2013/07/26

عدسة: الطفولة في مجتمع مجرم

في الأمس وأنا طريقي رأيت سيدات يخرجن من مكان تعبدي ومعهن بنات صغيرات لا أعتقد يتجاوزهن 9  سنوات، والصغيرات يلبسن العباءة السوداء وحجاب يغطي شعرهن، ماذا رأيت أنا؟

الطفل عادة نشط يتحرك بمرح وتعابير الفرح لا تفارقه طلباً للمزيد، لكن رأيت نظرات ملل حقيقي في هذه العيون، كان هناك فتاة ظلت تحدق،لا أعلم لماذا لكن عيناها تحكي الكثير من الضجر، هيئتها هيئة عجوز أرملة.

في مقابل ما يدور حالياً من حديث عن زواج القاصرات بسبب المسلسل أو بسبب أحداث في اليمن وغيرها، كل ذلك يدور حول-الزواج- فقط وأن ذلك مقبرة للطفلة وانتهاك طفولي وإنساني لوجودها، رغم اتفاقي التام مع ذلك لكن هناك أحداث كثيرة وأفعال كثيرة بنفس الدرجة من هذا السوء.

أن يتم فرض الحجاب على الطفلة بحجة دينية وهي-طفلة- لم تبلغ حتى، وحين تقول ذلك يعلل والديها اسألها هي مقتنعة! رغم لو أتيت لأي حدث أخر سيعللون هي طفلة، وفي مسألة الاقتناع هل سوف يوافق الوالدان على خلعها للحجاب لأنها الآن مقتنعة أن الحجاب ليس فرض أو لا يناسبها؟ 
الاجبار الأسري هو القاتل الأول للفتيات، يخلق تلك الروح الهشة وتعليم على عدم الاعتماد على النفس والاتكال الكلي على رأي الأسرة في المواضيع العامة والخاصة، ولتعلم كيف ذلك يعزز تدني المجتمع، في مقابل طفلة مضطهدة ستكون هناك أسر ستكون هي جزء منها وستربي الفتيات على الخضوع للسائد الذي لا يلائم-الجميع-، الجريمة الفعلية أن لا تعطي حرية الاختيار للفتاة بحجج دينية ومجتمعية تظن أنها دائمة رغم معرفتك الباطنية أن لا شيء يبقى على ما هو عليه.

وهذا الخضوغ يجعل من هذه الفتاة أقصد الطفلة التي أُجبرت على ما تريده-ولا منفعة لها به- أن تخضع لأي سلطة قادمة بحجة عيب أنت فتاة ونخاف عليك وهذا هو الأنفع لك، فترى أغلبهن حين يحين موعد زواجهن يتزوجن للهروب لا أكثر والكثير يقعن في يد زوج من نفس الفصيلة السيطرية على كل ما هو أنثى كما لو أن الأنثى أدنى مرتبة.

هل فكرّت ما هو الأثر النفسي الذي يتركه المجتمع في نفس كل فتاة تتعرض لكل هذا؟ حتى أنك تجد عوارض ذلك في الفتيات خاصة اللاتي دون-وعي- فتكون عرضة للاستغلال أو عرضة للتزمت، ناهيك عن العوامل الخارجية المؤثرة والسرعة اليومية في التطور الهائل في كل شيء نعيشه مع التطور-الفكري- للأسف.


ليست هناك تعليقات: