2013/07/28

الرفض الشامل

ألم تلاحظ ولو لمرة واحدة فقط، كم هو الملل صديق هذا العالم؟
تفعل كل شيء يمكن أن تفعله ثم تعود في الليل تشعر بالملل، لا أعلم هل لذلك علاقة في حقيقة الإنسان التي تسعى للتغيير الدائم والبحث عن كل جديد بأسرع وقت باعتبار الحياة قصيرة ولنستمتع؟ أم في ذلك فهم أن نحن نعيش في حالة مؤقتة وعليك إدراك أكبر عدد من المسليات حتى موعد موتك لتشعر بأنك راضي عن نفسك؟ أو في الحقيقة ليقول الناس عنك: ياه، قد عاش جميع لذاته وأفراحه، كم هو محظوظ؟
رغم أني شخصياً لا أميل لفكرة-راضي عن نفسك-؟ لأن عادة من يرضى عن نفسه يتوقف دائماً عن التطور والتقدم الفكري في كل مجالاته.

في مجتمع ما، مازالت خطوات الحياة مرسومة لك قبل ولادتك حتى، حين تقرر أسرتك، اسمك! هذا هو القيّد الأول الذي يربطك في سلاسل المجتمع التقليدي حتى تأتي لمرحلة الطفولة مثل اختيار الألعاب والمراحل الدراسية من تخصصات وأصدقاء ومعارف، ثم عملك وأين، ومن تتزوج وما هو الاسم لطفلك، وتقوم أنت بتكرار هذه التجربة دون وعي.

أعتقد، الفهم الحقيقي للحياة يتوقف أن تختار ما تريده حقاً في ذاتك أنت لا ذات أياً من كان، وأن تحرص أن تكون مختلف عن فكرة القطيع السائدة، أن لا تتماهى مع الأخرين فتفقد ذاتك وتضيع بلا عودة، هل لاحظت هؤلاء الذين يمارسون لعبة القطيع في الحياة كم هي حياتهم تتسم باليأس واللاشعور؟ كأنهم موتى وما هم بذلك، ترى أنهم مجرد آلة طباعة تنسخ الورقة التي في الأعلى قابعة.

حياة الأرض

على الأرض 
كل شيء يبقى هنا.

الحياة لها طعم خاص حين تتأمل أحداثها وتراها من كل جانب وإن لم تكن توافقه، أليس ممتع ذلك؟
علاقتنا مع الأخرين، مع ذاتنا، مع ذاتنا الخفية التي مهما حاولنا التملص منها تذكرنا-أنا هنا-، كل هذه العلاقات تبقى معقدة وبسيطة جداً في نفس الوقت، لا تعلم ما هي حتى تدرك لما كل ذلك يحدث؟

جلست لأكثر من  نصف ساعة لوحدي اليوم أتمعن وأتأمل في وجوه من هم أمامي على الطاولة ومن يمر من أمامي، وجدت هذه السعادة الوهمية التي نسوقها بمظهرنا الخارجي خشية أن نرى بعضنا البعض عراة، عراة العقل والقلب.

سيدة وزوجها-أعتقد- يجلسان على الطاولة يميني، هي مشغولة في هاتفها وهو مشغول بالنظر فيما يمر أمامه وفي تفاصيل السقف والطاولات، هل ممكن أن تكون هذه حياتهما فعلاً؟ هل زواجهما تقليدي مُمل؟ هل هذه الحياة التي فعلاً يريد كل منهما أن يعيش؟ كم من ضغط إجتماعي يمارس عليهما؟ هل هذا حدود علاقتهما-الفعلية-؟ الانشغال؟

كل ذلك جعلني أفكر...
في كل قراراتي الشخصية، وعلاقاتي مع الأخرين، أعتقد فهم كل علاقة في حياتك سواء مع الأسرة/الأصدقاء/المعارف، يحتاج وقت طويل لتدرك أن الأغلب فيهم يحتاج أن يأخذ منك وقتك/ جهدك/صدقك وكل هذه الأمور التي لا تقدر بثمن، ومتعب حد السماء إن كان أخذ دون عطاء، أظن، جعل العلاقات بشكل رسمي يبعث على الراحة في الحقيقة، وكما قال لي دكتور ما في السابق: "كلما كنت تتعامل بشكل رسمي تزداد قيمتك، هنا الناس تُهين من يتعامل معها بعفوية." بما معناه.

لا أعلم، لكن التفكرّ بهذه الأمور يجرك لأحاديث كثيرة ومشوقة ومتعبة في الوقت ذاته، في مقابل أنك تقوم بتصفية أفكارك وفهمك وعمق وعيك في هذه الحياة.

2013/07/26

عدسة: الطفولة في مجتمع مجرم

في الأمس وأنا طريقي رأيت سيدات يخرجن من مكان تعبدي ومعهن بنات صغيرات لا أعتقد يتجاوزهن 9  سنوات، والصغيرات يلبسن العباءة السوداء وحجاب يغطي شعرهن، ماذا رأيت أنا؟

الطفل عادة نشط يتحرك بمرح وتعابير الفرح لا تفارقه طلباً للمزيد، لكن رأيت نظرات ملل حقيقي في هذه العيون، كان هناك فتاة ظلت تحدق،لا أعلم لماذا لكن عيناها تحكي الكثير من الضجر، هيئتها هيئة عجوز أرملة.

في مقابل ما يدور حالياً من حديث عن زواج القاصرات بسبب المسلسل أو بسبب أحداث في اليمن وغيرها، كل ذلك يدور حول-الزواج- فقط وأن ذلك مقبرة للطفلة وانتهاك طفولي وإنساني لوجودها، رغم اتفاقي التام مع ذلك لكن هناك أحداث كثيرة وأفعال كثيرة بنفس الدرجة من هذا السوء.

أن يتم فرض الحجاب على الطفلة بحجة دينية وهي-طفلة- لم تبلغ حتى، وحين تقول ذلك يعلل والديها اسألها هي مقتنعة! رغم لو أتيت لأي حدث أخر سيعللون هي طفلة، وفي مسألة الاقتناع هل سوف يوافق الوالدان على خلعها للحجاب لأنها الآن مقتنعة أن الحجاب ليس فرض أو لا يناسبها؟ 
الاجبار الأسري هو القاتل الأول للفتيات، يخلق تلك الروح الهشة وتعليم على عدم الاعتماد على النفس والاتكال الكلي على رأي الأسرة في المواضيع العامة والخاصة، ولتعلم كيف ذلك يعزز تدني المجتمع، في مقابل طفلة مضطهدة ستكون هناك أسر ستكون هي جزء منها وستربي الفتيات على الخضوع للسائد الذي لا يلائم-الجميع-، الجريمة الفعلية أن لا تعطي حرية الاختيار للفتاة بحجج دينية ومجتمعية تظن أنها دائمة رغم معرفتك الباطنية أن لا شيء يبقى على ما هو عليه.

وهذا الخضوغ يجعل من هذه الفتاة أقصد الطفلة التي أُجبرت على ما تريده-ولا منفعة لها به- أن تخضع لأي سلطة قادمة بحجة عيب أنت فتاة ونخاف عليك وهذا هو الأنفع لك، فترى أغلبهن حين يحين موعد زواجهن يتزوجن للهروب لا أكثر والكثير يقعن في يد زوج من نفس الفصيلة السيطرية على كل ما هو أنثى كما لو أن الأنثى أدنى مرتبة.

هل فكرّت ما هو الأثر النفسي الذي يتركه المجتمع في نفس كل فتاة تتعرض لكل هذا؟ حتى أنك تجد عوارض ذلك في الفتيات خاصة اللاتي دون-وعي- فتكون عرضة للاستغلال أو عرضة للتزمت، ناهيك عن العوامل الخارجية المؤثرة والسرعة اليومية في التطور الهائل في كل شيء نعيشه مع التطور-الفكري- للأسف.


2013/07/25

كتابة تحت جفن شبه نائم

اهتز الشجر وما رأيت ثمر.

هل يمكن أن تقرأ لي قليلاً من القرآن؟
عقلي يحتاج بعض النشاط.

الشكوى لغير الورق ظُلم نفس.

أين متجر الإنسانية؟ 
متجر الحب؟
متجر الوفاء-المفقود-.؟


عِش بي ودع عنك حياتك ترتاح اليوم.

من صدق محبتي له، لا يصدق.

إلهي كلّمني أرجوك
إن لم تكن مشغول الليلة.

ألم يكن-موسى- المفضّل؟
عندي؟ آه نعم. وعنده؟ يبدو ذلك.

انظر إليّ..
اشتر لي شيء يفرحني
أي شيء.. أو اهديني قلبك، يكفيني.

عوارض المرض أثقلت عقلي.

طالما أظن أني سأموت باثنين
سرطان الثدي
سرطان الرحم
لا أعلم لماذا وما السبب
لكن رأيت نفسي مرة فيهما
حين صحيت من نومي
لم تدمع عيني وبقيت أتأمل في السقف حتى نمت.

أود أن أعتزل كل شيء
كل شيء يربطني.

وسادتي الصفراء
وسادتي ذات الزهور الملونة
لكما عقلي.

هل هي حالة كآبة أن أُعيد قراءة كتب قد قرأتها؟ 

أنت حرّ في كل شيء تفعله
حين يتعلّق الأمر بي، لا أعترف بالهراء هذا.

يضع سريره هناك 
احتراماً للقِبلة
وما احترم أي إنسان.

"كن صديقي؟"
لا، كن كل شيء.

اهتماماتي؟
اقرأ وأمشي على أرض أحجارها مربعة صغيرة أمام بحر-وحيد- وأكتب إليه.

أحيان، لا حياة لي.

لاحظت؟ 
مهما فعلت في هذه الحياة
يبقى هناك وقت تشعر به بالملل.

دائماً أعطي أكثر مما يعطيني الأخر
وأتظاهر بأن كل شيء على ما يرام.

المحبة نور في قلبي لك.

أنت الآن سبب لأبقى.

أود أن أكتب مازال هناك المزيد
لكن لن يقرأ من أريد، فما الفائدة؟

أدرس القانون الذي يقتل وجودي.

حريّة؟ أتمازحني؟
الحريّة أن تفر ولا تشعر بضرورة العودة أو حتى فكرتها-العابرة-.




حدأ بي الوجود

أمام هيبة الأمواج وأصوات الرياح
على أرض من الرمال الملتهبة، وقفت...
انتظرت السماء تغدو لي بهجة
لم يكتمل نظري إليها حتى هطل المطر..
منع عنّي كل شيء انتظرته
لم أكن أريد المستحيل
أريد سماء بعيدة..
متخمة بغيم أبيض
شعاع الشمس بها خجل
زرقاء...
تلف بي وتلفني معها..
تأخذني معها 
إلى اللامكان..هناك
مع طغيان الوجود يُحسب الوقت
بين حضور وحشد
 يبقى النور على أمل
في صمت الكلمات
تبقى الحروف ترقص
ماذا أكتب في دفتري؟
من يقرأ؟ لا أحد...
أكتب لا يهتم أحد...
ماذا يبقى لي؟
مللت الكتابة ولا جدوى من ذلك
يرتاح عقلي من زحام الأفكار
بكلمات...ثم نعود من جديد
متأملة ..
 بعين مغلقة قرأ ما استصعب على تلك العين المفتوحة
 ترى واعتادت أن ترى
حتى تماهت وخسرت قيمة حاجتهم لها..
ماذا بعد هذا؟
لا شيء يُذكر...
متعبة جداً 
لا أحد يقرأ
لا أحد يواسيني
لا أحد معي
ماذا أفعل بما أكتب؟
اقرأه لنفسي؟
لا أظن...
التجأت الأفكار لكهف منهار
لم يبقى إلا حائط مغموم
مضى عنه كل من أتى وارتاح وسرد
كم تتشابه النفس بذاك الحائط
منفي كل منهما من الوجود 
هذا الوجود المعدم
كتبت عليه...
"كل كتاباتي لا تصف حتى نصف ما أريد كشفه"
لم يكتب أحدهم شيء لي...
منذ ذلك الحين علمت أن لا أحد يقرأ
ولن يقرأ.... بخاطر.

2013/07/21

لعنة الضمير


قيمة الحياة الحقيقية أن تفعل كل شيء يجعلك سعيد وتصل للنشوى من المتعة التي تنتجها من كل ذلك، كل ذلك صحيح إن لم تربطه بماهية الضمير-الحيّ- ليس الضمير المثالي الذي تتصوره وكل تلك الرفاهية في تشكيل فرد آلي.

الضمير-الحيّ- هو الذي ينازعك حين تبقى لوحدك، تتفكرّ تندم تتألم تفرح تبكي وتضحك كالمجنون، يجمع لك كل التناقضات ويشتتها بتذكرّ منفرد، يقتلك يجعلك تصل أنك لا تعلم ما هو الصحيح، ولا تصل حتى لمرة الصح والأصح.

كل شيء يمكنك التمتع به-بالفعل- مع ذلك هل فكرت ولو مرة في الجانب الأخلاقي المتعلق بداخلك؟ تلك اللعنة التي تمنعك عن كل متعة؟ ذاك الرجل-متعته- القتل لكنه وجد طفل ينادي جدته وهو يحاول خنقه، تذكرّ-القاتل- صورة جدته وكيف كانت تخاف عليه من الغرباء، هل يقتل الطفل الآن؟ أم يتركه يرحل لجدته؟ 
ثم ترجع هل يتركه لأن في ذلك أنانية-ذاتية-؟ لماذا كل شيء متعلق بك؟ 
هذا حال كل ما هو خارج ذاتك، إلى النوم.

2013/07/19

حوار ودي مع إيميل سيوران

أذكر حين قرأت لك منذ وقت طويل، أسرتني الفكرة، من هذا؟ من هذا -الإنسان- الذي زلزل فكرة لي؟

حين أتوق للقاء، أراك وأحادثك هكذا هو الجنون، جنون الشؤم المحمود، جنون أن أتمنى لو التقينا فعلاً، جلسة واحدة كانت تكفي، تكفي في هذا العالم، ومن جنوني بأفكارك -وقليلاً- بك رأيت هذا الحوار لنا معاً.

لطيفة: أود أن أكتب عنك من هذه اللحظة حتى مغيب الدقيقة الأخيرة من هذه الحياة.

سيوران:" لا ينبغي الكتابة عن أحد، أبدا. لقد اقتنعت بجدوى هذه الفكرة إلى درجة أنني كلما ملت إلى فعل ذلك، كانت فكرتي الأولى أن أهاجم الشخص الذي سأكتب عنه، حتى وإن كنت معجبا به."

لطيفة: هجومي لك لا قيمة له في الكتابة هذه،هجومي في نقد ما تقول وما حفظت لنا مما تعتقد وترى، أم في ذلك سوء؟

سيوران: نقد الحياة بأسرارها الموحشة، نقد الوجود العدمي هو الأحق، لا ضياع للوقت هنا، بقدر كرهك لها، لابد أن تحبينها كما لا تحبين أحد ما.

لطيفة: أعليّ أن أكون بهذه السطحية لأصل؟ نقدي لها يتعبني، لا أحد يسمع مني شيء عنها، يظن أن أكره تواجدي عليها، رغم أني أفحص ما يدور بي بفضلها... لا أحد يدرك هذا الألم بي.

سيوران: سأخبرك بسر، لن أشرح منه شيء فأنت أقدر على المعاني الخفية، قلت في وقت ما حين كنت في حالة غريبة:
"أن تتألم يعني أن تكون أنت ذاتك تماماً أن تبلغ حالة عدم تطابق مع العالم."

لطيفة: هل في ذلك معرفة أن عدم التطابق استثناء؟ أم هي قاعدة؟ حسناً، لن أكمل.
لكن لماذا عليّ أن أكون بهذه الدرجة غريبة؟ غربة مؤلمة في كل شيء؟

سيوران:"أن تتألم يعني أن تنتج المعرفة."
من لا يتألم لا يتطور لا ينتج لا يدرك الماهية ولا له في المكان حيّز.

لطيفة: كنت أعتقد الألم ضعف؟ 
أعليّ أن أكون متألمة لأكون متقدمة؟

سيوران: "اللاشعور وطن،الوعي منفى."
لك اختيار البقاء، أراك بحقيقتك وأرى أنك لا تختارين-السائد- وكل ما هو -متداول-، العيش في الصدق البعيد، مائة مرة ألطف من الكذب القريب، أراك في مكانك الحقيقي.

لطيفة: أن نبقى في المنفى بلا صديق ولا رفيق ولا أغنية ولا شراب ماذا يتبقى لي؟
الحب وحده؟ ماذا لو تركني؟ تركني وحيدة في منتصف الطريق، أعتقد ذلك يجعلني في دائرة-الغضب- ثائرة دائمة،لا أعلم كيف أبقى دون شيء، شفافة.

سيوران: "أحلم أحيانا بحب بعيد وبخاريّ مثل انفصام العطر..."
كل شيء يا لطيفة لا يبقى على ماهو عليه،حتى ذلك الحب الذي تتصورين، هو حالة مؤقتة، كما وجودنا هنا.

لطيفة: أود بشيء حقيقي.

سيوران: الحب نصفه ألم ونصفه فرح، لا شيء بعد ذلك، قبول الحب إما في كماله أو لا تقتربي منه.

لطيفة: أواه يا سيوران، أن الحياة كلها هكذا، تأتيني لتقول هو الحب هكذا؟
أم مازال وعيك حاضر؟

سيوران:"كل ما نستطيع تصنيفه قابل للتلف. لا يدوم إلا ما هو قابل لتعدد التأويل."

لطيفة: إن قابلية الحياة للتأويل تفوق قدرتنا الإدراكية وأن أعوّل على الحب بلا تصنيف ثابت يجعل منه حاجة دائمة ومؤقتة في الحال نفسه، هذا ما أظنه، ويا خوف عقلي من ظني.

سيوران: عليك أن تمضي في هذا الزمن بخبرة التأويل والتعويل، لاتساع مداركك وارتفاع وعيك وفهمك عن العامة من هؤلاء.

لطيفة: أذكر أن أرسلت لي مرة في وقت متأخر من الليل حين كنت على غير العادة: "إذا كنت لا أحس بالزمن، إذا كنت بعيداً عنه أكثر من أي كان، فأنا بالمقابل أعرفه. إنني أتأمله استمرار: إنه يشغل مركز وعيي." لا أعتقد هذا يطابق ما قلته لي قبل قليل، أعتقد أني أضعت بوصلة الفهم.

سيوران: امضي للزمن تماهي معه وابتعدي عن تعريفاته فيما عاش به وسقط في مصطلحه الواسع، عليك أن تسقطي في الزمن، التوهان في لحظته الظاهرة والخفية، أن تنسجم ذاتك فيه ولا تبقى هناك طويلاً، والآن اختاري شيء لقراءته عقلك يحتاج للتنفس-اليومي- كما جسدك.


*كل الحوار محض خيال من عقلي، ما عدا ما بين "الأقواس" هي عبارات إيميل سيوران.

2013/07/17

صلاة محبة

صباحاتي معك جنة
قبلاتك فردوسي الأعلى
ضمك لي في نومي 
ويدك الحانية،يد الله على قلب رسوله
أنبي أنت؟
أبعثك الله لي؟
تطهر ذنوبي وخطيئتي؟
أعليّ التوحيد؟
قل لي يا ملجأ العشق لي
قلقي ازداد 
نظري لغيرك في نقصان تام
في عيناك لروحي الذوبان
أحبك،أتحبني؟
أم عليّ النكران؟
كن معي في كل الأيام
كن معي إنسان
اشعرني بالأمان

أبدية

ما الحب سوى رسول منتظر
يأتيك بكل خير وشر
في حالة دائمة من الخطر
ألم محتمل
شوق هائل
اهتمام دائم
جنون يسري في حيز المكان والزمان
يرجعك لطفل صغير
ابتسامات تُزف بعشق
تخاف الرفض
تخاف أن تبقى بلا أمل
وراء الباب تقف
كل النوافذ تُفتح على مهل
بإشراق يوم فرح
حضن مملوء عطش
كلمات ترتعش من الهوى
صمت يقرأ 
يقرأ على مهل
أحبك... تكفي؟
أم مازال عليّ انزال الثمر؟
انزال ما في قلبك من صهر أكلني
ما أبقى فيَّ..سواك

2013/07/16

حرية الوهم

هل لاحظت كم تكرر الحديث عن-الحرية-؟
الحديث دائماً يدور حول الشيء غير الموجود، الموجود في انشغالك به
لا تجد له متسع من الوقت-الكثير- للكتابة عنه.
أعتقد، كلما زاد الحديث عن الحرية، اضمحلت بشكل غريب، كما لو أنها تستمع بذلك.


مهما بدا لك أن حر، وأنك تعيش في عالم حر، وفي دولة حرية وكل هذا الهراء، فعلاً تضحك على نفسك، بداية مع نفسك كل القيود تناديك وإن تخلصت بها، يبقى قيّد ضمير-الملعون- حي، يأكلك في كل دقيقة تماماً في بداية الصراع بين ما يمكن أن يكون معقول وما بين ما يمكن حدوثه وإمكانية وجود الحرية-الوهمية- ناهيك عن القانون والمجتمع وكل هذه-التفاهات- من اختراعنا.

لا أظن، هناك أحد حر في هذه الحياة، لا أحد حتى ذلك-البعبع- إن كان له وجود، كيف لحرية أن تكون وأنت مقيّد، قاعدة الإنسانية تأتي مقيّدة لا حالة استثنائية هنا، لا يخلق لك أحدهم هذا الاستثناء من عدم، لا وجود، لا وجود، لا وجود.

في بداية نمو فكري، كنت أظن أن الحرية هي كل شيء، مع القراءات وممارسات في الحياة تعلّمت أن –الحرية- هي خرافة ابتدعها الإنسان ليبقى ويصارع كل ما يعتريه، ليبقى حي فقط.


ربما تكون حر في فكرك، فيما يدور في عقلك لأن المخيلة لا حدود لها-أرجوك لا تراها الآن من منظور فلسفي- لأن لم أردنا لقلت لك هي أيضاً محدودة، أنا أحسد-المجرم- لابد أن يكون صاحب مخيلة واسعة، هه ليس المجرم فقط، عموماً أقصى الحرية في عقلك، خارجه لا حرية-حقيقية-، حرية ممتعة. 

خرافة العلاقات-الحقيقية-

العلاقات غريبة في هذا العالم، ربما فهمي-الخاص- لها هو الغريب، واحتمال كبير أن ما عداه هو الغريب-لمعلوماتك- فقط.

أعتقد كل علاقة إنسانية تقوم على شيء كبير من الاحترام والصدق والاهتمام، وأن تبقى هذه العلاقة على أكبر قدر من -الأبدية- هذه مشكلة حقيقية عندي، صعوبة بناء علاقة جديدة تساوي تماماً هدم علاقة حالية، والأمر محاولة التخلص من أثار هذا الهدم، لاحظت أن العلاقات الآن قائمة على فكرة- سد وقت الفراغ- بشكل مؤقت.

الفكرة هكذا على السطح هي صحيحة، لكن في العمق هذا مقرف، هل يمكن أن تعطي وتحب وتهتم وتحترم وكل ذلك وأنت على علم أن هذا مجرد-مش حالك-؟
خصوصية العلاقة عندي-متعبة- لا أهتم جداً في الناس من حولي، اهتمامي يكون في العمومية، خصوصية الاهتمام الحقيقي حين أشعر بالمحبة-الحقة- والاهتمام-الفعلي- غير ذلك هو فعل طبيعي في البقاء وسط عالم مملوء بقلب وعقل لا يشبهني.

أنا أحتاج علاقة تقوم على الحب، الاهتمام والكثير من القرب، أن أشعر هذه العلاقة هي بيتي، تقبلني على ما بي من سوء وخير، من عقل وجنون، من محبة وكره، أن أنسى مكاني ومن أين أتيت، أن أبقى على قيد الحياة، أن أنام في الليل وأعلم هناك من يفكر بي، من ينشغل عقله في إسعادي، وقلبة في ضخ المزيد من الحب لي، لا أعلم هل أطلب المستحيل؟
أنا وفية جداً في الحب، أظن أني صادقة جداً في ذلك ولا أعتقد هناك من يقدر ذلك.
تعطي كل محبة من أعماق قلبك ويُسرق وقتك ويومك وكل شيء بك ثم ؟
لا أعلم، لا أعلم هل أنا  أكذب على نفسي؟
هل هو حقيقي؟
هل أطلب الكثير؟
البقاء حتى المحبة تغمر الكون...

هل يمكن ذلك؟

لا أعلم

لا أعلم في الحقيقة شيء
في كل يوم أظن أني ما تعلّمت شيء
في دراستي
في علاقاتي
في علاقتي في ذاتي
أجهل الكثير
كل يوم يصدمني شيء
ربما ذلك جيدـ ربما هو سيء
لا أعلم
ربما هذا ما يجعلني على قيد الحياة
لا أعلم، فعلاً
أحيان أود لو ينتهي كل شيء بسرعة
أحيان لا، لا أود أن ينتهي شيء
نبقى على هذه الوتيرة
أحيان، لا أود شيء

هكذا ...

2013/07/15

ألمي منك

موئلي وصدق فؤادي
غصني من شجرة حياتي
من لك بعدي؟
من لي بعدك؟
من لنا؟
مالي عليك اعتراض ولا أنا بجاني
أشكو لك حالة عاشق أشعلت لي مهجتي
وأثمرت أوراق أسراري
ما قطفت منها شيء إلا وأنت على يدك جرحي
أبقى أنا انتظر وأنت تمضي
تمضي عني 
تمضي عني
تمضي عني
حين تصحو... ستبكي

2013/07/13

عدسة: مسلسل القاصرات

كل الأفعال تصبح مباحة حين يُعطى الغطاء الشرعي لها.

شاهدت 3 حلقات من مسلسل القاصرات، ماذا يمكنني أن أقول؟
شعرت بالإختناق فعلاً، هو مجرد تمثيل مدفوع الأجر لكن ماذا بعد التمثيل؟
كم -طفلة- تم اغتصابها باسم الدين؟
كم سيدة دُفنت باسم الدين؟
كم رجل انتهك الطفولة باسم الدين؟
وأي دين الذي يسمح لطفلة أن تتزوج رجل يكبرها بأضعاف مضاعفة؟

الطفلة التي توفيت في الحلقة بعد نزفها وفرحة والدتها قبل الزواج وحزنها بعد موتها، ووقاحة الزوج واعتبارها-حيالله- وكلب ومات-هات اللي بعدو- وكل تفاصيل فرحة الطفل بظنها أن الزواج يعني لعب ورقص وحكايا ساحرة وعالم مملوء ألوان وضحكات ثم تأتي لترى-حيوان- يراها عضو جنسي وسبيل للتفريغ وخادمة يذلها، كل ذلك يمكنك أن تتصور أكثر منه ألم في الحياة الواقعية، كم سرق ذلك طفولة بريئة وحياة بشر؟

في3 حلقات فقط يمكنك فحص كل الحوار والمواقف وكيف ينظر كل فرد من جانبه الحدث؟
الزوج بين المتعة والحسرة
الطفلة بين الألم والأحلام
وفي هذه الطفولة، سيدة تمارس عنصريتها اتجاه-طفلة- لأنها هي محرومة من حقوقها الطبيعية من زوج وصحبة وفرح.

أعلم أنه مازال هناك مازال زواج الفتيات الصغيرات متاح في بعض الدول ولا يمكن إيقافة إلا بقانون صارم لا يُرد حتى يكون عادة مستمرة-هذا يتطلب وقت طويل- والعادة حين تكون مركزة-وخيّرة- تساعد كثيراً.

في الحقيقة، لا أعتقد بأني سوف أستمر بمشاهدة حلقات مسلسل القاصرات، مؤلم ومتعب وقلبي مملوء بهما من 3 حلقات فقط.