2012/09/27

إلى.. لطائف وإنسان ما







أتذكرّ أول لقاء؟
أتذكرّ كيف كُنت تراني؟
لماذا لم أراك؟
لماذا لم تفعل شيء لأراك؟
لماذا جعلت كُل شيء في حالة كتمان ومضيت؟
أتعلم! لو كُنت قد قلت لي شيئاً حينها،لرأيت وجهي الغاضب وندمت على صراحتك!
أتعلم إني أذكر سؤالك لي الغريب والذي قُلت إجابته دون اهتمام بأي شيء،كأنه لم يكون معنا هذا العدد من الناس،آه لو تعلم كم ضحكت في الليل عندما راجعت قولي على وسادتي،قلت ما يكون هذا المجنون الذي تجرأ وسألني وأنا المجنونة الأخرى  قلت له الحقيقة دون وعي،كانت بداية استهتاري معك، عرفت ذلك الآن بعد تلك السنوات.

أنت طفل ناقص حنان،أنا طفلة تائهة في طريق الحياة،الأطفال حين يلتقي أحدهم بالآخر،حاجتهم الأولية لن تكون من أنت؟لماذا أتيت؟ماذا تريد؟فقط حضن حُب كفيل بإزاحة كُل تلك الأسئلة التي لا معنى لها في حقيقتها،هكذا نحن،حقيقتنا منتصفة بيني وبينك،كُل ما تريده أُريده،كُل ما أُريده أنا تُريده أنت،رغم إنّك تكابر على مشاعرك،تخاف أن تنكسر أمامي،ويزيد ألمك ولا تعلم إني بارعة في جبر الكسور وأشفي كُل كسر بك بيدي وقُبلتي،لا تخف معي،فقط اكشف لي كُل سوء بك،دعني أرى كُل خير تكتمه،لا تخشى من ضوء نورك،دعه ينيرك وينيرني معك،أحتاج ذلك جداً.

لا أعلم لماذا تُريد أن أراك حجر قاسي،أنا يا حبيبي نهر جاري وضرباتي على حجرتك القاسية سترى كيف تتفتت وتتناثر في نهري،كأنك تنتشر في ذاتي وأحتويك في كل بقعة منّي وإليّ،لا بأس كُن قاسي في لبس ثوب القوة معي،سأنتظر ضعفك يظهر لي وسترى كيف تسترجع قوتك منّي،ولن تخجل أن أرى ضعفك وانكسارك.



أُحب كُل تلك الكلمات الجميلة التي تنطقها عيناك قبل شفتيك،فعلاً أخجل عند سماعها،لكني سعيدة ومُستمتعة وإن بدا لك غير ذلك،أنا يا سيّدي أعشق كل نغمات الحُب وهذه الكلمات بدايتها،فلا تحرمني من أيّ بداية حتى نستطيع بلوغ النهاية.


أُريد أن تكون ذلك الحُب الذي أتغنى به من يوم مولدي،يا صديقي أنا إنسانة لا أعيش إلا بحُب،وجهي حُب،طعامي حُب،شرابي حُب،عيناي حُب وأنت ترى ذلك دون أن أقول لك كيف هي عيناي في عمقهما،فقط انتظر من يقوى على الغرق بهما،علّه يجد ما يوّد،لا أعلم هل الحُب يكفيك؟ أم تحتاج ما هو أكثر من ذلك؟ أنا في حياتي لا أملك إلا قلبي وهو مائل لك،وعقلي وهو شبه مائل لك،العقل يا صديقي هو سروري وعدتي وجهادي لهذه الحياة،أُريدك أن تُصاحبه يوماً ما،أما قلبي هو صاحبك الوحيد،قلبي به أمي،مريم وأنت،أما ما تبقى منّه من جزء صغير موزّع على هذا العالم،وأنت ترى كيف أُحب كُل شيء،فما ظنّك في موقعك؟
لا أخفي عليك إني أخاف أن تكون وهم،وأنا أمقت الأوهام،فقد كُنت كائن مؤمن بصيغة الوهم،آه كم مُتعبة أنا منه،فلا تزد عليّ التعب،إن كُنت وهم قل لي الآن ودعني أتوقف على وهم واحد فهو يكفيني طول حياتي.

يا صديقي
 الشوق اليوم شديد
عطشة أنا للمزيد
كأنك لي دين التوحيد
دون وجود عَبيد وشهيد
دين النشيد والقصيد
دين الحُب هو الدين الوحيد
دعنا نؤمن ونتضرّع من جديد
علّ هذا الحُب قريب
إن كان بعيد
دعنا هكذا نفرٌ سعيد
دون سورة قيّد ووعيد.




2012/09/20

هراء


من كم ساعة جلست اقرأ بعض ما قد كتبته هُنا في المدونة،حقيقةً ظننت إني اقرأ لشخص جديد بل حتى إني لا أعرفه،خفت قليلاً كيف كنت أفكر هكذا؟كيف تغيّرت نظرتي لحادثة معيّنة،هذا أمر صحي ولا أنكر ذلك،أنا أُشجّع لمراجعة كُل شيء نؤمن به من أفكار واعتقادات.


المرحلة الأولى: الإنكار
إنكار كُل فكرة جديدة،لامبالاة،هروب،شحوب عقل وجفاف قلب،بعض الأفعال المخيفة لصيّد شعور مغلّف بالطمأنينة.

المرحلة الثانية: الهجوم
لابد من الإطمئنان وهذا لا يأتي إلا بعمل هجوم قاتل على كُل ما تم إنكاره في المرحلة الأولى.

المرحلة الثالثة: الضياع بين الوعي واللاوعي
تذبذب بين هذا وذاك،رُعب المواجهة،خوف من البحث عن شيء يُمسك.

المرحلة الرابعة: البحث
البحث عن أي بقعة ضوء لضّم النّور إلى ما يكون،عادةً يأخذ وقت طويل.

باقي المراحل تختلف بل ربما كُلها مختلفة،يبدو إنّ الكلمات لا تُريد أن أطبعها وأنشرها ....




المجتمع العربي الإسلامي لا يُشجع على أي تقدّم بل حتى تطوّر فِكري،الجمود هو أحد الأسباب التي تقتل هذا المجتمع الذي يزيد تخلفاً كل دقيقة بلا مبالغة،محاربة الحريّة الفردية بحجج واهية مردود عليّها،اعطاء قيمة للنص الأدبي القصصي التاريخي،ورفع قيمته بتقديسه،رغم هذا هو في ذاته غير مقدّس لكنّها العقلية التي تحفر عن شيء ما وإن كان وهم لاستقدام شعور الراحة ووضع اللوم عليّه،بل حتى الحاجة للخضوع والميل للساديّة في التعامل،وهذا أمر نفسي لا عقلي،لكنّ يصوّره أكثرهم إنه عقلي،لست مصدومة من ذلك،الذي مرّ بكل ذلك يُصبح أكثر تفهماً لكل هذا الجنون وأقل تألماً مع الأيام،أيضاً كيف لمجتمع بكل هذا أن يقرأ،يقرأ في العِلم والفلسفة،أن يستمع إلى موسيقى،يشاهد مسرحية،يتأمل لوحة،كل الفنون عنده كُفر ودعوة للابتعاد عن الدين،رغم إنّه في حقيقته هو قشور سطحية للدين،فهو يسرق،يزني،يخدع،يكذب،يغتصب الحقوق ثم يستغفر ربه وينام.
أنا لا أعلم ماذا كتبت وماذا الذي أريد توصيله،لكن حان وقت الراحة بعد قليل لدي محاضرة،علّني أعود هنا قريباً،لمن يُدرك.


أه نسيت،وجدت دينار في نوت قديم لي،وناسة ههه