2015/08/21

حكايا: زيارة منقطعة

الواجب الأخلاقي:

في كل المهن يتصارع الإنسان بين ما حوله و بين قيمه الأخلاقية و بين واجبه الأخلاقي كذلك، ربما تقرأ ذلك و يمر عليك الإدراك مرور عابر لأنك لا تدركه كمعنى و ربما لأنك بعيد في الحالة المعينة. و أن تكون طبيب معالج و يصارع أمامك إنسان على شفير الهاوية و تسمع له لكنك لا تسمع لأن عينك قبل أذنيك مشغولة في النظر للساعة، يدك مهرولة لوصف علاج تعلم أنه مجرد روتين تمارسه لتكتب عن أسماء و وصفات زائفة للهدوء و السكون و يراها من أمامك العلاج السحري لحالته ثم يخبرك بلطف بأن كل هذا مؤقت للسكون و أنه يحتاج حل حقيقي ينهي التوهان واللانهاية الذي يمر به هو، بسمة شفقه يرسمها لأنه هو بذاته عاجز و يعلم بأن الحالة المؤقتة هي حالة مستمرة لا تنتهي، و بعد ذلك دقائق من تواصل في الأعين بصمت، ليعود الروتين ذاته علاج جديد، تنبيهات للطوارئ و كل ذلك، حتى أنك حفظت الحديث جيدًا لتكراره، و ما هو الواجب الأخلاقي هنا؟ 
أن تخبره بصوتك لا بنظراتك أن لا علاج حقيقي، كل ذلك هو غطاء هرب و واقي إن اشتد القتال عليه إعوج. ثم لتهرول يديك كما تريد، و ليمضي هو لصراعاته وحيدًا، معتمدًا على جرعات تمده بلحظات صفاء، و على يقين بأن عودته قريبة لتكرار كل ذلك من جديد.