2013/09/30

قراءة الكتابة

كلما قرأت أكثر، كتبت أكثر...
معادلة لا أعلم بصحتها ولا أهتم، لكن على ما يبدو أنه خلال التاريخ الإنساني تعتبر هذه حقيقة.

ما يعتريني من كلمات سيل لا يمكن وقفه، حين أكتب أكتب جزء مني، من حقيقتي التي أخفيها، اللجوء للكلمات التي لن يفهم مغزاها إلا أنا، اعتبره منطقة راحة لي، الهروب للقراءة حل جيّد، الهروب للكتابة في دائرة تظن أنها تعرفك جيداً، تعلم أسرارك، وسبب اختيار كل شيء في حياتك، تقيّمك على صحبتك، اسم عائلتك، شهادتك، اطلاعك وكل ذلك ولا ترى أنك إنسان في النهاية، لك قلب يميل، لك عقل يتفكرّ.


كل شيء أكتبه موجه لأحد ما، شيء ما، وتطهير لذاتي.
هذا ما أمارسه ولا أخجل من ذلك، مقدرتي أن أكتب تساوي تماماً مقدرتي على التنفس، هادئة جداً ومستمعة جيدة جداً، هناك كلمات تقف في حنجرتي لا تستطيع الخروج، تختنق وتخنقني معها، لهذا أجد الكتابة تطهير، ماذا يمكن أن يجعل هذا التطهير شائب؟
أن لا أحد يقرأ، أكتب لك لا تقرأ، أكتب للسماء لا تسمع، أكتب للبحر لا يموج، أكتب للوجود وبي عدم...
ما الحل؟ 
مللت، تعبت، لا أعرف كلمات رنانة وأبحث عنها لأخلق لك قصيدة -رخيصة- أنا أكتب كما أشعر، كما أفكر لا أُجمّل ألفاظي لأنال إعجاب سطحية القراءة، منذ اليوم الذي قرأت به كتاب شعر قديم في طفولتي وكان للسيد/نزار قباني، أسرني، ما تكلف في كلماته، كتب ما يشعر بألفاظ متداولة، الكل يشعرها ويحسها لكن لا يملك أحدهم مقدرة -التعبير- عن ذلك، المقدرة على التعبير بألفاظ بسيطة هو ما ينقصنا، أما سرد كلمات وألفاظ لبيان أنك قارئ وكاتب وشاعر ما، في ذلك استغفال لنفسك من نفسك.


مرّت 5 ساعات وأنا في المكتبة اقرأ، أزلت توتري، تنفست روحي، شعرت بالأمان، بشيء من الاطمئنان أن كل شيء سيكون بخير، أني قوية كفاية لتجاوز كل شيء، وإن لم يكن معي أحد، ما حاجتي للناس وهم لا يأتون محبة وود لي؟ عقلي معي وهذا سندي ماعداه زيادة خير، لا نقصان بعدم توافره، قرأت 6 كتب، ثم قلت في نفسي كتاب في علم النفس أضحكني، إننا مهما اختلفنا ومهما تصورنا ذلك، نحن نتطابق، نتوهم إننا نختلف عن بعضنا، لكن أفعالنا متشابهة، الضعف بنا متشابه، القوة هي المفرق، لهذا نفر من الضعف في من نحب لأننا نرى أنفسنا عراة، صورتنا الحقيقية.

أرجو أن أموت بين الكتب... وفي يدي رسالة كتبتها دون اكمال النهاية لمن رحلت عني، لمن رحل.... لكل العابرين في حياتي، لكل من جعلته قريب مني وهذا حق لا يكسبه العامة، وفي قلبي ما خطه سيوران بشغف الحياة وتناقض عدم الحاجة لها. 

قيّد

قيّد..
قيّد حقيقي على عقلي 
على قلبي
متلبسة بجرائم، بجريمة طالما هربت منها
أواه عليّ
انكشف ضعفي 
بانت حيرتي
لا أحد مهتم
حتى....
أمازال هناك حيّ؟
كيف أتطهر من ذنب الحب؟
كيف أمحي إثم الهوى؟
ليرجع القلب قلب أتى على الفطرة...
ما أحبك...
من يرجع لي قلبي الخالي؟
لا أحد...يسكنه
متنعم بشيء من الأمل
الأمل لا أثق به
الأمل صورة ضعف
لا أحب الضعف...
جسدي المتعب قوي
عقلي المثقل شجاع
وقلبي....ممزق
ممزق من كل جنب
من رحيل...
من فراق وألم
شوق ونظر
من انتظار...دائم
خوف كامن
الرحيل...
يقطع لي ما تبقى مني
يعبث بي
لا مقاومة
استسلام... هل لي؟
أريد النسيان...
أهذا الحب؟
يضعفنا؟ 
مثل الزجاج وسط رياح
تخاف أن تنكسر
تراها أمان
عون وحضن
هواء حياة
ورقصة أنثى غاضبة
حنين طفل 
قوة يد رجل كبير
قبول...
أين المفر؟

2013/09/29

غربة


صباح مثقل بأمنيات الغد وجروح الأمس
تسحب جسدها المتعب 
تقف تنظر لنفسها في المرايا 
دقائق متجمدة 
تخطو نحو باب أغلقته في الأمس
لا تجد الحياة بعد ذلك
الماء على وجهها 
تغسله 
ماء دموعها الأسن
جرّح وجه طالما أحب الابتسام
تتأمل عيناها
تبكي بحرقة وهي ثابتة
لا شيء هنا لها...
لا شيء...

2013/09/23

رضاء

هذه الحياة مجرد تجارب متتالية، لا تقف، لا تنتظر، ما إن ندرك ذلك نتوقف عن اعتبار كل شيء في هذه الحياة دائم/صحيح/يستحق.

المضي مع الأيام، بسند العقل المتعطش للتعلم، بقلب يبحث عن السلم، بجسد يبحث عن طمأنينة، بروح تتسع نور.


يومي كانت بدايته في الفجر، ترقب لموعد ما، على أمل  الاتفاق بما يكون في صالحي، شيء كبير ومخيف، أن تتخذ قرار لوحدك، قرار أنت مسؤول عنه تماماً، لا أحد يعلم ما هو، ومن يعلم بفكرته لا يعلم بتفاصيله، أحيان الخصوصية هي من تجعل من قراراتنا صحيحة، مجردة عن كل عاطفة، تريد العيش بحرية مسؤولة، هذه تجربة -مجانية- وتذكرة تعلم وقوة.

أرجو أن يمر اليوم على خير.  

2013/09/15

انشق النور

ينشق النور، هكذا كان يومي.
لا أعلم لما كانت مفردة-انشق- شديدة، فالانشقاق تعبير مؤلم، انطباع تام بمقدمات ليست لطيفة، نظرت للنافذة ورأيت النور، قلت في نفسي:
الحياة صعبة، صعبة جداً لهذا علي أن أكون عنيدة، عنيدة جداً لأستمر في العيش، ثم سرحت في السماء ودار تفكيري حول-الانشقاق- رأيته مؤلم وشديد ولكن لم أراه استراحة وراحة بعد شدة، بعد ربط تام، أن لا شيء يمكن بعده أن ينشق سوى فتات من بقايا ذكرى.

أن تقف على رجليك، لا تحتاج هذا وذاك أن يخبرك كم أنت شجاع، أن تواجه كل المصاعب مثل الإله لا تخاف لا تهاب شيء، تعلم أن صحتك هي المنجى، عقلك هو الحكم وقلبك هو الأمان، لا تهتم بما يقال ويدار، تعلم أن هناك من يعيش على الأوهام في فكره وشعره، أتعلم كم من التفاهة تصادف وتذكرك أنك لست عابر، لست سوى شيء لا يمكن أن يصل له هؤلاء في الطبقة السفلى من الصدق والنقاء، أن تعرف قيمتك الحقيقية ولا تلتفت للقاع المدنس مهما حاول أحدهم جرك إليه. 

هذه الحياة، لا ترتبط بشيء يدمرك فكل ذلك تكسير لصدقك.  

2013/09/12

لملمة طريق

هي تلك الحالة التي تحتاج أن ترى شيء حقيقي، شيء صادق، شيء لا يدرك بسطحية، تفعل ذلك ولا تلقى مقابل ذلك أي شيء، تبقى على أمل-التواجد- ثم هكذا بعد خيبات تصحى أنك أضعت الكثير بلا شيء، بلا أن ترى شيء يأتي لوحده، دائماً عليك الالحاح، كأنك في حرب مستمر.

كلما قرأت أكثر، كلما أدركت أني لا أنتمي هنا، أريد العمق النقي الحقيقي الذي تعلّمته وأصبح بي من القراءات من التأملات من التفكرّ وسعة الاطلاع، وذلك حين تعمل على نفسك مضاعفةً تطوف الكثير، هنا تشعر بأن لا أحد هنا، الجميع مشغول بشيء ما لا تعتقد أنه بهذه الأهمية.

يقتلني الإنسان الذي لا يملك أي طموح، طموح حقيقي، لا تكرار لحياة سابقة، أكره ذاتي حين أجالس من هم كذلك، وللأسف أن أغلب إن لم أقول الجميع ممن أحب لا يدرك أهمية الطموح ودوره بينه وبين نفسه، وبيني وبينه، هذا يصيبني بحالة توتر مزعجة.

أعتقد أن بداية دراستي يوم الأحد، هذه هي حياتي الحقيقية، ماعداه لا شيء، أرجو أن تمر هذه السنة الدراسية بأقل قدر من التعب-وهذه أمنية ممنوعة- وبأكثر قيمة فكرية ومنهجية تعليمية-هذه أمنية مباحة-.


أحيان علينا تجاوز ما اعتقدنا أننا لا نستطيع، ليس للتجاوز ذاته، بل درس لنا، إن في داخلنا شيء يستحق شيء أفضل، وكثير من الأحيان عليه أن يبقى ما في داخلنا مركون إلى-التعلّم المستمر-، لا شيء أكثر.

2013/09/11

الفهم الناقص في عقلية كبار السن

حين تستمع بشكل دقيق لأحاديث كبار السن بمختلف توجهاتهم الفكرية والإجتماعية بجوانبها المتعددة ثم تستمع لأحاديث الشباب ترى الفرق الهائل والمساحة الفارغة دون وصل بينهم، عادةً يتركز حديث الكبار على مسائل يظنون أنها الأساس وهي توفير الطعام والزواج وانجاب الأبناء ومال وفير، لا أرى أن ذلك سلبية لكن تركيزهم على ذلك هو قمة السلبية واللاوعي، حين تتحاور معهم في مسائل الفكر والسياسة والاقتصاد لا يرون أبعد من منطقتهم الخاصة.
 تطبيق: الزواج.
كبار السن: الزواج من أجل فكرة الاستقرار وانجاب الأطفال وزيادة العائلة
لا يهم من تتزوج حين تتوافر وجود مكينة تأتيك بأطفال وأصيلة الصنع ولها مال.
الشباب: البحث عن توافق فكري وفهم نفسي وراحة وقبول في العلاقة، فهم أن الاستقرار لا يتوقف على الزواج، فهم أن الزواج حرية واختيار، لا اجبار وفرض، لم تجد من تراه مناسب فالزواج هنا ليس ضرورة-وهذا عكس ما يؤمن به كبار السن- وهذا هو ما يتوتر العلاقة بين كبار السن والشباب، ويمكنك قياس ذلك في السياسة والدين والاقتصاد وفي كل الجوانب التعاملية، فرض فهم قديم لا يواكب أن يتطور وتحسن في هذه الحياة التي لا تنتظر فكر بالي وإدراك ناقص لما تحمله قيمة الحياة الأساسية وهي التغيير.

للتوثيق:
كتب هذا البوست في المباركية على شرف-قلاص- شاي. 

2013/09/09

Riddick وأفكار عابرة



المشهد الأول من الفيلم لمدة عشر دقائق تقريباً جعلني أفكر فيما يعانيه الكائن الحي في حياته ظناً منه أنه هو الأقوى والأحق في الوصول والاستيلاء على كل شيء، كيف يمكن أن يكون الإنسان ضعيف لوحده، الانفراد أراه قوة، لكن ليس دائماً، القوة هنا استثناء وليس للعموم، وكيف يمكن للحيوان أن يرى وحشية الإنسان عذر للبقاء، صوّر المشهد التخطيط واستغلال كل المصادر المتوفرة مع قليل من الحظ وكثير من الصبر واقتناص الفرص التي لا تكرر كثيراً،الصراع بين الممثل والحيوان كان جداً شيء ممتع-رغم عدم ميلي للعنف في الحقيقة- لكنه جيّد لتبيان أن الإنسان والحيوان مصدر تدمير ذاتي ومجتمعي بل كوني، الإنسان يقتل ويستغل الحيوان للطعام والتنقل والمتعة والملبس والدواء كذلك، في مقابل الحيوان يمكنه في كثير من الأحيان استغلال الإنسان للاهتمام والمأكل واعتباره ولي للتصرف بما يصعب على الحيوان التعامل معه، وفي النهاية تبقى العلاقة مصلحية وهي توافقية، ولكن إن ركنا للنبات نجده أكثر عطاء، لا ينتظر عادةً اهتمام من الإنسان أو الحيوان، فكم مر عليك نبات ينبت من قعر الأرض ويعيش ويموت دون حاجة لأي تدخل من كائن أخر؟ أيضاً أعتقد أن النبات يعطي بشكل أوسع مننا ومن الحيوان، لا يقتلنا كثيراً إلا بوجود نبات سام أو اصطدام بشجرة-مع العودة أن فعل الاصطدام أتى من تصرف أولي من الإنسان أو الحيوان-النبات في الحقيقة هو الأحق في التواجد،فهو لم يأتي من فراغ وتنقل.

كل ذلك وأكثر في الجانب الأول من الفيلم، أيضاً تأملت الفيلم جيداً-لعلمك صحبتي في الأفلام أحبها جداً،هادئة، لا تعلق على كل شيء دون معنى،تقدر وتثمن الأفلام مهما رخصت جودتها وقيمتها وزيادة ذلك لها عين ناقدة وثاقبة-،وجدت أن الفكرة من الممكن أن تكون أن الإنسان يحارب الإنسان لمزيد من السيطرة لا لشيء أخر، الإنسان مهووس سيطرة وهذه حقيقة-أعتقد-،وأن الصراع مع الحيوان يمكن تقليله في فهم جوهر العلاقة وأن البقاء على فكرة الخلود لا قيمة لها، دائماً حين يأتي دورك عليك الاستسلام، لا أحبذ الخيبة والخضوع وأصر على المقاومة والتحلي بالصبر لكن هناك حد فاصل لترك كل شيء، والفكرة الأخيرة هي السعي وراء الحقيقة، دائماً هو سعي مكلف من كل الجوانب، وعادةً لا تصل لأي حقيقة سوى أن لا حقيقة هنا وأننا نتوهم الحقيقة فقط.

الفيلم هو Riddick
الممثل: Vin Diesel



2013/09/08

خلق ذكرى بذكرى وجودك

مثل الأطفال كانت حالتنا
من فرط الألم ومانراه نضرب بعضنا
نركن أن هذا هو الأمان هو هذا المكان 
الخوف الذي يمتلكنا رغم الإظهار رغم الإخفاء هو ليس حقيقي
معاً نحن الآن، لا يهم شيء أخر.

بعد هذا التعب جلست لوحدي أستمع لموسيقى اخترتها دون معرفة، أتت الشمس ومازلت أنا مسترسلة في ذلك
غرقت في تفكير واختنقت، صحيت، تعبت، غرقت وهكذا حتى وصلت.

لنخلق لنا ذكرى تكون هي المتعة التي تبقينا على هذه الحياة.. نستذكر وجودنا بوجود مؤلم معدم، أن تغمض عيناك وتذكرني يفرح قلبك ويسعد عقلك هذا هو ما أريد بعد فراق يُفرض علينا-علّه لا يكون- ولو كنت مؤمنة لقلت سأدعو السماء لكن على يقين أن لا مجيب هنا، لنسعى نحن ونترك كل ذلك، لنعيش حياتنا الآن وأيامنا دون اكتراث بشيء، دعني أحبك وأضمك بشدة لقلبي دعني أفعل كل ما أريد، كن قريب ولأكون منك قريبة، ليقترب العقل والجسد وتلك المحبة العطشة، دعنا نعيش نحن هنا مرة واحد وأريد أن تكون حقيقية. 

ذكرى ولادة عشق ❤

2013/09/05

تلتئم ثابتة

طال بي الانتظار وهو في لونه أسود
أحببت كل ما كان في البعد من تودد
حتى في الوصال ما به من شعور مُطرد
أتغنى الموسيقى مثل راهب في معبد
أطرد من خلالها كل مَفسد
حتى أمرح وأرى حولي نور من فرقد
فتأتيني أنت تقطعني كمِضعد
أرهقت قلبي وأنا أبصر لك بقولي الحب لا ينفد.
 
لقاء كذب به الوجد
على فراق لم يعد به اشتياق
حين المدامع تباع مثل البضائع
لا تراه ذلك القلب الخاشع ولا صوت المسامع.
 
أنكرت لي ماكان خيراً
رأيت كل ما بي شراً
في بحر المحبة أتيك غرقاً
ولا أرى إلا نكراً وحقداً
لا براً ولا شكراً.
 
أسرفت بي وفي عشقي مسرف
فقاعة التعفف عليك لا تنصف
مثل موسى كنت لك أتلقف
أنت عليَّ حتى لا تتلطف.