2010/06/25

رحلتي يا ابنة أمي.. رحلتي يا مريم


كيف سيكون أن أدخل بيتك وأنتِ لست هناك!

ترحبين بي،وجهكِ يفرح بكل من جاء إليكِ

منذ طفولتك وأنتِ تعانين ولم اسمع إلا الحمدلله

كم مره تشاجرنا على لا شيء نترك بعض أيام ونعود

كنتِ أنت من تتقدمين لتحتويني،كنت الأكبر سناً لكن قلبكِ كان الأصغر

كقلب طفل بريء طاهر.

أتذكرين مواعيدنا عند الخروج تسوّقنا مع بعضنا البعض،كل التفاصيل الصغيرة

عالقة في ذهني الآن،أراها أمامي ودموعي تنسكب على خدي،وقلبي يؤلمني!

كنتِ تلك الحنونة العطوفة،في مرضك واستقرارك الوقتي كنت تبحثين عن

كل ما يسعد الآخرين،كنت تعطين بلا حدود ولا تسألين عن المردود.



كنت اليوم ذاهبة من الصباح إلى الظهر لتقديم امتحان،كان قلبي يؤلمني جداً،منذ الصباح،كانت هي معلّقة بين الحياة والموت وكان الأمل يغمرني أن تحيى،وجدت اتصال من أميّ وخالتي،لم أستطع الرد حتى الإنتهاء من الإختبار،لم ترد أميّ،حتى تحدثت مع خالتي لتخبرني إن عليّ أن أذهب للمستشفى،لا للبيت،وقالت: لطيفة،مريم توفت قبل قليل! لم أر شيئاً في الطريق أحسست كما لو إني أحمل ثقلاً على صدري وقلبي،كانت في رحلة علاج دامت لأكثر من 6 أشهر كان العلاج مؤقت،لسوء حالتها،التي لازمتها منذ الطفولة،كنت أرسل لها كل يوم رسالة اطمئن قلبها،اذكرّها،إن الله يحبها وهو قادر أن يشفيها بغمضة عين،كانت ترد عليّ فوراً:إنها تحب كلماتي وترّيحها من كل هم،ثم تتصل عليّ وتسأل عن أحوالي وهمومي التافهه بالنسبة لما تعانية،كنت أقول لها: كل شيء على ما يرام لا ينقصنا إلا وجودكِ معنا حبيبتي ونحن نتظر أن تعودي بصحة وعافية،تردد آمين آمين،أشهر وأنا أصبرّها،وهي مؤمنة شاكرة حامدة لله على كل شيء،في ألمها وعلاجها المتعب كانت تطلب أن أخبرها عن أي شيء أريده من هناك،أعطتني كل الصلاحيات في طلب ما أريد وأخذ ما أستطيع،كنت اضحك وأقول عودي ويصير خير،وأنا بعزمك على فطور جميل،وكتسوّقنا لشراء الفاكهة التي تحبين،وتجتمع .. ثم تقطع حديثي،بكلمة إن شاء الله إن شاء الله.

عندما عادت ونحن نستقبلها كانت متفائلة وفرحة لعودتها ورغم الآلم راضية راضية بكل شيء،ولا تقول إلا الحمدلله،الحمدلله،الحمدلله، أنا مشتاقة لكم،مشتاقة للكويت، وتبدأ بالدعاء لي ولجميع إخواني،وأطفالهم وأولنا أميّ الغالية،كانت تعبّر عن مشاعرها بسهولة،تُحب كل الأشخاص كلهم دون استثناء،كانت تضحكني عندما تقول عن كل شخص تقابلة إنه جميل،وأنا أراه قبيح،فتقول لي لا لا لطيفه

شوفي عدل،ماشاء الله جمال،فعلمت إنها جميلة فعلاً لهذا ترى كل شيء جميل.لم أراها يوماً حتى في أشد حالتها الصحية متوقفة عن الصلاة،كانت كالميتة تجلس وتصلي،من حزني.كنت ابتعد واصد عنها،وأرجو أن يكون ذلك شفيعاًُ لها ومدخلاً لها للجنة.


هي من مذهب مختلف عني لكن لم أراها يوماً تستهزء بي أو تستخف بشيء أعتقده،كانت تؤمن جداًإننا كلنا متشابهين في الحقيقة،راجعين لخالق واحد،لا يوجد غيره،وإن ما يفعله البعض في تحقير الآخر،مضيعة للوقت حتى تختم كلامها بـ الله الهادي و اللهم اهدينا للخيروالصلاح،في ليلة من ليالي رمضان،طلبت منها أن تذهب معي للصلاة،لم تعترض،ذهبت معي وهي فرحة مستبشرة،صلّينا معاً هي الكبرىوأنا الصغرى،كان ذلك اليوم جميل جميل،رجعت لتنام عندنا،وتفطرّنا بعدها وهي معنا،قبل كم يوم طلبت مني أن أرتب بعض ملابسها لأن منذ رجوعها من العلاج لم تقوم بترتيب أي شيء،كنت أنا متعبة جداً وقتها،حتى أخبرتني إنها تريد توزيع بعض الثياب،هي تعلم إني في ذلك لا أستطيع أن أقول لها بعد قليل أو غداً وكان ذلك يوم الاثنين،رتبت لها الثياب،ووضعنا كل ما يستحق التوزيع،وقالت لي: ممكن هالقطعة الواحدة يحتاجها شخص ما أكثر مني،ابتسمت وقلت لها خيرك سابق يا مريم،أنتِ ما تقصرين مع الناس،ضحكت،وطلبت أن أفتح الخزانة الثانية،حتى وضعنا الثياب وقسّمنا كيفية التوزيع.ثم قامت وأعطتني مبلغ من المال هدية منها لمناسبة يوم مولدي،قلت لها لا أحتاج لها فعلاً،فآمرتني أن أخذها فهي أختي وأنا أختها،ابتسمت وقلت لها كما تريدين.


يوم السبت الماضي دخلت المستشفى مره أخرى لأنها كانت تحتاج لنقل دم وبعض الأدوية الخاصة،لم استطع زيارتها حتى يوم الاثنين،كان شكلها مُتعب جداً،قطعت قلبي،لم تشتكي وتردد الحمدلله على كل حال،عندما غادرت كانت توصيني بتوصيل السلام لإخوتي الأصغر مني،وأختي الآخرى وزوجها ورددت ذلك 3 مرات،وقالت لطيفة شدي حيلك بالدراسة اهتمي بدراستك،ديربالك على نفسك،قبلّتها ورحلت،يوم الثلاثاء بعدها كانت في العناية،لأنها كانت مُتعبة كثيراً والأمراض التي كانت بها كان العلاج يتضارب مع بعضه،وكان لا بد من عمل غسل الكلى لها مع كل ما بها من الأصل،زرتها فوراً دخلت وكلي خوف حينها،رأيتها وهي تقاتل المرض،لا أستطيع أن أعبّر عن تلك اللحظة،قبلّتها وأنا بعيدة عنها ورجوت آن تشعر بي.



اليوم عند رأيتها وهي في لحظاتها الآخيرة قبل الدفن كنت أختنق أختنق،كل عائلتي كانوا متواجدين،وكثير ممن أحبوها محبة من الله،ومن طيبتها وحُسن أخلاقها التي يشهد الكل لها بها،آلمني إن أمي وأخواتي الاثنتين كانوا ضعيفات لم يتوقف بكائهن ودعائهن،كنت عند رجل أميّ أداري ما أرى وأنا أضعف منهم ولا يعلمون،ودعّتها وأنا حزينة حزينة جداً ولا أستطيع أن أتصوّر إني لن أراها مره آخرى وكم يصعب عليّ إني أذكر كل شيء

ولن أنساك يا أختي أبداً.




اطلب أن لا تنسونها من الدعاء وأرجو أرجو أن يقبل الخالق الدعاء ويرحمها برحمته


دعاء





24/6/2010

2010/06/23

نصف عاجز.. نصف حائر




كلما رأيت دموعكِ يغلبني شعور العجز

عاجزة أنا أن أوقف تلك الدموع

عاجزة أن أفعل شيء يطمئن قلبكِ الأبيض

ضممتكِ إلى صدري وأنا لا أعلم ما أقول وما أفعل،

دموعكِ وصوت البكاء الذي ملأ جسدك.

آلمني آلمني! حتى ماعدت أشعر،ماعدت أملك قلب ينبض

روحي تؤلمني وأنا أراكِ هكذا!

وددت أن أفديك بعمري كله ولا أرى تلك الدموع،التي تقطعني

نصفين،نصف حائر،نصف عاجز!

لم أملك إلا أن أُردد عليك إن الله لطيف بعبادة،لا تحزني

أنتِ من يؤمن إن الله قادر على كل شيء،اتلوا عليكِ

آيات حتى يسكن الاطمئنان،يتجدد الإيمان في قلبك،تسجدين لله!

أراكِ وأنا حزينة،أنا عاجزة أن أفعل شيء لكِ،

وجهك يشع نوراً وأنتِ في صلاتك تطلبين أن يرحم الله الحال،

أتنفس،كما لو إن ذلك النفس الأخير،لم ترين دموعي،لم ترين خوفي

ظاهر عليّ،تتسائلين وعينكِ تثبت ذلك،تتصورين إني ثابتة قوية،

لكنكِ لا تدركين إني عاجزة،فأنا متخبطة بين تلك الأمور،أبحث

لكِ عن حدث مطلق وفعل أكيد لأبعد عنك كل هذا الحزن،لكن

ما عدت أملك ما أملك،والألم يغمرني!

أنا ولدت لأكون عون لكِ،أن أكون لكِ المنفعة الحقيقية،ولا أعلم إن كنت

كذلك،لكن لا أستطيع إلا أن أتنفس الأمل..رغم كل شي!

2010/06/20

شيء ما



هل تشعر عفواً هل تعتقد إنك شيء غير قابل للتصديق!

شيء خارق،شيء لا يمكن أن تصفهُ كلمات.

يقول ذاك الشخص العالم بكل شيء،المحيط بكل علوم الدنيا،الدين،والفلسفة

الشعور لا يمكن أن يُعتمد،الإعتقاد هو الذي يجب أن يُعتمد ويقوم العمل على أساسه!

أي عمل تقصد؟! لا جواب يرضيني حتى الآن..!! إلى لا نهائية رُبما.

يأتيني محباً للعطاء،متلهف للشفقة عليّ،أنا مسكينة لا أفقه شيء لا أعلم شيء،لا أستحق أن أتعلّم

من نَهر علمَه الذي يتفاخر به ليل نهار!

لا يَهم أن تمضي عنيّ،فأَنا ماضية في طريقي،أَحملُ أحلامي،أسلحتي،خطواتي معي بيديّ.

أضمها لأصل هناك،هناك إلى الحَياة،إلى الشّعاع الذي يَشقْ السواد شقاً لطيفاً.

لا أعلم مَا أكتُب،الكِتابة شَيء جَميل،المَجنون الذي يتوقف عَلى أن يكتب،أن يُفكّر أن يَحيى.

إنْ رأَيت إنك لا تستطيع أن تفعل شيء،عندما تَعشق،تَغضبْ،تحزن،تفرح،في كُل حالاتك،اكتب حتى تتعب،حتى تتدحرج الكَلمات مِنك بنعومة،تكون حينها إنساناً يَملك كُل شيء،عند كُل شيء،

وإنْ لم تَفعل فأنتْ إنسان آخر رُبما لن أستسيغه لكن تبقى إنسان ولك كُل احترام!

2010/06/19

اكتمال هنا وهناك



مَن أنتْ لِتُحدد مَاذا عَلى الآخر أن يفعل!أنت كما هو

لك قلبْ لك عقل لك ما له من الحياة والهواء والمَاء

إن كُنت محظوظ مَلكت أكثر رُبما لكن هل تملك ما يُسعده!

لا تستطيع أن تُعطيني جواباً،لأنك لا تعلم متى تكون سَعيد

حتى تخبرني وتتفاخر بذلك!

نعم،رُبما ستتلو عليّ ما حفظتة أنت ومن يَتعبك حتى أجدادك!

ياه،كم أنتْ في عالم جَاهل تتبع من قال لك دون أنْ تَسأل عن العلّة!

اذهب عنيّ! خُذ عَقلك واضربة مرات ومرات في الأرض

في خيال الفكر،سلالم الحريّة ودرجَات اليقين!

ابحثْ عن أسرارِك عن أفعالِك عن وجودِك!

سينتهي كل شيء قريباً! هُناك مَن يذهب إلى البَاب الأول

والباقي للبَاب الآخر،ومن تبقى لا يريد أياً من تلك الأبواب

التي لا نراها إلا في خيال مجنون وروح مُضَطرِبة!

تنفّس تنفّس تنفّس! لا تَخفْ أَنا هُنا!

2010/06/14

14 حزيران من الحياة


الأيام تمر سريعاً ولا تنتظر أن أفكّر بشيء على درجة من الهدوء

الحياة تحضر لنا أشخاص منهم أصدقاء رائعين ومنهم أعداء متوحشين

ولا تعلم إن الأعداء سيكونون يوماً ما أقرب من الأصدقاء الرائعين

نعم،فالحياة بكل ما فيها تجعلني أقف إعجاباً بما تحمله من قلوب وعقول

ما إن تبدأ التأمل تجد أن عقلك يتسع لمزيد من التأمل من التفكّر

إلى.. هناك إلى مالا نهاية

الرابع عشر من حزيران الجميل اليوم كنت أبحث عن نور في قاع مظلم

يربطني مع والدتي يربطني بها حتى أن تنتهي الحياة إلى ما بعدها من حياة

وإلى حياة أخرى،كم طفل يبحث عن النور كما كنت أفعل! هل وجده؟

هل علم إن النور لا وجود له إلا في الداخل هناك،في البيت الدائري

الذي ما إن تخرج منه حتى تصاب بالعمى من شدة النور من شدة الظلام

النور نور داخلي أيها الإنسان،فكن نوراً جميلاً يضيء هذا العالم المظلم

وشاركني بنورك فأنا أُحب النور منذ 24 عام وأُحب من يحبه (: