2014/11/04

لطائف/ الوعي: التجربة الحقيقية

الأيام تمضي و خلال كل يوم تظن بأنك قد وصلت لقناعة نهائية أو شبه مستحيل محاولة تغييرها، أحيان كذلك تظن بأنك شجاع جداً و كل شيء سوف يمر و ينتهي، لكن، حين نأتي للواقع هو كذلك، لكن بشكل فعلي ليس بأي شيء بمعنى السهولة و البساطة التي تصفها الكلمات.

مرحلة الوعي التي تأتيك بعد تجربة حقيقية في معنى الحياة لا شيء، لا شيء يمكن أن يحدث لك بعد ذلك سوى مراحل أعمق للوعي، ما عداه يمكن تجاوزه حتى دون الرجوع له، غالباً.

الوعي هو الوعاء الذي يسقي أفكارك و رؤيتك لكل شيء، فلا يمكن مقارنة وعي مريض سرطان بوعي مريض انفلونزا، كلاهما مرض لكن في التطبيق الفعلي لا يمكن لك إدراك الوعي الوعر الذي يصل له مريض السرطان/ أو أي مرض مميت. نعم، ربما الوعي يأتي للجميع دون هذه التجارب و في التدقيق الإنساني نرى أن الوعي يأتي بعد معاناة فعلية و بعد الكثير من السواد، المترف لا يجد وقت ليصحى، يبقى في دائرة الملهيات حتى يحين وقت ما، يرى من خلاله كل شيء أو يرحل و هو غارق في اللاشيء.

صحيح بأنه لا يمكن الاستخفاف بتجارب الأخرين و همومهم و مراحل وعيهم -البطيئة- بفعلهم، و كذلك لا يمكن استحقار من يمر و مر بمراحل سوداوية من شيء إرادي أو لا إرادي، لكل ذلك عبء، عبء ثقيل ليحمله فرد واحد فقط، و صاحب الوعي الصادق يتحمل كل صعوبات المرحلة لوحده يستخلص منها معايير و مبادئ يستطيع الاستناد عليها في مراحله و خطواته القادمة.

 إن المعرفة تأتي عن طريق جهل أولي، المعارف التي تأتي بمعرفة سابقة لا يعوّل عليها منفعة حقيقية تؤدي غرضها من نقل حالة توهان إلى حالة استقرار بحثي مستمر، و لا يخفيك أن بعض الجهل هو معرفة، إن تجردنا من كل فكر مسبق.

لا يبقى الإنسان -الحي- على شيء، يستمر في المسير و إن سقط يستجمع قواه و يستمر، أما الإنسان -الميت- يعيش، يسير و يدفن في المربع ذاته. إن الأرواح التي تلتقي بصميم التشابه الروحاني -إن أمكننا تسميته هكذا- تبقى متشابكة رغم بعد المسافة و بعد الحياة اليومية، هذا التشابه مثل الوعي يكبر بعمق و صدق مع كل أمر من الحياة بالبقاء في بعد مكتوب و يبقى الأمل بأنه مؤقت و لحظي، و إن كانت اللحظات ملخص أيام أو سنوات. 


2014/10/19

يومًا ما

كلنا على مقاعد انتظار تضيع أعمارنا 
بين التأكيد و النفي نتأمل حياتنا، مرحلة إدراك أن لا شيء يستحق أن يسحقك؟
لا شيء و لأي شيء..
تضع رجلك على الأخرى و ظهرك لظهر الكرسي لصيق كأن تحاول أن تلتصق روحك الحقيقية و لا تسمع تأكيد أو تطير رجلك لتسمع نفي.
كأنك طفل أو كبير سن، ربما.. تعد ما هو جميل في حياتك ثم تجد أن كل شيء جميل لأنك تحسه و تلمسه و لا تغرق في مثاليات الأحلام و زيف السعادة، فلا شيء يبقى جميل دون نظر/لمس/سمع/تذوق و احساسك به و فيه.
و أنت في هذا التعداد لما حولك تصل لك رسالة بأن كل شيء سيكون بخير. تصمت للتفكر و التأمل تتنفس كما لو أن لا هواء سيكون لصدرك باق.
تسمع اسمك و تتذكر هذا أنا؟ 
لا. سبقك أحد ما للدخول، تهدأ و تحب اسمك أكثر
ثم تعود لذاتك كل الوساوس التي سرقت نومك وتدور معها إلى ما لا نهاية، عل كل شيء سيكون بخير. 
للروح التي احتوت وجعي و مازالت، كل المحبة كل الود كل الخير الدائم. 

2014/10/17

مفارقات الاختيار

لا أعلم ما الذي جعلني اليوم أتفكر باسم مدونتي و أنا أنتظر موعد ما ليأتي و أنتهي منه بهدوء.

لم يكن الاختيار صعب في الحقيقة، كنت في أعلى التطرف في فهم الحياة و ما نحن هنا نفعل، كنت أعتقد بأن وجود أهداف هو المعنى الحقيقي للحياة، ربما موقفي -حينها- كان صحيح و هذا ما يجعلني دائماً لا أقوم بحذف شيء قد كتبته هنا، لأني أعلم تماماً أن هذا هو مرجعي الأصيل للتأكد و التعلّم.

فكرة الأهداف الآن مخيفة لي، فأنا الآن لا أبحث عن شيء في هذه الحياة إلا أن أكون سعيدة، سعيدة ببساطة. هكذا، لكن حتى أكون كذلك لا أعلم ما الذي علي تجاوزه، تحمله، التخلي عنه، في الحقيقة مازلت أتخلى عن أشياء كثيرة و من بدايتها كان التخلي عن حاجاتي المادية و عوضت عنها بشيء لا مادي بسيط "التخفف" هو السلوك الذي مازال حتى اليوم يحتاج مني صبر و بال طويل و مقدرة على الترك متعبة، متعبة جداً، حتى علاقاتي مع أهلي و أصدقائي راجعتها في عقلي لم أجد شيء مر دون تعلّم، ياه تصرفات مزعجة و كلام كثير و مواقف غضب و خذلان و مشاعر صادقة مني و لا يهمني الآخر لأن مع الوقت كل شيء يبقى -درس فردي- أذكر أشياء كثيرة و أحاول دائماً رؤيتها من منظور عقلي منطقي لأن حين التعلّم لا وقت للمشاعر سوى شعور الحاجة للمعرفة. 
اليوم كذلك أرسلت لي صديقة لي و كانت تعلمني في مرحلة ما، كان حوارنا تقليدي لكن كل الحوار كان عبارة عن عدسة مكبرة لرؤية " ما هو الطريق في هذه الحياة؟" 
ربما هذه إشارات؟ لا أعلم.
بعد هذا العمر مازال لي شيء جميل أتمسك به مثل مقدرتي على القراءة و استمراري في التعلم و وجود والدتي، صديقة حقيقية، مساحة البحر التي تجبر كل كسر و أشياء كثيرة سريّة.

مازلت أنتظر الوقت يمضي للانتهاء من هذا الموعد، الذي يليه الكثير من الوعي الذي أظن بأنه فرصة لي، ربما لن أتعلم شيء وقتها لكن في تجاوزه سيكون شيء ما تغير بي للأفضل بإدراك أعمق، أعوّل على سكوني الكثير علّ ذلك يحبب لي الأمر.
 

2014/09/16

السلوك و أوراق الشجرة

تدور أفعالنا و أقوالنا في دوائر محددة و تفاصيلها محيرة، سلوكنا غالباً يقوم على:
مسألة الضمير:
في الضمير القاعدة ثابتة: الخير و الشر، رغم في تعريفها لكل فرد قد يختلف في كل التفاصيل التي تؤدي للمعرفة بأصل الفعل، مع إمكانية التبرير للسلوك أياً كان قاعدته.

مسألة الأديان"الثواب و العقاب":
لدى جغالبية البشر الدين هو متنفس الصبر مع التأكيد على أهمية الجانب النفسي الذي يشغل بال الكثير مع تزايد الماديات و التطور السريع في كل الأحداث الخاصة و العامة، و ربما كتطبيق لإدراك أثر الدين في الجانب النفسي "الإيجابي" رغم أن لا أتفق في مطلق الإيجابية أو السلبية فكل حالة لها مسببات و أحداث مختلفة، الظلم: أن تسكت عن ظالمك أو مسامحته بحكم الثواب المنتظر، غالباً هذا و قلة في مسألة القلب السليم في الدنيا، متغير و قابل للتبديل و مؤلم على مدار الأيام.


مسألة الصحة و الخطأ:
معيار الصحة و الخطأ ربما نراه هكذا جلي و واضح لكن غالباً حين يتعلق الأمر بنا تختل الأمور و ربما كذلك حين يدور الأمر في مسألة الانتماء و التوجه يصبح التبرير هو الأكثر رواجاً من فصل الصحة عن الخطأ فصل قائم على العقل و المنطق. 

الحياة مثل الشجرة في كل ورقة منها ألف قصة و معنى. ومسائل الحياة حين تدقق بها تجعلك تخاف و هي ذاتها تجعلك شجاع. 

2014/09/13

حكايات: السبت

يبدو أنه صباح يوم هادئ
كعادته يوم السبت لا ينفك إلا أن يكون محط البدايات لي. 
كل شيء يدور حول رأسي و استمر في الكتابة تخفيفاً للدوار أكثر، موسيقى في هذا الصباح مثل قبلة أم لم ترزق بأبناء و ولدت بطفلها بعد سنوات طويلة، ماذا يمكن أن تفعل بك الموسيقى؟ سوى أنها تطهرك تلقائياً؟
أمنيات كثيرة محفوظة و الكثير من القلق اللا طبيعي حول كل شيء واقع في قلبي، عليّ المشي للحياة، لا أحب الجري السريع، مخيف هذا الجري لأني أقع بعده دائماً و تنهار كل الأمنيات.

هذا هو مكاني الصحيح لي أنا؟
لما عليّ أن أثبت كل ذلك؟
يمر العمر و أنا مازالت تائهة مرتعبة بين الأوراق و الكتب
كأن كل شيء بهم، ربما.. و ربما، لا شيء.

السبت؛ صورة الفقد في حياة وحيدة، لا حياة بعدها..أبداً. 

2014/08/30

سحب الجنسية: الانذار الأخير

التمعن في تاريخ الدول والأحداث الخاصة بها تجد أن أكثر الدول اضطراب تصبح يوماً ما أفضل احتمال يمكن أن تتقبله وسط الأحداث المتسارعة وسط اضطراب دائم و متطور في حدود الدول الأخرى.

لو كنت دقيق الملاحظة خلال 10 سنوات الماضية في أحداث الكويت،المنطقة،العالم كله و كنت ما تزال ترى كل شيء على ما كان عليه، لا بد أنك لم تكن عديم الملاحظة بل عديم الربط، و الربط هو المادة الأكثر حيوية من الملاحظة، لهذا في ربط كل حدث و قياسه على دولتك يجعلك ترى كل شيء بعدسة نظيفة.

في تغيير الأحداث هناك جوانب عدة:
-الجانب الاجتماعي:
هذا بطئ التغيّر و التبدل و هو الأقوى بين الجوانب الأخرى، يرجع ذلك لأن أغلب ما يرتبط بالجانب الاجتماعي هو -العرف- و العرف في شروط تكونه يحتاج وقت طويل و مجموعة كبيرة لاعتباره شيء سائد و مقبول.

-الجانب الاقتصادي:
لا يمكنك التنبؤ بحدوثه خاصة لعدم المطلع جيداً و يمكن أن يكون هو الاحتمال الأصح لكل حدث عالمي أو ثوره شعبية حقيقية.

-الجانب السياسي:
الأسرع و الأخطر، لأنه عادة يقع بين مجموعة متنوعة و سلطة، سواء كانت السلطة متمثلة بفرد أو مؤسسة.
لا يحدث التغير هنا اعتباطاً، غالباً هو مدروس لكن النتائج لا يمكن التوقع بها بل كل شيء هو ترجيح حتى يثبت العكس.

في أهم 3 جوانب، أين تقع أنت من كل ذلك؟ و أين تقع دولتك؟ و في خصوصية البقعة هنا، لم تكن الكويت أبداً 
خارج دائرة التغيّر و المطالب، بل أصبحت العوامل المساعدة لنشر ذلك هي التي تقود كل مطلب و كل فكرة كانت في فترة ما مكتومة و لا تنشر.
لم يحدث شيء خطر حتى مع الضرب و الاعتقال و الظلم من قبل الدولة اتجاه الشباب و الساسة، حتى مع كل المؤتمرات و الرشاوى لم يكن كل ذلك خطر أبداً، بل هذا فعل كل السلطات التي يقول لها الشعب: كفى.
و تحول السلطة من الجانب التعسفي في استخدام الحق أصبحت الآن في الجانب الذي نطلق عليه:"ين و قعد." و من ذلك قضية سحب الجناسي، فالقضية الآن هي سحب الجناسي للمعارضة أو من لا يوافق الحكومة، أما البحث عن كل مخالف -فعلي- و مزور للجنسية لن يكون أبداً إلا كانت هناك كل فترة لعبة تصفية من قِبل السلطة اتجاه فئة من المجتمع، و غالباً يأتي الدور للجميع، لأن الجميع قبل به حين لم يكن الدور عليه.

2014/08/01

لطميات الغزو العراقي

الذي يميز الشعب المدرك و الواعي أنه يصنّف أحداث بلده لفكرة تاريخية لا فكرة عاطفية مؤقتة، التاريخ يبقى و يتكرر بشكل مختلف و تكرار ذكرى الأحداث بشكل طفولي رخيص لا يعدو إلا جهل و تخبط، و كذلك لوم الدول مع شعوبها التي كانت ضد الغزو العراقي فكر قاصر مضحك و مع كل الأحداث التي تمر بها الدول منذ لحظة الغزو العراقي حتى اليوم، يرى أن موقف الحكومات ليس بالضرورة هو موقف الشعب، هذا للواقع.
أما من يعيش في دائرة ضيقة و مجتمع مغلق على أفكاره سوف يحاول إقناعك بعكس ذلك لأن هذا أقصى مساحة لنظره و فكره أما استغلال أسماء الشهداء و الأسرى و أسرهم في كل الثاني من أغسطس و جعل ما فعلوه شيء طارئ عن فعل المواطن اتجاه وطنه فعل منحط و تافه.
على الإنسان أن يتفكر جيداً و يحاول، "محاولة" أقله أن يستوعب التغييرات التي تطرأ كل يوم على السياسة و الاقتصاد و المجتمع. والبقاء في نفس الدائرة لن يتطور شيء بل تراجع أكيد للأسوأ وبامتياز.

2014/07/25

لطائف: شيء بي

كتبت في صفحتي البيضاء كل شيء
أفراحي و حزني 
كل الخيبات كل الكسور 
لم يعد شيء يدفعني للكتابة لما في داخلي
أصبحت الكتابة هنا صعبة
أسراري أصبحت أكثر
حزني أكبر
اهتماماتي قلّت
فرحي قصِر 
جسدي.... متعب
قلبي في مقبرة اللاشيء
أما عقلي.. لا ينتمي إلى شيء هنا
الناس أصبح كل منهم قيّد عليّ
أتخلّص من وجودهم
يأتي غيرهم
أتمتّع كثيراً و أنا وحدي
معي أفكاري، موسيقى، أوراقي و كتبي
هذه حياتي وينقصها المكان...
أمام بحر، بيت زجاجي رخيص الصنع
في الصباح أمشي على الشاطئ 
أتنفس...
يأتي لي من يرى ذاتي
أكتب له أشاركه أفكاري
نغوص في عمق البحر
من شدة خوفنا نلتصق
نشرب و نأكل سوياً
أنام على سرير أبيض قريب من الأرض
السماء فوقي 
صوت الماء موسيقى حقيقية
يدي تعزف له كلمات و أفكار 
طالما احتفظت بها لنفسي فقط
جسدي الأبيض يتحول للون مختلف
أتخلّص من سواد شعري 
أكتب كل يوم رسالة...
بقدر الأيام التي قضيتها هنا
أتنفس بهدوء و أقوم لممارسة حياتي هذه.

2014/07/16

لعنة الربط بين الملاحظات

هل مرّ عليك شيء من هذا؟ أم كل ذلك ضرب من خيال عالق في فكر عقلك النائم؟لم تكن تلك الغفوة إلا دقائق تصحو تسحب هاتفك من على الطاولة البيضاء البعيدة، تبحث عن شيء في هذا العالم و تستمر تبحث و تجد أجوبه لأسئلة لم تفكر بها من قبل بل كانت تفاصيل ليست مهمة حينها. عينك نصف نائمة، قلبك يدق بسرعة، رجلك ممدوة من تحت الغطاء، عقلك يتفكر بمائة شيء قبل أن تكتب شيء منفرد، أما أنت مع كتلة جسدك لست هنا، في مكان بعيد، وفي كل ذلك البعد مازلت تبحث و تبحث... يقف كل شيء... تغمض عينك و تتنفس... تردد: أنا ملعون! لعنة:الملاحظة لعنة: الربط. 
أيمكن لأحدكم أن يدرك هذا الشيء؟
يدرك ماهية التعب في ذلك؟
و ماذا بعد كل هذه العواصف؟
يصمت الوجود حولك و لا تسمع 
إلا صوت عقرب الساعة
هذا التردد الصوتي المنضبط
لم يكن من عبث.. كل تردد منه إشارة... الوقت ينقضي 
الملاحظات صحيحة، الربط دائما صواب كل الاحتمالات
 و لا شيء ينتظر محاولاتك لوقف عقرب الساعة 
لا شيء... حتى الاحتمال الأكيد.

2014/07/02

حاجة

حصل لي موقف قبل أيام و كنت متعبة جداً من كل شيء، و مع إيماني بأن الكتابة طريقة علاج لم أقوى على كتابة سوى أسطر و شعرت بشيء من اللامبالاة أو عدم الرغبة بالاستمرار في الكتابة بتفاصيل أكثر.

لا أعلم إن كنت سأكمل أو أحتفظ به ك "نوت" عابر في الهاتف، لكن مؤمنة أن ما حدث لم يحدث اعتباطاً، إن ذلك جعلني أخذ ركن بعيد لوقت قصير لشحن النفس بأكثر معرفة بأصدق هدوء، يبدو أن هذه الحياة لا تكون جميلة إلا بوجود أصدقاء يسألون عنك لأنهم يشعرون بك، ولا أجمل من أن تضع رأسك على وسادتك و في عيناك دمع لا تعلم ما هو سببه و افتعاله سوى أنه باب من أبواب التفريغ الذاتي لما يحدث في داخلك. 

توثيق

حين تكون الكتابة هي سبيلك للعلاج الذاتي و هي نفسها باب التخلّص للمضي و مع كل ذلك تخذلك الكلمات أو لنكون أكثر صدق "حاجتك أن يبقى كل شيء مجرد شيء عابر" بلا توثيق كتابي أو عودة أكيدة للقراءة.
الأيام تُنسي كل شيء و الوقت يداوي، أتكمن صحة ذلك في كل شيء لا يوثق؟ في حياتنا الخاصة و العامة؟
أتذكر شيء لم يوثق في الكتابة أو الصورة؟
كما لو أنه في باطنك يُسترجع بتفاصيله؟
لاحظ كل شيء حولك..
كل شيء يُنسى ما تم توثيقه و ما تم ركنه للذاكرة
كل شيء يُنسى...

ترف الصراع

المترف لا يفقه لا يدرك مقدار الصراع الذي يعتري الآخر، حين يكون كل شيء لك متاح لن تشعر بقيمة شيء، مثل طفل مولود يكون تائه ضائع -و دائماً- لديه من يلبي احتياجاته، إن أصدق البشر من يعاني، يعاني في داخله وكل شيء يتصارع في عقله و ذاته، أما الموتى فقط الموتى هم صورة -المترف- و كلما تلفت رأيت الموتى حولي أكثر، كما لو أن لهم فرقة عزف دون آلات و موسيقى، فقط أجسادهم الهشة و ألسنتهم المخدرة و عقولهم الفارغة و كلمات تقذف من كل مكان، كلمات دون معنى دون وعي دون أي شيء حقيقي، إنها كلمات الموتى التي مر عليها زمن وما استطاعت التحوّل و التطور للمسير. 

2014/06/24

مريم...

في 24/6/2010 حين فقدت أختي الكبرى مريم، لم أكن أشعر بالحزن فوراً، و بعد وقت حين أصبح رحيلها شيء نهائي و شبه مقبول من الجميع، هنا أدركت أن عدم حزني كان حالة نكران، و نكراني كان مرحلة سلام لي، كل القرارات الجيدة كانت في هذه الفترة من صحة و تعليم، لم أجد هذا الإدراك في رحيلها مقبول حتى الآن، فكثير من الأوقات أظن أن هناك شيء منها موجود معي، لا أعلم ما هو لكن شيء يبقيني أنتظر شيء أجمل مما أنا فيه الآن.
لا أحب البكاء المفتعل ولا سرد المشاعر المفتعلة، رحيلها أثر بي بهدوء و بعد هذا الوقت الطويل من لحظة رحيلها لا أذكر شيء من وجودها معي إلا شعرت بالفرح، كما لو أن وجودها و ذكراها تذكرة دائمة لي بالفرح..

لا أعلم، لكن أعتقد أحيان هناك أشياء لا يمكنك حتى الكتابة عنها، تراها في سلوكياتك و في نظرتك للحياة، و هذا هو الذي أشعر به كلما تذكرت مريم. 

2014/06/17

أفكار عابرة/ ملافيسنت



لا أعتقد أني أشاهد أي فيلم "للتسلية". 
هذا ما دار في عقلي وأنا أراجع مدونتي فيما كتبت عن الأفلام التي قد شاهدتها، و بالغض عن فكرة -الإعلام- المسيطر و ما إلى ذلك من أفكار إلا أن فكرة المشاهدة و التبحر في المشاهد والأفكار المعروضة يمكن الاستفادة في خلق فكر جديد.


عادةً، لا أحب أفلام ديزني ولا أطيق فكرة "النهايات السعيدة" ولا المثاليات التي تحاول أن تزرعها في طفل مازال يحاول تكوين شخصيته وسط مجتمع أكبر لا مثالي بتاتاً. لم أشاهد النسخة القديمة من الأميرة النائمة بل لأول مرة أعلم أن هناك شيء بهذا الاسم، و كان ذلك بعد مشاهدتي لفيلم: ملافيسنت.

لم يكن تجسيد هذه الشخصية بعيد عن الواقع بكل التناقضات الداخلية و الخارجية والصراع على السلطة و حب السيطرة الذي كان سبباً في خيانة صديق ثم تحول لهوس ذاتي في الإبقاء على مركز سلطوي دائم وهذا شيء مهم جداً في الفيلم ربما لن يركز عليه الجميع لأنه يرى الأفكار الأخرى بتركيز أكبر، المسألة هنا ليست خير و شر بل صحة و خطأ، فالخير والشر نسبي، أما الصحة والخطأ معايير محددة و مضبوطة، و كذلك في فهم العلاقة بين الأم -الأم التي تربي لا تلد- و بين الفتاة التي لا تنفك في الحاجة لهذا الوجود، إن التناقضات التي اعترت ملافيسنت نجدها في أنفسنا بكتمان أو بمجاهرة، الحاجة لصديق و صديق مختلف لا مكرر يتشابه معنا في كل شيء ويملي حياتك ملل، ثم تحول هذه الحاجة لغضب و ثورة يمكن أن تهلك الجميع، مع الانجاه الطبيعي للغضب وهو -الانتقام- تقف ملافيسنت وتجسد ذلك بطريقة تبين لك أن الانتقام هو الحالة الأكيدة لهذا الغضب، وقد كان الانتقام لدى ملافيسنت هو -لعنة على الأميرة النائمة- بأنها في عمر الـ 16 سنة، سوف تنام نوم حتى نهاية الزمن و يمكن الحول عن ذلك بقبلة حب حقيقي.

هنا حالتان:
حالة الانتقام/ حالة الحب الحقيقي

في حالة الانتقام هنا درس عظيم جداً، حين يغضب الإنسان سوف ينتقم بأبشع الطرق بل لا يصل هذا لمن أغضبنا فقط، بل يصل لمن معه كذلك، و يمكن أن يتحول هذا الغضب إلى لا شيء في فكرتين ناقشهما الفيلم: مشاهدة التفاصيل الدقيقة تغني عن المشهد الكبير في الاننقام بل يتحول تلقائياً إلى وعي و إدراك.
أما الشيء الأخر هو المدة التي يمكن أن نكون عليه لنتطهر من فكرة الانتقام، هل هو 16 عام للجميع؟ أم ربما شهر ربما يوم و ربما العمر كله.
 وفي فكرة "التعامل الحسن" من قبل الطفلة لا أحبذه لأن في عمرها الأكبر كانت كذلك وأنا أجد ذلك شيء من المثالية التي مازالت ديزني تحاول أن تصوره بأن ذلك هو الشيء الحقيقي. 

ربما إن شاهدت أنت الفيلم سوف تجد شيء أخر، و ربما لن تجد شيء مما قلت. 
و يبقى كل منا يرى الشيء الذي يمسه/ يهتم به/ شغوف به. مشاهدة ماتعة. 

2014/06/11

فساد القضاء .. ينتظر قطار الثورة!



فساد القضاء .. ينتظر قطار الثورة!!

بقلم: عصام العبيدي الثلاثاء , 28 يونيو 2011 11:43
فساد القضاء .. ملف شائك .. وخطير .. لايمكن للمرء ان يخوض فيه دون ان يحمل كفنه علي يديه .. فالبعض ينظر للقضاء المصري علي انه قدس الأقداس لا يجوز المساس به أو التعرض لأفراده سواء كان بالحق أو الباطل .. وهناك فريق من رجال القضاء انفسهم يحملون سيفا مشهرا علي الدوام يهددون به كل من يحاول الاقتراب من قلعتهم أو التفتيش في ملفاتهم، ويعتبرون انفسهم ملائكة بأجنحة بيضاء لا يتسرب الخطأ ولا الخطيئة إليهم ، وعلي رأس هذا الفريق المستشار أحمد الزند رئيس نادي القضاء الحالي، والذي يقف شاهرا سيفه ويهدد ويتوعد كل من يوجه أي انتقاد للقضاء واوجه لسيادته شخصيا، بل بلغت به الحدة والشطط في رد الفعل الذي لا يناسب أبداً رجل القضاء ان سئل في أحد البرامج عن رده فيمن ينتقد اختيار المستشار عبدالسلام جمعة لمحاكمة العادلي ـ رغم وجود علاقة عمل بين الاثنين ـ ان قال مهددا رجالا في قيمة وقامة فهمي هويدي وحسن نافعة اياكم والقضاء ،وان كنتم لم تتعلموا احترام القضاء فنحن كفيلون بتعليمكم درسا لن تنسوه !!

ولم يسمح الرجل لنفسه ان ينافش الكاتبين الكبيرين في آرائهما ووجهتهما النظرية .. حمل سيفه وهدد وتوعد الرجلين !! ورغم خطورة الحديث عن فساد القضاء في ظل هذا الجو الإرهابي الذي يحاول البعض اثارته فإنني قررت ألا أترك هذا الملف أبداً خاصة اننا في ظل ثورة حطمت أغلال الفساد، وألقت برموزه خلف غياهب السجن .. فالسكوت هنا جريمة .. والصمت عن هذا الملف كارثة.

يتصور الكثيرون ان الحديث عن فساد القضاء انما يعني فقط الفساد المالي المتعلق »بالرشوة« في شتي صورها المالية والعينية أو حتي الجنسية.. ولكننا عندما نتحدث عن ملف فساد القضاء فهناك أوجه أخري للفساد لا تقل خطورة عن ملف فساد القضاء فعندما نتحدث عن توريث المناصب القضائية.. واختيار ابناء القضاة ودون غيرهم دون النظر لكفاءتهم ، وجدارتهم للمنصب الرفيع.. ألا يعد ذلك فسادا يدمر الوطن ويبث اليأس والقنوط في زهرة شباب .. عندما يري خريج الحقوق الحاصل علي تقدير امتياز وجيد جدا نفسه في الشارع بينما ابن »فلان« المستشار والذي نجح بتقدير عام مقبول أو قد يكون قد رسب عدة سنوات في كلية الحقوق كانت كفيلة بأن يجعل منه أفشل محام في مصر يعتلي منصة القضاء ويشغل وظائف النيابة!!

بالله عليكم ما شعور هذا المتفوق والذي تمت معاملته علي انه ابن البطة لسوداء بينما ابن جناب المستشار يسلبه حقه.. وهل هذا القاضي الذي سمح لنفسه ولابنه ان يأخذ مكان هذا المتفوق يستطيع ، ان يعتلي منصة العدل ويحكم بين الناس؟!

ألا يعد ذلك فسادا ما بعده فساد .. بل ان أحد القضاة لم يتورع في تبرير هذه الجريمة الشنعاء وقال ان تقدير مقبول زائد بيئة قضائية يساوي امتياز .. هل رأيتم افتئات علي الحق والحقيقة مثل هذا الكلام الأعوج !! ألا يعرف هذا الرجل ان القاضي الجاهل اخطر علي العدالة من القاضي المرتشي!! ولما فرض قانون يشترط جيدا علي الاقل فيمن يتقدم لشغل الوظائف القضائية لم ييأس بعض رجال القضاء وبحثوا عن ثغرة وباب خلفي لدخول ابنائهم الفاشلين فاخترعوا حكاية »دفعة المساعدين« التي تقبل معاوني نيابة بتقدير مقبول فقط!!

كذلك يتحدث عن القضاة الذين يتم انتدابهم لوزارات ومصالح حكومية ودواوين محافظات كيف يقبل هذا القاضي ان ينظر في قضايا تختصم الجهة التي يقبض منها مرتبه وينتدب بها؟! أظن ان ذلك فساد ما بعده فساد!! يمكن ان نأتمين هؤلاء علي أرواحنا وانفسنا واموالنا وهم يجلسون علي منصة الحكم ! والقاضي الذي يسب ويضرب ضابط المرور لمجرد أنه طلب منه رخصة القيادة.. ويقول له انت مش عارف انا مين ؟! وكذلك القاضي الذي يستغل هو ده في نهب الأراضي وفي التلويش علي الشقق المدعومة .. هل يعد ذلك إلافساد وإفساداً؟! ياسادة رجال القضاء بشر .. وليسوا ملائكة .. ينبغي عدم السكوت عن أي تجاوز أو انحراف يصدر من أحد منهم فعلينا جميعا، العمل علي تنقية الثوب الأبيض للقضاء من أي دنس يلوثه خاصة في ظل ثورة طاهرة.. نقية.. جاءت لتحطم حصون الظلم .. وترفع رايات الوطنية والولاء للوطن فأرجو ألا تسكتوا علي ملف فساد القضاء مع كامل احترامنا وتقديرنا لرجاله إلا اننا نؤكد ان القضاة بشر وليسوا ملائكة!!

اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - فساد القضاء .. ينتظر قطار الثورة!!

 

2014/05/08

اعوجاج إنساني

الإنسانية لا تعني ما توارثته من هذا المجتمع وهو أن تكتب وتغضب بصوتك المرتفع -المزعج- عن أي شيء يحدث ضد الإنسانية.إن كل ما تعلمناه محض تجربة فكرية تخرج منها بشيء أنت تستقيه من كل ذلك، أما التكرار في الأفعال والأقوال لا يعدو فعل فرد واعي.

انظر حولك بملاحظة، الكل يتشارك في وسائل الاتصال عن كل حدث وكل فعل وردة فعل، رغم أن الإنسانية التي يصورها لك هؤلاء لا تعني -الكتابة- فقط، الكتابة هنا هي مجرد أداة لإراحة الضمير لا أكثر، ما الخطوة القادمة؟ هذا هو ما يسأله كل إنسان حقيقي، أما الكلمات والاعلانات هي سعي الجميع، أما القلة الواعية تسعى للفعل للتغيير الفردي قبل المجتمعي، لهذا نحن مازلنا في مستنقع الأحرف والكلمات.

ماذا يمكن أن تفعل؟
لست بصدد تقييم ولا بصدد نصيحة، كل ذلك خدعة.
في واقعي/ أحلل كل حدث وأربطه بكل شيء، من خلال دراستي أرى الأمر، باطلاعي العام كذلك وكل ذلك بسيط مقارنةً بأن لا أسمح لأي تافه/عنصري/طائفي/طبقي أن يتلون بجانبي، وعدم السماح بهذه الدائرة المريعة أن تكون جزء مني، وانتبه جيداً، لكل مهتم بحدث وقضية هو جزء منها ففي حلها يختفي عادةً. انتبه.

2014/05/04

فراق الفراغ

أنا وأنت شيء من الخيال
لن نلتقي أبداً
السماء والأرض 
الشمس والقمر 
كل الأضداد التي لا تجتمع نحن.. هنا
هنا على هذا البلد بليد الأطراف
يبعدنا الأفراد والمكان القريب
في دائرة لا التقاء لا معرفة لا هواء
كل شيء يسحبنا 
وأول ذلك/ ذاتنا
ذاتنا المدمرة التائهة الهشة
ذاتنا المنقوصة عن كل اكتمال
جنوننا المحض الذي لا يُرى إلا باجتماعنا
أكان كل ذلك شيء من الفراغ؟
أم علي الموت من جديد والغرق العميق؟
ألم يكن كل ما سبق لي يكفيني؟
أتراني جبل لا ينحني؟
ألا يمكن أن ننام اليوم ثم نفترق غداً؟
حين تقوم الساعة و نفر من كل شيء إلا من بعضنا؟

 كتب هذا هنا، أمام هذا الفراغ اللافارغ.
اليوم الأحد 4/5/2014 
الساعة 1:35 ظهراً

2014/04/20

طائرة، باخرة وهذه الأرض الغريبة

في كل الأحداث في هذا العالم السريع،هناك مفقود في طائرة  وهناك مفقود أخر في الباخرة،في عددهم جميعهم كل منهم لديه حياة،هذه دعوة للتأمل والعيش.
 لماذا ركب أحدهم هذه الطائرة/الباخرة، ما الذي كان يهرب منه؟ ما الذي كان ذاهب إليه؟ مثل هذه التساؤلات تجعلك تفكر ما قيمة كل شيء؟
حياتنا كلها عبارة -لحظة- وغالباً لا نعيشها طلباً للحظات مستقبلية أو التوقف في لحظة ماضي، هناك سيدة مفقودة على الطائرة قلبها مكسور.
هناك رجل ينتظر لحظته الشجاعة ليقوم بالعمل الصائب لكنه لم يقدم على ذلك حتى توفي في باخرة لا مفر من الهروب من الموت فيها في عالم مائي ضائع.
وذاك الطفل الذي لم تحضنه والدته لقسوتها ووالده العامل طوال اليوم، اختاره الموت بطريقة مخيفة، ألم تكن الحياة مخيفة كفاية له؟
 أن تصمت في عقلك وتركز وتتخيل حياة كل إنسان كان على الطائرة/الباخرة وتتأكد جيداً احتمال أن تكون مكان أحدهم.


إلى أرواح مفقودة في الطائرة الماليزية والباخرة الكورية وأرواحنا التائهة

2014/04/12

ضمير ممزق

وحيدة مثل غصن شجرة منسية
ليل طويل ينازعني 
لا أحد معي
أنا و نفسي
اقرأ من هنا 
وأكتب في ورقتي
دخان أنثره
شراب مر أتجرعه
لأنسى
أنسى -ضميري- المحمل ألم 
محمل بنوافذ هشة متكسرة و باقية
أحاول أن أكسر ما تبقى 
طلباً للنور 
لا أجد شيء 
لا قوة لدي
الضمير... صورتي الخفية
ليل
بكاء
أمل
في وهم لا محدود
كل الأصدقاء حولي
ولا أحد يسمعني
إنه ضميري المنشغل
مؤلم كل ذلك
أصحى من نومي الذي لا أنامه
قد تعاركت مع ضميري 
لا غالب ولا مغلوب
استمرار في الهروب الدائم
لا أجد شيء هنا لي...
لا أملك شيء هنا لي...
يدي خاوية
قلبي ممزق
عقلي ينزف
أعيش يوم 
وأموت بعده مائة
لا أرى شيء يجذبني 
وكل ما يجذبني لا سبيل له
إن أتى.. في ذلك لا امتلاك
حتى امتلاك مؤقت لا أراه
رأسي الثقيل ملقى على وسادتي
دمع عيني ويدي على صدري
أتنفس...
أسمع همسي
وصوت الهواء يزعجني
جسدي كما قطعة ثلج
لا أشعر بأني أنا 
ولا جسدي هو جسدي
أكتب وأنا لا أعلم إلى متى لا أكتب
لماذا كل شيء أصبح ضدي؟
اختيارات و اختبارات
لعنة الضمير
واحساسي الذي لا يتوقف
أخرج الآن دون حذاء
حافية على رصيف متكسر
وألعب بقدمي عليه كما لو أنه لوح موسيقي
في لحظة لحن عابر
رأيت نور من السماء انشق
ليت يصيبني هنا

2014/03/30

الموت يأتيك وإن حاولت الهروب

 الموت يأتيك وإن حاولت الهروب.
تختصر الحياة في اللحظات الأخيرة قبل بداية الرحيل النهائي ولهذا نحاول أن تكون الحياة أكثر إشراقاً وتلك اللحظة أكثر بياضاً.
إلى روح علي الريحان، إلى كل الأرواح التي هاجرت الأرض وتركت بنا شيء ما مكسور لا يفيده الصلح.

ندفع الأموال لشراء هذا الحديد المصنع لنصل لوجهتنا، نفرح بهذا الحديد ولا نعلم بأنه سيكون تذكرة موت.
حين سمعت خبر موت زميلي/ علي الريحان في حادث سيارة، قلبي انكسر. كيف يمكن أن نخسر إنسان بهذه السرعة وبهذا العمر، وكيف أن أحلامنا في التعليم والشهادة تصبح لا شيء في لحظة لم نستعد لها جيداً.
لست بمختص ولست في حكم العارفين لكن أعتقد مثل أي إنسان يحتاج الأمان في الشارع الذي نقضي به نصف أعمارنا في الكويت لعدم التنظيم المروري ولا يهم كذلك إن لم نجد سائق يتقيّد بإرشادات المرور ورجل مرور يطبق القوانين وهذا أقل شيء يمكن أن يقلل عدد الحوادث، يجب أن نتذكر جيداً إن استهتارك في القيادة سوف يفقدك حياتك وربما تصاب في جسدك وتبقى في عاهة تشل حركتك وحياتك، وربما تجعل أسرة تفقد معيلها أو أم ينتظرها أطفالها وأخت وأخ، تجعل من أسرة ناقصة العدد، و يا لكمية الألم الذي تنقله لهم.

ربما، الكثير يقول انتبه وأنت تقود سيارتك واربط حزام الأمان وكل ذلك الكلام المكرر، وأنا أقول لك/ لا تجعل من طريقك، طريق فقد. تعامل مع هذا الطريق كأن هؤلاء جميعاً -بشر- هم كذلك، لكن اجعلهم في خيالك أكثر وتذكر خسارة أسرة زميلنا علي الريحان وحزن كل معلم في الكلية على هذا الرحيل الفادح، كل كلمة كتبت في حقه. ولا تنسى أبداً أن الحياة تنتظر منك أن تعيشها فلا تبددها من أجل سرعة أو تجاوز إشارة حمراء.
دعنا نبتعد عن دور الدولة وكل تلك الأعذار التي نهرب من أنفسنا بها، الدور الفعلي يكمن بك أنت كإنسان وكمواطن فعّال، افعل الصحيح وعلّمه لمن حولك دون حديث واترك الباقي يأتي وحده.

وإليك خطوات بسيطة تقلل من فرص رحيلك النهائي في حادث مأساوي:
 لا تنشغل في هاتفك لأن لا شيء به نهائياً يساوي حياتك.
انتبه للطريق ولا تلهي تركيزك فكل شيء تافه مقابل حياتك.
تأكد من الإصلاحات الدورية لمركبتك.
وأرجوك قد سيارتك وفي قلبك محبة، علّها هي المانع -الفعلي- لأي حادث يجعلنا نخسرك أو نخسر صديق أخر. 




هذه المقالة فازت بالمركز الأول في كلية الحقوق في مسابقة لأفضل مقال عن حوادث السيارات. وكانت بسبب فقدانا للزميل علي الريحان في حادث سيارة. الله يرحمه

2014/03/19

إلى الجزء المكسور بي

في تفاصيل الجماد ذكرى
تبقيك مترقب للتحرك
أين ذلك الباب الذي فتح لنا الطرق الكبيرة؟
أين زاوية جدتي؟ وسادتها الملونة.
الدرج الذي كنت أترك عليه حذائي
خشية أن يُلعب به.
صوت جدتي وهي تنادي علي
في الصباح الباكر جداً
تشرب الشاي وقطعة بسكويت 
تأمرني أن أشاركها.. وأشاركها مثل طفلة تفرح بالسكر
تسألني عن دراستي وعن مدرستي
أتأفف وأقول جامعة جامعة..
تقول لا مدرسة. ثم أقول "تعب بس شسوي."
ثم تسرد لي حكايا عن كل شيء لا علاقة له بما سألتني عنه.
أين الدار التي حفظت أسراري وخبايا روحي وأوراقي.
أين تلك اللحظات التي كانت ولن تعود؟
كنت أنا -الفتاة- الوحيدة في هذا المنزل الكبير
كنت أحب أن أجلس دائماً ونادراً أخرج 
ذلك الشعور الذي أختفى وزال وانتهى
رائحة البيت المملوء بخور وعطر لم أعد أستطيع أن أدركه في أي بيت جديد.
أمي وهي تتصفح الصحف وكوب القهوة على يمينها
تلك الصور لن تتكرر.. أبداً.
محفوظة دون عودة.. للتأكد
كما لو أن كل شيء محض خيال وهو واقع حقيقي.

2014/03/05

بين السلطة والطبيعة واللاشيء

دائماً ما أفكر في مفهوم -الطبيعة- الإنسانية أو الفطرة السليمة وغيرها من المصطلحات التي يمكنك أن تعوّل عليها كل شيء يمر أمامك.

حاجة الناس للقائد أو المسيطر أو القدوة يجعل منهم متعطشين لخلق هذه الصورة بأسرع وقت ممكن ولا يهم قوة هذا الخلق بقدر الحاجة الماسة لوجود هذه الصورة على أرض الواقع.

كان خلق أو تخيّل قوة وهمية في جانب الأديان أكثر من الإله حتى الرسل وأتباعهم، ومع تسارع الأحداث وتغيّر الزمن والمكان والحاجات وكل ما يبقى له دور أصبح خلق حاكم/قائد/عالم/رجل دين وغيره أسهل في السيطرة والاقناع، أحيان ولا أخجل من ذلك:) أعتقد بأهمية وجود هذا الشخص الذي يفرض العدل ( رغم أني فعلاً لست مؤمنة بتواجد العدالة ) ولو كان بشكل إجباري، لكن هناك شيء دائماً يذكرني بأن الإنسان حين يبلغ أكبر مقدرة على التحكم والسلطة يتحول لطاغية رغماً عن إراداته وهذا متعلق تماماً بالعدالة. انظر أعداد هؤلاء من حولك يصنعون الوحوش ثم يريدون إبادتها بأقل قوة وأقل ذكاء وحيلة معدومة. 

2014/02/27

الشباب بين القدوة والاستقلال

أستطيع فهم وإدراك الدفاع عن شخصية تحبها بحجة الاقتناع ورؤيتها بأنها أفضل مما أظن، لكن الاستمرار في الدفاع يعني قصر وعي منك وعناد مني إن استمر تعليقي على ذلك، وفي ذلك اعتبارات فكرية نفسية واجتماعية.

منذ سنوات وأنا ألاحظ -هوس- الناس والشباب خاصةً في تبني قدوة واعتبارها المنقذ لهم وأي نقد يعتبر شتيمة وحقد، رغم ذلك تجد -عادةً- هو نقد موضوعي ومع ذلك قليل منه دقيق صرف. 
حاجة الشباب للقدوة حاجة مفهومة /بالنسبة لي/ لكن هذه الحاجة عبارة عن حالة نقص ذاتي في تبني فكر مستقل عن كل بهرجة وقتية، لاحظ كل -القدوات- التي يعبدها هؤلاء الشباب مجرد 'بوق' لسلطة ما، فهذه القدوة سبيل للسيطرة إن تمعنت جيداً، والفراغ الذي يعانيه الشباب من نشاطات -حقيقية- هو ما يجعلهم يذهبون هرولة للبحث عن قدوة سياسية/رياضية/إعلامية..الخ. 
يفترض بهؤلاء الشباب الانشغال في الحياة -الفعلية- وترك كل هذا العبث الذي هو تدمير أكيد -نادر يكون بناء فّعال- والذهاب لتطوير المهارات والفرح بهذه المرحلة العمرية الجميلة.

ولترى ضياع الشباب يمكنك ملاحظة تدويناتهم عبر تويتر وصورهم عبر انستقرام، شيء يدعو للتفكر...

مجموعة ترى في الأزياء والشتم سبيل للشهرة، ومجموعة في تبني أراء سياسية ذات توجه -غير معروف- بل مجرد تجمعات ومحاكاة سطحية للعقول وشعارات تقدمية مبهمة ولا أي تقدم فعلي ولا أي نتيجة حقيقة بل كل ذلك تناقض جلي واضح بين الشعار والتطبيق، ومجموعة تلهث وراء المعارض والدورات لتعرفها الناس وتذكرها ولا أي محصول فكري حقيقي.

لا أعلم ما هو الخلل، لكن يحتاج ذلك وقت طويل لتوافر جيل يمكن أن يدير مؤسسة ويشرّع قانون.

2014/02/22

يصمت الكون وفي نفسي صمت أعمق

الصمت يلازمني طوال هذه الساعات التي قضيتها معلقة بين الأرض والسماء وقلبي هناك، في بقعة بعيدة لا يعلم أياً كان أين تقع ولمن. عقلي مشغول دائماً حتى وأنا أحاول تصفيته للعودة للعمل بشكل أصح وأجدر.

أحيان، أستسلم لا أحاول حتى وأحيان أكثر أقاتل لأصل لما أريد، حتى أني مستعدة لخسارة الكثير فقط من أجل ما أريده، ذلك يجعلني أفكر في قيمة ما أريده وقيمة ما أخسره ثم أصل لقناعة، ما هو قيّم لي اليوم احتمال كبير يكون لا شيء بعد غد واحتمال يكون أكثر قيمة من قبل، لهذا لا يهم شيء.


مراجعة الذات أمر ضروري في هذه الحياة السريعة التي تسرقك دون إرادة تامة، الوقت ثمين في الاستغلال بين منفعة محضة وضرر حتمي و بين سهر وشروق الشمس و بحر و كتاب ورسائل وله وكثير من المتعة والاكتشاف تمر هذه الأيام بسرعة. 


وتستمر الكتابة للرجوع بأقل حمل ممكن.
:)


2014/02/12

تنفس هواء في سلة قش

على موعد بلا أي اتفاق ونية
بشيء من الخوف والأمان 
بحاجات ملّحة مخفية
تكتمها وتدفن نفسك بها بثوب لونه عادي
الجنون المحبوس في زجاجات مملوءة فرح 
في التفاف الوقت على حيل للمضي
للمضي في لحظات الكشف 
مع قُبلة تروي بك شيء قد جف وذبل
واليد التي تمسك بك 
أيمكنها أن تكون اليد التي تزيل عنك كل ألم؟
كل التعب وتحوله لبهجة؟
تلك اللحظة التي تتقابل بها القُبل 
والقُبلة على اليد والخد.... 
كل التفاصيل التي تجتاحك كلما سرقك العالم بالذي يحمله من ثقل ومسؤولية فوق مقدرتك؟
أهو الملجأ بعد ظلام حالك؟
النور يحتاج أن يُرى
كلانا نور مخفي... 
ربما هذه -المتعة- في الحياة
أن تكون أنت بلا أي تعديل مع من يريد ذلك منك
بساطة الحياة بذلك 
تحاول أن تكتب وتحاول
وبك الكثير يحتاج أن يُرى ويَرى ويعيش فعلاً
وتبقى الكتابة توثيق للحظة -حياة- تحيى من جديد

2014/02/10

لغة الحائط




في بيان الفهم بين الكلمات التي تسرد 
وبين الكلمات المخفية..
تبقى الأحرف معلقة بين الوصف وبين الواقع
كل شيء بين وبين..
أما رأيت أن للحائط لغة؟
لغة لا يمكن أن نصل لها؟
بين الصمت وبين العجز؟
شيء ثابت ويمكن تدميره؟
الدليل تائه بين كل الأدلة في الطبيعة المخلوقة
اللون أبيض وفي داخله تشققات
تجميع من كل شيء 
لا ترى خلاله ولكن تسمع
تزينه بصورة بلوحة بساعة وقت
لا شيء تفعله يمكن أن يحركه تماماً
تبدل لونه لمائة لون جديد
ويبقى هو هو 
لا تغيير باطني
يحميك ويخنقك 
تناظره عادةً بلا معنى وهدف
لا تفكر حتى بوجوده 
لكن يبقى دائماً معك..

2014/02/08

دائرة العودة للكتابة

كل يوم أحاول النوم دون مساعدة 
لا يمكنني
كأن العالم كله يدور في عقلي
خبر عابر كان
حديث بين الأصدقاء
أمنياتي الخاصة
صورة السماء
قُبلة ليلية أولى
صفحة كتاب توقفت على جملة ما
ثيابي التي تتسع كل يوم
عيني تؤلمني 
وقلبي مثقل بحزن
أسرح في خيال لا يحده شيء
أرسم تفاصيل أريدها 
بدقة عالية جداً
كأني أعيشها حالاً
أم كل هذه اللحظات عابرة؟
رأسي على وسادتي.. ثقيل
أحاول الكتابة لكن شيء بي يمنعني
أكتم كل الكلمات كما لو أنها علاج مؤقت
حتى أشفى.. 
موسيقى وضوء بعيد في هذه الدار التي تلم
كل أسراري وحاجاتي
تشعرني بشيء من الراحة وينقصها الكثير
ثم لا شيء مع صوت خافت من الحديقة خلف النافذة
أنام على جنبي المثقّل فراغ وأحاول الاسترخاء وربما الكتابة عما أريد ولا أريد

2014/02/06

أخلاقيات/ العدالة

قاعدة/ لا وجود للعدالة
استثناء/ خَلق عدالة -وهمية- مؤقتة.

لو تلاحظ إننا دائماً ما نسعى للعدالة وحتى أننا كنا ومازلنا نسمع ذلك من الوالدين خاصةً لأطفالهم عن قيمة العدالة وأثرها على الفرد والمجتمع.

رغم كل ذلك، العدالة التي يتم تعليمها لنا مرتبطة بوجود -الخالق- الذي سيكون معك دائماً، في كل حالات الظلم وسيأخذ حقك وكل هذه الحكايات التاريخية والأسطورية.

قيمة العدالة هي القيمة -المنفردة- التي لا يمكن أن تكون وإن كانت لا تصل حتى للنصف، وفي ظل كل الأخلاقيات المرتبطة بالعدالة تبقى العدالة ملجأ للاستراحة ووقف الضمير والبقاء في دائرة لا مفر منها أبداً، ولو تمعنت جيداً في كل أمور الكون والعوالم والبشر وفي نفسك، ستجد أن -العدالة- مجرد مصطلح أخلاقي يكتب عنه في المجلدات والنصوص ويذكر بالدساتير والقوانين لبرمجتك أن -نحن- ( و هم مصدر الظلم) الأقدر على تحقيق العدالة. 

2014/02/03

قداسة القرف

كثيراً ما اقرأ عن الحياة وكل تلك النصوص الملقاة على كل جانب كما لو أنها رخيصة متاحة للكل؟ أم من الكرم أن تكون كذلك؟ ما ماهية الحياة؟ وما هو الأصل وما هو الاستثناء؟ 

مساحة الوطن صغيرة وكل يوم تضيق، من ترهات إجتماعية ودناءة سياسية، وسرقات مالية بكل وقاحة وحقوق ضائعة وواجبات لا يقوم بها أحد، إننا نعيش على مستوى أدنى من المتوقع، إلى الحضيض نحن والعالم أجمع في حال استمرار هذه الفوضى بهذا الشكل الدائر، ومع ذلك لك حياتك وعملك في ظل إدارات لها -الغباء- صفة معتمدة، تبحث عن سند لك في هذه الحياة حبيب/صديق/قريب/ حيوان ربما، لا أحد دائم ها هنا، ما قيمة كل ذلك وأنت لا تستطيع أن تكون أنت؟
كم مرة تلبس هذه الأقنعة وتخرج لهذا العالم؟ 
تكون جزء من هذه السذاجة المحضة؟ تهرب للتعليم وأنت تظن به ملجأ يزيدك أسف على حال هذا المجتمع المتشكل بأمراض جمعية، تفاهات المظاهر والبحث عن الامتلاء بفراغ داخلي أكيد، التعليم هنا شهادة لا أكثر، لا يدرك أحدهم فلسفة التعليم -الحقيقية- في تواجد عقليات مماثلة يبدو لا أمل من كل شيء باعتبار أساس أي تغيير هو التعليم ولا شيء قبله.

ولهروب جديد بالقراءة، تقرأ وتقرأ كالجائع وتبقى جائع حتى الموت وكأنه مرض لا خاصية جيّدة، منعزل كأنك مريض عن العالم مع هذه الأغلفة الصامته حديثاً، وتظن أن الكتابة نافذة للراحة، وبعد تأمل تراها نافذة على مجهول لا يعلم به إن كان للراحة أم للشقاء. 

الشعور بالعجز يقتل كل أمل بك، وما الأمل إلا للضعفاء؟
كم مرة شعرت بأنك انخدعت؟ كم مرة خدعت أحدهم؟
الحاجة للانتقام؟ الانتقام ليس دائماً للضعيف، هناك انتقامات لا يقوم به إلا الشجعان في دائرة عدم المتوقع من فكر الأخر بجعله يظن بل يصل لليقين بأنه -لا شيء- وعادةً هو -نكرة-. ماذا يمكن أن نفعل في هذه الحياة ونحن بهذا التقييد من موروث وعادات وتقاليد وقوانين معيوبة وفرض مجتمعي علينا من اتجاه؟ لا فردية ولا إنسانية فعلية، ماذا نفعل بكل ذلك ونحن لا نعيش إلا مرة واحدة فقط؟ مرة واحدة، لا شيء بعدها؟ ماذا نفعل بكل ذلك وكل عمر يمر بك لا يتكرر؟ وكل يوم يمضي لا يعود؟ إن لم يكن هذا ظلم الوجود بما يسميه أحدهم الواجد، ماذا نفعل به؟ أنعيش كما يفعل أولئك بألف حياة؟
لا يهم. كل شيء احتمال مع محاولات ونمضي. 

2014/01/16

12 Years a Slave/شيء عابر

أيمكنك تخيل قدرتك على البقاء في قيد يجعل منك آلة؟
آلة تعمل على أوامر عليا؟ 
وكيف يمكن أن يكون مقيد حر؟
وحر مقيد؟ 
الحرية -الأولية- أن تكون في فكرك الذي يبرمج كل أفعالك وأقوالك ثم بعدها مراحل من الخطوات.

شدّ انتباهي في فيلم 12 years a slave مشهد ضرب الفتاة، تلك اللحظات بين التردد والغضب والهلع، بين الدفاع عن مظلوم والتوق للحرية والحياة، بين الخضوع والشجاعة، بين الألم الجسدي والتعب النفسي.
أيمكن أن تقتل أحد دفاعاً عن حريتك؟ ولماذا الدفاع هنا يكون مبرر؟ وربما من قتلته هو يدافع عن حريته كذلك؟
ما هو معيار التحقق هنا؟ بركان ثائر للبقاء حي، الاستعداد للتنازل عن كل شيء للبقاء على قيد الحياة الصدأ.

المنظور الأخلاقي بين دفاعك والبقاء، أن تكون صارم في اتخاذ القرار وبسرعة، هذا الصراع بداخلك كفيل أن يغفر لك كل شيء تفعله في عقلك وعلانية.


الفيلم يحوي حوارات تعطيك شرارات تفكر، لتبذل المزيد وتحقق، فقط تأمل الحوارات وتجرّد من كل ملوث. 


وكما ذكر في الفيلم؛
"لو كان هناك عدالة، لما كنت هنا."  

الفيلم يحتاج ملاحظة الإنسان جيداً

حالة

أعود لبيتي وقد خففت عن ذاتي كل شيء، كل الثقل الملقى على كتفي، ما هذه الحياة سوى لحظات؟ كل شيء هو -راحل- اليوم أم بعده. لا يبقى معك إلا شعورك وفكرك، تذكر لحظات كنت هش ضعيف ولحظات قوة وانتصار، دمعة إهانة وسير لا مبالاة، تشعر أن قلبك قد مرض تشعر بأنه في حالة احتضار وعقلك متوقف عن كل شيء، تجلس لوحدك تجلس مع الأخرين ولا نفع من ذلك، تبقى في حالة فراغ فوضوية، ثم تدرك كم الحياة لطيفة بسبب تفاصيل بسيطة تعطي للوجود معنى.


2014/01/14

الكتابة شبم

الكتابة علاقة خلود، الصراع من أجل الإثبات أن للكلمات وهذه الأحرف المعدودة قيمة لا تقدر بثمن، بثمن الحياة كلها.

للكتابة أربع اتجاهات/ قراءة، تأمل،خيال وجنون محض.

حكمت علينا السماء والأباء معها في عيش وجود وهمي، لا شيء -حقيقي- يصدّر لنا منهم، نهرب للكتابة بخجل، لأن الكلمات لا قيمة لها عندهم، عبث.

 أنا أكتب لأعالج آلامي، ولأبقى على قيد الحياة.

الكتابة أن تشق صدرك بأحرف، توصد باب الواقع وترحب بخيال الكلمات ولا تبقى على أي أرض هشة. طر للسماء، انزل للماء، ورفرف بين شجر عتيد.

الكتابة عري، لهذا لا أحد يحب العري أمام الملأ وفي كل وقت.

كل الخطايا توثق بالكتابة، الكتابة تطهير.



الكاتب هو الذي يصف لك شيء هائل بجملة قصيرة ويبقى هذا الشيء هائل وأكبر من ذلك، لا يكتب كلمات لسد فراغ الورقة.

الكاتب هو الذي يرى لون البحر أزرق، لكنه يدرك العمق وما يحويه، لا يرى المظهر بقدر الجوهر. يرى ما يخفى عن اللا كاتب. هنا الفرق الفعلي.

طقوس الكتابة مقدسة، لكن لزاماً عليك إدراك أن لا طقوس للكاتب-الحقيقي-هي مرحلة انسياب. الكلمات تفيض بك دون موعد دون أي تحذير مسبق.

القراءة أخت الكتابة.

هذه المقدرة على الكتابة هِبة. 
كثير ما تتعب صاحبها، اللجوء الحق له، يفقد الكثير من أجلها، الكتابة هي الصديق الذي لا يمل منك ولا يتحدث عنك.

ألم تلاحظ أن أكثر الناس قوة أقدرهم على الكتابة؟
التعبير والكتابة ليست متاحة للجميع، هي موهبة مهما حاولت بدورات وجلسات لن تكون كما تريد.

لا يهم من أنت ولما تكتب، الأنانية أن تزيح عن نفسك كل شيء وتعبر عنه بكلمات، يقرأها أحدهم/تصل لأحدهم/يضحك عليها أحد. لا يهم. المهم أنت وفقط.

دائماً ما أسمع أن كتابة ما تشعر به في وقته ضعف، لكن مع تجارب كثيرة، الكتابة إزاحة. الكتابة تذكرك أنك إنسان -طبيعي- تمر في حالات متنوعة.

الكتابة حفرة صبر. 




2014/01/07

الوعي/حفرة

الليل مؤلم
أن تستيقظ كل يوم قبل الشروق
وكنت لم تنم قبله إلا قليلاً
تقضيه بين الكتب المبعثرة في كل مكان
أوراق ملونة فارغة
أوراق بيضاء تحمل خطك وكلماتك في كل مكان
سريرك الذي لم يرتب منذ أشهر
وسادتك التي تحبها 
غطاء جسدك الملون
ذكريات تغتال فكرك
ماذا يمكن أن تفعل لتنسى؟
أرسلت لصديق/ هل يمكن أن أنسى؟
قال/ "إنها فترة تعب..طويلة."
آه، مرة أخرى الموت؟
ماذا عليّ أن أفعل؟
ليتخفف عني الحمل؟
الليل، إنه الليل يدمرني
النهار مدمر.. تنشغل تلهى والحياة عائشة
الليل.. الوحيد
يذكرني.. يذكرني في ذاتي
صوت الموسيقى في رأسي عال
علاج مهدئ للنوم...
كتاب فكري للهرب
نظارتي السوداء
محاولات للنوم
لأي شيء للنسيان
لا شيء ينقذني سوى الكتابة..
___

الموت الأبدي
الموت الأرضي
كلاهما ارتطام فيَّ
وهم السماء
وحكايا الناس
قصص الكتاب 
بقايا الصالحين
خزعبلات المثقفين
دناءة الإنسان القوي
سيطرة الخوف
ضعف القلب
أمراض السياسة
لا أخلاقية الفعل
اللسان المتحرك في شأن البشر
كأس الوسواس لنيل الاهتمام
أهذه الحياة في هذا المجتمع البائس؟
متى أذهب؟ 
قلت في نفسي وأنا أكتب.
ألم يستطع الله أن يخلقني شجرة/وردة، أي شيء غير أن أكون المدعوة -لطيفة-.؟
___

لماذا أتينا لهذه الحياة؟
السؤال -المتعب- دائماً،
الجواب الحقيقي الذي نخفيه عن بعضنا ونمارس به التملق والنفاق/ أتينا لندمر بعضنا البعض، بأي صورة ممكنة ومتاحة ونبرر ذلك بمنطقية لأننا لا نرى.. لا نرى شيء، كلنا مصاب بالعمى -الفعلي- ونخادع ونكذب لنستعشر قيمة وجودنا فقط.
___

أما آن الأوان لنرى الله؟
نكلمه؟
يرحمنا؟
يضمنا؟
أي شيء ولو دقيقة اطمئنان؟
آه، هجرانه ترك فراغ
والتعامل مع ذلك مقيت حد الوجع.
لا يدركه المتذبذب
لا يدركه المتلون
لا يدركه إلا من هجر
الإدراك هنا لعنة.
___

ما أكثر الناس حولي
ما أكثر الأحاديث والاطراء
جميلة/ذكية/رائعة/كنز/لطيفة/قوية...الخ
ألا يمكن أن يصمت أحدكم ويضمني لصدره ونموت.
___

لم أعد أثق بشيء
سوى بهؤلاء..
هذه الكتب اللعينة
التي تتعب عيناي
وتداعب وجودي
تشعرني بأني هنا
وسيلتي لكل شيء أريده.. ولا أريده
على كل حال
هي الأمان لي، وأنا إنسانة تبحث عن الأمان الفكري
وللأسف لا وجود له. 

2014/01/05

أحمر/عبور

استيقظت من النوم 
لم أستطع الحراك
كاد عقلي أن ينفجر
ماذا حصل لي؟
تذكرت كل شيء بعد أن قرأت
ماذا يمكن أن تكون هذه الحياة؟
أسحب الغطاء من على صدري المتخم تعب
أظافري الملونة باللون الأحمر 
الذي كلما وضعته 
وجدت أن الدماء بي تفور
قلبي ينبض بسرعة الموت
عقلي الذي يعمل دائماً ينشل
تقشر اللون من على أظافري
كما لو أنه يخبرني بأنه ليس مناسب لي..
أنا مناسبة للحياة؟
أم هي مناسبة لي؟
أبيننا انجذاب؟ أم عبور سريع؟


2014/01/01

أفكار عابرة/47 Ronin

عادةً لا أحب أي فيلم عابر، أحب الفيلم الذي يعطيني مساحة للتفكر للتأمل بشكل عميق وفعلي.

هل يمكن أن يكون لشخص عابر، لا ينتمي للمجموعة أن يكون الأكثر أهمية؟ الأكثر معرفة؟ الأكثر ولاء؟
لا يهم شيء، سوى أن هذا الشعور اللاأهمية هو من جعل من كل شيء أخر أكثر أهمية وواقعية فعلية.

لحظات الانتظار في مجتمع يدينك لاختلافك، لعدم الانتماء السياسي/الاجتماعي/العرقي/الاقتصادي... ولا ننتهي. فكرة الولاء للفكرة، الإيمان بالوطن، الدفاع عن كل ذلك باسم الله والحاكم. 

فكرة الانتقام/ فكرة التأثر، طالما كانت فكرة ضعيفة هشة في بيئة تشعر بالغضب على شيء ما، شيء يمكن تجاوزه، وفي طبيعة الإنسان أياً كان هو، حب التشفي ولو بصورة عدم الاكتراث، بأن لا يهم! وهو يهم في الحقيقة. هل طرأ عليك ولو لمرة واحدة كيف يمكن أن يكون الانتقام/ الثأر أو شيء منهما نعمة؟
عادةً يرتبط وجودهما مع فكرة الولاء، فكرة الخلاص والشرف، أن تكون في حالة موقف لا يتزعزع، تدافع بلا هوان ولا جبن.