2012/11/30

يا إنسان..أعتذر منك

أنا أعتذر منك على هذا الشر في هذا العالم،أعتذر جداً لأن هُناك-لا أحد-يعتني بنا كإنسان.اقبل اعتذاري أرجوك وسأعمل دائماً لنسمو بإنسانينا بعيداً عن دنس اللاأحد.

هكذا كانت حكاية الاعتذار عن شيء كلنا نساهم به،نساهم في رخص قيمتنا كإنسان،تصفق للقتل والدمار والاعتقال لأن-الإنسان-هذا ليس من محيطي المُغلق ليس من طائفتي المذهبية-اللاإنسانية- ليس من ديني-الذي تكتب عن سعته- ليس من قبيلتي ولا عائلتي،ليس من جلدي ولوني،ليس من جنسيتي وفكري،ليس شيء لأن لا شيء يربطني به،وقد هدمت -أول- ارتباط فعلي معه وهي الإنسانية،هي الرابط الواجب تحقيقه في التقييم والتعامل لكن الركن للرتوش السطحية لا يعني سوى أنك على قمة السطح-ليس مديحاً انتبه- ولا اطلب منك المثالية-المستحيلة وجوداً- اطلب منك-العدل والانصاف- فقط. كن إنسان

فش خلق: محمد بن الذيب إلى المؤبد

القصيدة التي قيل أنها سبب سجن بن ذيب،القصة عندي الآن ليس في القانون ذاته،القصة في عقلي ووجداني أعمق من كل هذا،من مسألة الحق الطبيعي في ممارسة الرأي ومعها أيضاً المتنفسّ الطبيعي للكثير خلال الكتابة أو الشعر تحديداً،أنا أرى ذلك برؤية خاصة بي لماذا أصبحت الكلمات ضيقة في التعبير عمّا نريد،لماذا أصبح إدراك المُستمع والقارئ لنا إدراك قاصر في فهم ما يود هو إدراكه فقط،لماذا ضاقت الحريّة في كل دقيقة مع زيادة البشر؟الكون يتوسع تلقائياً ونحن نقترب من بعضنا بوحشية وألم ونية مبطنة للتدمير والقتل والحبس الفكري.
الجبناء يرتعبون من الكلمات،الكلمات سلاح فتاك حين يستخدمها الفطن في المواضع الصحيحة وإن كانت غير متاحة في العلن،أستطيع استيعاب دفع غرامة مالية على رأي لا يُعجب السُلطة أو قذف أو غيره من مسميات التعبير عن الرأي-حين تراها بتجرّد تام دون مثالية المدينة الفاضلة والإنسان الملائكي- لكن الحبس المؤقت أو المؤبد فيه من التعسف والاستبداد بل أيضاً يمكنك اعتباره تعدي جلي وواضح على الحرية في التعبير-السلمي-عن شيء ما،فهي ليست دعوة للقتل أو قيام حرب بل -فشة خلق- عن أي موضوع يمسك أو يمس شيء ترى به أهمية.

أن تقبل سجن أي شخص كان لأنه قال رأي-باستخدام كلمات لا أفعال غير مقبولة قانوناً- في أي بقعة في العالم فأنت إنسان شاذ وحقير،و التطاول في ذاته شيء مبهم،ربما حتى النظرة المباشرة تعتبر تطاول،ما قيمة التطاول وعقابه وأنت لم تجعل لوجودك قيمة-حقيقية- لا هالة مؤقتة.

الكلام لنفسي قبل نفسك.

2012/11/25

فراغ مملوء فراغ

لم أفعل شيء
كُنت مستمعة فقط
أنت من أتيّت وافضيّت
كُنت تعلم كم أحمل في قلبي هدوء
مشاعر لم يُدنسها شيء بل حتى لم تخرج من محيطها.

على كرسي خشبي أكتب لك، يناديك أن تجلس بجانبي،نجلس سوياً دون ملل دون نظر لأي شيء سوى التأمل في العيون وحديث مشاعر منّي وشقاوة منّك تخجلني وتشعرني بسعادة وخوف عميق،خوف من كل شيء،ألم أقل لك،أو لم تعرفني؟ أخاف جداً ومقاتلة جداً،يرهبني كل شيء ولا شيء،هذه أنا كتلة تناقض كلي بين الحياة واللاحياة.

في هذا الظلام ومطر ينهمر على وجهي
أود لو كُنت معي...تشاركني قطرات المطر على وجهي،ننظر للسماء بتعالي ونضحك،تتسخ ثيابنا من المطر ونعانق الوجود بشيء من الحُب،ذاك الحُب الطاهر الذي لن تفقه منه شيء وأنت بعيد عنّي هكذا.

أريد أن أتعلّق بين وعيك واللاوعي بك،تراني في كل شيء،معلّقة بين طرف عقلك الذي تُحاول أن تُخفي عمق فِكره وصدق مشاعر قلبك ووجدانك التي تُحاول قتلها كما لو أني أمنعك من شيء حقيقي،شيء لم تشعر به من قبل.

أنا يا سيدي محتاجة لصديق
صديق حقيقي لا يراني كما يراني الناس،يرى حقيقتي ويتحمل جنوني وغضبي على كل شيء وحُبي اللامنتهي حتى لتلك القطة النائمة على رصيف مُبلل وتنتظر عِناق لا طعام،تمتص كُل أحزاني-التافهة- وضحكات قلبي الصغيرة ومعها مزاجيتي الصعبة،ونكراني لكل مالا أطيقة في نفسي،خوفي وأماني ومشاعري المتحركة ومعها أفكاري المتقلبة مائة مرة في اليوم،هل تستطيع تحملّ كل هذا ولا تمضي بعيداً تارك لي وسادتي ووحدتي!

أحتاجك جداً بجانبي
كُل شيء عليّ الآن
متى تُخفف ذلك عنّي؟
أعلم ستقول ماذا أفعل وكُل شيء غير مستقر!
هل دعوتك أنا للاستقرار؟
عانق وجودي واسمعني وشاركني
كل شيء سيكون بخير بعدها.

كثير من الحكايا مرّت وهي تفقد وجودك.

أبعدتني عنك وسوف أبتعد مثل بُعد السماء والأرض

افتقاد شيء

جلستُ على رصيف رمادي
مددّت رجلي ومعها يدي للسماء
وددّت لو أن لي طول يصل للمدى البعيد
يصل إلى ما بعد السماء.


متى أقطف ثمرة الوجود من قلبك؟
أخذني العدم وتُهنا إلى اللامركز
علّك تأتي بوحدة الشيء ونجتمع.


لو أمسكت جوف روحي لما كُنا في هذا الصمت الطويل،لما كُنا في مسافات البُعد نضيع،لما كان مرور الشتاء دون عناق وكوب قهوة لي وشيء آخر لك.


مررّت على كتاب
نادى عليّ بصوت لطيف
في أي عام نحن يا جميلة؟
قلت؛ في العام الذي رُسمت به فوضى
السياسة وتمرّد الناس واستبداد السُلطة
وضياع الجثث بلا حق.
قال: لو أنهم حاولوا قراءة شيء منّي
ما حصل ذلك،بل إن حصل لكان أقل شدّة من هذا.
قلت: التاريخ يا سيدي لا يتكرر،نحن البشر نكرر طباعة أنفسنا فقط.


حين تصحى من نومك
في الطريق
في عملك
في كل زوايا الكون
ترى وجوه لا تبتسم!
عذراً،أنا لا أطالبكم بمستحيل
وليس لي فائدة حقيقية-قليل من الراحة ربما- فقط ابتسم رحمةً بوجهك.


صباح الأحاديث التي تفتقد شيء ما

2012/11/23

مع الرحيل تعود الصور

ماذا أُخبركِ بعد رحيلك عني؟
حين رحلتي رحلت أنا معكِ
رحلّت وماعدت هُنا
رحل بي كُل شيء
افتفاداً لكِ
شوقاً لرؤية وجهكِ من جديد
لو تعلمين ما أمر به هُنا
أتسمعين؟
أتشاهدين؟
أتشعرين؟
كم شعرت في نومي
ظننت إنك جالسة هُناك
تنظرين صحوتي
شعرت بشيء يعانقني
ذكريات؟
شوق؟
لا أعلم،لكنه حُب لكِ
وضعت يدي على قلبي
تنفسّت مرة،اثنان،ثلاث
آهٍ آهٍ آهٍ
على هذا الوجود دونك
من يُسمعني؟ يسمع تفاصيلي دون ملل؟ أتذكرين الطفل الذي ابتسم لي وأخبرتك؟أُريد أن أراه من جديد لأرد له ابتسامة جديدة علّه يحيى بي وجودك
من يُضحكني؟
كُنت قادرة على خَلق ذلك من عمق حزني وألمي،شيء بك كان يحتويني،يحتويني وليس مثلك شيء
من يسأل عن تفاهاتي؟
كُنتِ ترين كُل شيء بي
لم تكثرتي لشيء أخر
أتذكرين قلادتك؟
بلونك الجميل اخترتيه لي؟
ياه،مازلت كل مرّه ألبسه
أُقبلّه وأتصورّه أنتِ
يزيّن عُنقي وتخنقني الذكريات معه
سرحت مرّة ما قيمة كُل هذا دونك؟
لا شيّء
انتظار،ألم،شوق ودموع لرحيلك عنّي
قاسيةٌ أنتِ
رحلتي وجعلتيني هُنا،وحدي
وحدي أواجه العالم،وحدي
أرجوك،لما رحلتي هكذا بسرعة
رحلتي وما رحلّتي منّي ومن قلبي
هل أضمك لصدري؟
أود...
أن أراكِ الآن وأُخبرك كل ما مررّت به
كل شيء سعيد
كل شيء حزين
وما بينهما
ثم أنام وتغطيني بشرشفك الزهرّي
مثل طفلة تبوح بأسرار صديقتها الوهمية
أتعلمين!
كم عانيت منذ لحظة رحيلك
إلى الآن! آه لا تكفي للسرّد
كيف لي بجسدك لأضمه وأشعر!
أشعر بوجودك معي؟
وجود حقيقي
اسمع ضحكاتك الرقيقة
وابتسامتك الدائمة
التي لم تفارق وجهك معي
فقدت ذلك الحنان منك
ذاك الاهتمام والخوف عليّ من كل شيء
جعلتيني طفلة،دائماً
ثم تهت بعدك ومازلت أبحث عن الطريق
هل تسامحيني؟
هل تسامحيني إنّ نسيتك في لحظات؟
أتغفرين خطيئتي لنسيانك؟
ذنبٌ عظيم وألمي لذلك كبير
وددّت أن أكذب عليّك وأقول لا في تلك اللحظات،لم أستطع.
حين أرى فتاة تُشبهكِ
ابتسم لها حتى أرسم في عقلي إنها أنتِ
ثم أضحك على جنوني ومرضي لفقدانك
اليوم هو يوم مولدكِ العظيم
يوم عظيم،جداً
كيف أحتفل به وأنتِ لست معي؟
في يوم مولدك السابق
جلست أمام البحر
أتفكرّ كم الحياة لا تستحق
كم ذلك الساديّ يتفنّن في عذابنا
بكيت ضحكت تنفسّت حتى اختفى
وجودي بوجودك واندمجا
كما لو أتيتِ
لعناقي
تقبيلي
ولتمحين حزني عن وجهي
ومعه دمعي وألمي
لم يكن له طعم دونك
كانت هُناك قطة هزيلة
تمرّ أمامي
من جنوني قلت هذه أنتِ
ربما
أكذب على نفسي بخرافات
فقط لأطمئن... قليلاً
وضعت لها طعام
ترددّت ثم أتت حتى شبعت ورحلت
دون كلام دون شيء
مثلك تماماً
رحلتي بصمت و سكون تام
في شهر مولدي
كأنك تريدين أن أذكرّك
كلّما زاد عمري عدد
ولا تعلمين إنّك معي
في وجودي وعدمي

2012/11/20

فضفضة شيء ما

الحياة ما هي؟
كيف تكون؟
دائرة أم مرّبع مشوّه؟
مثلث متوازي رُبما؟
لا أعلم!
أحياناً علينا الخروج من الشكل الظاهري للوصول للمضمون الجوهري.
قبل -لنقول فرضاً- خمس سنوات أين كُنت؟ ماذا كُنت تفعل؟ ماذا كانت قناعاتك؟ من هم أصحابك؟ كم كتاب قرأت؟ مارست التفكير النقدي؟ تأملّت؟ عانقت صديق؟ فقدت أخ؟ عملت خير لوطنك؟ ساعدت فقير؟ تبسّمت في وجه شخص لا تنتظر منه شيء؟ أين وصلت في تعليمك؟ كم لحظة مرّت بك كنت على بُعد خطوة من الاستسلام؟ كم فرحة مرّت بك؟ كم لا مبالاة أتت لك؟ كم لا اهتمام أرسلته لمن يُحبك؟ هل فعلت شيء لصحتك؟ هل طهرّت قلبك؟ هل سامحت ومضيّت؟ هل أحببت دون قيّد وشرّط؟
هل فعلت شيء ما بمنفعة لغيرك دون انتظار مردود مادي ومعنوي؟
كل هذا.... هل تغيّر شيء بك؟
لا يهم إلى الأفضل أو إلى الأسوأ!
حالاً...تغيّرت؟
ممتاز،فعلت شيء ما.
أنت هُنا في هذه الحياة،لا يهم كم مرّة أصبت وكم مرّة اخطأت،الأهم من ذلك أنك تشعر وتتفكرّ.

2012/11/02

سلسلة ارتباط وهمي!

الحياة رحلة،لا أعلم مدتها ولا أُريد تحديد ذلك،ما بينها هو ما يهم.
كل منا متعلّق ومرتبط بإنسان أخر معه في هذه الحياة،أب/أم/أخ/أخت/صديق/حبيب مثلاً.
أن ترتبط بأياً منهم شأنك وفق قدراتك،لكن التعلّق بهم يرجع لحاجة في نفسك تكتمها،إن كُنت مُدرك لها،فِك التعلّق وينتهي كل شيء.
المشكلة ليست فك الإرتباط،بل التخلص من الحنين للرجوع للإرتباط،كأن الإنسان يحتاج أن يتعلّق بأي شيء في الأرض أو السماء ليشعر بطمأنينة وهذه أنانية،أن أخدع نفسي واسمح لغيري بخداعي!

جلست وحددت من تعلّقت بوجوده،ماما أحدههما،الأمر صعب علي أن أفك التعلّق بها،فأنا طفلتها الصغرى ومن يراها وتراه دائماً وفي كل دقيقة.

أسهر الليل بطوله،تفكيكاً لسلسة الإرتباط الوهمي،ثم أرجع من جديد حين أرى وجهها!

درس:
من لا يحتاجك لا تحتاجه،تمنى له الخير وامضي،الحياة أعمق من تضييعها بأوهام،يكفي الوهم الكبير المغفل!