2013/08/02

التأرجح بينهما

أعمارنا تمضي وفي كل هذا نرى الحياة بشكل مغاير في كل عمر ينقضي.

الحياة ليست سوى وجود-نفترضه- لنشعر بقيمة أفعالنا وأقوالنا، أما في الحقيقة نحن نعيش في اللاشيء إن أردت الغوص في عمق التأمل لا حشو الأحاديث والأمنيات التي لا تنتهي.

لا تخلو الحياة من الفرح ولا تخلو من الحزن، الحزن مثل الموت حتمي، لا مفر منه، هو الأصل هو المصدر الذي تأتي منه بكل شيء تظن أنه أتى من مصدر أخر، الفرح هو التطبيق المستخرج من الحزن، ماذا يمكن أن يكون الفرح؟ 
الفرح حالة-مؤقتة- لها مسبباتها المعلنة، لا شيء يُخفى منها، الحزن هي الحقيقة الغائبة التي طالما تحاول الهرب منها برفض لا مبرر، حتى أصبح الحزن هو حالة تعبر عن النهاية، كل ذلك لا شيء، الحزن هو الذي يدفعك للعيش، للعمل، الكتابة، للسعي للمعرفة،دافع لعقلك أن يعمل، في أن الفرح عبارة عن كسل، حالة فعلية من الكسل لا يأتي بعده شيء دائم،  ألم تلاحظ أن من يضحك كثيراً وصاحب تلك الكريزما-الممتعة- غالباً إن لم يكن دائماً في حالة تفاهة؟ لا يملك شيء إلا الضحك على أي شيء ليشعر بأن هناك شيء حقيقي؟ لكن ماذا بعد ذلك؟
الحزن يدفعك للمضي في الكتابة، الرسم، الرقص، وكل الأعمال المبدعة وأيضاً تجعل منك أعمق في الفهم والإدراك أن الحياة لا يعوّل عليها كل هذه الأمنيات الوهمية.

الوجود هو الحزن بصورة أصلية، الفرح حالة عرضية، العيش في حالة عرضية يتحوّل لعيش مرضي وقاتل، استغل الأصل حينها تكون على قمة ما يُخفى عن العامة من البشر، لا تحصر نفسك به، لكن قدّره وكن على قدر عالي من الدقة بملاحظة حالة الضاحك الفكرية وحالة الحزين الفكرية، لا تربط الحزن بالكآبة والضيق، ربط ذلك هو ربط مجتمعي لا أكثر تم غرسه فينا منذ أن كنا أطفال، حتى إن رآك أحدهم حزين قال قم وافرح واضحك، لم تجد أحدهم يخبرك قم اقرأ، اركض، ارسم، اعمل أي شيء يجعل حزنك صورة حيّة مبدعة.

ليست هناك تعليقات: