عادةً.

إن أكثر حريّة أرى المجتمع في حاجتها،هي الحريّة الفِكرية المفقودة جداً هذه الأيام وسط مهزلة فِكرية بل لا تصل لمرحلة الفِكر فهي غطاء وقتي زائل،فالحديث عن الحريّة الفكرية سهل وبسيط في عموم اللغة،فنحن أمة لغة وألفاظ ساحرة،وأفعال قليلة وأغلبها سيئة،وفي تطبيق هذه الحريّة ينهزم كُل مُدعي ومُدافع لها في مركب المجتمع الشكلي،ظناً منه إن في ذلك أمان مع الجماعة.

المجتمع الحُر فِكرياً،ترى تنوّع أفراده وإبداعاتهم العلمية والأدبية دون خوف وهمي من الدين أو العُرف المجتمعي الذي يزدري الآخر ويرفضه كعقاب على إختلافه والتمرّد على نمط مجتمعي قديم،بالي،مُستهلك لدرجة عدم صلاحيتة إعادة استخدامه من جديد،المُجتمع المُتفتّح في حريته الفِكرية يزهو بالعقول ويثمر بالأفكار المتجددة والجديدة كلياً،تنمو بشريته وينخفض به اللاشيء واللامكان
لظهور حقيقي صادق،هناك نظرة مختلفة نوعاً ما وهي أن التقييد الفِكري لا يقتل الإبداع بل يولّده ويظهر في أزهى حالاته،رغم إنّ ذلك صحيح في حكايا بعض الأفراد كما أعرفهم أنا،لكن بلا شك هو يعتمد اعتماد كُلي على مقدرة هذا الفرد وشخصيته في التكييف والعطاء،أنا شخصياً مؤمنة إن الحريّة الفِكرية هي الباب الأول للإبداع بل هي العتبة الأساسية للوصول لباقي الحريّات،فإن كُنت حُرّ فِكريا لا منقاد لأياً كان لمكانته الإجتماعية،الدينية،السياسية،الإعلامية وغيرها أنت في بداية الوعي لقيمة الحريّة الفِكرية وقد تخلصت من برمجة عشت بها أعوام وما كانت إلا هالة وهمية للسيطرة عليك ووضع مُخطط معيشي لك مع خضوعك لهم،ثم تُنهي ذلك أنت شُجاع بلا شك بل شُجاع جداً،لأن ذلك يتطلّب قوة داخلية هائلة للوقوف على استيعاب ما يدور خارجاً من خداع ولعب وسخ لهلاك الفردية المستقلة.

تعليم المسؤولية ليس بأمر سهل،فغالب الناس يهربون من المسؤولية أما بتقديس الوهم أو أصنام بشرية ونصوص تاريخية،أو يركنون لصنع قائد يتبع أيدلوجية ليكونوا تُبع له ثم يرمون كل سوء حاصل له بسببه حتى يبحثون لهم عن قائد جديد وإن ثاروا وعملوا مظاهرات تنادي بالحريّة والعدل والإستقلال،فهم منبع صنع الأصنام والديكتاتورية التي يوالونها ويحاربونها لمصلحتهم الخاصة تماماً.ولهذا يخافون الحريّة في عمقهم لأنهم يخافون المسؤولية،يمكنك فهم ذلك جيداً في ملاحظة الرافضين للحريّة بأشكالها والحريّة الفِكرية تحديداً.

ملحوظة: ترك تويتر لشهر كامل كان بعد قرار شجاع،وعودة للكتابة في المدونة من جديد لحفظ الأفكار والعودة لها للتعلّم والتطوّر وكذلك تويتر سارق لطيف للأفكار الكبيرة وجعلها صغيرة وسارق الوقت والجُهد،لهذا مسحت البرنامج من الأيفون حتى نوفمبر وتُنشر التدوينة تلقائياً من المشاركة مع.

2012/10/06

السبت الحزين،معك!

أيّ فرح أتى حين كُنا مع بعضنا
أيّ مشاعر تلف قلبي وجسدي حينها
أيّ عقل كان وزال في اللامكان
أيّ شوق مُلتهب لنظرة جمال
كل ذلك لا شيء عندك،فراغ!

هل أنت،أنت؟
لماذا اختلفت عن ما كُنت أراه أمان؟
لماذا كُل هذه اللامبالاة؟
لماذا كُل شيء تراه من تفسيرك،لماذا لا ترى شيء من عيوني؟
هل أنا طفلة ولا تُعجبك؟
اعذرني سيدي!
أنت الأول!


انظر إليّ أنا إنسانة
انظر إليّ أنا أنثى
تحتاج حضن مع لحظات الفرح والحزن
حضن مقابلهُ حُب لا خداع وانتظار لشيء أخر.


يا صديقي،الحُب ليس كما صورّته لي!
الحُب هو حالة مشاعر تسري في الجسد كنبض لا يتوقف،يزيد وينقص كالإيمان ولا كُفر به،أنت تُريد الجنّة سريعاً،ومن سرعتك تراني جهنم!


ماذا أفعل؟
أنا جبانة فعلاً!


كُل مغامراتك السابقة لاتجعلها مصدر للرجوع في الإختلاف والتقييم!
أنا مُختلفة،ولا أرضى بالمشاركة ولا بواقي الأيام،لا تنسى!


حياتي فرح وحزن،أنت في أفعالك هذه تجعلها حزن في حزن،لا عناد هُنا،أنا حساسة،انتبه للتفاصيل جيداً،كُل فعل وقول أرى تفاصيله وأُدقق في بدايته ونهايته،متأسفة لذلك،أنت لا مشاعر في ذلك،ترى كُل شيء بمادية منفرة.


ماذا أفعل لترضى؟
هل سيكفيك ذلك؟
ما حيلتي؟
لا تُردد كلمات لا ارتباط لها في الواقع،خيالك يرسم لك كُل شيء بسيط،هو كذلك،لكن ليس معي،وهذا بلاء لك يا حبيب خاطري


خذني إليك،ضمني لقلبك
دع كل مابي ينساب دون خوف وتردد
أنا قوية جداً،معك انسى ذلك،استغل ذلك..أرجوك

لماذا لا تحاول فهمي ولو لحظة لعنة علّها تُصيب وتراني على حقيقتي دون قبعاتك التي تُلبسني إياها للتلائم مع حالتك وجنونك وخيرك وشرك!
أبك خير؟ أبك خير لي؟
رأيت الشر وتقبلّته،هل سأرى الخير يوماً ما!

أتريد الإبتعاد؟
ابتعد كما تُريد،ليس بشيء جديد
كُل حبيب يرحل،رحيلك فوق الأرض لَهُوَ أهون لي من رحيلك تحت الأرض،يكفي من رحل وترك فراغ وجوده دون محل انتظار للرجوع.


أهذا هو الحُب الأول؟


أنت تؤلمني،تؤلمني جداً
رقيق مثل قلب طفل ولا تُريد أن أراك كذلك! لا تُعبر لي ليمتلئ بي الكون،أنا أرض تنتظر السماء تحنّ عليها بقطرة ماء صافية صادقة نظيفة وتُصلح شقوق الأرض.


ألا يكفي إن اسمي لطيفة؟

أحتاج أن أضمك لصدري
وأنام،أنام حتى أموت دون اكثرات لشيء أخر،أهناك ما يستحق؟


إن أردت الرحيل،تفضل..ارحل واغرب عن وجهي،لا أريد شيء منك،لا أريد أن أراك،هل تستطيع الاختفاء من كُل شيء يربطنا؟


ابقى معي،ابقى!


لا تراني ملاك،أنا شيطان حين يحين موعد الظهور،علّك تظهر معي في ليل ظالم لا صوت نسمعه إلا صوت السماء تدعو للصلاة! دعنا نصلي ثم نسرق بعضنا البعض بشقاوة.


إن رحلت عنّي أو رحلّت عنّك
سأبقى أعيش حياتي بصمت،أما أنت مواعيد خيانتك جاهزة،نتنظر طي صفحتي،لتُكمل كتاب حياتك،هل سترى صفحة ما تُحبك لذاتك؟ لا تُحبك لحاجتها؟
هل يعرفون الحُب هنّ؟ كم قرأت من صفحات؟ هل تستحق إحداهنّ صدق مشاعرك وقولك وفعلك وكُل شيء؟ هراء


أتعلم كم جرحتني!
لن تنتبه لحساسية مشاعري!
انتباهك لشيء أخر!


لماذا أنت أناني؟
لماذا هذا الجحود؟
لماذا هذه القسوة؟
لا تضع غضب حياتك عليّ!
أرأيتني وضعت غضبي عليك؟
لعمرك لو وضعته لما استطعت النهوض!

أحبك!
لماذا تكذب عليّ؟
هل الحُب انفصال؟
هل الحُب جسد؟
هل الحُب تفاهة؟
هل الحُب لا اهتمام؟
آه أنت تهتم! تهتم دون شعور
دون أن تُشعرني!


هل كان اللقاء في الوقت الضائع؟
قل لي.. حتى أُلملم مشاعري وامضي بصمت،لست أنا من طلب اللقاء،كُنت دون شيء،وضعت لي مائة شيء و شيء،ضياع!

أُحبّكْ!!
هل سيغيّر ذلك شيء؟
الحُب عندي شيء
الحُب عندك شيء مُختلف
متى نجمعهم!
نكابر أنا وأنت من يتنازل!
لا أحد لا أحد
مثلك أنا تماماً عنيدة!


اقضي يومي تفكيراً بك
استعمرت حياتي وأنا استسلمت
أريد استعمار تعمير لا تدمير


المسافة لا شيء،برود المشاعر هو الطامة.
كلمة رقيقة في الصباح تُغني
أغنية في النهار تكفي
قُبلة في المساء تُهدي النّور في ظلامه.
لا تجعل المسافة عذر،الأعذار كثيرة يا جميل،وصدقها قليل.


في قربك راحتي
في بعدك عذابي


البُعد يجعلني طفلة مستهترة
لا أقيم وزن لكلماتي،ولا اهتماماتي
هذه أنا في خوفي وارتباكي
أنت لا تُريد احتوائي
شعرت بفراغ وأبكاني فكان كُل ذلك.


أذكر جيداً لماذا تُحبني!
فلا تكرهني لتلك الأشياء!


لماذا تجعلني دائماً المُذنبة؟
أنا كما تعرفني جيداً،امضي دون خوف من شيء إلا خوفي على شيء واحد.

أحبك..أكرهك جداً
أحتاجك جداً..الآن


لا تُلقي اهتمام لما قيل هُنا،فأنت ترى ما تُريد فقط.



2012/10/05

العلمانية بين اللاشيء في الظن


لست مهتمة برأيك،بقدر اهتمامي بحفظ أفكاري في مدونتي،للرجوع لها وتوثيقها.(للتذكير فقط)
وما يُكتب هُنا يُكتب كما أفهمه أنا وكيف أنظر لشيء ما،وكلامي قابل للصواب وللخطأ بسهولة،اقرأ لترى الجزء الثاني والمخفي عنك من هذه الأرض.


المجتمع اليوم لا يتكوّن من عائلة واحدة،ولا من فَكر أحادي ولا دين واحد،المجتمع في كُل دقيقة يعمل باختلاف طُرقه على بناء أفراد مختلفين فكرياً،سياسياً،اجتماعياً،جنسياً وكُل تصنيف مجتمعي تستطيع إضافته لقياس عمل هذا المجتمع الجبار في خلق الفرد فيما هو عليه الآن.
لدينا عائلة عدد أفرادها يتعدى عشرة أشخاص،منهم الكبير والصغير،المتعلّم والجاهل،المؤمن والكافر،منهم الطبيعي والشاذ،(مع تحفظي على الكلمتين) واجمع كُل ضد وضعهم في هذه العائلة وفي بيت واحد يجمعهم،كيف سيكون يومهم؟ من ستكون له السُلطة للسيطرة وفرض الرأي وإن كان مخالف وغير صالح للمصلحة العامة لهم جميعاً،الأغلب من يستخدم أسلوب التخويف من العقاب من الله،والذي بيده الأموال هم المسيطرون عادةً،فحاجة الناس لضمان الراحة النفسية يأتي بوضع عقاب وإحساس بالذنب الشكلي لإراحة الضمير والاستمرار بأي فعل وتكراره وإن كان ضار في حقيقته،أما الحاجة للمال،فالكل متفق عليها،ولا يمكن أن تُعادي من يُعطيك المال وإن كان قد فرض عليك القيود والأغلال وأنت لا تُمانع أن يحبسك أحدهم. قس على ذلك الدولة.


أول سؤال يمكن فتح الباب به،هل الرسول محمد علية الصلاة والسلام كان علماني؟

العلمانية التي يصوّرها لنا المستفيدين من التخبط في هذا المجتمع والدولة،هي علمانية الفسق والفجور،علمانية الرذيلة،علمانية اللاإنسانية،علمانية تدعو للانحلال الأخلاقي وإلغاء القيم المجتمعية،وعندما تراهم جيداً وتلاحظهم بعين التجريد والموضوعية واللاعاطفة،ترى إنهم أسوء مما يظنون بالعلمانية بهذا القدر من التفاهة والتسطيح والربط بين العلمانية والفساد،تصويرهم هذا جاء من البرمجة الأولية والتلقائية لكل مفهوم جديد في وسط مفاهيمهم المتواجدة في عقلهم الصدأ،ثم من مركزهم المجتمعي الحالي وهو مركز القوة والهيمنة الفِكرية لأفراد مجتمع قابلين للرعي كما القطيع،واللهث وراء المُخلص الذي يظنون بأن ذلك قرباً وعبادةً لله ولنبيه وللأخلاق والجنة،مراكز القوة تُعمي الإنسان وتجعله يتخبط يمين وشمال فقط ليبقى في مركزه،لهذا تجد رجال الدين في شبكات التواصل الإجتماعية يكتبون أفكارهم المتدنيّه في فهم العلمانية وربطها بالإلحاد والرذيلة،والليبرالية معها في جعل الإنسان حيوان شهواني،حقيقةً هم يكتبون ويعبرون عن ذواتهم،رؤيتهم القاصرة وما في بواطنهم من احتياجات عقلية،نفسية،جسدية،وأنا لست بعالمه في بواطنهم،لكن كقاعدة شرعية هم يدعون لها علينا بالظواهر والسرائر لله،وظواهرهم جنون وريبة وخضوع مصطنع لمن يدعون باسمه.


عندما تقول علمانية،يأتي فوراً فصل الدين عن الدولة،يفسره البعض طبعاً إن هذا يعني لا دين ولا أخلاق ولا شيء أخر،رغم إن ذلك يعني فصل التحكم الديني (الذي نرى أثاره الآن في الدول العربية والإسلامية) عن السلطة السياسية في الدولة،التي هي واجبها الأول حماية أفرادها دون محاباة لأي فرد دون الأخر،دون ميل لفئة ما لأي سبب كان ويكون،وفي ذات هذا الشيء سنرى إن الدولة تقف بكل تجرّد وموضوعية وحياد إتجاه أي فِكر ديني،وتُعطي لجميع الأديان واللاأديان نفس القيمة الوجودية في التواجد وممارسة الطقوس في فهمهما وسط الاحترام المتبادل والقانون المُلزم في عدم التعدي على الآخر،وهذا لا يعني إلا وضع كُل شيء في مكانه الصحيح حتى يسود العدل في مجتمع الكُل يرى إن العدل والحق معه.يأتي أحدهم فيقول الدين عند الله الإسلام-أية.،أنا أقول له وما علاقة الله في كُل هذا؟ وما علاقة الله في الدولة؟ وما علاقة الدين في الدولة؟ أولاً عليك التفريق بين الله والدولة(وأنت في قولك لهذه الأية وصياغها لرد فعل لرفضك للعلمانية،أنت تتعدى على الله كما الإساءة)،لو كُنا نترك كُل شيء لفكرتك هذه،لكان لزاماً عليّ أن أبدأ من جديد في الفهم الفردي لمعنى الله،وهذا أمر مختلف تماماً في موضوعنا هذا كما أراه،ويمكن تبسيطه بأن علاقتك بما تعبد لا تمتد لعلاقتك في الدولة،فأنت عندما تُعلّمك الدولة وتُعالجك وتمشي في الشوارع وتأكل وكل فعل تفعله لن تفعل ذلك لله أو تقرباً لله أو خوفاً من الله أو طلب رضا من الله أو أي شيء مُتعلق في الله،الدولة تخدمك لأن ذلك عملها وليس لأي شيء أخر،تذكرّ ذلك،فلا تضعها في مقام الله وتعاملها بقدسية،فتخلق لنا دولة ديكتاتورية كما هي أغلب الدول العربية والإسلامية الآن.


حين تدعو لدولة علمانية بعقل واهتمام للإنسانية والإنسان قبل الإنسانية،دائماً ما تتطاول الألسنة عليك بفظاظة بدعوتك للدولة الدينية،وإن ذلك هو الحل للتخلّص من كُل المشاكل والأحداث التي نعيشها الآن،وإن ذلك هو العدل في عينه ومع الدولة الدينية سيختفي الظلم والقتل وكل ذلك،ببساطة لا توجد دولة دينية تحوي أي شكل من أشكال العدالة والإنسانية إلّا لمن يُديرها فقط،بل في النهاية هو ظالم لنفسه،وغالباً إما قاتل أو مقتول والتاريخ يشهد بذلك من البداية حتى النهاية، إن وجود الدولة الدينية أياً كان هو الدين،هي دولة تعلّمك إن كُل شيء مؤجل،كل شيء له العقاب في الآخرة،والثواب أيضاً،لكن غالباً هم يأخذون ثواب الدنيا والآخرة،والعقاب ينتظرهم في الآخرة ثم يأتي أحدهم الوعاظ ويخبرهم بأن باب التوبة مفتوح،لا يغلق على المؤمن وإن قتل وسرق وزنى وفعل ما فعل،رغم كل ذلك لا يُدرك إن باب التوبة مفتوح بينك وبين الله، لا بينك وبين من سرقته أو قتله أو ظلمته،إن من يقرأ جيداً القرآن وسير الناس من المشهورين والبسطاء المعدمين تجد إن مسامحة الله لمن أذاهم ليست ذات أهمية لهم بقدر أخذ حقهم هم في الدنيا وإن أظهر لك عكس بذلك بمثالية زائفة وذلك يظهر دون أقنعة،فالتوبة هي فعل مرتبط في إيمانك بالخالق لا مرتبط بعلاقتك مع الناس،تمعن جيداً وسترى ذلك بوضوح وطبعاً لا تنسى أن ترمي كُل البرمجة السابقة فقد فسدت وانتشرت بها ومعها رائحة نتنة قديمة منفرة.

العلمانية ليست دين لتضعها في خانة الكفر والإلحاد بل حتى إن الإلحاد ليس دين بقدر ما هو فكر عقلي،رغم إن من يميل للفكر هذا قد شوهه وأغلبهم من تخلّص من دينه ليركن لفكر يظن بأن مسموح له فعل كل شيء كان مُحرّم في دينه فتراه متطرف آخر بوجه جديد،وأيضاً هؤلاء في برمجة دينية وإن كذبوا ذلك،فهو يظن أن الإلحاد التخلّص من الأخلاق والقيم الإنسانية،لا يُلام في الحقيقة فهو ضمن قطيع سابق لقطيع جديد وهكذا.
العلمانية لا تستند على دين سماوي أو غيره لتحقق العدل،فهناك مائة لا يؤمنون بدين ما،كيف تُريد تطبيق تعاليم هذا الدين عليهم؟هنا إجبار وتعدي على الحرية الفردية التي لا يحترمها أي دين في وضعه السياسي،فالدين الطبيعي أياً كان هو سيكون في خصوصيته فلا فرض للآخر ولا إتباع للجميع بإجبار! (اطلق فكرك بالتأمل).


النظام العلماني في ذاته ضد التحيّز والمحاباة لأي فئة مجتمعية بأغلبيتها وأقليتها،لا يميل هذا النظام لك أو لغيرك لأنكم ضمن مجموعة دينية،عرقية،عوائلية،قبلية، هو ضمان حقيقي لحقوقك وواجباتك، كما إن العلمانية نظام وقائع غير معني بذات الأشخاص ولهذا هو نظام محايد مجرّد ويطبق على الجميع دون الإلتفات لطائفة دينية/مذهبية/سياسية ما أو الاستسلام لأي ضغط أياً كان مصدره،وكما نرى الآن أن الأنظمة الحالية تتجه لأشخاص لذاتهم ومركزهم وهذا تمييز واضح وصريح ولا يقبله من يدعو للحق والعدل،وهذا الإتجاه أما اتجاه ديني أو سياسي وغالباً إجتماعي لأن المشكلة الحقيقة هنا مشكلة إجتماعية للسيطرة والإجتماعية تضمن عدة درجات من القوالب للوصول لما بعدها واخضاع الغالبية للوصول للحكم الفردي،والرافض للعلمانية هو المستفيد من إيقاف العلمانية بأي شكل من الأشكال لأن ذلك ضد مصلحته وهيمنته على الآخرين،كذلك الرفض للعلمانية لسبب ديني كما قلت سابقاً لا علاقة في ازدراء أي دين في العلمانية،وسبب الرافض عادةً أنه يرى دينه هو دين الحق وبتطبيقه ينشر السلام والعدل ويُخفي الظلم والجور،لكنه بالتأكيد لن يقبل أن يعيش في دولة ذات توجه ديني والدين هذا مختلف عن دينه ويطبق عليه ماجاء في تعاليمه،ستراه كما الإنسان الطبيعي العاقل يرفض هذه السيطرة وحتى إنه سيقبل في العلمانية(الرافض لها في الحقيقة) حتى يستطيع ممارسة حياته دون قوة دينية تُجبره على أي شيء يراه هو في دينه أو معتقده خطأ،لهذا العلمانية هي سبيل لاحترام الأديان ووضعها على خط واحد من المساواة لا لأنها ترى هذا الدين هو الحق وذاك الدين هو الباطل بل لأنها تحترم كل إنسان يؤمن بأي دين في صحته أو بطلانه،العلمانية لن تتدخل في إيمانك وتُجبرك على شيء ،هي تترك لك هذه المساحة لأنها مساحة شخصية جداً،ولا علاقة حقيقية لها في ذلك،كما إنها هي الكفالة الحقيقية والواضحة للمساواة والعدل والبنيّة الأساسية لخلف نظام مجتمعي مستقر مع كثرة اختلاف أفراده في هويتهم وانتمائهم المتعدد لما يرجعون له،كما إن العلمانية لا تعني الإفتلات للمجهول،هناك قانون مُلزم الجميع باتباعه،لن يميل لي أو لك، سوف يُطبق على الجميع دون تمييز أو استثناء لأي قاعدة مجتمعية دينية سياسية،سيكون المجتمع هو الهدف الأعلى والفرد كذلك في نفس المستوى،لأن الفرد هو أساس المجتمع ودونه لن يتواجد المجتمع،فالعلمانية ترى الفرد جزء أساسي لبناء المجتمع لهذا سوف تضع كل القواعد الأساسية للحفاظ علية وعدم السماح للتعدي على الحق الطبيعي للإنسان بالاستقلال الفردي في دائرة القانون الذي يحكم مجتمع بأفراده،لا مجتمع بأفراد وهميين. العلمانية كما الميزان الرامز للعدل والمساواة لا محاباة لا مصالح خاصة،القانون هو الشيء الإجباري الوحيد لا الاختياري،كما في تواجدك في دولة علمانية لن تخاف من قول رأي صريح لأي فرد في المجتمع أن تقول رأي مخالف دون حبس وقمع ومظاهرات للمطالبة بحرية من تم حبسه لقول رأي ديني أو سياسي وفكري،الدولة العلمانية هي الإجراء الحقيقي لإزالة أي أثر أو فعل اُقترف في هضم حق فرد ما،هي الصورة الحقيقية والمنشودة لتأمين العدل والأمان للجميع بلا استثناء،كما إنها تنظيم فعلي للمجتمع يخضع الجميع لنفس القانون بكبيرهم وصغيرهم،بحاكم ومحكوم،بمواطن ومقيم،بمدير وعامل الشاي لمنظومة كاملة شاملة ضامنة حقوقهم ومصرّحه لواجباتهم، كما إن النظام العلماني هو محاكاة لسلوكك الخارجي فقط ضمن علاقاتك التي تنشأ في المجتمع وهذا ما يُنظمها، فلا يهتم لنواياك وروحانيتك،ما في باطنك لا وجود له إلّا إن تحوّل لسلوك خارجي.

العلمانية ليست بشيء منزه ولا مقدّس هي نظام وسلوك منهجي وروية شاملة للإنسان،كل ما فيها قابل للتجديد والتعديل لما فيه مصلحة للإنسان،الإنسان بفرديته ضمن مجتمعة أياً كان هو، كما إن  العلمانية لن تجعل من المجتمع مجتمع مثالي كما إن الدولة الدينية لن تجعل من المجتمع مجتمع مثالي وفاضل،وأقله إن الدولة العلمانية رادع سريع وحالي لأي مخالفة لا رادع أخروي بعيد فلا يرى العدل حالياً لتأجيله للحساب الآخروي.ولن يأتي أي تطوّر وسعة عقل لقبول كل هذا إلا بالتعليم،التعليم الحقيقي لا التلقين ولا التعليم المرجعي لأي سابقة موجودة.
ولا تنسى من يحترم قيمة دينه سوف يختار العلمانية ليبعد كل مستغل للدين وتاجر دين الذي يسيء للدين قبل غيره،وما العلمانية إلا اعطاء كل ذي حق حقه.



ربما الأفكار غير مرتبة أو غير واضحة وربما تراها خرابيط عموماً ارجع للسطر الأول من البداية فوق:)
 أي خطأ املائي أو غيره  اعذرني قد كتبته على عجالة ومن الأيفون.