2014/02/27

الشباب بين القدوة والاستقلال

أستطيع فهم وإدراك الدفاع عن شخصية تحبها بحجة الاقتناع ورؤيتها بأنها أفضل مما أظن، لكن الاستمرار في الدفاع يعني قصر وعي منك وعناد مني إن استمر تعليقي على ذلك، وفي ذلك اعتبارات فكرية نفسية واجتماعية.

منذ سنوات وأنا ألاحظ -هوس- الناس والشباب خاصةً في تبني قدوة واعتبارها المنقذ لهم وأي نقد يعتبر شتيمة وحقد، رغم ذلك تجد -عادةً- هو نقد موضوعي ومع ذلك قليل منه دقيق صرف. 
حاجة الشباب للقدوة حاجة مفهومة /بالنسبة لي/ لكن هذه الحاجة عبارة عن حالة نقص ذاتي في تبني فكر مستقل عن كل بهرجة وقتية، لاحظ كل -القدوات- التي يعبدها هؤلاء الشباب مجرد 'بوق' لسلطة ما، فهذه القدوة سبيل للسيطرة إن تمعنت جيداً، والفراغ الذي يعانيه الشباب من نشاطات -حقيقية- هو ما يجعلهم يذهبون هرولة للبحث عن قدوة سياسية/رياضية/إعلامية..الخ. 
يفترض بهؤلاء الشباب الانشغال في الحياة -الفعلية- وترك كل هذا العبث الذي هو تدمير أكيد -نادر يكون بناء فّعال- والذهاب لتطوير المهارات والفرح بهذه المرحلة العمرية الجميلة.

ولترى ضياع الشباب يمكنك ملاحظة تدويناتهم عبر تويتر وصورهم عبر انستقرام، شيء يدعو للتفكر...

مجموعة ترى في الأزياء والشتم سبيل للشهرة، ومجموعة في تبني أراء سياسية ذات توجه -غير معروف- بل مجرد تجمعات ومحاكاة سطحية للعقول وشعارات تقدمية مبهمة ولا أي تقدم فعلي ولا أي نتيجة حقيقة بل كل ذلك تناقض جلي واضح بين الشعار والتطبيق، ومجموعة تلهث وراء المعارض والدورات لتعرفها الناس وتذكرها ولا أي محصول فكري حقيقي.

لا أعلم ما هو الخلل، لكن يحتاج ذلك وقت طويل لتوافر جيل يمكن أن يدير مؤسسة ويشرّع قانون.

2014/02/22

يصمت الكون وفي نفسي صمت أعمق

الصمت يلازمني طوال هذه الساعات التي قضيتها معلقة بين الأرض والسماء وقلبي هناك، في بقعة بعيدة لا يعلم أياً كان أين تقع ولمن. عقلي مشغول دائماً حتى وأنا أحاول تصفيته للعودة للعمل بشكل أصح وأجدر.

أحيان، أستسلم لا أحاول حتى وأحيان أكثر أقاتل لأصل لما أريد، حتى أني مستعدة لخسارة الكثير فقط من أجل ما أريده، ذلك يجعلني أفكر في قيمة ما أريده وقيمة ما أخسره ثم أصل لقناعة، ما هو قيّم لي اليوم احتمال كبير يكون لا شيء بعد غد واحتمال يكون أكثر قيمة من قبل، لهذا لا يهم شيء.


مراجعة الذات أمر ضروري في هذه الحياة السريعة التي تسرقك دون إرادة تامة، الوقت ثمين في الاستغلال بين منفعة محضة وضرر حتمي و بين سهر وشروق الشمس و بحر و كتاب ورسائل وله وكثير من المتعة والاكتشاف تمر هذه الأيام بسرعة. 


وتستمر الكتابة للرجوع بأقل حمل ممكن.
:)


2014/02/12

تنفس هواء في سلة قش

على موعد بلا أي اتفاق ونية
بشيء من الخوف والأمان 
بحاجات ملّحة مخفية
تكتمها وتدفن نفسك بها بثوب لونه عادي
الجنون المحبوس في زجاجات مملوءة فرح 
في التفاف الوقت على حيل للمضي
للمضي في لحظات الكشف 
مع قُبلة تروي بك شيء قد جف وذبل
واليد التي تمسك بك 
أيمكنها أن تكون اليد التي تزيل عنك كل ألم؟
كل التعب وتحوله لبهجة؟
تلك اللحظة التي تتقابل بها القُبل 
والقُبلة على اليد والخد.... 
كل التفاصيل التي تجتاحك كلما سرقك العالم بالذي يحمله من ثقل ومسؤولية فوق مقدرتك؟
أهو الملجأ بعد ظلام حالك؟
النور يحتاج أن يُرى
كلانا نور مخفي... 
ربما هذه -المتعة- في الحياة
أن تكون أنت بلا أي تعديل مع من يريد ذلك منك
بساطة الحياة بذلك 
تحاول أن تكتب وتحاول
وبك الكثير يحتاج أن يُرى ويَرى ويعيش فعلاً
وتبقى الكتابة توثيق للحظة -حياة- تحيى من جديد

2014/02/10

لغة الحائط




في بيان الفهم بين الكلمات التي تسرد 
وبين الكلمات المخفية..
تبقى الأحرف معلقة بين الوصف وبين الواقع
كل شيء بين وبين..
أما رأيت أن للحائط لغة؟
لغة لا يمكن أن نصل لها؟
بين الصمت وبين العجز؟
شيء ثابت ويمكن تدميره؟
الدليل تائه بين كل الأدلة في الطبيعة المخلوقة
اللون أبيض وفي داخله تشققات
تجميع من كل شيء 
لا ترى خلاله ولكن تسمع
تزينه بصورة بلوحة بساعة وقت
لا شيء تفعله يمكن أن يحركه تماماً
تبدل لونه لمائة لون جديد
ويبقى هو هو 
لا تغيير باطني
يحميك ويخنقك 
تناظره عادةً بلا معنى وهدف
لا تفكر حتى بوجوده 
لكن يبقى دائماً معك..

2014/02/08

دائرة العودة للكتابة

كل يوم أحاول النوم دون مساعدة 
لا يمكنني
كأن العالم كله يدور في عقلي
خبر عابر كان
حديث بين الأصدقاء
أمنياتي الخاصة
صورة السماء
قُبلة ليلية أولى
صفحة كتاب توقفت على جملة ما
ثيابي التي تتسع كل يوم
عيني تؤلمني 
وقلبي مثقل بحزن
أسرح في خيال لا يحده شيء
أرسم تفاصيل أريدها 
بدقة عالية جداً
كأني أعيشها حالاً
أم كل هذه اللحظات عابرة؟
رأسي على وسادتي.. ثقيل
أحاول الكتابة لكن شيء بي يمنعني
أكتم كل الكلمات كما لو أنها علاج مؤقت
حتى أشفى.. 
موسيقى وضوء بعيد في هذه الدار التي تلم
كل أسراري وحاجاتي
تشعرني بشيء من الراحة وينقصها الكثير
ثم لا شيء مع صوت خافت من الحديقة خلف النافذة
أنام على جنبي المثقّل فراغ وأحاول الاسترخاء وربما الكتابة عما أريد ولا أريد

2014/02/06

أخلاقيات/ العدالة

قاعدة/ لا وجود للعدالة
استثناء/ خَلق عدالة -وهمية- مؤقتة.

لو تلاحظ إننا دائماً ما نسعى للعدالة وحتى أننا كنا ومازلنا نسمع ذلك من الوالدين خاصةً لأطفالهم عن قيمة العدالة وأثرها على الفرد والمجتمع.

رغم كل ذلك، العدالة التي يتم تعليمها لنا مرتبطة بوجود -الخالق- الذي سيكون معك دائماً، في كل حالات الظلم وسيأخذ حقك وكل هذه الحكايات التاريخية والأسطورية.

قيمة العدالة هي القيمة -المنفردة- التي لا يمكن أن تكون وإن كانت لا تصل حتى للنصف، وفي ظل كل الأخلاقيات المرتبطة بالعدالة تبقى العدالة ملجأ للاستراحة ووقف الضمير والبقاء في دائرة لا مفر منها أبداً، ولو تمعنت جيداً في كل أمور الكون والعوالم والبشر وفي نفسك، ستجد أن -العدالة- مجرد مصطلح أخلاقي يكتب عنه في المجلدات والنصوص ويذكر بالدساتير والقوانين لبرمجتك أن -نحن- ( و هم مصدر الظلم) الأقدر على تحقيق العدالة. 

2014/02/03

قداسة القرف

كثيراً ما اقرأ عن الحياة وكل تلك النصوص الملقاة على كل جانب كما لو أنها رخيصة متاحة للكل؟ أم من الكرم أن تكون كذلك؟ ما ماهية الحياة؟ وما هو الأصل وما هو الاستثناء؟ 

مساحة الوطن صغيرة وكل يوم تضيق، من ترهات إجتماعية ودناءة سياسية، وسرقات مالية بكل وقاحة وحقوق ضائعة وواجبات لا يقوم بها أحد، إننا نعيش على مستوى أدنى من المتوقع، إلى الحضيض نحن والعالم أجمع في حال استمرار هذه الفوضى بهذا الشكل الدائر، ومع ذلك لك حياتك وعملك في ظل إدارات لها -الغباء- صفة معتمدة، تبحث عن سند لك في هذه الحياة حبيب/صديق/قريب/ حيوان ربما، لا أحد دائم ها هنا، ما قيمة كل ذلك وأنت لا تستطيع أن تكون أنت؟
كم مرة تلبس هذه الأقنعة وتخرج لهذا العالم؟ 
تكون جزء من هذه السذاجة المحضة؟ تهرب للتعليم وأنت تظن به ملجأ يزيدك أسف على حال هذا المجتمع المتشكل بأمراض جمعية، تفاهات المظاهر والبحث عن الامتلاء بفراغ داخلي أكيد، التعليم هنا شهادة لا أكثر، لا يدرك أحدهم فلسفة التعليم -الحقيقية- في تواجد عقليات مماثلة يبدو لا أمل من كل شيء باعتبار أساس أي تغيير هو التعليم ولا شيء قبله.

ولهروب جديد بالقراءة، تقرأ وتقرأ كالجائع وتبقى جائع حتى الموت وكأنه مرض لا خاصية جيّدة، منعزل كأنك مريض عن العالم مع هذه الأغلفة الصامته حديثاً، وتظن أن الكتابة نافذة للراحة، وبعد تأمل تراها نافذة على مجهول لا يعلم به إن كان للراحة أم للشقاء. 

الشعور بالعجز يقتل كل أمل بك، وما الأمل إلا للضعفاء؟
كم مرة شعرت بأنك انخدعت؟ كم مرة خدعت أحدهم؟
الحاجة للانتقام؟ الانتقام ليس دائماً للضعيف، هناك انتقامات لا يقوم به إلا الشجعان في دائرة عدم المتوقع من فكر الأخر بجعله يظن بل يصل لليقين بأنه -لا شيء- وعادةً هو -نكرة-. ماذا يمكن أن نفعل في هذه الحياة ونحن بهذا التقييد من موروث وعادات وتقاليد وقوانين معيوبة وفرض مجتمعي علينا من اتجاه؟ لا فردية ولا إنسانية فعلية، ماذا نفعل بكل ذلك ونحن لا نعيش إلا مرة واحدة فقط؟ مرة واحدة، لا شيء بعدها؟ ماذا نفعل بكل ذلك وكل عمر يمر بك لا يتكرر؟ وكل يوم يمضي لا يعود؟ إن لم يكن هذا ظلم الوجود بما يسميه أحدهم الواجد، ماذا نفعل به؟ أنعيش كما يفعل أولئك بألف حياة؟
لا يهم. كل شيء احتمال مع محاولات ونمضي.