2013/10/28

الحقوق بين الواقع والتطبيق

من قبل ولادتي وهؤلاء البشر كل من يتحدث عن حقوق المرأة في الشرق أم الغرب كان، لم أجد سوى الترهات من كل ذلك العرض -السطحي- وحكايا الحقوق والضمان، مظلة تحمي من سقوط وساختهم على الأرض وفي فور سقوطها هكذا في العلن يتبين الحق من الباطل.

يمكنك جمع المقالات والندوات وكل العروض التي يجب أن يطلق عليها -مسرحية- التي تتحدث عن المرأة وتفنيدها تفنيد منطقي ونقدي عميق، لن تخرج إلا بخيبات أمل ومعرفة أن ذلك ليس سوى سيرك يلعب به مجموعة أذكياء بخبث مع حماقة بلا شك، وجمهور مغفل وهش يصفق لمجرد التسلية، وكل ذلك ينطبق على الجانب المتدين والجانب العلماني كذلك أو الحر. 

كلاهما لا يأتي إلا بفكرة حماية المرأة، تارة في الجانب الديني وخنقها بتعاليم قديمة مستهلكة وإما بتعاليم تعاملها كحيوان خرج من قفصة وعليه أن ينفض بسرعة مجنونة، الحماية الدينية/ الحماية التحررية، كلاهما هراء محض، كلاهما يحصر المرأة في الجانب الاجتماعي -فقط- مهما حدثك عن حقوقها في السياسة/الاقتصاد/العمل/المواطنة وكل ذلك يكون بشكل قشور وكلام منمق ليمر بسلاسة دون تدقيق وتمحيص، في حين الحديث عن المرأة في الجانب الظاهري الشكلي يتفنن كل منهما في عرضه وشرح أسبابه بل حتى وضع طرق علاجية بكل بساطة. 

والمضحك إن كل الناشطات الحقوقيات في الكويت لا تملك أحداهن أي مشروع حقيقي في تطور حقوق المرأة قانونياً، متعودات على السطحية.
ببساطة لم أجد أي تقديم حقيقي ودعم للمرأة في الجانب القانوني، هو الأساس في حصول المرأة على كل حقوقها بلا أي تحديد غير المقنن، وربما يقول أحدهم: هذا دور المشرع. بلا شك، لكن المطلع على التاريخ والواع لما يدور حوله يدرك تماماً قيمة الضغط الجماعي في تشريع القوانين، في حين لو كان -الموضوع تافه- لوجدت المئات هنا وهناك على لا شيء.

على كل/ أي ناشط/ة يخبرك بأنه فعل وفعل وفعل...
حدثه عن ذلك وماذا فعل... لا شيء، هو يحتاج أن يعوض عدم التفات المجتمع له، فلا يجد سوى -مسألة الحقوق- مركب سريع للوصول، ولتذكر سواء حقوقك ولا حقوق غيرك وحريتك الاجتماعية/السياسية/الدينية/الاقتصادية/التعليمية/الصحية لا تكون إلا في ظل قانون يحميك ويعطيك كامل الحق في ذلك، ماعداه محض Show

2013/10/18

يجازى به

السماء الكبيرة... بعيدة
مستلقي الجسد على نور لا يعرف مصدره
الظلام عليه أكبر وأعمق
الأرض ضيقة وروحه في اتساع
لا يحتويه شيء لا شيء في هذا الكون
في الليل متعب هو هذا الجسد
يصرخ دائماً.. متى؟ وإلى أين؟
الموسيقى تُنسيه كل شيء نسيان مؤقت
الكتب تحميه من الانحدار
النوم يجافيه بلا رحمة بلا عطف
مثل العدو المتربص له كل ليلة
ينتظر اللحظة...
لحظة الانتقام الأبدي
مستسلم، لا يقوى على المقاومة
بعد ضياع اليوم لا يرتجي من النوم مبالاة
أليس النوم هرب؟
هرب من هذا الوجود المعدم
من  كينونة الوهم
بلا أمل زائف
يعرّض أصل وجوده للألم
لينسى.. ليتناسى
لا شيء يهم.. حقاً
هو لا يعيش في الحقيقة
يمارس دور لم يُكتب له
ويدور به السؤال...
متى! 




2013/10/16

مرتزقة/ المثقف العربي

المثقف العربي يريد دائماً صفات المديح تقصفه كما لو أنه أرض خصبه تحتاج راعٍ لها ومدمر بشكل أخر.

لو تلاحظ دور المثقف العربي فيما يجري حوله من أحداث اجتماعية/اقتصادية/سياسية لا يعدو عن بوق يردد ما هو مكرر من عامة الناس في المجتمع، ويفترض به -رغم أني لا أحب الافتراض الأكيد- أن يكون على قدر من المسؤولية في النقد الحقيقي ولا يخشى أي سلطة كانت بعد أن ارتفع لمكانة تخوله أن يكون قادر على التحرر من الموروث بأنواعه.

اختر لك ممن يدعي أنه من زمرة -المثقفين- من البداية حتى اليوم، ماذا قدم؟ التقديم الفعلي للنهضة الاجتماعية السياسية الاقتصادية؟ بل انظر لكافة المثقفين العرب هم نسخة مكررة المثقفين الغرب، ولم يكن المثقف الغربي سوى ناقد حقيقي بمقابل المثقف العربي المتأزم والمرتبط مع السلطة العليا، هذا ما دمر مصطلح -المثقف- فأصبح دوره قراءة روايات لا قيمة فكرية لها والجلوس في المقاهي وفي حضن السلطات الظالمة التي جعلت من هذا المثقف -الفارغ- صورة مملوءة بالقدوة والعلم والفكر، والدعم الذي يلاقيه منها يفوق حتى ربع تصوره عن العمق الفكري للمعنى الثقافي.

المثقف العربي يميل للدكتاتورية بل يشجع على النمو بهذا المرض ويعارض كل من لا بوافقه، في مقابل كنا نظن رجل الدين هو صديق للسلطة وخرج لنا الآن الصديق المفضل للسلطة وهو -المثقف- فتعطيه تلك الهالة بأنه ذو قيمة حقيقية مع توافر مجتمع يعاني من قلة الوعي فينبت لنا تخلف لا نهاية له.

المثقف العربي مازال يعيش بين أوراقه وأحلامه الوردية، لا يرى الشارع ولا يتفاعل إلا ضد كلمة الشعب المسحوق من سلطته العوجاء ثم يغرقك بمصطلحات هلامية:
الحرية/السيادة/الدولة/الشعب/العقلانية/التنوير/المدنية/الدستور/الكيان وكل تلك المصطلحات التي لا يستطيع ممارستها سوى على الورق المدفوع من السلطة.


وبعد كل ذلك نقول من هو -المثقف العربي-؟
مجرد مرتزقة. 

2013/10/13

السجن الشفاف

شد انتباهي اليوم فكرة في فيلم جديد في السينما، يتحدث عن فكرة الهرب من السجن، والرجل هذا خبير جداً في الهروب من أي سجن في العالم، وتم أخذه لسجن تم بناءه على ما أورده في كتابه عن ذلك.

السجن الجديد كان عبارة عن غرف زجاجية شفافة والكل يرى الكل، أي خطوة تُشاهد، أي فعل يُحاسب عليه وإن كان خاص جداً، الآن كيف يمكن لهذا الرجل أن يهرب؟

السجن هذا جعلني أفكر، نحن نعيش في بيئة لا تساعد على الشفافية، الشفافية تخيفهم، في داخل زنزانة مغلقة وذات حائط يمكن أن تفعل ما تشاء، وفي غرفة شفافة لا يمكنك ذلك، تشعر بأنك مراقب، مقيد، مختنق ومحاكم على كل شيء يبدر منك بنية خير بنية شر.


الأمر بسيط جداً، كلما أوهمت نفسك بالغموض صدّقك اللاواعي، لاحظ ذلك واستمتع في تأمل ذلك والخروج بملحوظة تجعل عقلك مفتوح لنقد كل شيء وقلبك لقبول كل شيء. 

2013/10/11

ضوى قلبي

وين تبيني أروح وروحي مقطعة جروح
عزتي شلتني وشوقي شقق جفوني
وين تبيني أروح؟
هذه عيوني اقراها خلني أرتاح
تشوف الحب فيهم؟ ولا بحبك أنا أبالغ؟
باسي قوي وأنا أبيك لي
اليوم ولا بعده
العشق لك وصل حدا
من يجيبون طاريك يفز لك يوفي
جني طفل ضايعه أمه
يحسب كل عباة هي عباة أمه
في داخله خوف وبجي
في داخله داري أنه هذه ماهي أمه
ماهي ريحتها
ماهي لمستها
ولا هذا حضنها
وشلون أضيّعك؟ 
وأنت مني وفيني
ولادتك بقلبي أشرقت
مثل الشمس تغيب وترد 
طفل بقلبي يا زينهم
لو أحفظك فيه ما كفاك
شلون سحرتني؟
وردي نسيته من شفت عيونك
غربل الله إبليسك
والله هو دام منك له قلبي دار
مابي أفقدك
لا تروح عني
وشلون ابتسم؟
تشعرني؟
تحس فيني؟
متوهمة أنا إنك تحبني؟
تعال...
قرّب صوبي
لك صدري مساحة راحة
قط اللي تبيه بحمله عنك
مثل عمود وسط البيت لك أنا
أشيلك بعيوني 
عيوني العاشقة لك
تفضحني بين الخلايق
ماقدر أخبي 
قولي ايش سويت فيني؟
ولا أقول خذني أنام على صدرك
وضمني حيل 
كسرني وردني 
أبي أغفي 
وتبوسني... وتسمعني أقولك
كل كلام الليل اللي تنشغل عني
أسحب لي كشكول قديم 
وأسرد فيه غيرة طفلة على من تحبه

2013/10/10

لا شيء لك

وما كل شيء هو لك 
لا شيء لك
تدور علّك تلقى ما تريد
ترجع دون شيء
شيء من انكسار بعد طول انتظار
تبادر... لا شيء
لا يدعو ذلك للرهبة؟
غريب رغم كل شيء
تتفتح الأوراق الملونة
لا لون هنا
رفض ما... دائم
مؤلم وعائم
حسك المرهف.. يقتل
بوقت ضياع...
وما كل شيء لك
لا شيء لك
اذهب للنوم... للكتاب
اذهب... وأقتل ما تريده
لا شيء لك

2013/10/07

مسافات حب

وما كل هذه الدنيا وما نحن سويا
تركض قلوبنا بعد أن كانت شتى
يجمعنا كل شيء وأولهم الهوى
تعال إليَّ
ضمني بحنية
اعطني من ماء عطاك
ووفره ليَّ
اغرق فيَّ
دع جنوني المكتوم يخرج لك عِليّا
نم ودعني أمارس حريتي علنيّة
أسرقك من هذا الكون وأضعك في قلبي في جسدي خشيّة طعون ليليّة
أضعفني حبك وساقني إلى أرض بريّة
أريدك ليَّ وفيَّ
أتريدني حقيقة أم كلام بين فنية وفنية
قل لي وارح مابي من لهفات منسيّة

3 Oct 2013 

2013/10/06

نزح

ماذا يمكن أن تكون هذه الحياة؟
كل تلك الأسئلة التي تعتريك كلما أحسست بضعف جسدي، ونفسي ربما.

أتعلم إنه مهما كتبت ومهما قرأت ومهما زادت معارفك، أنت فقط الموجود؟ أنت فقط وهذا ليس محض ترهات، إنها الحقيقة... أرجوك، 

أريد المشي على أرضية ترابية بقرب البحر وأصابع رجلي تشعر بكل خطوة دون حذاء، كما لو أنك تزيل كل ثقل على هذه الأرض البائسة لتزيد مما تعانيه، أن أمشي لأتنفس بهدوء، جسدي لا يقوى.. عقلي مثقل وقلبي منزوع.

صورة سيدة مع طفلها على عبوة -الكومفرت- أففف على اختصار الأمومة بذلك، أحتاج لاختصار ذلك أيضاً، لا أستطيع، قلبي لا يقوى.. اللعنة على هذا القلب.


شاور بارد -نصحني الدكتور- لو هو يعلم أن كل مابي يشعر بالبرد والبرود، عيني تنظر ولا تبصر.


انتظر أمور مهمة جداً في هذا الأسبوع، وأولهما صحتي ولا أستطيع النوم...بهدوء. 


أكتب كل تلك العبثية... لنزحها عني. 

2013/10/04

الجمع..

يوم جديد أخر
مستلقية على فراشي
لا أريد التحرك
مملوء عقلي بكل شيء
مغلق قلبي عن كل شيء
منذ الليلة الماضية وأنا مستلقية
كل ليلي متقلبة
مازلت أفكر..
لما هي تفعل ذلك؟
أهذا تكرار لما سبق؟
ثم يسرقني تفكير أخر
أكره المسافات البعيدة بين الناس
هي مقدمة رحيل
أمقت الرحيل
لماذا تعلّق قلبي
يالله..ارحمني
أحاول صد كل شيء
أغلق يداي
أغلق جسدي تماماً
حتى لا يطعنني أحد ما
أحد ما جعلته مني
إنه يوم الجمعة
طقس لطيف في الخارج
معدتي تؤلمني 
رأسي ثقيل
ثوب نومي القصير ونظارتي بجواري
كتب مبعثرة وأوراق كثيرة عليّ الانتهاء منها
قلت عل الانشغال يريحني
في الانشغال أعود للتفكير من جديد
أريد حل يزيل هذا الشيء من عقلي...

2013/10/03

ضرورة أخلاقية

كلما سمعت عبارات/ مجتمع محافظ، متدين، ملتزم، يحافظ على عاداته وتقاليده بالضرورة هو مجتمع -فاسد أخلاقياً-. ولنتفق على مفهوم الأخلاق حتى نقف جيداً على الخلل الواقع في الفهم الإنساني للمعنى الأخلاقي.

الأخلاق وكما أراه أنا شخصياً وليس اعتبار لأي قيمة معلوماتية ونص مقدس وحكي مجتمعي، الأخلاق هو المحافظة على الخصوصية الفردية،باعتبار هذه الخصوصية حق أصيل للفرد ذاته، هو المتحكم بانتهاك خصوصيته هو المتحكم بغلق دائرة خصوصيته، ما عداه تضيع وقت وحكي فارغ.

كلنا نتفق على الخصوصية ولو بأدنى مرتبة، لكن حين يتعلق الأمر بمن نرتبط بهم بقرابة/صداقة/زمالة وكل العلاقات الخصوصية والعامة، لا نرى للخصوصية أي أهمية حقيقية، هي مجرد كلمة والسلام، وفي هذا الصدد يبقى الحديث طويل ولا ينتهي ولن ينتهي، هو في تطور مستمر بأحداث متسارعة ومواقف جديدة لأي إنسان يمر بها، الخلل يشترك به كل الأطراف، جميعنا جزء من ذلك الخلل الدائر، لكن نكذب على أنفسنا لنظهر بمثالية الأخلاق، وثوب الإنسانية وكل تلك التوافه المصطنعة، حين تدرك الطبيعة الإنسانية تدرك مدى هشاشتها في صد المثالية، فهي تحارب الفساد وهي تمارسه بطريقة ما، تمنع كل شيء بتلبس صورة الولي والقادر، وهي تنزعه بنفس الصورة على من تشاء،الأخلاق أن تكون أنت-بتوازن- الإنسان لا تذهب للجنوب لا تذهب للشمال، تبقى بينهما بين الصواب والخطأ، لا تنحدر لا تتصنع

الانستقرام/ مادية المجتمع

في الحقيقة -بلاء- هو بلاء أنك ممن يلاحظ ويدقق كثيراً، لعنة السماء عليك بهذا البلاء.

تحتاج ليوم فقط، بل ساعة واحدة مع برنامج الانستقرام وتتابع أغلبية من اشتهر به، ألم تلاحظ ولو لمرة واحدة كمية -الاستهلاك المادي- الذي يعرضونه؟

حقائب/طعام/بضائع جديدة/مجوهرات...الخ!
أنا شخصياً، انقرفت من هذه -المادية- غير المصطنعة، كل شيء أصبح -بضاعة- معروضة بشكل بشع، والبشر في تهافت عجيب على المعروض، المعادلة سهلة اقتصادياً، لكن ما هو الجانب النفسي من ذلك؟

سلسلة الحياة هنا جداً مملة وتافهة في الحقيقة، طفل صغير يُربى على محاولات تجميع المال، وصرفه على كل شيء مادي وقتي، هاتف جديد، وبعد أشهر هاتف جديد أخر، وبعد أشهر قليلة شيء جديد، ويستمر هو في هذه الدائرة التي هي عبارة عن صورة لأهل بيته، يكبر لمرحلة المراهقة، يزيد الأمر لسيارة جديدة وشروط المادية العالية، البحث عن الأعلى في السعر والمواصفات لخلق صورة وهمية عن -السعادة- المجتمعية، ثم رجل يبحث عن زوجة، تعمل براتب يكفي /في الأحلام/ للمصاريف الثانوية، جميلة جداً، مثقفة جداً، ويفضل لو كل شيء يأتي معها بالمجان،ثم بناء عائلة تقوم على نفس فكرة المادية المريضة وهكذا.

هناك بشر كل حياتهم ماديات، لا يشعرون أبداً بقيمة الشيء المعنوي، تابعت فتاة مشهورة في الانستقرام لمدة 3 أشهر، ولم أستحمل أكثر في الحقيقة، كل الصور عبارة عن عرض لشيء مادي، حقيبة/مكياج/حذاء/طعام وهكذا، ملل! لا ألومها، هذا ما يطلبة المتابعون في البرنامج وفي الواقع، وهي جزء من هذا اللاوعي، من حق كل إنسان التمتع بما يملك، أن تشتري مائة فستان في الحقيقة لا يهمني، ما يهمني فكرة/ هل هي في حاجة هذه الفساتين؟ ما هي قيمة وجود الفساتين؟ 
وما إلى ذلك..


حتى في علاقات الصداقة والقرابة أصبحت الماديات طاغية، كل شيء وله ثمن مادي، السرعة في الأيام وكثرة الترف دون معنى، اللجوء للأقنعة المجتمعية والفراغ الفكري والوجداني هو سبب كل ذلك، ناهيك عن تصرف الدولة اتجاه المواطن والمقيم، كل شيء بمقابل مادي حتى السكوت والحق والواجب.


في الجامعة كتطبيق مصغر، خذ لك طالب/طالبة تراهم بشكل -يومي- لاحظ ماذا يلبس، بتفصيل سترى العجب، ولك مطلق الحرية في الوصول للمادية التي تأكل جيل يعوّل عليه بناء دولة ومجتمع وحياة..

2013/10/01

لنفترق


لنفترق الآن ما دام في مقلتينا بريق

وما دام في قعر كأسي وكأسك بعض الرحيق

فعمّا قليل يطلّ الصباح ويخبو القمر

ونلمح في الضوء ما رسمته أكفّ الضجر

على جبهتينا

وفي شفتينا

وندرك أن الشعور الرقيق

مضى ساخرا وطواه القدر

لنفترق الآن , ما زال في شفتينا نغم

تكّبر أن يكشف السر فاختار صمت العدم

وما زال في قطرات الندى شفة تتغنّى

وما زال وجهك مثل الظلام له ألف معنى

كسته الظلال

جمال المحال

وقد يعتريه جمود الصّنم

إذا رفع الليل كفيّه عنّا

لنفترق الآن , أسمع صوتا وراء النخيل

رهيبا أجشّ الرنين يذكّرني بالرحيل

وأشعر كفّيك ترتعشان كأنّك تخفي

شعورك مثلي وتحبس صرخة حزن وخوف .

لم الإرتجاف ؟

وفيم نخاف ؟

ألسنا سندرك عمّا قليل

بأن الغرام غمامة صيف

لنفترق الآن , كالغرباء , وننسى الشّعور

وفي الغد يشرق دهر جديد وتمضي عصور

وفيم التذكّر ؟ هل كان غير رؤى عابره

أطافت هنا برفيقين في ساعة غابره ؟

وغير مساء

طواه الفناء

وأبقى صداه وبعض سطور

من الشعر في شفتي شاعره ؟

لنفترق الآن , أشعر بالبرد والخوف , دعنا

نغادر هذا المكان ونرجع من حيث جئنا

غريبين نسحب عبء ادّكاراتنا الباهته

وحيدين نحمل أصداء قصتنا المائته

لبعض القبور

وراء العصور

هنالك لا يعرف الدهر عنّا

سوى لون أعيننا الصامت



نازك الملائكة