2011/06/28

لا إنسان في إنسان



في كل يوم يكتبون يتحدثون ويصرّحون عن حقوق الإنسان! أين حقوق الإنسان أين هي تلك الحقوق؟ أيّ حقوق تبحثون؟ أي حقوق تتكلّمون؟ صمت مُطبق في كل تلك الأفواه السوداء، لونها لون عقولهم وقلوبهم التي هي حذاء بالي لا يلتقطهُ حتى ذلك التعيس الباحث عن رقعةً لحذاء رافقهُ في فرحهُ وحزنهُ وفي دخوله لمكان في لا مكان بقضاء حاجتُه التي يحتاجها كي لا يجوعْ ويدور.

هل أنتَ إنسان؟ لا، أرجوك لا تُجيب، فأنا أعلم أجابتك التي تنثرها لمن تُريد، هل هو من أهلك وأصدقائك؟هل هو من دينك ومذهبك؟ هل هو من وطنك وجنسيتك؟ هل هو يستحق أن يكون إنسان! هكذا إنسان، لا شيءلا أهل لا أصدقاء، لا يؤمن بالدين ولا يجمع المذاهب، لا وطن له. أهو إنسان ؟ أتراه إنسان؟أجد الإجابات مغلّفه بكثير من الخبث، بكراهية التعددية لإثبات تلك الوحدة الباهتة. أرجوك اصمت.

ليخرج لنا إنسان لا إنسان يعلن عن ما يريد، كم ينال من إنسانيته؟ لا شيء، هكذا! مريض،مجرم، نجس، حقير وتلك هي ألطف ما يُقال. لماذا لا تصمت! أرجوك اصمت.. ثمّ، قلْ لي: ماذا لو كان ابنك؟ أخاك؟ حفيدك؟ أي شيء تظن إنك تُحبه، أرجوك إنني أقبل الظن هنا، أتستطيع أن تخبرني، ما أنت بفاعل؟ لا شيء،تصمت ولا أحد يعلم ثمّ تهرب إلى بقعه أخرى، وتحفظ حقك وحرّيتك وإنسانيتك، ثّم تأتي لتأمر من يسمعك ومن لا يوافقك أن يركع لك، يركع لأفكارك، يركع لصوره الإله في داخلك،تتفاخر بذلك، فخر المرض والهزيمة في داخلك، لكن لا تعلّن ذلك، أو لا ترى إننا نرى! نرى ما تضمرهُ، هو ظاهرٌ على وجهك الذي قبّحه كل فعل لا ينصر إنسانيتك العوجاء.

إن أردت أن تكون إنسان، إنسان حقيقي، لا مزيّف لموقف وحدث، كن إنسان، دافع عن الإنسان أينما كان، أينما سَجد، وماذا عَبد، أينما مات وأين ولِدْ. والآن اصمت كعادتك ولا تزعج صوتاً حراً يحلّق في السماء.