2009/09/26

سر صغير






كنت قد خططت لأن أنام نوم كافي في عطلة العيد وأُعوّض ساعات استيقاظي التي تتعدى الأربع والعشرين ساعةوخططت كذلك للإبتعاد عن جميع من يملك فم ولسان حتى لا أزعج نفسي بأي خبر قضية أو حدث لا يفيدني سوى إنشغال عقلي به والتفكّر بما يدور حولي


العقل يحتاج للراحة من القراءة المطالعة المشاهدة الاستماع التحدث الرؤية الخيال الأحلام وكل شيء رُبما يحتاج العقل راحة في كل شهر مرة أو على حسب ما يمر به في تلك الأيام والأشهر اتفقت مع نفسي إن لدي يوم في الشهر سيكون مُلك لي لوحدي بعيداً عن هاتفي حاسبي أوراقي أمي جدتي صديقتي خالتي أخواني وأخواتي اعتزلهم يوماً وأعيش لوحدي فقط يوماً لا اسمع صوت لهم ولا اتصال حتى لو انقلب العالم رأساً على عقب مالي ومال العالم دول


في الأيام الماضية التي تُسمى عطلة أخذت فقط ست ساعات عطلة لعقلي كنت أنا لوحدي وظننت ذلك حتى وجدت السماء تشاركني لحظاتي وهمساتي وتنهيدات لطيفة مرّ من الوقت الكثير و وجهي يقابل السماء دون ملل ولا كلل أتفكّر بنفسي وبالسماء وجدت النجوم كثُر عددُها في ذلك اليوم وكانت هناك نجمة كبيرة جداً لم أستطع إلا أن أنظارها بكل حُب وحنيّة كلما ابعدت نظري عنها وجدتها تلاحقني بكل بقعة فارغة في السماء عندما أُشاهدها أشعر بإنها ترسل لي شيء ما خلال عينيّ ونقطة نورها لا أعلم لماذا أحببتها؟ هل لأنها نجمة جميلة هادئة الملامح؟
أم لأنها تذكرّني بوالدتي؟


لم يبقى شيء على شهور الحُب والمشاعر العالية الرقيقة أُترجمها لكلمات مصوّرة لأهديها لشخص ما في السماء بعيداً عن هذه الأرض الغريبة أُدرك إنها مشاعر بهيئة أحرف لكنها تصل لكل قلب نظيف لطيف عفيف يُدرك إن المشاعر ليست شيئاً سهلاً بل هي دوافع لطيفة للعطاء والاستمرار وللحيــاة





أنا شجرة كبيرة جميلة
تحمل أغصان كثيرة
غصن حزين
يستند عليه طائر صغير يبكي
أحضنه بأوراقي وأغصاني
أُخفي الشمس عنه
في صيف حار
يحاكيني وأسمعه
أحمل دمعاته على أغصاني
أوراقي منديل أخضر رقيق
أغصاني الأخرى يد دافئة
مُحبه له تمسح على رأسه
حتى يهدأ يفرح يسعد ثم يطير مبتعداً
غصن الفرح
يذكر لحظات جميلة وأوقات سعيدة
ضحكات عالية تجمع أغصان كثيرة
أحملهم على كتفي
ابتسم كم أحب ذلك الشعور
غصن الأسرار
هو غصن لا يُدركة طيراً ولا بشراً
يملآه الغموض وصندوق سحري مزركش
لا يملك مفتاحة إلا أنا وأنا فقط







سؤال

هل هناك أمور وأشياء كتبت عنها ولم تنشرها لأنك تخجل منها أو تخجل ممن يقرأ لك أن يحدثك عنها وعن سببها أو إنها لا تصلح لك أو أو أو

عن نفسي أحياناً أشعر إني أكتب أمور شخصية وأخجل أن أُشارك بها علناً وأفكار خاصة بي أخجل من عرضها على الملأ ولا أعلم لماذا أشعر بإن عليّ أن أكون صادقة وأخبركم عن هذا السر الصغير فأنا أملك عدداً كبيراً من المسودات منها المضحكة ومنها الحزينة ومنها سطرين ومنها صفحات طويلة وفي اللحظة الأخيرة أتردد عن نشرها وإن تجرأت نشرتها مسحتها بعد دقيقتين



هل يشاركني أحداً هذا السر ؟


2009/09/15

درس





أحسنت إلى الناس فكثرت عليً شرورهم
وأسأت إلى الناس فارتدت سهامي إلى نحري




راجي الراعي
أديب وشاعر لبناني

2009/09/13

بين الختمات والتأملات في أمة العدادات








كان هناك مجموعة من الطلاب أحمد بدر فيصل وحامد يَجْهزون للإختبارات القادمة وكلاً منهم يحفظ ما يستطيع من الدرس وجاء يوم تقديم الإختبار وخرج الجميع ولا يعلم هل هو من زمرة الناجحين أم زمرة الغارقين لكن لماذا كان هناك تعب وشدة وضغط نفسي لهذا الإختبار هل هو من يُحدد المصير؟ أم هكذا مجرد روتين لكل إختبار؟ أم خوف من الصحبة وحكي الأهل والمعلمين وتحقير العقل والقدرة لهذا الطالب؟


ألم تمر عليك مواد لم تستطع استيساغُها وأنت ملزم أن تنتهي منها ومجبراً على ذلك بالغض عن الأسباب وتلاحظ نفسك إن بعد الإختبار تخرُج مع التأكيد على مسح كل تلك المعلومات من عقلك وكأنك لم تحفظها وتفهمها من قبل فكانت مجرد شيء تقوم به للتخلص منه بأسرع وقت ثم يسألك أحدهم عن شيء في تلك المادة فلا تستطيع الإجابة لأنك كنت مُجبراً وكان كل شيء خارج إرادتك وكانت تلك المادة مُجرد حجر ثقيل رميته من على ظهرك لتكمل طريقك وتُسمع الآخرين عن ذكائك وعبقريتك وعلو عقلك بإنك انتهيت من المادة




في شهر رمضان ترى الكثير ممن يتنافس في الصلوات وفي قراءة القرآن بشكل خاص والعبادات بشكل عام هناك من يختم القرآن مره واحدة وهناك مرتين وثلاث وأربع إلى الثلاثين مره ورُبما أكثر سمعت حديثاً بين فتيات عن عدد الختمات لكلٍ منهن كانت هناك واحدة قالت إنها مازالت في الختمة الأولى وجعلت لكل جزء يوم خاص بة كما وضحت لهم بعد أن كادت عيونهن تخرج مع تعليقات قبيحة لا فائدة منها عليكِ بختم القرآن أكثر من مره فهذا شهر القرآن وعليكِ مضاعفة الأجر وبالتأكيد تشاهدين المسلسلات الهابطة والبرامج الساقطة ولا تستطعين أن تكثري من قراءة القرآن ووو الخ
لدرجة إني أنا وددت لو أضرب تلك الفتاة ذات اللسان الطويل والمزعج الذي لا يسكت والتي تُطلق أحكام على تلك الفتاة المسكينة التي فقط تختم القرآن مرة واحدة فقط وكان هذا موقف من مواقف عدة فالكثير الآن ولا يستطيع أن ينكر أحد ذلك أصبح التنافس في حصر عدد الختمات والتفاخر بها وكأنهم قاموا بشيء غريب وجديد أو عمل لم يقوم به أحداً من قبل وهم لا يعلمون ويعلمون إن هناك من هم أفضل منهم مرتبة وأفضل منهم حفظاً وتلاوةً وختماً للقرآن وحتى يصل كل هذا للرياء فيقل أجره ويكون هباءً منثوراً ومشقة في عملهم على لا شيء سوى مظهر قارئ وخاتم للقرآن التقي




نعم للقرآن أهمية في شهر رمضان وخصوصية كُبرى لكن لا يمكن أن نغفل عن القرآن أحد عشر شهراً ونقبل عليه فقط في رمضان ونتسابق سباق غير مقبول للختمات دون الإلتفات لما فيه من أحكام ودروس وعبر وتعاملات عبادات وأخلاقيات مهمة وكما جاء القرآن للعمل به والتطبيق لما كان به من أوامر والإبتعاد عن النواهي والتقريب من كل عبرة وقيمة إنسانية أخلاقية قيميّة ثمينة تجعل من تلك الأفراد والمجتمعات شيئاً يُذكر وإن أغلب من يعد الختمات هو من أصحاب مبدأ التعويض فتراه يهجر القرآن وينساه ثم يصحو الضمير فيتلاحق على الختمة الأولى والثانية وإلى ما يزيد دون الإكتراث لهدف القرآن الأساسي وفي رؤيتي الشخصية أُفضّل ختمة واحدة مع تدبّر وتفكّر وتأمل وتطبيق لما يتلى منا من القرآن فإن ختمت وتسابقت فقط على الختمة نعم سيكون لي أجر كما ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم من قرأ حرفاً من القرآن فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف لكن ذكر الله في القرآن كذلك : أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا وأيضاً أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا والحديث الذي نحفظه منذ الصغر كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن، وكان جبريل يلقاه كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة البخاري ومسلم


وكلمة يدارسة لا تعني سرعة الختمات ولا عددها ولا شيء من هذا بل يدارسة فيها باب علم كبير وكنز كثير لمن يفتح عقله وقلبه ليقرأ تلك الآيات ويستوعب أسباب نزولها وما بها من تعاليم راقية وملامح سلام توزع على من يدركها ويقطف من ثمارها التي لا تُتلف أبداً فهل أحضرت تفسيراً وتدارست عن معنى تلك الآية وسبب تسمية تلك السورة ولماذا هذا النبي يُذكر في هذه السورة ويدوم هذا عليك بعد رمضان على نفسك وأخلاقك وعباداتك وتغوص مع معاني تلك الآيات وتتجلى نفسك عن كل شيء دون ذلك فتخرج شخصاً فاهماً للقرآن متدبراً لمعانية حاصداً لخيرة عاملاً لأوامره مبتعداً عن ذكر سوء العمل به وكل هذا سيكون لك خيراً أكثراً من سباق الختمات التي تكون مُجرد لسان يقوم بالتلاوة والقلب منشغل بأمورٍ أُخرى




لفت نظري صورة صغيرة تم وضعها في بعض المدوّنات والمواقع وبعد البحث عنها وما بها من فائدة ومن يقوم عليها ظهر لي هذا الرابط لموقع عمرو خالد وعندما ضغطت على صورة عدد ختمات القرآن ظهر لي الكلام التالي



رمضان شهر القرآن والقرآن هو نعمة الله لهذه الأمة والقرآن كما وصفه الله تعالى هو نور ورحمة وهداية وشفاء ولاأمل لهذه الأمة إلا بفهم القرآن حق الفهم وفي برنامج قصص القرآن هذا العام يشرح الأستاذ عمرو خالد قصة موسى عليه السلام وتشكل هذه القصة ما يقرب من ربع القرآن ومن أجل ذلك اخترنا أن نستفيد من هذه الفرصة العظيمة لنحيي لدى الملايين حب القرآن والتعامل معه من خلال حملة سميناها سنحيا بالقرآن حملتنا تهدف إلى أن جمع ملايين من شباب ونساء الأمة حول القرآن ووضعنا مستهدف هو الوصول إلى عشرة ملايين ختمة من بين متابعي البرنامج سنضع عداد لتجمع هذه الختمات وحتى يكون الهدف قابل للتحقيق وليبقى باستمرار هناك تذكير للملايين بحب القرآن وضعنا بوستر يحمل هذه الفكرة ليطبعه الناس ويضعوه في كل مكان كل من سيقرأ هذا البوستر سنحصل نحن على الثواب لأن كل من سيراه إن شاء الله سيقبل على القرآن



هذا هو الفهم الخاطىء الذي ينشرة البعض بين الفتيات والشباب فالقرآن مجرد عداد ختمات ومتابعة برامج تشرح القرآن كما كل رمضان مع قليل من النواح والإبتسامات وتعابير وجه غريبة وصوت مزعج ونبرات حادة والتصويت عبر موقع خاص فيكثر عدد زوارة كما يكثر عدد الختمات للقرآن التي تشبة الهواء تنفجر الختمة مع إنتهاء رمضان وأنا ختمت يا سيدي خمسون ختمة وأنت عشرون وأنا أفضل منك وأقرب لله ودخولي للجنه أسرع وهذا الداعية خير داعية ولا أقبل أن تقول عنه شيء فهو أفضل منك فسّر القرآن بتفسير يحبه الكثير ويتابع برامجه عدد كبير وكما تعلم هو لا يضع لحية ويحبه حتى الإنسان الغير ملتزم ولا تنسى خفة دم أبناء أم الدنيا





في الرابط التابع لتسجيل عداد الختمات كان الرقم الظاهر لي هو
4508009
وضغطت على تسجيل ختمة فظهر لي
4512283
لا أعلم كيف هو الحساب هكذا ولست من محبين الحسابات والرياضيات
ومن يستطع أن يفيدني أشكره لزيادة الحصيلة الرياضية العقلية





أخيراً أعلم إن تلاوة القرآن وختمه مقصد مطلوب في ظل المعقول والشرع لكن لماذا إختار الله لنا القرآن هل لعدد ختماته أم للإستفادة منه ونفع البشر فيه وهذا هو ما أراده الله لنا وحثنا عليه وأنت من يختار هل تعد الأعداد أم ترفع الأخلاق ولك طريقك وحريتك وأنت من يقرر ودائماً تذكّر القرآن في اللسان ليس كما القرآن في القلب










سورة فاطر للقارىء خالد السعيدي
أحب هذه التلاوة ولها أثر في نفسي


للاستماع والحفظ
..
:)

2009/09/05

حكايات بين أنا والقلب في عالم أبيض








القلوب من حولنا كثيرةٌ
تشتاق لنا وتُحبنا أكثر
تبتعدُ بعضَها عنا
تلهى بالحياة وما فيها
تنسى أو تتناسى
لا أحد يعلمْ
في القلوب أسرار
كل شخص منا يملك مكتبةً كبيرةً
في قلبه يحميها يُلمعها
لا يشارك أحداً بها
حتى مع كُتبهُ الثمينة والرخيصة
وإن كانت في السعر والمُحتوى
يظّلُ هُناك خطٌ فاصلٌ للوصول
لن ولم يبلغه أياً منا وإن بحث




أتسكّع بين أشجاري
لأُسمعهم أخباري
تمايلت مع الأغصانِ
وأتذكّر من قديمي بعضَ الألحانِ
صوت حديث أوراقي
وهمسّات أشواقي
كأني أخطو نحو طفولتي
وبعدها طيشي ومراهقتي
أترّبعُ على أيام شبابي
لأصل لبياض خصلاتي
فيقف الزمن بي
أرجع أتسكّع بين أشجاري
وأميل لأحبائي
حتى أُدوّن أمنياتي





أُحب أن أسمعُ الحكايا وكثيرٌ من الخفايا
تجذبني كلمة أنا فيما أسمع وأقرأ أيضاً
جمعٌ كبير ينهي أو يبدأ حديثة عن نفسه أنا
بكلمة لا أصل لها على حسب عِلمي وفهمي
شرعاً لغةً عقلاً وحتى حباً للنفس وهو أمر مطلوب عندي
أنا ضمير متكلم وليس ذنبٌ يُرتكب حتى يُتعوّذ منه
وليس من الخطأ أن تتكلم عن نفسكْ وتفخرُ بها
عن نفسي ابتسم عندما اسمع أحدهم يقول
وأعوذ بالله من كلمة أنا
لماذا لماذا لماذا ؟
كما أُلاحظ تقال في المواضع الحسنة
رؤيتي الخاصة تُخبرني إن هذا الشخص يمر في حالتين
التواضع الغير صحيح وانتظار المدح من الآخرين
يعاني من خلل ما في فهم محبة نفسه والارتقاء بها
أعلم إن البعض سيقول إنها مُجرّد كلمه
لكن لا يُستهان بأي كلمه تُقال ويتم تداولها ويشترك الكثير في قولها
وهنا أتمنى أن من ينطق بكلمة أنا
أن يُحب نفسه ولا يخجل ولا يتواضع التواضع السلبي
الذي لا فائدة منه سوى خفض القيمة الفردية في نفسه وثقته أولاً و قبل كل شيء




أحلم أن أعيش في عالم أبيض
تُحطيني قلوبٌ رقيقة مُحبة
الحُب بينَنا هو المُحرك الأول
حُب بيننا لا يعرف العُنصرية
سعداء نضحك لا كَدر ولا حُزن
لا فرق بينَنا
أتصوّر هذا العالم شيء من الخيال
لكن
بدأت الآن خطواتي نحو هذا العالم الصافي
أبحث عن لون أبيض شفاف
استمتع بصفاء الرؤية
وانشر ذلك من حولي
لأعيش بيضاءُ جميلةٌ
لها من الخير نصيبُ كبير
وتعطي الصفاء بقدرٍ كثير





2009/09/04

الحركة بركه في الجوع والشبع



الحياة عبارة عن مراحل تمر بنا نتعلم منها وربما نرسب في بعضها ونتفوق في الآخر هكذا هي الحياة يوماً لك ويوماً عليك ونقاوم ما علينا من أيام نرجوها أن تكون لنا دائماً ضاربين القناعة السليمة والمبدأ للإستمرار والتوازن وهو التغيّر الذي يجب أن يمر بنا ولنا وهو ثمن وجودنا على قيد الحياة




أنا أُعاني من وزن زائد ولا يخفي على أحد ذلك ممن يعرفني وكذلك من كان له نصيب من زمالتي صداقتي وقرابتي يرى إني لست من المهتمين جداً بالطعام وأصنافة وماله وما عليه ولا أحب أن يناقشني شخصاً بهذا الأمر إلا من هو قريب مني بدرجة كبيرة مع موافقتي على النقاش لأن أسبابي واضحة جليّة وهي إني لا أعاني من مرض يجعلني أحمل هذا الوزن ولا أحب الطعام بشكل مرضي يجعلني لا أستغني عن وجبة أو قطعة بسكويت وإن كل الوزن ما هو إلا كسل وقلة حركة مع قطعة خُبز وقطع من البطاطا المقلية وبعض الأرز وبعدها نوم فوراً والدلال في بيت به فتاة واحدة والطعام يصل إلى فمي إن تأخرت على مواقيت الطعام المعتمدة والجلوس للعمل أو الدراسة أو غيره على الحاسب أو مشاهدة التلفاز والقراءة وعمل بعض الأمور التي كلها تحتاج لعمل داخلي لا حركة خارجية تحرق القيمة الغذائية الباقية في جسدي وأحياناً أصل لدرجة كبيرة من الكسل للقيام لأشرب كأس من الماء وهذا كُله تتحمله أمي العزيزة التي ترى إني أصغر فتياتها وواجب عليها أن لا تتعبُني وكثير ما أكون أنا الهادئة المطيعة فهذه مكافئتي وكذلك جدتي التي تطلب أن أجلس معها والشّغالة تقوم بكل شيء ولا عليّ إلا أن أُنادي وأطلب والطلب مُستجاب ولا أنسى أخواني الأصغر مني فأنا من تتواجد معهم كل يوم وكل دقيقة وكثير ما يقومون بأعمالي التي تتطلب مني حركة خارجية مع مقايضة العمل الداخلي لهم وإقناع أمي ببعض ما لا توافقهم عليه والطبع صعب التخلّص منه ولهذا أختار الكسل كَحل سهل وقد مر وقت وأنا متعودة عليه




في فترة سابقة من الأشهر الماضية تعرّضت لأمر نفسي أثّر عليّ كثيراً توقفت عن أشياء كثيرة ابتعدت عن كل شيء ومن كل شيء كانت علاقتي متوترة مع كل شي ومنها علاقتي مع الطعام والأكل يمر يوم أتناول فيه الطعام ويمر يومان وثلاثة لا أتناول أي طعام وأُبقي معدتي على الماء والقهوة ثم يمر بعدها يومان أيضاً تزيد شهيتي للأكل بشكل لم أَعهدهُ من قبل وكذلك أيام تمر لا شيء يدخل معدتي كان هذا الأمر أفعله من قبل ولم أُلاحظهُ لهذه الدرجة لكن ما مر بي جعلني أُلاحظ حتى طريقة تنفسيّ وطريقة سير المراكب وأشياء ربما يراها الأخر أمور تافهة ولا معنى لها لكنها كانت سبيل توازن وتأمل كان يجب أن أمر به وكان هذا هو التغيّر الذي لم أفهمه ولم أوافق عليه مع بداية الأمر لكن التأني في الأمور ودراستها ومقارنتها مع كثير من المجريات والأحداث المتواجدة والسابقة هو خير عمل قمت به بل وصلت لسعادة كبيرة إن توصّلت لكثير من الأمور في خطوات بسيطة وسهلة وهي التأني التأمل المقارنة التفكّر ثم الإختيار وفي خوض تلك المعركة المؤلمة المفرحة كما أُحب أن أطلق عليها جعلتني أُدرك أشياء كثيرة








ربما يظن البعض منكم إني أُبالغ فيما سأقوله وربما الآخر يؤكد على كلامي دائماً عندما أرى صور أطفال نساء ورجال يعانون من الجوع أحزن حزناً شديداً عليهم وقلبي يؤلمني ودائماً عندما أرى الطعام أمامي أتذكرّهم والآن أكثر مع تلك الموائد الرمضّانية التي تضُم أصناف متنوعة ولا يُأكل منها شيئاً لأن الجوع جوع عينيّ من العين فالعين لا تشبع أبداً وتسر بالنظر للألوان والوصفات المختلفة وحتى إن كانت المعدة طافحة و بمُجرّد السجود يستطيع أحدهم أن يُخرج الطعام من معدته لتصل لموضع جبهته وكذلك التصوير الإعلامي إنه يحلى الأكل في رمضان مع جوع عينيّ واجتماع الأقارب والأصدقاء والفخر بإن البيت يقدّم شتى الأنواع والفكر السائد المتشرّب منذ الصغر إن بعد صومك يجب أن تأكل كل شيء أمامك فأنت صائم وعليك الأكل الأكل الأكل وفقط الأكل


أنا أرى الإنسان حيوان لكن ليس كأي حيوان فالحيوان لا يمكن أن يأكل كل شيء أمامه وكل شيء يمر عليه بعكس الإنسان يأكل كل شيء من كل شيء فهناك من يأكل الخروف البقر الخنزير النمل الكلاب القطط الأفاعي وغيرها كثير والحيوانات الحقيقية تعيش على نظام واضح غير فوضوي يمشي على خطى معلومة وإن كان يمر بها تغيّر لا يكن كتغيّر الإنسان وعلاقته بالطعام بكل أنواعة







لا أعلم رُبما في تدوّينات قادمة سأتكلم عن بعض الأمور

المتعلقة بوزني رغم إنه صعب قليلاً
(:
و يعود كل شيء للمزاج