2014/02/03

قداسة القرف

كثيراً ما اقرأ عن الحياة وكل تلك النصوص الملقاة على كل جانب كما لو أنها رخيصة متاحة للكل؟ أم من الكرم أن تكون كذلك؟ ما ماهية الحياة؟ وما هو الأصل وما هو الاستثناء؟ 

مساحة الوطن صغيرة وكل يوم تضيق، من ترهات إجتماعية ودناءة سياسية، وسرقات مالية بكل وقاحة وحقوق ضائعة وواجبات لا يقوم بها أحد، إننا نعيش على مستوى أدنى من المتوقع، إلى الحضيض نحن والعالم أجمع في حال استمرار هذه الفوضى بهذا الشكل الدائر، ومع ذلك لك حياتك وعملك في ظل إدارات لها -الغباء- صفة معتمدة، تبحث عن سند لك في هذه الحياة حبيب/صديق/قريب/ حيوان ربما، لا أحد دائم ها هنا، ما قيمة كل ذلك وأنت لا تستطيع أن تكون أنت؟
كم مرة تلبس هذه الأقنعة وتخرج لهذا العالم؟ 
تكون جزء من هذه السذاجة المحضة؟ تهرب للتعليم وأنت تظن به ملجأ يزيدك أسف على حال هذا المجتمع المتشكل بأمراض جمعية، تفاهات المظاهر والبحث عن الامتلاء بفراغ داخلي أكيد، التعليم هنا شهادة لا أكثر، لا يدرك أحدهم فلسفة التعليم -الحقيقية- في تواجد عقليات مماثلة يبدو لا أمل من كل شيء باعتبار أساس أي تغيير هو التعليم ولا شيء قبله.

ولهروب جديد بالقراءة، تقرأ وتقرأ كالجائع وتبقى جائع حتى الموت وكأنه مرض لا خاصية جيّدة، منعزل كأنك مريض عن العالم مع هذه الأغلفة الصامته حديثاً، وتظن أن الكتابة نافذة للراحة، وبعد تأمل تراها نافذة على مجهول لا يعلم به إن كان للراحة أم للشقاء. 

الشعور بالعجز يقتل كل أمل بك، وما الأمل إلا للضعفاء؟
كم مرة شعرت بأنك انخدعت؟ كم مرة خدعت أحدهم؟
الحاجة للانتقام؟ الانتقام ليس دائماً للضعيف، هناك انتقامات لا يقوم به إلا الشجعان في دائرة عدم المتوقع من فكر الأخر بجعله يظن بل يصل لليقين بأنه -لا شيء- وعادةً هو -نكرة-. ماذا يمكن أن نفعل في هذه الحياة ونحن بهذا التقييد من موروث وعادات وتقاليد وقوانين معيوبة وفرض مجتمعي علينا من اتجاه؟ لا فردية ولا إنسانية فعلية، ماذا نفعل بكل ذلك ونحن لا نعيش إلا مرة واحدة فقط؟ مرة واحدة، لا شيء بعدها؟ ماذا نفعل بكل ذلك وكل عمر يمر بك لا يتكرر؟ وكل يوم يمضي لا يعود؟ إن لم يكن هذا ظلم الوجود بما يسميه أحدهم الواجد، ماذا نفعل به؟ أنعيش كما يفعل أولئك بألف حياة؟
لا يهم. كل شيء احتمال مع محاولات ونمضي. 

ليست هناك تعليقات: