2013/08/24

حكاية السبت (1)

متعة التفكر هو رؤية أغلب الاحتمالات بين ما كان وقد يكون، المعرفة في ذلك مرتبطة بعمق وسعة الفكر إلى أقصى حد ممكن أن تصل إليه، أن ترى الشجرة بعدة صور واحتمالات، نبات/جماد/سيدة/طفل/بيت/مأوى/استراحة/مصدر رزق/متنفس/سند/حماية وكل شيء يمكن لعقلك أن يضعه.

فكرتنا أن الحياة هي رسم محدد بين ما تعلمناه من الأسرة ومن المدرسة وفي اختلاط بيئتنا وبيئة الأصدقاء تكشف مدى زيف هذا التعليم، الحياة احتمالات لا رسم ثابت، إن أدركت ذلك جيداً ستبقى ترى كل شيء بوضوح أكثر وبعمق أكبر، احتمال كبير أن تشعر بأنك لا تنتمي لشيء هنا، وتبحث عن شيء يشبهك للانتماء، ولا تستوعب ذلك إلا بعد راحة الحصول على شيء له عدة أوجه من الاحتمالات وأكبرها شيء ينتمي لك.

مجرد التأمل في كل شيء حولك،يجعل منك إنسان قابل للتغيير-الفعلي- طمعاً للراحة والمعرفة والمحبة، لا أعلم! لكن أعتقد أن الحياة حاجة بسيطة-رغم كل التعقيد- لكن كثرة الأهواء والأفكار في تصاعدها وانحدارها تجعل مننا قساة جفاة، لا ترى كل شيء كما يجب.

2013/08/21

فضفضة...

أن تكون وحيد وسط هذا الجمع الغفير
أن تبقى ثابت على قدمك لا تنحني
تهب عليك عواصف تغيّر ملامحك
وتبقى صامد...

حين تُحب تتصرف بجنون
لا تسمع شيء
لا ترى شيء
تفعل كل شيء لتبقى على قرب
ثم تدرك أنك أعطيت حتى الغرق...

في كل مرة تسافر أمي
أدرك كم أنا وحيدة..وحزينة.

هذه السنة انتهت علاقتي
بثلاث صديقات-كن أظن أنهن كذلك-
في أولهنّ غيّرت طباعي
قلت هذه الحياة ويجب السماح للصديقة أن تكون أقرب وكنت في حاجة صداقة-حقيقية- لكن يبدو أني مخطئة حد السماء،كل منهن أثبتت لي ذلك، لست ملاك ولي أخطاء كثيرة،لكن أعترف بها وأتمسك بالصداقة،لكن كما قال لي أحدهم: لا صداقة لفتاة تكتب بهذه القوة.


رأسي يؤلمني من فجر اليوم
يبدو أن الشقيقة اشتاقت للجلوس معي..

أحيان أشعر بأن روحي كبيرة
أحيان أشعر بأن روحي طفلة
ثم أدركت أن ذلك بمن يجالسني
وأني ممتعة-جداً- حين تعرفني عن قرب
ولأن القرب دائماً يحذلني... لا أكون أنا.

لضمان الراحة كن رسمي مع -الجميع-
أعتذر، لكن نعم الجميع دون استثناء.

أعلم أني أستطيع صرف النظر عمن يتصرف معي بقسوة/جفى/لا مبالاة/قلة ذوق/عدم احترام،فأنا مؤمنة بالفرص الجديدة،ولهذا أكره نفسي جداً حين أعلم أن قلبي في طريقه أن يكون مجرد-حجر-.

على كل الدراسة قادمة
وهي تسليتي الحقيقية بعد القراءة


2013/08/14

أضغاث

هائم بين الذات والأخر
بين كل ضد فيَّ
حين النهار حين المساء
أنام على ألم
أصحى على أمل
علّه يكون..
لا خوف ها هنا
لا رفض في ذلك
الكون الخاطئ العبثي
صورتنا الأبدية
زيّنها المغفل الكبير
ثواب وعقاب...
ما نحن هنا؟
حرام في حرام
خطيئتنا أننا أتينا 
وما استطعنا الرفض
جبناء على خوض الموت الاختياري
جبناء... لأن ذلك صورة المتفرّد بنا
ماذا يمكن أن يكون أكثر؟
جزع حتى الثمالة
بلا نوم 
بلا قُبلة عشق 
وحضن صديق
ارجع لأصلك...
حيوان من مكان يُستهلك باخراج كل خطيئة حُسبت بمقدار الإله الذي يسكن بنا، يسكن بداخلنا بثوب بالي أسود
لطيف على أنفسنا، ظالم على غيرنا
الإله فيَّ دمرني
حبطني
أكل مني فرحي 
زرع بي خطايا الوجود
حملني عبء أثقل من الخطيئة الأولى
أمات؟ أمازال ينبض في عروقي؟
عقاب يربطنا في هذه الحياة
وجودنا هو العقاب على فكرة الإنسان
تمسك حتى نهاية الحدث
احصاء كل دمعة فرح
اخفاء كل بسمة حزن
يا حبيبي
أقلت لك أني متعبة
متعبة جداً من الوجود
ما في داخلي أكبر من الوجود وصاحبه
لا يسعني شيء كل شيء ضيّق 
مختنقة، أريد أن أتنفس بك
في أعماقك أقبع
بناء وجودي في وجودك
متشبثة بك 
أحيط بك مثل الهواء
آه على التعب الذي يلبسني
أيمكن أن أتخلّص من ذنوبي معك؟
من الإله في داخلي...
من صوت ضميري العالي...
من أحلامي البيضاء...
من فهمي وادراكي وكمالي ونقصي
من نفسي وأتماهى معك في هذا الوجود الذي لا ينام خشية أن ينتهي
أن لا يبقى أن يرحل أن يبقى وحيد بعد ذلك مثل الذي ظن أنه ملازمه.

2013/08/07

استمداد

صورة عريقة الأصل
بين ظل العشق واللوم
في لحظة خوف
أتى كل شيء
تتطاير الكلمات
ألقفها بقلبي وما أدركت
كم هو الحب.. خوف أكيد
أن تحب ويغيّرك ذلك
تزداد المحبة ولا تعترف بحدود
رعب دائم
قلب زاهي بحب أوحد
قلب ارتمى بمائة مأوى وما وجد بيت
أين الطريق أين السبيل
أهنا الطريق؟
لا أنفك أتذكر ... 
أين أنت يا إلهي تُنزل السكينة بي
لجسد طالما تعبّد لوصالك.. ورحلت عنه
أم عليّ خلق قوة جديدة تسلي ضعفي
ضعف الحب في روحي المشققة
ثوب لا تنفعه رقعة.. نقصان
احتوي ما بي.. احتوي
الفائض بي.. ازداد
قل له؛ أهو في الهوى لي حبيب؟
أو أنا تسلية طريق؟
قل له؛ امتلاك القلب..مرض
ولا أقوى على المقاومة
قل له؛ ما يأتي مرة لا يعود
قل له؛ ليسمعك ويضم قلبي لقلبه
قل له؛ نحن نخلق الجنة لا نهرول لها
قل له؛ ليحترق الكون وما به وما بعده ليس في ذلك معنى إن ماتت حينها أجسادنا ثنائية.

2013/08/05

الإيهام

كل شيء يملك المقدرة على الحديث في هذا الكون المتوسع، لا أحد قادر على أن يصمت، دقيقة فقط.


ماذا يمكنك أن تفعل؟
لا شيء يُذكر، ممارسة التفكرّ حتى يقطعه أحدهم، بلا معنى.


كل شيء هو احتمال.

في الفرح نظن أن كل شيء هو ملك لنا
في الحزن نظن أن لا شيء يخصنا
وما بينهما ندور في الشك لنصل لأحدهما.

حين نقول وجود لا ندرك أنه لا جدوى.

الوصول لمرحلة التأفف من البشر، هي تلك اللحظة التي لا تُنسى.

أود لو أكسر أضلعي وأمحي كل شيء.

شاعر،طفل،قديس وكل تلك الممارسات هي جزء منك، لزاماً عليك المرور عليها في رحلتك.

الكرسي الخشبي احترق، لم يبقى شيء منه حتى من نام عليه، مضى مع الدخان.

تلك-الحالة- التي تعتريك تكره كل شيء وتحب كل شيء، وتدرك كم أنت ضائع كم أنت متناقض كم أنت حقيقي.

من الذي جعل لكل هذه الأشياء هذه الأسماء، من الذي جعل الإنسان بهذه القسوة.

أنت، ظل عيني ونور بصيرتي.

كل ما أكتبه، لا شيء.

الحب الأوحد يقتل بي حاجاتي.

ينام الليل، وأبقى بانتظار.

أرأيت شجرة تتحدث؟ أنا رأيت.
لا تصدق؟ هل رأيت معجزة وأمنت؟

احرق كتبي، احرق أوراقي لم يعد لشيء قيمة دون روح.

حر؟
أنت اسمك لم تقم باختياره حتى.

الجميع يبحث عن الماضي وتاريخه
اطلاع لا غيّر، الأخطاء تكرر.

ماذا يمكن أن أقدم لك؟
وقتي؟ 

غثياني يدمرني حين أفكر في النهاية التي أُدركها.

الكتابة هي اليد التي تخطف الوجع وترميه بعيداً، وما إن تعود تراه غريباً.

أسمع الموسيقى دون أصواتهم المزعجة
كم البشر يلوثون ما حولهم من جمال.

العين فضيحة لا يمكن سترها.

وإلى لقاء جديد...


2013/08/03

استرحام الوجود

جاءت الملائكة ما علمت ماذا أخبرها
أترحل أم تبقى معي؟


نخلق الذكريات لأنها التسلية الوحيدة لنا في وحدتنا.

ما هو النسيان؟
هو الانشغال،فقط.

ما هو الضياع؟
أن تحب الشخص الخطأ.

ما هو الزمن؟
هو أمنية الخلود.

أكبر خطيئة؟
أن لا تقول شيء تشعر به.

الإنسان مثير للشفقة، يسعى دائماً لنيل إعجاب الناس به، مهما كانت دناءة أحوالهم.

الفقد: أن تكون معي أنت بهيئة صورة على ورق مقوى.

في مقابل معرفتك لأي شخص جديد يُخلق لك قيّد جديد.

حنين: أن تسمع صوت لن تستطيع سماعه مباشرةً.

تلك العظام التي تبرز على جسدك
في طريقها للخروج ولا العودة.

أحتاج أن نتحدث..عن أي شيء
دعنا نتحدث لأشعر بأنك هنا..معي.

ماذا أملك أنا؟
سوى قلبي الذي دائماً يموت؟
سوى عقلي الذي دائماً يعمل؟


الكون ضاق 
ليخبره أحدكم أن يتوقف عن جلب شياطينه لنا.

الوقت: صورة العدم.

معلّق قلبي بين ذاتي وذاتي الأخرى.

وعي: القيّد الإجتماعي للرجل منه نصيب لكننا لا نراه،لأننا لا نرى شيء حقيقي.

مساحة: أخاف أن أعطيك تلك المساحة
فيكون الفراغ الذي يحتاج أن يتم تعبئته بلا شيء مني.

كتابة: تصريف.

صمت: حين يضيق بك كل شيء.

قراءة: الهروب الأكيد.

استمداد: محبة في سماء جافة.

أغنية: جنون،عشق،تمرد.

تحبني؟
كن معي.

لحظات: ولادة،حياة،موت.... تكرار.

سرقة: كل شيء قابل للسرقة حتى الوجود، حين سرق تم تعديل اسمه لعدم.

انتظر مديحك لي... نشوى.

ذكريات: كل الجنون القابع فيَّ.

معدة: جوع فتشبع بلا شيء.

هواء: كيس يُنفخ ويُرد مثل الأرض.

رحم: خروج حيوانات.

مسائل: كم وكيف ولماذا؟ ثم هراء.

موت: تطبيق دائم للنوم.

إعصار: العقل والفكر وكتاب هناك.

إهداء: أحتفظ بما تكتب،حتى تبقى معي.

ورق: قلبك الأبيض المدنس.

مطر: هيجان السماء.


2013/08/02

التأرجح بينهما

أعمارنا تمضي وفي كل هذا نرى الحياة بشكل مغاير في كل عمر ينقضي.

الحياة ليست سوى وجود-نفترضه- لنشعر بقيمة أفعالنا وأقوالنا، أما في الحقيقة نحن نعيش في اللاشيء إن أردت الغوص في عمق التأمل لا حشو الأحاديث والأمنيات التي لا تنتهي.

لا تخلو الحياة من الفرح ولا تخلو من الحزن، الحزن مثل الموت حتمي، لا مفر منه، هو الأصل هو المصدر الذي تأتي منه بكل شيء تظن أنه أتى من مصدر أخر، الفرح هو التطبيق المستخرج من الحزن، ماذا يمكن أن يكون الفرح؟ 
الفرح حالة-مؤقتة- لها مسبباتها المعلنة، لا شيء يُخفى منها، الحزن هي الحقيقة الغائبة التي طالما تحاول الهرب منها برفض لا مبرر، حتى أصبح الحزن هو حالة تعبر عن النهاية، كل ذلك لا شيء، الحزن هو الذي يدفعك للعيش، للعمل، الكتابة، للسعي للمعرفة،دافع لعقلك أن يعمل، في أن الفرح عبارة عن كسل، حالة فعلية من الكسل لا يأتي بعده شيء دائم،  ألم تلاحظ أن من يضحك كثيراً وصاحب تلك الكريزما-الممتعة- غالباً إن لم يكن دائماً في حالة تفاهة؟ لا يملك شيء إلا الضحك على أي شيء ليشعر بأن هناك شيء حقيقي؟ لكن ماذا بعد ذلك؟
الحزن يدفعك للمضي في الكتابة، الرسم، الرقص، وكل الأعمال المبدعة وأيضاً تجعل منك أعمق في الفهم والإدراك أن الحياة لا يعوّل عليها كل هذه الأمنيات الوهمية.

الوجود هو الحزن بصورة أصلية، الفرح حالة عرضية، العيش في حالة عرضية يتحوّل لعيش مرضي وقاتل، استغل الأصل حينها تكون على قمة ما يُخفى عن العامة من البشر، لا تحصر نفسك به، لكن قدّره وكن على قدر عالي من الدقة بملاحظة حالة الضاحك الفكرية وحالة الحزين الفكرية، لا تربط الحزن بالكآبة والضيق، ربط ذلك هو ربط مجتمعي لا أكثر تم غرسه فينا منذ أن كنا أطفال، حتى إن رآك أحدهم حزين قال قم وافرح واضحك، لم تجد أحدهم يخبرك قم اقرأ، اركض، ارسم، اعمل أي شيء يجعل حزنك صورة حيّة مبدعة.

بين الحب والشيء

ماذا يمكن أن نفعل في هذه الحياة دون أن نشعر بالحب؟
أن تكون حي من أجل الحب.

تفسيرات الحب كثيرة ولا يمكن أن تنتهي ولن تنتهي، الحب أن تهتم أن يكون معك في تفاصيل يومك وإن كان بعيد عنك، اهتمامك بتفاصيل صغيرة لا يهتم بها أحد غيرك، الفهم من نظرة العين وإن حاولت تجنب إظهارها يستطيع أن يرى ما بك في الحقيقة، أن تفعل كل شيء للبقاء معاً، تتحدثون عن شيء طارئ، شيء الآن، وأحداث ماضية كأنك تستذكر كل ذلك لوحدك وهو معك، ترى أن هو أنت، لا اختلاف.

أن تعلم أن مهما فعلت ومهما فرحت بيومك، تريد أن يشاركك به، أن يسمع حزنك ويرى بسمتك، أن ترى وجه من تحب كل يوم كأنك طفل خائف من الفقد، أن تفعل أشياء مجنونة وتصرفات طفولية لأنك لا تعلم ماذا تقول وماذا تفعل، تود لو يضمك لصدره فينتهي كل ذلك.

هل مؤمنة أنا في الحب؟
مؤمنة أن الحب هو الأصل بنا، لكن نخشى  إظهاره حتى لا نشعر بأننا ضعفاء،وهذا ما علّمه لنا المجتمع منذ الطفولة وهو بلا شك من الخرافات، الحب ليس ضعف أبداً، الحب قوة فعلية تستطيع أن تغيّر كل شيء لا يمكن أن يتغيّر بظنك، الحب أن تحب دون شروط وقوانين تجعل من الحب كذبة ووهم، أن تحب ولا تخدع ولا تخون، الحب أن تكون أنت بكل سيئاتك وحسناتك، أن يكون قبولك من الأخر لك، قبول حقيقي لا قبول وقتي، يتحوّل لرفض في تواجد من هو -الأفضل-، ناهيك عن توصيف الأفضلية لما هو سائد.

الحب يعني أن تضحك فجأة على شيء حصل، وأنت تضحك كالمجنون لوحدك، أن تدمع عيناك من شدة الحب، أن تتمنى لو تنام في حضن من تحب وتصحى على رؤيته، الحب الصادق تشعر به في قلبك، يجعله يرقص رقص فرح حين يخذلك كل شيء ويبقى هو معك مهما اشتد الأمر، تود لو تفعل كل شيء ولا يخذله أحد.

الحب أن أحبك جداً، ولا أهتم لماذا أحبك، وجودك معي يغنيني عن هذه الأسئلة التي تجعل الحب يتحول لهراء، الحب الحقيقي أن لا تحاول تفسيره وتحليله، الحب لا يحتاج لكل ذلك، فقط ما هو في قلبك هو الحقيقي ماعداه زائد على الحياة.


لك في قلبي كل حب لا يمكن تعريفه وتفسيره ولا حتى اختصاره بكل هذه الأحرف المكررة، المحبة لك تراها في عيني، وفي أمنياتي لك بأن تكون-دائماً- بأفضل حال.