2012/12/31

هذه حياتي،وحياتك؟

اليوم الذي يرحل لا يعود نهائياً،مهما حاولت ومهما فعلت،الأمر بسيط جداً لهذا عليك مداراة ذلك جيداً.

هل تتخيّل أن سنة مرّت عليّك؟
قبلها كانت سنوات أيضاً لكن من جديد.
هل تتخيّل أن سنة مرّت عليّك؟
إن فكرّت عميقاً وبوعي،سترى أن مقصدي أكبر من مرور يوم وسنة.

في عام2011 وضعت لي خطط كاملة تمتد لعام قادم وأعوام قادمة بعدها،أدركت الكثير منها ومن حقي أن-أتباهى- بقوتي وإرادتي التي جعلتني أفعل ذلك رغم -الجهد والتعب والألم- بل الكثير من الألم الجسدي والمعنوي.

سأدوّن ذلك رغم عدم معرفة ذلك إلّا لمن هو قريب مني جداً،أما الآن وقد تخلّصت من ذلك يحق لي الكتابة عنه دون حاجة للخجل أو مشاعر قلق وشفقة.

بدايةً كانت مع صحتي،قد تدهورت في أكتوبر 2011 لم أكن أعي ذلك،كُنت قريبة جداً من الألم دون إدراك،كانت مرحلة صعبة والشكر للدكتورة العزيزة التي جعلتني أقوم بالتحاليل والفحص لأرى أني كُنت قريبة جداً من مرض ما ومرض آخر أيضاً،كنت خائفة جداً وكانت والدتي معي،تسمع حديث الدكتورة وكُنا قد خسرنا أختي الكبرى في 2010 بسبب السرطان،لا أستطيع وصف صدمتي وقتها،رجعت للبيت وبكيت بشدة حتى أني نمت يومان دون شعور بعلّة الكآبة ومحاولات للهرب من الواقع،مع ضغط دراسي وعائلي كدت أن أنفجر من الكتمان،بعد محاولات للبحث عن العلاج والبحث عن وضع جديد،مثل أي إنسان لجأت للانترنت للبحث السريع،ربما بل أجزم أن أكثر من ثمان ساعات مضت وأنا اقرأ عن هذا المرض وذاك،كانت أيام عصيبة ومُتعبة جداً،واليوم قد تعافيت تماماً رغم ظهور التعب بين فترة وأخرى وهذا شيء طبيعي إن عديّت بعض الاهتمامات بالأكل الصحي أو شرب الماء،وأيضاً قد خسرت الكثير من وزني بحسبة وزن إنسان طبيعي واحد-تخيّل-ذلك،أعتقد أن ذلك مستمر حتى الآن وأرجو على نهاية عام2013 أكون قد وصلت للوزن الطبيعي الملائم لي.

في الجانب الثاني،كنت قد قررت تغير تخصصي الدراسي من تخصص دراسي أعشقه بشكل غريب-الفلسفة- إلى دراسة-القانون- لا أعلم لماذا،أو أعلم جيداً لماذا لكن لا أود الافصاح عن ذلك الآن،لكن-الفلسفة- للتعلّم الذاتي كما رأيت،أن تُعطي نفسك للاحتمالات لا تكون أسير لاحتمالات مقيّدة من مؤسسة تعليمية أو مرشد دراسي أو حتى زميل،رغم أني أرى أحياناً أن أعود لدائرة الفلسفة من جديد في دراسة القانون،متأكده أن ذلك سيؤثر ايجاباً عليّ كشفته الآن أم بعد ذلك،لايهم.

أما على صعيد الزمالة والصداقة والعلاقات مع الناس،ياه كانت سنة ممتلئة بهم،تعرّفت على صديقات أربع جدد،رائعات بكل ما تحمله الكلمة،دكتورة جميلة،مثقفة رقيقة،زميلة وأخت،قريبة رغم بعدها،ويجمعهن جميعاً إنسانيتهنّ واحترامهن لي،تلك نعمة عظيمة،لست من النوع المُحب لعلاقات الزمالة وماإلى ذلك،لدي تحفظات شخصية على توسّع علاقاتي،ربما تماديت قليلاً في السماح لدخول دائرتي الشخصية،لكن سرعان ما تلاحقت وأدركت صوابي من خطئي.

من جانب القراءة،قد قرأت كُل الكتب التي قد أشتريتها من معرض كتاب2011 حتى انتهيت في منتصف 2012،ثم قراءات الكترونية مختلفة جداً وكانت شبه يومية،في رمضان ووقت سفري أنتهيت خمسة كُتب بين فلسفة وفكر وثقافة علمية،وكتاب ديني،كان أجمل وقت قضيته في القراءة،وفي المعرض الأخير اشتريت مجموعة من الكتب ورغم انشغالي في الدراسة قد قرأت أربع كتب منها حتى الآن،وبعض المقالات والكتب الالكترونية،أعتقد بل أجزم أن القراءة حياة من لايقرأ ميّت،هكذا ببساطة.

هذه أهم الأحداث-المهمة-في حياتي،أتمنى أن يكون هذا العام الجديد 2013 عام أكمل به كل خير لصحتي أولاً ثم الخير الباقي،وأكتب عن ذلك بعد اثنا عشر شهر.

قاعدة مهمة جداً:
كل شيء تريده تستطيع الحصول عليه-إن أردت-ذلك فعلاً.

كل عام وأنتم بخير
أمنياتي وصلواتي أن يكون عام حب وسلام وتنوير وصحة للجميع والكون.

2012/12/27

درس يوم لعمر كامل

أليس عجيب وملفت للانتباه والتأمل العميق أن دروس هذه الحياة بفرحها وألمها تبقى جميلة!

كل يوم نلتقي مع البشر،نعرفهم ولا نعرفهم،بل حتى من تعرفهم أنت تظن أنك تعرفهم،لكن في الحقيقة لاأحد منا يعرف الآخر،لدينا تصوّر عن هذا الشخص فقط-عادةً-تصوّر هو وضعه لنا لنراه بالغض عن صحته أو كذبه،أرايت كُل هؤلاء؟
لابد أن تبقى علاقتك بهم وسط حدود حقيقية،لاتجعل أياً منهم يتعدا ذلك،دائرة خصوصيتك جداً ثمينة،كل يوم ستدرك ذلك مع التعامل والبقاء مع الناس سترى أنك إنسان مختلف عن ما كُنت عليه.

العقل هو مصنع الفكر والأفكار
القلب هو مرشدك الحقيقي
لابد من التوافق بينهما.
لابد.


مهما حكيت عن الحياة العميقة تبقى بسيطة جداً،لكن الكثير منا يُحب تعقيدها وتصعيبها،خطوات الحياة واضحة بيّنة،أنت اختر فقط.

حُب العلم والتعلّم هو المحرك الحقيقي للبقاء في هذه الحياة.

خميس سعيد وجميل للجميع

بين الخير والشر شامة

قالت لي جدتي وأنا صغيرة حين سألتها عن شامة في يدي وعلى وجهي،قالت:هذه الشامات تُحسب لك حسنات،تدل على خير تفعلينه فتظهر هي تعبير صادق على حُسن فعلتك،دامت معي هذه الفكرة سنوات،حتى أني كُنت أتعمدّ فعل شيء جميل للناس-كُنت أُساعد في تنظيف سفرة الطعام مع العاملة- و-كُنت أُسرع لأحضر من يطلب الشاي بعد الغداء حتى العصر- ثم في الليل اناظر وجهي في المرآة انتظر شامة ما تظهر حتى يغلبني النعاس،في الصباح كذلك،أولاً اسحب المرآة الملوّنة الصغيرة من تحت وسادتي لأرى هل ظهر شيء على وجهي،يدي،أي شيء كُنت منتظرة.
في مرحلة إدراكي المتطوّرة عن تلك المرحلة السابقة،علمت أن هذه حكايا خيالية،من وحي الحث على عمل الخير،ورُبما كان أحدهم يغطي جسده شامات كثيرة،فوضع له أحدهم هذا العذر،لايهم.
في انتظاري في الليل حتى الصباح،كُنت ألاحظ وأتفكرّ أن بنت خالي لاتفعل شيء به خير كما كُنت أفعل،ومع ذلك تظهر لها شامات كثيرة وقد ظهرت لها شامة ملفتة على وجهها،كنت غاضبة من نفسي،أفعل كل شيء خيّر ولا أرى المقابل!

ماذا لو ظهرت لنا علامة تُدلل على صدق أفعالنا؟ علامة ظاهرة لا تُخفى،هل سيكون هذا العالم مختلف عما هو الآن؟
هل يتسابق البشر للخيّر؟ هل سباقهم هذا ضميري أم خشية اختفاء علامة الخير من على أجسادهم؟ هل بعدم ظهور الشامة سوف يُنبذ أحدهم؟

انظر كيف نحكم على بعضنا-دون وجه حق- بسبب اسم،ثياب،وظيفة وغيرها كثير من الأشياء-غير المستحقة- للُحكم،بخلاف الفعل الظاهري البيّن بحق،مع ذلك في مسألة الشامة،هل سنكون إنسان عادي؟
إنسان بنصف الشر ونصف الخير؟
هل ستقبلّ من-نعتقد-أنه خيّر؟ ونُبعد من نعتقد أن به شر؟ وممكن جداً أن تظهر شامة بلا عمل خيّر ثم نقدّس صاحبها والعكس تماماً،لاتظهر حتى بعمل خيّر ثم نزدري صاحبها.
قس على ذلك كُل شيء

2012/12/24

ثقافة القطيع



لماذا المجتمع يُرحب جداً في سحبك إلى قطيع ما،رغم تنوّع تفاصيل القطيع إلّا أنه يدور في جهات معلومة ورغم انتشار اختلافها التفصيلي إلّا الانتماء في سماءها هو انتماء واحد،في الانتماء الاجتماعي من عوائلية،قبليّة وفي الانتماء الطبقي من غني وفقير،والانتماء السياسي من معارض وموالي،الانتماء الديني من مسلم وكافر-رغم أن تفصيل ذلك جداً له دور فعّال في تعزيز القطيع حتى أنه غير مسؤول بتاتاً- الانتماء الفكري وغيره كثير.

الحالة الصحيّة في تواجد هو تواجد يعزز قيمتك كإنسان أولاً،ثم تفاصيل ليست ذات أهمية قصوى،إن لم تجد بيئة تعزز ذلك بك،طبيعي جداً أنها غير ملائمة لك-على افتراض حُسن البحث- دائماً من يحاول ادخالك في تجمّع ما،حاول أن تكون شجاع للتمحيص العقلي والذهني،لا تُلزم نفسك بشيء له احتمالات عدة ويُحصر باحتمال فردي،في تجمّع ديني كتطبيق،ما دوره في تعزيز إنسانيتك،اترك النصوص والمقولات والقصص وما إلى ذلك،هل تحسّن بك شيء من إنسانيتك؟ في الوقت الحالي الآن،ليس في زمن آخر!هل وجدت أن مافي داخلك يلائم تلك النصوص؟إن وجدت بتجرّد أن تلك النصوص لا تلائم-شيء-من الإنسانية،أظن عليك التفكرّ العميق بمراجعة ما تؤمن به.

في افتراض تجمع سياسي،غالباً هي تجمعات مصلحية،خاصةً في مجتمع يغلب عليه الاستغلال في استدراج مجموعات معيّنة للانضمام لركب سريع مع إضافة تصوّرات بدائية للوصول المصلحي بأقل الطرق ذكاء،مع ملاحظة أن الأغلب لا يرى ذلك،ذلك يعود عادةً باعتقادي للربط السياسي-المفترض أنه مدني بحت- برابطة عشائرية،اقتصادية،دينية،تجارية وقليل جداً ترى ارتباط فكري صريح،قمة الفشل ارتباط عمل سياسي في الأربع روابط أعلاه،لها خسائر حقيقية ممتدة على مجتمع كامل من خسارة جهد ووقت،وطاقات جبّارة في فراغ واضح لا يُملأ عادةً إلا بالترهات.

أعتقد حاجتنا لعراك فكري بيّن هو الذي يجعلنا نستشعر بقيمتنا كإنسان،فيه دفع للبحث والاستكشاف الحقيقي لا السطحي،ومحاولات دائمة لفك العراك بحجج منطقية بناءة للمجتمع،وفيه مقدرة هائلة للتفكرّ النقدي دون حدّ أو سدّ،مع الأخذ أن الفكر كما أظن هو الشيء الذي لا يتوقف تماماً في المبرمج-يُعيد ما تم برمجته عليه،لكنه لا ينفث الغبار،يا حسافة- وفي حُر التفكير.

كُتب على عجالة وقت للدراسة.

2012/12/23

ملل الوجوه والأفكار وكل تكرار







الحال هذا لايعجبني،هل هذا مطلب كبير وكثير؟
تكرار في تكرار
الأفكار الأقوال والأفعال حتى في الشكل أصبح العالم نسخة تباع لكل من يطلبها
أحياناً بل –دائماً- لا يتم التأكد من قيمة هذه النسخة،عادةً جداً رخيصة ومستهلكة
فترخص مع كل نسخة واستخدام.

متفهمة جداً أن تخاف أن تكون مختلف عن محيط ما،أنا كنت كذلك وأحياناً أشعر بذلك حتى الآن
لدي أفكار لا يسعها الوجود،غريبة جداً متطرفة نادراً رغم أني أرى التطرف مفيد إن تم استغلاله على الوجه الصحيح،قالب المجتمع والدين والعادات والتقاليد هذه لا تناسبني،لا أستطيع كبت ذاتي بينهم،اختنق،مهما طال الوقت والجهد المبذول لابد أن ترجع لهم،ليس لأنك تريد ذلك،بل هذا شيء حتمي لأن في وجود مشترك،لايخلو من القيود الوهمية التي وضعت منذ صنع الوجود أو اكتشافه،لاأعلم أي شيء.


تضيّع وقتك على فك شفرة البرمجة بين هذه الأشياء،فور ذلك ترى الحياة جيداً،ضمير حيّ،عقل متعطش للمزيد،قلب ينشر الحُب لاينتظر مقابل،الفعل الخيّر قيمة في ذاتها وإنسانية قبل انتظار مردود آخر وإن كنت تنتظر مردود فهو مردود شخصي للراحة والشعور التام،له من الأنانية شيء،لكن أقلّه فعل خيّر لك وللآخرين بالغض عن أصل الخير الذي نختلف عنه جميعاً،وفي ذلك تفاصيل كثيرة لا يمكن حصرها أبداً ونقاشتها دائماً تسحبك لنقاش أكبر وأعمق-إن لم تكن كل نقاشاتك هكذا- لأحد الأطراف أقلّه لن نستفيد شيء،النقاش تأتي ثماره عادةً-شخصياً-إما في طريق عودتي أو قبل نومي وكثيراً مع قهوة وطاولة لايشاركني بها أحد رغم وجود مائة شخص حولي.


أن تكون مختلف في مجتمع متكرر النسخ ببساطة تكون منبوذ،فقد استمتع به ويكفي أن تكون مميز ونادر عن –قطيع- مُمل.

2012/12/22

لطائف حياة

المتأمل للحياة بتجرّد يعلم أن لاشيء يقيني تام،حين تجرّدت أنا كذلك ما استطعت التجرّد التام،صعب جداً كُل ممارساتي اليومية في حائط الحياة مُعلقة،لا أعلم شيء حقيقي،رُبما قيمة الحُب هي الشيء الحقيقي رُبما،كيف أعيش في الحقيقة وأنا لا أُحب الحياة؟
كيف استيقظ كل يوم واذهب للتعلّم وإن كُنت مُجهدة نفسياً وعقلياً وجسدياً،أليس هو الحُب! كيف أنام وانتظر الشمس تأتي أليس ذلك هو حُب أيضاً!
لا أعلم شيء،لكن أحياناً أود الجلوس في السماء عالياً انظر للأرض والبشر،دون أن أفعل شيء آخر،فقط اتأملهم هم ومعهم أقوالهم وأفعالهم،دون مشاركة شيء من ذلك معهم،حتى أرى برؤية حقيقية لا ميل لشيء مشترك بيننا.

كلّما جالست الناس،ملت أكثر للعزلة،أنا لا أستطيع تحمل البشر مجتمعين أكثر من ثلاث ساعات متواصلة،أشعر بالاختناق،لكن لا أمانع ضعف ذلك بمرات أن أجلس لوحدي أفعل شيء يسعدني ويؤنس عقلي وقلبي.

إن كُنت ممن يشعر بالفرح كثيراً بتواجده مع الناس دائماً-أعتقد- وذلك يعود لرؤيتي-الخاصة- أنك لا تُحب نفسك كثيراً،حُب النفس أوله حُب الخلوة معها...كثيراً.

في كل علاقاتي مع جميع الناس،أحب كثيراً عدم تعدي خصوصيتي،وضع حد فاصل جداً مريح وشيء جداً رائع.
مهما ظننت إنك تعرفني لأنك تقرأ ما أكتب،لا،واهم أنت.

الحياة رحلة ...باسمي هيَّ.

من وحي وجوه أمامي،مهمتها فقط الخز!

2012/12/21

هوس نهاية العالم

هل لكل شيء نهاية؟
نهاية كما نتصوّرها نحن؟
كما صوّرها لنا من كان قبلنا؟
لماذا نهتم كثيراً في ضبط النهايات
رغم ألم البدايات وصعوبتها
والعيش مابينهما لا يُرى؟
هل نحن نستجعل النهاية لبداية جديدة؟
أم هروب باقتناع أو قناع وهمي لشيء آخر؟

النهايات دائماً تضايقني
جداً أكره نهاية اليوم
نهاية الكتاب
الوداع
نهاية التعليم
نهاية درس ما
نهاية مؤتمر
نهاية الطعام
نهاية الشارع
نهاية شرب القهوة
هكذا كل النهايات كئيبة مهما تزيّنت بشيء من الفرح
تأمل كُل نهاية سعيت لها...
ذهبت بعدها لبداية جديدة لا اختلاف
لكن يبقى جزء النهاية شيء مُعيب في ذاته،مثل النهاية الأكيدة،الموت!

الموت ماذا بعده؟
ماذا بعده بسرعة أو ببُعد؟
حقيقةً لا يهم،فهو نهاية وكفى!
الذي يهم فعلاً ما قبله
هل عشت فعلاً؟
هل أحببت فعلاً؟
هل ضحكت؟
بكيت؟
تألمت؟
اخطأت؟
تعلّمت؟
حزنت وفرحت؟
تشاجرت وعانقت؟
زرعت وأكلت؟
هل فعلت كُل يوم شيء مختلف؟
أم كانت كل أيامك إعادة لسابقتها؟
هُنا تُحدثني هُنا القيمة الحقيقية
هُنا أصل الحكاية،أما النهاية شيء حتمي يختلف بتنفيذ الطريقة فقط
حتى إنك تلاحظ أن كل خائف من الحياة
ينتحر في بيته لوحده،يفجرّ وسط بشر،يلقي قنبلة وسط بلد،وكل أساليب الموت التي أتت من خوف حقيقي لمواجهة مابين البداية والنهاية،هُنا الاختبار الحقيقي!

ماذا لو كانت نهاية العالم اليوم؟
رغم إننا في منتصف اليوم تقريباً ولم يحدث أي شيء-كالعادة- من التصوّرات التي تؤمن بنهاية العالم تحديداً،لم يجعلني أفكر جداً بماذا ينقصني أو ماذا أريد فعله كثيراً،أريد فقط أيام جديدة لأعيش كما أعيش اليوم،باقي التفاصيل ليست مهمة بقدر الصورة الحقيقة ثم بنفسي أخيط تفاصيل الثوب الرقيق،ربما ربما إن اضطررت لطلب أخير مُجاب
أريد الاستلقاء بثوب قصير خفيف ملوّن وقطعة قماش صغيرة جداً بيضاء تغطي رأسي وحلق وردي بنقشات بيضاء يزيّن أذني،وعقد ملّون بلون أصفر على عنقي وصدري،دون حذاء ويديّ ممدوة لجانبي وكُل من أُحب يعانقني،كُل من أُحب،ونضحك سوياً تحت السماء والسحاب،وبعدها لينتهي العالم،لن أهتم.

حكي

في كل الحكايا،حكايا تأتي بها
كما لو أن ما اكتفى بنا سدّهم حتى بَنَتْ سدّ آخر يبعدنا عن طريقهم.

لا نحتاج لأنصاف البقاء والوجود
نصفك موجود والنصف الباقي مشغول
قلبك بنصفه معي ونصفه غير مضمون
في الحاجة لا وجود لك ولا لخيالك حولي
بصوت مسموع أناديك ولا أسمع لك جواب،ما بقى فيني صوت باقي ينادي،ينادي من بعيد وماله مجيب.

أهديك؟
قل لي لما أهديك كُل شيء
تحاول أن أُهديك كُل شيء
لن أفعل...حين أرى خطوات رحيل
أهرب قبل قدومها،أسبقها قبل حضورها
أنت تعبرني كما لو أني جسر
ولا ترى أني باقية،أنت...الراحل
أنا ثابتة على الحياة....

ما هذه الحياة!
ما هؤلاء الناس!
مداراتك للناس ليّست شيء مهم
لماذا نهتم؟
الناس عبارة عن سوء
فعلاً!
أحبهم جداً
أحترمهم جداً أيضاً
لكن التخلّص من فكرة أهمية وجودهم معك فكرة ذات أهمية عميقة وقيّمة
عش،اضحك،افرح معهم
لكن.... إيّاك أن تتخذ أحدهم
وجود حقيقي في حياتك
صعب،مؤلم،لا يمكن تصوّره؟
فعلاً هو كذلك
لكن الأيام تقوي ظهرك
حينها تذكر كلامي هذا...جيداً
لا تضع آمالك على أي شخص كان ويكون

2012/12/20

في الدين والفكر والأخلاق،أنت


كل امتلاء يأتي من فراغ.

دراسة المجتمعات تحتاج الوقت الطويل للتأكد مما ينتج عنها،مع تجرّد تام من الشخصانية والانتماءات،قليل من يستطيع ذلك،وكثير من يقع فيه ويبرهن على صحة استنتاجه بصوّر غير عقلانية وواقعية ومع ذلك يصدّقه الأغلبية.

مهما حاولنا تنظيم المجتمع بصورة أخلاقية،دينية،فكرية ما استطعنا ولن نستطيع ذلك أبداً،في الأخلاق لا يمكن اعتبار المثالية متواجده عند أحدنا ومن يقول في ذلك-يعيش في وهم- واعتبار كذلك الأخلاق قيّم نسبية من فرد للآخر،حين ترى رجل في الشارع يطلب منك المال،يساعده أحدهم باعتبار ذلك عطف ورقي أخلاقي وإنسانية،حين يمشي الآخر عن هذا الرجل باعتبار أن مسؤوليته أن يبيّن للرجل أن العمل متاح لك،وفي ذلك تلقين للمسؤولية والاعتماد على النفس،كل منهما فعل أخلاقي من منظوره وقس على ذلك الباقي،أما في الجهة الدينية،باختلاف الأديان والملل والمذاهب،كل منهما مهما بيّن لك سماحته فإنه ينكر على الآخر تواجده بصورة فورية أو في زمن قادم-هذا بتجرّد تام- لجميعهم دون ميل لأحدهم،والمنتمي لأحدهم مُلزم بتطبيق ذلك علناً مع الميل الإنساني الأناني في الوجود نستطيع صنع وحش بهيئة إنسانية بحته وقبعة استبداد متقن.
أما في الجهة الفكرية،يتبادر في ذهنك أن في المجتمع حالة فكرية عميقة،نعم لكن ذلك قليل وأغلبه في القشور والسطحية يظهر،ليس لدينا تصوّر واضح للحالات الفكرية رغم أنها موجودة ظاهرياً،رغم إيماني التام بأن الحروب الفكرية والتمرّد الفكري هو الشعلة الحقيقية للتطوّر الحقيقي للمجتمع إلّا أن ذلك مقيّد بالجهات المذكورة أعلاه،بشيء من العيب وشيء من الحرام وأصبح الفكر حالة هشّة ومعيبة ولا تُذكرّ في الصراعات الحقيقية بقدر ما ذُكر.

2012/12/19

الليل دون شيء

غيمة تسقي مطر
تسقي شجر
تسقي كل البشر
تحاول ترضي ما بقى أثر
تضيع في غياب الزمن
مثل نجمة بعيدة
لها أثر للنظر
نور قريب
وفي حقيقته بعيد فوق احتمالات الزمن.


أطير للسماء
تجيني من سابع سماء
نلتقي على غيمة غفا
تكتمل فرحة هوى
فرحة وجود وغنا
مثل طفلين
بين حاجة وخجل
بين شيٍ ظاهر
وأشياء يخفيها السكوت
سكوت الكون معنا
مثل لحظة سكوتنا
مثل لحظة سكوتي لي جيت تحكيني
أنا أسمعك تحكي موسيقى عليّ
ما قط قلتلك خلاص!
حكيك غيمة فرح.

يأتي المطر ويذهب
ما أنت معي ولا أنا معك
قليلاً أصبحت أنفر من المطر
على مظلة شفافة تحميني
من قطرات شفافة لتلك المشاعر الفضّاحة
ما حيلتي!
حين يسكن بنا الحُب لا عِقاب لنا
إلا بمزيد منّه وما نشفى.

ليت تجيني وأنا على غفوة وله
يحملك شوق وحنين لقلب لك في داره سكن..طفلٍ كنّه تعلّم شيٍ جديد
عساك تعلّمني شيٍ بلا علم فيني ولا مني،عِلم عجزت اذكره،يا ليت تجيني على غفوة وله وتنفقد فيني من وله.

2012/12/18

إلى حمد الدرباس ولك ربما غداً

من الذكاء التعامل مع شبه-الذكي- بطريقة ذكيّة مرتفعة عن مستواه.

كل يوم نسمع ونرى اعتقالات-سياسية- بالجملة اتجاه الشباب بمختلف توجهاتهم الفكرية وحتى السياسية،وأغلبهم تم اعتقالهم تحت مظلة-المعارضة- وهذا شيء ليس غريب إن كان في دولة لا تقوم على مؤسسات وقوانين وقبل هذا دستور،كنّا نسمع عن المعتقل السياسي في الدول المجاورة ونرفع الرأس عالياً بفخر لعدم وجود ذلك في الكويت،ومع الأيام أصبحنا نحن مصدر رئيسي للتشجيع عن القمع الفكري السياسي المعارض لعمل السلطة،رغم أن وجود انتقاد وعدم رضى عن عمل السلطة شيء جداً حيوي ودليل جلي واضح على استمرار الحياة في هذا الوطن،أما عدم وجوده وكل شيء تمام،بلا شك هناك خلل حقيقي تتحملة الدولة والشعب.

من حق بل هذا واجب السلطة تطبيق القانون-على الجميع- دون تمييز وفي مقابله على السلطة تحقيق كل الأمن والعدالة والإنصاف في تطبيق هذا القانون وهذا دعامة أساسية لبناء مجتمع ديمقراطي مدني شامل.

أنا لست مطلعة تماماً على تاريخ أول اعتقال في الكويت وأسبابه ودواعيه،لكنّي متأكدة إن ذلك لم يأتي من فراغ ليصل إلى ما وصل إليه اليوم،مهتمة جداً فيما يحصل خلال كم سنة الماضية،وكان به حط من كرامة الإنسان،لكن ما يحزن فعلاً أن الأغلب كان يصفق لانتهاك هذه الكرامة بحجج انتمائية بغيضة بمباركة سلطة من تقسيمات فئوية،طبقية،عوائلية،قبليّة،فكريّةوغيرها كثير وكانت السلطة تقف مع الصوت الأعلى بكل جرأة وهذا الصوت العالي كان جداً غبي في تصديقه ذلك وأيضاً كان جداً جداً جداً مستفيد على فترات مختلفة ومع اختلاف نوع هذا الصوت.

ببساطة لا يمكن السكوت عن التعسف الذي يحصل الآن،الآن تحديداً،أعتقد لابد من خطوات قانونية مدروسة وإن كانت طويلة،لكنها مثمرة وتكسر من لايعجبه بحكم إننا دولة مؤسسات ونمشي على-القانون- ومرجعنا الدستور،فقط التروي باتخاذ الخطوات المناسبة ووضع خطط قانونية بديلة لأي ثغرة تحاول السلطة التحكم بها.

في عقلي الآن يدور كل شيء،بعض التفاصيل عن المهزلة الحقيقة في الحفاظ على الكرامة الإنسانية والأمن في الكويت ممن يُحسب أنهم أهل لها،أبسطه الميموني وماحدث له،حتى اليوم لاشيء نرى،ولا حتى نصف حقيقة،ضرب النساء والبدون،الاعتداء على الخادمات والعاملات في السجون،ضرب المقيمين حتى يعترفوا بجرم لم يفعلوه،استحقار المرأة الكويتية باعتبارها مكملة للرجل وحقوقها ناقصة،مرضى يموتون انتظار للعلاج،تعليم فاشل-ابحث عن تقرير مستوى طلبة الجامعة الآخير-،من يسرق يولى المناصب وتظهر براءته،من يقول رأي ديني-النقي- مثال يسجن ونصف الشعب يهلل ويصفق لأن من سُجن مختلف عنه،المضحك انظر إن اعتقل ابن قبيلة ترى أبناء القبيلة لا ينامون حتى يفرج عنه ،ثم إن لم يكن منهم تنخفض الأصوات ولاتسمع-من يقول غير ذلك إما يكذب على نفسه أو يكذب على نفسه- الخلل مشترك بين سلطة تستغل الشعب لفرد قوتها وشعب يفرد قوته على الحالة الأضعف عنه-لا يهم من.-

المدون العزيز حمد الدرباس-مدونة صندوق حمد- من المدونيين الذين بحق لا يهابون قول الحق والإنصاف من اليوم الأول الذي قرأت للعزيز حمد وكتابته تفيض عقلانية واحترام،ودعوته دائماً لتطبيق القانون المنسي وغير ذلك في مواقفه الإنسانية التي فشل أمامها الكثير وزالت أقنعتهم المريضة،لا أقول ذلك مبالغةً أو تملقاً،لكنه من باب الانصاف واحقاق الحق،ومن كتب في المدونات يعلم أننا عائلة واحدة مهما اختلفنا في التفاصيل والعموم يبقى الاحترام متبادل والمحبة والتقدير كزملاء وإخوة.

رسالة إلى حمد الدرباس:
أنت شجاع بو ديما،وقلمك وقلبك ولسانك خير مائة بل مليون مرة من توافه هذا كُله،قوي وستظل قوي لا يهمك تهويش أحدهم،ونحن وأنا تحديداً أتكلم عن نفسي،معك ومؤمنة إن ماتدفع ثمنه الآن هو ثمن شجاعتك وإيمانك أن الكويت ليست حكر على مجموعة ما،وأن القانون والدستور هو الذي يجب تفعليهما،لا قرارات عشوائية وتهم خيالية،لا بأس يا حمد لكن ستذكر ديما أنك وقفت أمام سلطة تخاف الكلمة ودافعت عن حقها وحق الكثير من بعدها،وإن كنت مخطئ-افتراضاً- لا يمكن أن يسمح أن يتم التعسف باستخدام الحق لأنك قلت شيء لا يعجبهم.
كل أمنياني لك ولا تحزن لك أخوات وأخوة ينتظرونك دائماً.

لكل من يتشمت ويشجع الداخلية على تعسفها بحجج الأمن وغيره،اطلع على الدستور جيداً،وفي هذا الوقت انتظر مصيرك المشابهه لحمد ولكل الشباب المعتقل لأي سبب كان،السلطة لا صديق لها فلا تفرح كثيراً.

القانون إن لم يكن للتنظيم والانصاف والعدل والمساواة،لن ينفع وجوده على ورق!

2012/12/14

يوم الجمعة،شيء ما

في غرفة مظلمة
جسد يفترش المكان
يبحث عن غطاء
غطاء يستر
لا يهم أين لون ونوع
الحاجة للغطاء تفوق الانتماء.

صديق مزعج
متطلّب
كل شيء يريده هو الصحيح
الباقي عبث وخطأ ولا أهمية
أود الرحيل لكن كل هذا لا يهم
حين اصمت نهائياً لن يفيد شيء بعدها.

لماذا لا تتكلم النباتات؟
أليس التعبير بالصوت،اللفظ واللغة
مفقود في حالتها؟
هل هذا سبب وجودها بشكل غير طبيعي؟
آه،هناك بشر وحيوانات كذلك!
لا أعلم ولا أدري.

مملوء مملوء
يصبّ به أكثر من احتماله
حتى فاض وفرغ
هرب بخفة دون ملاحظة.

أهلكني ذاك الشيء
وكلّما أهلكني،ركنت إليه
أتنفس وأتعلّم وأنسى.

في كل زوايا البيت
أراك..
شيء فيك يذكرني بكل شيء أراه.

فضفضة:
الذوق في التعامل يفقده الكثير
:)

2+2=5

فور مشاهدتي لهذا الفيلم القصير،تذكرّت جيداً كم نحن نعيش في مجتمع بث في نفوسنا شيء من الخوف من الاختلاف والخروج عن السائد المعتاد،فور محاولتك للخروج عن قالبهم تُحارب وتُنبذ والآن تطوّر الحال وأصبحت تُسجن بحجج قانونية إصلاحية مجتمعية دينية،فقط فطانة في تلفيق حجة أصبح يكفي لنشر-العيب- واللايجوز والحرام وسط عقليات مازالت تنضج وأحياناً تراها ناضجة،ارجع بذاكرتك إلى طفولتك حتى هذه اللحظة،كم مرّة حاول أحدهم في البيت،المدرسة،الأماكن العامة،زملاء دراسة أو عمل،في الجامعة،في كل شيء حولك أن يفرض عليك حُكم يراه هو صحيح تماماً وأنت تشك به،أو متأكد من وجود خطأ في جزء منه أو كله،في الحقيقة لو أردت أن أعد ذلك ما انتهيت!

في نهاية الفيلم الإيراني القصير،يموت هذا الطالب الشجاع،أنا لست مستعدة أن أموت من أجل أي فكرة أو شيء أخر،أعتقد سوف أبقى أحاول وأحاول وأحاول أن أغيّر وأُنوّر بسلام وسلاسة،وبلا شك الصورة الرمزية للفيلم كانت جداً جليّة من استبداد-السُلطة- الأقوى والتابعين لها. وإيّاك أن تكون تابع لهذه -السُلطة- أياً كانت هي،بل لا تكون أنت هذه -السُلطة- فالتاريخ دائماً يذكرّنا بنهاية الاستبداد وكيف يركن للذل العلني.

https://www.youtube.com/embed/BFKVdVUsf6k

المرأة بين اليمن والدول العربية-تقرير.-

مشاركة المرأة للمرأة في-القضايا- المشتركة بداية جداً موفقة لتحقيق الحصول على كافة الحقوق المنقوصة في ظل مجتمع يحاول أن يقلل من وجود المرأة بطرق مباشرة صريحة وغير مباشرة خفية وما أكثرها.

اليوم كان يوم مميز-عادةً هو كل يوم كذلك- في محاضرة للدكتورة مشاعل الهاجري كانت المفاجأة حضور سيدة لطيفة وقوية من اليمن: الاستاذة: جميلة صالح. مستشارة قانونية وناشطة حقوقية. 

كان الحديث يدور حول حقوق المرأة في الوطن العربي وفي اليمن على وجوه الخصوص،وقد لخصّت أ.جميلة صالح بأن ماحدث ويحدث في اليمن فرضته السيطرة القبلية التي تنتهك القانون على وجه العموم وتحتكم للأعراف بل يصل لانتهاك الحقوق الإنسانية أيضاً،وفي السيطرة القبليّة يصب الاهتمام في الطبقة العليا منها فقط في تدوير المصالح المشتركة،وبهذا هي لا تحترم كرامة الإنسان،حتى أنها لا تحترمك هذه السلطة المستبدة،وتصل لإهانتك على راتب وظيفتك وهو راتب مقابل عمل-عقد.-

في اليمن كان دور المرأة جداً فعّال وقوي الحضور فالمرأة اليمنية أول مرأة في الجزيرة العربية تشغل وظيفة-قاضي- وهي سيدة من عدن تحديداً،وهي في محل صنع القرار أيضاً كما الرجل تحديداً،والمفارقة أن بعد اتحاد اليمن من الشمال والجنوب،تدنّى مستوى دور المرأة في صنع القرار بمباركة السيطرة القبليّة في اليمن حتى أنه انخفض عدد النساء المشاركات في البرلمان على مدى السنوات من بعد الاتحاد حتى أن ذلك أصبح حدث -شكلي- للهروب من المجتمع الدولي وكما قالت أ.جميلة صالح في وصفها الدقيق-ديكور- وفي خصم كُل ذلك كان لابد من ذكر تلك الفتاة الشجاعة التي نزلت للميدان في الأحداث الأخيرة في اليمن ضد النظام الظالم حتى أنه تم قتل أخيها أمامها،وكم في ذلك ألم حقيقي لكنها أخذت من دمه بيدها وكتبت على حائط عبارة تطالب برحيل هذا النظام وفي ذلك مقارنة بين المرأة القاضية وهذه الفتاة الشجاعة دليل أن المرأة لا يمكن أن يقلل من مكانتها شيء ولا حدث فهي صانعة قرار بحق.

كذلك أثارت أ.جميلة نقطة جداً مهمة في مسألة الزواج المبكر للفتيات،وأن كُل القصص التي تُسمع وتحدث للفتيات من سوء معاملة وانتهاك لكرامتهم ما هو إلا بسبب غياب نص تشريعي صريح لمنع هذه الزيجات من طفلة لا تُدرك ومن استغلال الوالدين لها،كما ذكرت قصة مؤلمة جداً لطفلة في اليمن تم تزوجيها لرجل في السبعين من عمره بعد عرض الوالدين ابنتهم للزوج لقبولها،كانت جداً سعيدة هذه الطفلة-على حسب مستوى ادراكها الطفولي- في شراء الهدايا واللباس،لكنها أدركت ذلك جيداً حين استفرد بها الزوج ومن خوفها وصدمتها،رمت نفسها من الشرفة وأُصيبت بالشلل،لو كان النص التشريعي   قد حدد السن للزواج لما حدثت هذه الحادثة وغيرها كثير.

أما تعليقي أنا عن كُل ذلك:
أعتقد إننا-المجتمع العربي والإسلامي- مازلنا نعاني أزمة فِكر حقيقية وترسبات دينية إجتماعية في غياب قانوني واضح وانتهاك صريح لحقوق الإنسان بمبررات تافهة جعل منّا مجتمع يرمي تخلفه على المرأة لضعف مكانها التي هي من وضعت نفسها فيه،حين تتحاور مع نساء وفتيات من مختلف التوجهات تجد الشيء العجيب،أنّ بعضهن تُرحب بالاستبداد الذكوري بل تدعو له،هي لا تُدرك أنها قوية وتستحق أفضل من دور هامشي ركيك،الطريق طويل جداً ويحتاج شجاعة أكبر وتسلّح بالعِلم ومواجهة لن تخلو من الصعاب،أنا كفتاة مؤمنة جداً بقوتي ومقدرتي على صنع القرار في المجتمع-ستذكرون كلامي هذا جيداً- دون التعللّ بضعف ديني أو عاطفي،ومؤمنة أيضاً أن النور قادم لا محالة،المرأة مكانها الحقيقي محفوظ وينتظرها ومن لا يتقبّل ذلك عليه التعايش مع رفضه،المركب لا يتسع للعقول الضيقة والتي تميّز الحق على أساس-جنسي-بغيض،رضى من رضى وغضب من غضب،لا وقت للمجاملات والخوف الوهمي.

شكراً للاستاذة جميلة صالح 
شكراً لدكتورة مشاعل الهاجري
شكراً للطالبات الرائعات 





2012/12/11

بين العيش والتأمل في الحياة

التأمل في الحياة،الناس،السماء،نفسك وكل شيء حولك من أجمل وأمتع الأشياء في الحياة،تجعلك مُدرك للتفاصيل وللعمومية أيضاً،شيء مختلف جداً.

قرأت في الواتساب لصديقة،شيء قد كتبته،كلام جميل،لكن ما أثارني هو منذ متى قد كتبته،عدد الأيام كان 114 يوم مضى! انذهلت جداً،ماالذي كان ممكن أن يحدث خلال هذه الأيام،بل ما الذي حدث أيضاً،كم شخص أتى للحياة،كم شخص فارق الحياة،كم أصابنا حزن وفرح،تألمنا من مرض ما،من شخص ما،من كل هذا الوجود،كم عناق جاورنا،كم كلمة حُب قلنا،كم خسرنا وقت على شيء لايستحق،كم أهملنا جانب منا لارضاء بل محاولة لارضاء أحدهم،كم نحن أقوياء لتخطي صِعاب الحياة ومازلنا صامدين،كم تعلّمنا شيء جديد وهل غيّر شيء بنا،كم كتاب كان خير جليس وكم قراءة كانت ونعم الصديق،كم مشاعر شوق وحنين لوقت مضى وتخطيط وإرادة لشيء ما،كم مرّت مواقف وأحداث كشفت لنا أقنعة مزيفة،كم مضى علينا ونحن نحاول؟ مجرّد التفكرّ والتأمل بذلك يجعل الحياة بسيطة وسهلة،لأن الشيء يمضي والحياة تمضي،اركب رحلة الحياة ولا تتوقف أبداً.

2012/12/10

كرامة وطن لا شيء دون كرامة إنسان

قيمة الكرامة تأتي من القيمة الحقيقية للإنسان ويجب أن تستمر معه حتى بعد وفاته،فهي قيمة ترتبط من بداية وجوده ككيان إنساني،ولا يفترض لأي سبب كان ويكون أن تُنتهك كرامة هذا الإنسان وإن كان مجرم قاتل،فهو في نظرة مجرّدة يستحق التعامل بإنسانية وكرامة تامة وعلى المؤسسة التي تطبق عليه العقاب أن تُدرك أن لا قيمة لوجودها-في الحقيقة- إن لم تحمي كرامة الإنسان وسط نظام يُفترض أن يكون-عادل- ومنصف.

كثر في الأونة الأخيرة مصطلح-الكرامة- في الكويت والوطن العربي ككل مع رياح الربيع العربي-الذي أتفق كثيراً في فكرته دون نسخ سيئة للتطبيق-لكن يبقى هو ذلك الربيع متنفس حقيقي للكرامة الإنسانية سواء اتفقنا أو اختلفنا.

الحديث عن الكرامة يطول خاصةً في الكويت،وفي الحقيقة يحتاج مفهوم-الكرامة- هنا لإعادة صياغة من جديد وكأنه لم يكن في السابق،وأنا شخصياً لدي رؤى خاصة هُنا رُبما يتفق عليها ورُبما لا،لا يهم،فقط انظر للجانب الآخر من الكرة الأرضية رُبما تتعلّم شيء جديد أو تشكر خالقك على عقلك.

الكرامة أعتقد تنقسم لعدة عناصر ومنها الحاجات الأساسية التي توفرها السلطة في عقد اجتماعي-سياسي-ديني-اقتصادي من مأكل ومشرب ومال،والحاجات الضرورية الأخرى مثل الحريات الشخصية الفردية منها والجماعية والحقوق وممارستها دون نقصان أو تقليل.
وفي الكويت حين تسمع كلمة كرامة دائماً ما يلصقها قليل-الوعي- في المأكل والمشرب والمال،فيُعدد لك الحكومة تفعل لك وتُدرسك بالمجان وتُطعمك بالمجان وتُعطيك المنح المالية والقروض السكنية وحتى الاستهلاكية،وفي الحقيقة هذا شيء مضحك إن أتينا للحقيقة،فنأخذ شيء شيء ونفدّ كصورة من الحقيقة أو جزء منها-علّ وعسى.-
أولاً الدستور هو العقد الذي ينظم العلاقة بين السلطات وبين الأفراد وبين ذرية مبارك والمواطن.
التعليم مجاناً كما جاء في الدستور
م40(التعليم حق الكويتين تكفله الدولة وفقاً للقانون وفي حدود النظام العام والأداب والتعليم الإلزامي-مجاناً-في مراحله الأولى وفقاً للقانون.)
النص واضح وصريح،فلا منّة على أحدهم لأنه الدولة تُعلّمه بالمجان فهذا هو الدستور الذي يحكم العلاقة.

م41(العمل واجب على كل مواطن تقتضيه الكرامة ويستوجبه الخير العام وتقوم الدولة على-توفيره- للمواطنين وعلى عدالة شروطة.)
جميل جداً،أين هذه الكرامة؟
كم عدد الشباب من الذكور والإناث يتظرون عمل؟

م10( ترعى الدولة النشء وتحميه من الاستغلال وتقيه الاهمال الأدبي والجسماني والروحي.)
نذكرّ بالأحداث المسجونين وكم عدد الأطفال والأحداث الذين يتعرضون للاستغلال المادي والجنسي؟
القصص كثيرة وكُلها تُكتم بمباركة الدولة.

م11( تكفل الدولة المعونة للمواطنين في حالة الشيخوخة أو المرض أو العجز عن العمل كما -توفر- لهم خدمات التأمين الاجتماعي والمعونة الاجتماعية والرعاية الصحية.)
الذي يمنّ على الناس كما لو أن ذلك فضلة! هل قرأ الدستور حقاً قبل أن يفجرّ غضبه على غيره!ًوغير ذلك من المواد التي-تُلزم-الدولة بتوفير هذه الحاجات الضرورية ومنها أيضاً المواد المتعلقة بالحريات والكرامة الإنسانية الحقة.
م (30) (31) (32) (33) (34) (35) (36) (37) (38) (39). والتي في الحقيقة لا يحترمها لا شعب ولا سُلطة.

حين تُكلمتي عن -الكرامة- دعني أُسطر لك:
- قتل الميموني وغيره الكثير من مواطنين ومقيمين( ولا تنسى كذب الداخلية في اعتقال مجرم ثم وُجدت المسمى-ضحية- على قيد الحياة.)

-تعذيب الآسيويين ومثليين الجنس في السجون وغيرهم من الحالات.

-عدم توفير سكن للمواطن وأسعار مرتفعة على هلاك-بنية تحتية- مؤقته.

-ضرب استاذ جامعي،ضرب ممثلي الأمة.

-سجن كُل من قال رأي ديني-سياسي-اجتماعي.

-مستشفيات متهالكة وأجهزة قديمة ومواعيد تنتظر أشهر ولو ذهبت لمستشفى خاص،إن لم يكن فوراً،خلال24 ساعة لا أكثر.

-مناهج تعليمة مُحبطة،مدارس قديمة.

-شوارع كل كم شهر تحتاج تعديل وتطوير بشكل غريب وغير منطقي تماماً.

-عدم مساواة المرأة مع الرجل في الحقوق المتعلقة من جانب الزواج-الأبناء-السكن-وغيرها من الأمور التي تُرى أنها هامشية!

وفي ظل هذا الانحاط في الكرامة تلقى في الجانب الآخر الانحاط المقابل ومنه:

-فكرة لي الحقوق ونسيان بل انكار تواجد جانب الواجبات في مقابله.

-مجتمع يرسخ فكرة الغش في المدارس والجامعات بمسمى-المساعدة- ثم يُخلق جيل اتكالي ميّت ويتحرّك بلا قيمة.

-التسجيل في الشركات الوهمية ودعم العمالة لأخذ الأموال دون وجه حق.

-الميل الشديد للواسطة
(ابن عمي-قريبي-طويل العمر-شيخ-دكتور) وغيرها من المسميات اللاواعية.

-عدم احترام الطوائف الأخرى وأصحاب المعتقدات المتنوعة من (شيعة-سنة-بدو-حضر-ليبرالي-اخواني-علماني-تقدمي-سلفي-مسلم-مسيحي-يهودي-ملحد...)

رُبما بل متأكدة أن هذه أفعال وتصرفات وحالات متواجده،نحن نراها كُل يوم بل نرى حتى نتائجها،وفي ذكرى يوم حقوق الإنسان لا يمكن إلا أن نذكر مجموعة من البشر معنا منذ زمن طويل من بدون وآسيويين وعرب وأجانب لا تُحترم كرامتهم،بل لا نراها تُذكر إلّا للتملق الاجتماعي والمصلحي،مع وجود قلة قليلة مؤمنة بكرامتهم وحقوقهم ومع كُل المحبة لهم إلّا أن صوتهم مازال صغيف،جداً.

حين تُحدثني عن الكرامة والتفرّد في السلطة،دعني أُذكرك!
حل قضية البدون التي دائماً ما تُذكرنا بمدى استبداد السُلطة وأبناء الوطن في السعي-الفعلي- لحل هذه القضية والمضي عنها أبداً!
أنا متأكدة جداً أن من خرج لمسيرة كرامة1-4 لم يكن المرسوم فقط هو الدافع،بل الظلم الحاصل في ظل مجلس أمة مغيّب عن الرقابة الحقيقية والتشريع الصريح في الأمور الواقعية الحقيقية لا الأمور الثانوية التافهة،مع وجود حكومة هشّة ترى وجودها صرف مالي وشراء أصوات للدفاع عنّها حين الحاجة،أبناء السُلطة،وعيّنة كبيرة من شعب غير واعي تماماً لفداحة هذه الفوضى التي هي ليست وليدة اليوم بل أعوام وسنين مضت وتراكمت هذه الفوضى حتى أصبح صعب جداً السيطرة على جزء منها دون خَلق ضحايا وبقايا مشوهة.
خرج الشباب لتمادي السلطة على هذه-الكرامة- رغم لو أنك تأملت جيداً لوجدت أنك أنت من سمح للسلطة بذلك،في امتهان كرامة-عامل نظافة- تراه لا شيء وحرمان-إنسان- من حقوقة الطبيعية بحجة أنه-بدون- لا يملك اثبات أو ورقة،رغم أنه ظاهر أمامك إنسان!
أنا تخيّلت فقط أن أعيش عيشة البدون ما استطعت التنفس،فما بالك هم؟
كم سنة ينتظرون؟
كم عمر يضيع ولا شيء؟
كم من أحلام انقضت وتبخرّت؟
شيء مؤلم حقاً!
أتعلم! أن -حياتهم- و مستقبلهم يُرجع في يد سُلطة -منفردة- تماماً،لا قضاء يلجأ له ولا مساحة حرية للحديث.

إن فكرة الكرامة أن تكون حُر
حُر فكرياً،سياسياً،دينياً،شخصياً،اجتماعياً وفي كُل هذا وجود دستور وقانون عادل ومنصف يُرجع له للاحتكام،لا حبر على ورق لا قيمة له ولا هو بمرجع ثمين لضمان الكرامة الإنسانية في الحقوق والواجبات تحديداً والسلطات الباقية التي تأتي مع تواجد صريح للحقوق والحريات.

على عجالة كتبت البوست،بعد يوم طويل،تصبحون على خير وكرامة حقيقية لا منّة من سلطة أو فرد.

2012/12/08

إلى وجود اللاوجود في ذاتي

لم أتصوّر أنا ولا أنت،بل لم يُتصوّر لنا شيء من هذا.
هزيل، وممتلىء جداً...عِلم ولطافة.
ما الذي جمعنا؟
لا أعلم!
ما الذي فرقنا؟
لا أعلم!
أنا مثل الموتى هادئة
أنتَ حيّ
أنا مثل الأطفال مزعجة
أنتَ كبير
كيف لي أن أستوعب كل هذا؟
أذكر كُل شيء بالتفاصيل الدقيقة
حين أحاول النوم،ابتسم وأعانق وسادتي
ويطير فِكري لك.
معاً أو افترقنا
أحياء أو أموات
نحن في الطريق نسير
كل يوم لنا لقاء
أحياناً نهرب ثم نعود
هكذا نحن
نمثلّ كأننا دون شيء
كُنت ستكون الأول
لكن ستكون...
لأني أنا إن أردت شيء فعلته
أنا عنيدة جداً
أنت عنيد جداً
دعنا نستمتع بذلك...معاً
مع وسادتي...
أستعيد لحظات الضحكات
والنظرات
ياه كم كانت جميلة
لم أشعر بخوف
شعرت بجمال وقوة وشجاعة
لا بأس أنك متفهم لذلك

شيء في قلبي:
هؤلاء جميعهم معك لأنك في موقع-قوة-أعتقد،لكن حين يأتي ذلك الوقت لن تجد أي أحد بجانبك...غيري!
لأني أرى بك شيء لا يُرى لهؤلاء
أرى ذاتك النقيّة-رغم أنها ظاهرة كشيطان- دعنا نستمر في الحياة ولنا لقاء قريب،وقريب جداً معاً.

إلى ذكرى يوم:
لو عاد الزمن وكُنت هناك،لكان ذلك شيء أحتفل به معك.

2012/12/07

حالة شفافية

من أنا؟
لست سوى أجزاء متناثرة من هذا الوجود،لست سوى بعثرة مشاعر وتوهان أفكار وروح مسافرة،لست سوى صورة من تلك السماء البعيدة والمختزلة بشيء من العطاء،بشيء من الخفاء،بشيء من لا شيء،أنا...الأرض العطشى،أنا الماء،أنا الظل في جزئيات الماء والنور خلف كل ظلام،أنا ذلك الشيء الذي لا وجود له في مكان محدود وزمن معلوم.

موقع آخر:

أنت ترى مرآتك المنعكسة في ذاتك،لا ترمي علي شرورك،انظر إلي كما أنا ولا تنظر إلي كما تريد أن تراني،كما تريد أن ترسمني لتمضي براحة وهدوء،دون عتاب ودون ظلك الأسود.

2012/12/06

شكراً على قيامك بعملك،لكن!

حين تشغل وظيفة ما،بالغض عن الأسباب المادية والثانوية،هناك الحاجة للدفع المعنوي بلا شك،بل يعتبر أحياناً إن لم يكن غالباً هو المحفز أكثر واستمرارية العطاء،لكن بنظرة تجرّد ونظرة حقيقية لا مجتمعية بحته،أن أقبل بوظيفة ما،تلقائياً قبلت بالواجبات المفروضة عليّ ومنها اخلاصي في العمل والتعامل مع شريحة من المجتمع-يرجع لنوع الوظيفة- أي اعتراف ضمني بأن ما أقوم به واجب،في مقابله حق بلا شك،لكن أنت من قَبِل شغل وظيفة ما،فعليك قبول كل العمل المنوط به وشكراً جزيلاً على حسن عملك وتعاملك،لكن هو اجبار عليك كعمل مرتبط بوظيفتك لا تفضّل منك أو منّة أخلاقية،علينا ادراك ذلك تماماً في ظل دولة تقوم على كيان مؤسسي،لا جلسة عائلية وتملّق اجتماعي،وهذا أيضاً تذكير خطير في غياب التعامل الوظيفي الواجب لكل موظف،كتطبيق بسيط،أنا أشكر الشرطي الذي ينظم السير في الشارع،لا بأس وهذا طيب مني وليس اجبار أو واجب عليّ،لكن هو واجب عليه بحكم عمله ووظيفته أن يقوم بذلك وليس في ذلك عيب أو خلل،فالمجتمع يتصوّر منه هذا العمل كشيء طبيعي،ولا يتصوّر أن أجلس وأشكر كل شخص يقوم بوظيفته لأنه قام بوظيفته وعمله.

كلّما زادت الأحداث في المجتمع،كلّما تعلّمت شيء بل أشياء إن جرّدت الحدث في ارتباطك مع الشيء.

الديجافو في محاضرة اليوم.

اليوم في محاضرة دراسية في الجامعة،حدث في داخلي شيء رهيب وجميل وغريب جداً،جداً.
كان هناك شرح لموضوع ما،والأمور كلها كانت تمام حتى تم رسم،رسم توضيحي على تلك اللوحة البيضاء،وتم تسميّة كل ركن بها بحرف ما،مع ذلك كنت متأكدة أني كُنت هنا من قبل،عشت كل لحظة بل توقعت ماذا ستكون حركة من في المحاضرة،حركة المعلّمة وردة فعلها على اختيار طالبة ما لحرف -D- ثم صوت آخر يختار حرف آخر واصرار المعلّمة على اختيار الحرف السابق،ماذا أقول في نفسي وقتها،مندهشة،كُنت أقول في نفسي عشت هذا أين؟ في حلم؟ في حياة أخرى؟ أم مجرّد تخيّل؟ أم كل ذلك ترهات فكرية ونفسية لا علاقة لشيء حقيقي بها؟ لا أعلم لكن هذه الحالة ليست المرة الأولى بل كثيراً ما يصادفني ذلك،في البيت،في الشارع،في الأماكن الأخرى بل حتى في خلوتي.
حتى أن ما حدث اليوم كُنت قد رأيته تفصيلياً قبل أكثر من 5 أعوام،رغم أني لم أفكر وقتها في هذا التخصص ولا في الجامعة ولا شيء،لكن حدس ما أرجعني تلك اللحظة ثم عاد بي للحظة الحاضر،أيضاً شعرت بأني ارتفعت عن الأرض لوهلة رغم أني كنت جالسة،حاولت البحث عن ذلك مطولاً وسببه،لم أجد إلّا أن هذا ضمن ماوراء الطبيعة ويسمى تحديداً-الديجافو- يمكنك البحث والقراءة عنها. البعض يعتبرها-مرض- والآخر -ظاهرة- لا أعلم،لكن هي شيء مدهش وغريب وحافز لفهم المكنون الإنساني-الغريب- من مرّ بذلك سوف يدرك قولي واحساسي،تظن أنك أمام تلفاز وتُعيد مشهد ما،لكن لم تشاهده حقيقةً فقط في عقلك. آه فيلم مرعب قليلاً.
وددت لو قمت بتصوير الرسم التوضيحي،لكن هذا هو كما دونته في دفتري.


2012/11/30

يا إنسان..أعتذر منك

أنا أعتذر منك على هذا الشر في هذا العالم،أعتذر جداً لأن هُناك-لا أحد-يعتني بنا كإنسان.اقبل اعتذاري أرجوك وسأعمل دائماً لنسمو بإنسانينا بعيداً عن دنس اللاأحد.

هكذا كانت حكاية الاعتذار عن شيء كلنا نساهم به،نساهم في رخص قيمتنا كإنسان،تصفق للقتل والدمار والاعتقال لأن-الإنسان-هذا ليس من محيطي المُغلق ليس من طائفتي المذهبية-اللاإنسانية- ليس من ديني-الذي تكتب عن سعته- ليس من قبيلتي ولا عائلتي،ليس من جلدي ولوني،ليس من جنسيتي وفكري،ليس شيء لأن لا شيء يربطني به،وقد هدمت -أول- ارتباط فعلي معه وهي الإنسانية،هي الرابط الواجب تحقيقه في التقييم والتعامل لكن الركن للرتوش السطحية لا يعني سوى أنك على قمة السطح-ليس مديحاً انتبه- ولا اطلب منك المثالية-المستحيلة وجوداً- اطلب منك-العدل والانصاف- فقط. كن إنسان

فش خلق: محمد بن الذيب إلى المؤبد

القصيدة التي قيل أنها سبب سجن بن ذيب،القصة عندي الآن ليس في القانون ذاته،القصة في عقلي ووجداني أعمق من كل هذا،من مسألة الحق الطبيعي في ممارسة الرأي ومعها أيضاً المتنفسّ الطبيعي للكثير خلال الكتابة أو الشعر تحديداً،أنا أرى ذلك برؤية خاصة بي لماذا أصبحت الكلمات ضيقة في التعبير عمّا نريد،لماذا أصبح إدراك المُستمع والقارئ لنا إدراك قاصر في فهم ما يود هو إدراكه فقط،لماذا ضاقت الحريّة في كل دقيقة مع زيادة البشر؟الكون يتوسع تلقائياً ونحن نقترب من بعضنا بوحشية وألم ونية مبطنة للتدمير والقتل والحبس الفكري.
الجبناء يرتعبون من الكلمات،الكلمات سلاح فتاك حين يستخدمها الفطن في المواضع الصحيحة وإن كانت غير متاحة في العلن،أستطيع استيعاب دفع غرامة مالية على رأي لا يُعجب السُلطة أو قذف أو غيره من مسميات التعبير عن الرأي-حين تراها بتجرّد تام دون مثالية المدينة الفاضلة والإنسان الملائكي- لكن الحبس المؤقت أو المؤبد فيه من التعسف والاستبداد بل أيضاً يمكنك اعتباره تعدي جلي وواضح على الحرية في التعبير-السلمي-عن شيء ما،فهي ليست دعوة للقتل أو قيام حرب بل -فشة خلق- عن أي موضوع يمسك أو يمس شيء ترى به أهمية.

أن تقبل سجن أي شخص كان لأنه قال رأي-باستخدام كلمات لا أفعال غير مقبولة قانوناً- في أي بقعة في العالم فأنت إنسان شاذ وحقير،و التطاول في ذاته شيء مبهم،ربما حتى النظرة المباشرة تعتبر تطاول،ما قيمة التطاول وعقابه وأنت لم تجعل لوجودك قيمة-حقيقية- لا هالة مؤقتة.

الكلام لنفسي قبل نفسك.

2012/11/25

فراغ مملوء فراغ

لم أفعل شيء
كُنت مستمعة فقط
أنت من أتيّت وافضيّت
كُنت تعلم كم أحمل في قلبي هدوء
مشاعر لم يُدنسها شيء بل حتى لم تخرج من محيطها.

على كرسي خشبي أكتب لك، يناديك أن تجلس بجانبي،نجلس سوياً دون ملل دون نظر لأي شيء سوى التأمل في العيون وحديث مشاعر منّي وشقاوة منّك تخجلني وتشعرني بسعادة وخوف عميق،خوف من كل شيء،ألم أقل لك،أو لم تعرفني؟ أخاف جداً ومقاتلة جداً،يرهبني كل شيء ولا شيء،هذه أنا كتلة تناقض كلي بين الحياة واللاحياة.

في هذا الظلام ومطر ينهمر على وجهي
أود لو كُنت معي...تشاركني قطرات المطر على وجهي،ننظر للسماء بتعالي ونضحك،تتسخ ثيابنا من المطر ونعانق الوجود بشيء من الحُب،ذاك الحُب الطاهر الذي لن تفقه منه شيء وأنت بعيد عنّي هكذا.

أريد أن أتعلّق بين وعيك واللاوعي بك،تراني في كل شيء،معلّقة بين طرف عقلك الذي تُحاول أن تُخفي عمق فِكره وصدق مشاعر قلبك ووجدانك التي تُحاول قتلها كما لو أني أمنعك من شيء حقيقي،شيء لم تشعر به من قبل.

أنا يا سيدي محتاجة لصديق
صديق حقيقي لا يراني كما يراني الناس،يرى حقيقتي ويتحمل جنوني وغضبي على كل شيء وحُبي اللامنتهي حتى لتلك القطة النائمة على رصيف مُبلل وتنتظر عِناق لا طعام،تمتص كُل أحزاني-التافهة- وضحكات قلبي الصغيرة ومعها مزاجيتي الصعبة،ونكراني لكل مالا أطيقة في نفسي،خوفي وأماني ومشاعري المتحركة ومعها أفكاري المتقلبة مائة مرة في اليوم،هل تستطيع تحملّ كل هذا ولا تمضي بعيداً تارك لي وسادتي ووحدتي!

أحتاجك جداً بجانبي
كُل شيء عليّ الآن
متى تُخفف ذلك عنّي؟
أعلم ستقول ماذا أفعل وكُل شيء غير مستقر!
هل دعوتك أنا للاستقرار؟
عانق وجودي واسمعني وشاركني
كل شيء سيكون بخير بعدها.

كثير من الحكايا مرّت وهي تفقد وجودك.

أبعدتني عنك وسوف أبتعد مثل بُعد السماء والأرض

افتقاد شيء

جلستُ على رصيف رمادي
مددّت رجلي ومعها يدي للسماء
وددّت لو أن لي طول يصل للمدى البعيد
يصل إلى ما بعد السماء.


متى أقطف ثمرة الوجود من قلبك؟
أخذني العدم وتُهنا إلى اللامركز
علّك تأتي بوحدة الشيء ونجتمع.


لو أمسكت جوف روحي لما كُنا في هذا الصمت الطويل،لما كُنا في مسافات البُعد نضيع،لما كان مرور الشتاء دون عناق وكوب قهوة لي وشيء آخر لك.


مررّت على كتاب
نادى عليّ بصوت لطيف
في أي عام نحن يا جميلة؟
قلت؛ في العام الذي رُسمت به فوضى
السياسة وتمرّد الناس واستبداد السُلطة
وضياع الجثث بلا حق.
قال: لو أنهم حاولوا قراءة شيء منّي
ما حصل ذلك،بل إن حصل لكان أقل شدّة من هذا.
قلت: التاريخ يا سيدي لا يتكرر،نحن البشر نكرر طباعة أنفسنا فقط.


حين تصحى من نومك
في الطريق
في عملك
في كل زوايا الكون
ترى وجوه لا تبتسم!
عذراً،أنا لا أطالبكم بمستحيل
وليس لي فائدة حقيقية-قليل من الراحة ربما- فقط ابتسم رحمةً بوجهك.


صباح الأحاديث التي تفتقد شيء ما

2012/11/23

مع الرحيل تعود الصور

ماذا أُخبركِ بعد رحيلك عني؟
حين رحلتي رحلت أنا معكِ
رحلّت وماعدت هُنا
رحل بي كُل شيء
افتفاداً لكِ
شوقاً لرؤية وجهكِ من جديد
لو تعلمين ما أمر به هُنا
أتسمعين؟
أتشاهدين؟
أتشعرين؟
كم شعرت في نومي
ظننت إنك جالسة هُناك
تنظرين صحوتي
شعرت بشيء يعانقني
ذكريات؟
شوق؟
لا أعلم،لكنه حُب لكِ
وضعت يدي على قلبي
تنفسّت مرة،اثنان،ثلاث
آهٍ آهٍ آهٍ
على هذا الوجود دونك
من يُسمعني؟ يسمع تفاصيلي دون ملل؟ أتذكرين الطفل الذي ابتسم لي وأخبرتك؟أُريد أن أراه من جديد لأرد له ابتسامة جديدة علّه يحيى بي وجودك
من يُضحكني؟
كُنت قادرة على خَلق ذلك من عمق حزني وألمي،شيء بك كان يحتويني،يحتويني وليس مثلك شيء
من يسأل عن تفاهاتي؟
كُنتِ ترين كُل شيء بي
لم تكثرتي لشيء أخر
أتذكرين قلادتك؟
بلونك الجميل اخترتيه لي؟
ياه،مازلت كل مرّه ألبسه
أُقبلّه وأتصورّه أنتِ
يزيّن عُنقي وتخنقني الذكريات معه
سرحت مرّة ما قيمة كُل هذا دونك؟
لا شيّء
انتظار،ألم،شوق ودموع لرحيلك عنّي
قاسيةٌ أنتِ
رحلتي وجعلتيني هُنا،وحدي
وحدي أواجه العالم،وحدي
أرجوك،لما رحلتي هكذا بسرعة
رحلتي وما رحلّتي منّي ومن قلبي
هل أضمك لصدري؟
أود...
أن أراكِ الآن وأُخبرك كل ما مررّت به
كل شيء سعيد
كل شيء حزين
وما بينهما
ثم أنام وتغطيني بشرشفك الزهرّي
مثل طفلة تبوح بأسرار صديقتها الوهمية
أتعلمين!
كم عانيت منذ لحظة رحيلك
إلى الآن! آه لا تكفي للسرّد
كيف لي بجسدك لأضمه وأشعر!
أشعر بوجودك معي؟
وجود حقيقي
اسمع ضحكاتك الرقيقة
وابتسامتك الدائمة
التي لم تفارق وجهك معي
فقدت ذلك الحنان منك
ذاك الاهتمام والخوف عليّ من كل شيء
جعلتيني طفلة،دائماً
ثم تهت بعدك ومازلت أبحث عن الطريق
هل تسامحيني؟
هل تسامحيني إنّ نسيتك في لحظات؟
أتغفرين خطيئتي لنسيانك؟
ذنبٌ عظيم وألمي لذلك كبير
وددّت أن أكذب عليّك وأقول لا في تلك اللحظات،لم أستطع.
حين أرى فتاة تُشبهكِ
ابتسم لها حتى أرسم في عقلي إنها أنتِ
ثم أضحك على جنوني ومرضي لفقدانك
اليوم هو يوم مولدكِ العظيم
يوم عظيم،جداً
كيف أحتفل به وأنتِ لست معي؟
في يوم مولدك السابق
جلست أمام البحر
أتفكرّ كم الحياة لا تستحق
كم ذلك الساديّ يتفنّن في عذابنا
بكيت ضحكت تنفسّت حتى اختفى
وجودي بوجودك واندمجا
كما لو أتيتِ
لعناقي
تقبيلي
ولتمحين حزني عن وجهي
ومعه دمعي وألمي
لم يكن له طعم دونك
كانت هُناك قطة هزيلة
تمرّ أمامي
من جنوني قلت هذه أنتِ
ربما
أكذب على نفسي بخرافات
فقط لأطمئن... قليلاً
وضعت لها طعام
ترددّت ثم أتت حتى شبعت ورحلت
دون كلام دون شيء
مثلك تماماً
رحلتي بصمت و سكون تام
في شهر مولدي
كأنك تريدين أن أذكرّك
كلّما زاد عمري عدد
ولا تعلمين إنّك معي
في وجودي وعدمي

2012/11/20

فضفضة شيء ما

الحياة ما هي؟
كيف تكون؟
دائرة أم مرّبع مشوّه؟
مثلث متوازي رُبما؟
لا أعلم!
أحياناً علينا الخروج من الشكل الظاهري للوصول للمضمون الجوهري.
قبل -لنقول فرضاً- خمس سنوات أين كُنت؟ ماذا كُنت تفعل؟ ماذا كانت قناعاتك؟ من هم أصحابك؟ كم كتاب قرأت؟ مارست التفكير النقدي؟ تأملّت؟ عانقت صديق؟ فقدت أخ؟ عملت خير لوطنك؟ ساعدت فقير؟ تبسّمت في وجه شخص لا تنتظر منه شيء؟ أين وصلت في تعليمك؟ كم لحظة مرّت بك كنت على بُعد خطوة من الاستسلام؟ كم فرحة مرّت بك؟ كم لا مبالاة أتت لك؟ كم لا اهتمام أرسلته لمن يُحبك؟ هل فعلت شيء لصحتك؟ هل طهرّت قلبك؟ هل سامحت ومضيّت؟ هل أحببت دون قيّد وشرّط؟
هل فعلت شيء ما بمنفعة لغيرك دون انتظار مردود مادي ومعنوي؟
كل هذا.... هل تغيّر شيء بك؟
لا يهم إلى الأفضل أو إلى الأسوأ!
حالاً...تغيّرت؟
ممتاز،فعلت شيء ما.
أنت هُنا في هذه الحياة،لا يهم كم مرّة أصبت وكم مرّة اخطأت،الأهم من ذلك أنك تشعر وتتفكرّ.

2012/11/02

سلسلة ارتباط وهمي!

الحياة رحلة،لا أعلم مدتها ولا أُريد تحديد ذلك،ما بينها هو ما يهم.
كل منا متعلّق ومرتبط بإنسان أخر معه في هذه الحياة،أب/أم/أخ/أخت/صديق/حبيب مثلاً.
أن ترتبط بأياً منهم شأنك وفق قدراتك،لكن التعلّق بهم يرجع لحاجة في نفسك تكتمها،إن كُنت مُدرك لها،فِك التعلّق وينتهي كل شيء.
المشكلة ليست فك الإرتباط،بل التخلص من الحنين للرجوع للإرتباط،كأن الإنسان يحتاج أن يتعلّق بأي شيء في الأرض أو السماء ليشعر بطمأنينة وهذه أنانية،أن أخدع نفسي واسمح لغيري بخداعي!

جلست وحددت من تعلّقت بوجوده،ماما أحدههما،الأمر صعب علي أن أفك التعلّق بها،فأنا طفلتها الصغرى ومن يراها وتراه دائماً وفي كل دقيقة.

أسهر الليل بطوله،تفكيكاً لسلسة الإرتباط الوهمي،ثم أرجع من جديد حين أرى وجهها!

درس:
من لا يحتاجك لا تحتاجه،تمنى له الخير وامضي،الحياة أعمق من تضييعها بأوهام،يكفي الوهم الكبير المغفل!

2012/10/23

الحُب هو الحل!



نائم،نور تراه مع استيقاظك،قلب رقيق في صدرك،بسمة على وجهك،يتمددّ جسدك كلّه كأنك مولود لكن دون خوف من الحياة الجديدة،تتنفّس بهدوء وتشعر بأن رئتيك تتراقص فرحاً مع الهواء الذي يُقبلّها ويمضي سريعاً مثل عاشق برئ.

مازال جسدك يتنفس في هذا الكون،مع كُل نفس يأتي الحُب معك،كُل نفس تأخذه يصل لكل أطرافك تتداخل معه غيوم حُب،تتلبسك لتضمك لصدرها،بشدة لا تستطيع أن تفلت منها،آه شعور جميل.

هل جرّبت أن تعانق شخص تُحبه؟
تعانقة دون حديث،دون مناسبة،بصمت!
الأجساد تتلاقى والقلوب عطشى للحُب،العمق الآن لا يُرى،أنتما إنسان واحد،همسات حُب فيزيد العناق من جديد،النبض يرجع للحياة،حتى الهواء تجانس بنفسكما معاً،ليت لي عُمر أقضيه هكذا دون فعل شيء أخر،وأخذه معي للجنّة متنازلة عن أي مكافآة قد رُصدت لي.

كيف لي أن أشعر بهذا الحُب!
بل قل كيف لي أن -لا- أشعر بهذا الحُب؟!
بداية الحُب يُزرع في قلبك،في ذاتك،أن تُحب نفسك،لأنك تستحق أن تُحب نفسك،أنت تحتاج لذلك لتُعطي المزيد وتشعر بالمزيد المزيد المزيد،في قلبك كُل الحكاية،في قلبك تعيش،ضع يدك..لا تضحك! ضع يدك على قلبك،هل شعرت بكل نبضة؟ هذه نبضات حُب،حُب تُخفيه لأنك تخجل أن تبوح به،لأنك رجل والرجل يراه المجتمع قوي،صلب،ميت مشاعر،أنت قوي بُحبك صلب بمشاعرك الصادقة،لا تُصدق خوف المجتمع من الحُب،هؤلاء مغشوشين بأن الرجل يجب أن يكون حجر. هل سمعتِ نبضات قلبك؟ هذه نبضات حُب تسري في جسدك،تخافين أن تقولي بصوت عالي،أنا أنثى،أنا أُحب،من حقي أن أُحب،أنتِ إنسان لا تتردي العيش في لحظة حُب،هل سيقولون ضاع الحياء منك؟هل سيقولون غير محترمة؟لا يغشونك فهم دون حياء ولا نصف احترام،لأن دون الحُب لن يكونوا شيء يُذكر،لا يُرعبونك بأن الحُب قاتل ومُدمرّ وستكونين ذليلة ومنكسرة،أنتِ شجاعة،شجاعة جداً لأنك تحبين،لا تُبالي بخرافات مُجتمعية.

الحُب هو الحياة ومن يمنع الحُب يمنع الحياة،متلّهف للموت،لا تجعلهم يدفنون جسدك وهو حيّ يتنفس!

رفعت نظري للسماء ووسعت يدي وصدري وتنفسّت،أغمضت عيني بهدوء،آه شعرت بأني بين الغيوم جالسة،أضحك،أرقص بجنون،أُقبلّ تلك السحابة الممتلئة بياض،ويلتصق خدي بخدها،ونعانق بعضنا البعض ونغني أغنية حُب،فرح،وسلام،أمشي بين الغيوم واسأل عن أحوالهم في السماء،هل ينقصهم حُب؟ هل الحُب هنا يكفيهم؟هل اهتمام السماء يُرضيهم؟ كانت أجوبتهم ضحكات عشق وخجل.

أنا مررّت بكل شيء كان به الحُب رفيقي،أُحب كُل شيء بي،أُحب حائط داري،حائط أبيض لطيف يحميني،مكتبتي البيضاء الجميلة،تحمل كُتب ثقيلة،أقلام وأوراق ملونة،زجاجة عطر،صحن شمعي زهري،طائر محنّط أخضر اللون،أرجوك!
هل يستحقون شيء أفضل من الحُب؟
سريري الملوّن بكل ألوان الحياة،وساداتي الأربع،آهٍ على تلك الصغيرة بنقشات زهرية مثيرة،تحمل رأسي المثقلّ بأفكار مشتتة من هنا وهناك،تحضن رأسي مثل أم وطفلها،لا أستطيع إلّا أن أكون بارّه بها.

الليل فيه الحُب يزيد،الليل يحتاج أمان والحُب هو الأمان،لا أعرف غير الحُب أمان لإنسان،تُحصّن نفسك به،معوذات عشق،قُبلات مثل الصلوات تحفظك من شيطان اللامبالاة،هنا تقول أنا إنسان،أنا إنسان أُحب. أنا حالة حُب،أنا علاقة حُب،أنا هو الحُب.

الحُب شيء يضمن كُل الأشياء!

أُداريك لأني أُحبك!

حُبي يغيّر الفصول بلمسة حنان،وصدر يسع كُل أحزانك وهمومك لتخرج طاهر منهم،لا شيء معك سوى حُب ونظرة سلام لذاتك وقيمة لحياتك.

الحُب يجعلك تنسى كُل حزن،اطمئنان وسلام.

الحُب هو كل حُب تعيشه،مع إنسان،مع جماد،مع نبات،مع حيوان،مع كُل شيء في الكون والأكوان ومابعدهما.

لا أعلم،ماذا يمكن أن أقول،لكن أنا أشعر في الحُب اتجاه كُل شيء حولي،بي طفلة متلهفة أن تنام على عشب أخضر وترى السماء وتفرد يدها وتتنفّس مع نبضات قلبها وقطرات المطر الذي يُذكرها،أنتِ لطيفة.


*كانت هذه الصورة في لحظة حُب مع الكون،كُل الكون.

2012/10/20

انتفاضة المرأة في العالم العربي،الثورة الحقيقية!

ما هو الإختلاف الحقيقي الذي يتعلل به هؤلاء كلّما طالبت المرأة بحق ما لها؟
المرأة ضعيفة
عاطفية،بنيتها الفيسولوجية
الشرع لا يسمح بذلك
العادات والتقاليد
وغيرها كثير من الأسباب التافهة التي ستجدها كذلك فعلاً إن جرّبت أن تُفكر بهدوء وتعقل وقبل البداية تتخلّص من موروثاتك!
الموروث صعب جداً التخلص منه،لا بأس،حاول! الموروث في غالبة برمجة سلبية ومقززة بل لا تقوم على منطق وفلسفة تائهة في ذاتها.

المرأة،إنسان له كيان واحتياج و"حقوق" وواجبات!
لا تقول لي المرأة أمك،أختك،زوجتك
لا تقول لي المرأة نصف المجتمع...
قل الحقيقة ولا تخدعنا بإسطوانة مللنا سماعها ومشاهدة عكس ذلك واقعاً.
المرأة في العالم العربي مظلومة،مظلومة جداً وكُل ظلم يُرجع لتطبيق الدين عليها والصاق العادات والتقاليد بها،وفي الرجل نجد عكس ذلك،أرجو أن لا يقول -بل سيقول لأن سمعها مائة مرة ورددها مليون مرة دون تنقيح فعلي لما يُسمع ويُقرأ- أحدهم إن المرأة في الغرب مظلومة أيضاً وأكثر!
هُناك المرأة مظلومة باختيارها هي،هُنا لا اختيار لها،وجودها في هذه البقعة الملعونة جعلها حُرمة/عورة/شرف/أهل/حرام/نجاسة/آلة تفريخ وكُل هذه الألقاب الدنيئة في معناها في عقلية الرجل العربي بل الطامة الكبرى حين ترى المرأة تطلق على نفسها هذه الألقاب وتفخر بذلك علناً،وتظن إن إعطاء نفسها هالة الضعف والذل والهوان يجعل الرجل والمجتمع يحترمها،عزيزتي،الرجل الذي لا يُريدك قوية وشجاعة لا يستحق حتى أن تبقي معه دقيقة واحدة فقط. (اغلقي الغطاء وامضي).

ماذا ينقص المرأة؟
ما ينقصك لا ينقصني وما ينقصني لا ينقصك وهكذا،لكن علينا وضع حد أدنى والباقي هو مساحة اختيارات،هذه المساحة أنتِ من يُقررها لا أحد غيرك،لأنك. قادرة على اتخاذ قراراتك بثقة وتفكير منطقي،لأنك توازيين بين عقلك وعاطفتك،لأنك إنسان...والإنسان حُرّ.

أنا شخصياً لدي مطالبات عدة لأشعر بأني إنسان حقيقي وأرى العدل والمساواة والإنصاف مع أي فرد-رجل- في المجتمع.
هذا المجتمع يرى تطبيق الدين أو أوامره أولية وقاعدة أساسية لينطلق منها،أنا لا أرى للدين أولوية في المجتمع،فهو حالة فردية-يجب أن يكون- لا حالة مجتمعية،المجتمع لابد أن يكون متنوّع وتسلّط دين واحد بمذهب واحد وجعلة القاعدة الأساسية للجميع،عبث!

مُحبي السيطرة والقتل سيخرج كل منهم ليُجبرك أن تختار دينه ومذهبه-لا تنسى الأديان التي تجعل القتل طريق للإيمان والفوز- لأن هو الحق والصحيح والأديان والمذاهب الباقية خداع ودجل!

إن قلت لك اسجد لبقرة،ستضحك وتسخر مني! هذا شعوري تماماً عندما يُجبرني أحدهم أن أفعل وأقول وأؤمن بما يُريد هو،وفق اعتقاده وفِكره وإيمانه،هناك فرق شاسع بين احترامي لحريتك في اعتقادك وبين جبروتك في فرضه علي وعلى الأخرين،هنا تقف! تعديّت حدودك!

المرأة يجب بل طبيعي جداً ومن الشاذ أن لا نراها تعمل في القضاء،والقضاء جزء صغير فقط،الزام على القانون والقائمين على تشريعة أن يضعوا كُل-الحقوق والواجبات- على المرأة والرجل بمسطرة واحده! أرجوك لا تقول مش ممكن!

ممكن جداً،دعنا نحن نختار ما هو الممكن لنا وما هو الغير ممكن،مثلما ما هو متاح لك،يجب أن يُتاح لنا.

لو كانت لي القدرة أن أُشرّع قوانين أو أفعل شيء -حقيقي- لإقرار ذلك لما تأخرت دقيقة في وضع النقاط على الحروف دون لف ودوران ولا مجاملات وخوف مجتمعي بائس وخوف ديني يتلذذ به من يظن إنه الموكل باسم الله!
-إلغاء الشريعة من الدستور
-قوانين مدنية عادلة للجميع ومنها ما يتعلق بالزواج/الميراث/الجنسية/الحريات الدينية،الإجتماعية،السياسية،الإقتصادية.
وهذه كأساس لتنظيم مجتمع مدني حقيقي،مجتمع ليبرالي وعلماني فعلي لا شعارات وقتية زائلة،غير ذلك فراغ.
سيكون تعاملنا تعامل قانوني حقيقي،لا تعامل ديني الذي يستغله ويسحبه البعض لمصلحته وما تريد جماعته،القانون واضح،صريح للجميع،لا فئة دون الأخرى،والدين الآن عكس ذلك تماماً.

الدولة التي لا تجعل قيمة الحريّة من القيّم الداعمة والأصيلة في تبنيها لبرنامج شامل للفرد والمجتمع،ليست دولة،هي غابة تسمح للقوي أن يأكل الضعيف،وتزيد من ضعف الضعيف ولا تترك له مساحة حريّة ليتحرك ويدافع عن نفسه ومكانه وحريّته!

خيرٌ لي أن أعيش في سُلطة عامة ظالمة لي على أن أعيش في سُلطة دينية تظن أني مُلك لها بحكمي أنثى. -حقيقة مُرّه-


عندما تدعو للعلمانية وأي دعوة مفادها الحريّة الفردية وخاصة إن كانت مُتعلقة في المرأة،يُربط الحديث في العلاقات الجنسية بسرعة،ثم بسخرية هل تود المرأة المساواة مع الرجل؟ جواب: نعم!
الرد المُنحط: هل تريد الزواج بأربعة رجال؟
لا يا عزيزي،الجواب هُنا منع الرجل بالزواج من أربعة نساء،ويبقى كُل زوج وزوجه،زوج واحد فقط،ولا أعتقد العكس!

في الميراث والأمور المُشابهه،المرأة الآن أحق بالمساواة في ذلك،تغيّرت الحياة وتطوّرت،المرأة تعمل وتُربي ولا تعتمد على رجل في الصرف المادي،وهذا حق لها أن تحصل على ما يحصل عليه الرجل دون زيادة أو نقصان.

ومن حق المرأة أن تمنح أولادها وزوجها جنسيتها،كما هو مُفعلّ ذلك مع الرجل،فهو يتزوج أربع وكلهن يأخذن جنسيته،فحين المرأة تتزوج رجل واحد ولا يُمنح جنسيتها ولا أولادها.

من حق المرأة أن تلبس الحجاب/النقاب باختيارها وليس اجبار وفرض ومن حقها أيضاً أن تخلع الحجاب/النقاب باختيارها كذلك وأن لا ينظر لها المجتمع بأنها فاسدة أخلاقياً إن فعلت ذلك.

الزواج من غير الدين!
ما المانع إن لم يكن الطرف نفسه لا يُمانع؟ولا يرى للدين أحقية في حياته لتطبيق تعاليمه؟
لماذا حرام أن تتزوج فتاة مسلمة من غير مسلم،ويتزوج المسلم من طفلة لم تبلغ بعد؟ لو هناك قانون يضمن حق الجميع،لكان الحديث في هذا مضيعة للوقت والجهد

لابد من وجود الحريّة للجميع ويختار كل شخص مايراه مناسب،هنا يبدء الطريق لبناء مجتمع حيّ ومتحرّك لا ميت وثابت،فالثبات هو الموت

الحريّة الحقيقية بدايتها في الحريّة الفِكرية التي تجلب معها حريّة سياسية وإجتماعية وإقتصادية والمرأة جزء من الفِكر هذا الذي لابد أن يصل لمرتبة حرية عالية،عالية جداً.

أعجبتني فكرة في الفيسبك بعنوان:
انتفاضة المرأة في العالم العربي.
كمية الظلم للمرأة في جانبة كمية وعي عالية،وإن كانت لقلة قليلة من النساء،لكن البداية في معرفة الحقوق جيداً والمطالبة بها والاستمرار للحصول عليها بلا ملل وتعب،فالحقوق لا تنتظر منا الذهاب إليها بل السعي وراءها لجعلها حق يمارس دون مجاملات ورُعب مجتمعي ديني زائل.

لدي قناعة تامة،لا يهمني من أنت وكيف أنت،الأهم هل تراني إنسان،إنسان وفقط؟

يكفي استغلال المرأة باسم الله واسم المجتمع لإرضاء الرجل! يكفي،فعلاً يكفي!

ربما سأكتب بتفاصيل أكثر دقة،لكن هذا يكفي في الوقت الحالي!

2012/10/18

عبث الكتابة

في الليالي الباردة
تحتاج فنجان قهوة سوداء
صدر يحضنك
تضع رأسك تسمع نبض قلب حيّ
يدك ممدوة حتى تلف ظهر من تضمه لنفسك...


تنهد!
كتاب فِكري
تقرأ،تأتيك أفكار جديدة ومثيرة!
هل أكتب لكم ما جاء في عقلي؟
لو كُتب كُل شيء ما بقى للغموض طعم!
لكن... نعم،أنا كذلك..كما تعتقد،بالضبط!


أليس من السخرية
أن الجميل لا صاحب له
والقبيح له من الأصحاب ما يفوق حشرات الأرض؟
أنا يوم أكون قبيحة
وأيام أكون جميلة...جميلة جداً!


في هذه الحياة لا شيء مهم فعلياً من بعدي غير أمي... هي شيء كبير
شيء لا تصفه الكلمات ولا العبارات المُستهلكة،هي نور،نور حقيقي وساطع في حياتي،علمتني المسؤولية ولهذا أنا حرّة باختياري،علمتني أن لا أخاف شيء،علمتني أن أفعل ما أراه الصحيح ولو وقف العالم كُله ضدي،علمتني أن المرأة ليست إنسان اتكالي،لم تتعلّم هي ولا شهادة لها،لكنها عملت لتعيل أبنائها،ولم تعتمد على أي رجل قريب ولا بعيد،علمتني أن أمضي في طريقي واترك كل انتقاد شخصي لا قيمة له،حساسة جداً مثلها تماماً،لكن في ذلك قوة فينا،لهذا يهرب مني الجبناء،طاقتي تعلو طاقتهم! أعذرهم،لا بأس.

تُريد أن تكون منبوذ؟
بسيطة،كُن مختلف،كُن كذلك! فقط

كلما كتبت أكثر،كلما أردت المزيد
فقط الكتابة تفهمني!
أنا لا أُفكر فقط أكتب ولا أُراجع كلماتي!
لا أحتاج لتزيين كلامي ليعجبكم
هذه أنا،أهلاً أهلاً إن أعجبتك،حتى لو نفرت مني لا بأس،لك قُبلة حُب ثم اذهب! بسيطة.


الله الله الله
كم هذا الجمال ساحر!
ليس جمال وجهك
ليس جمال جسدك
جمال عقلك قيدني
بل حررني من كُل جمال
الجمال مفهوم عميق
مثلك تماماً،رغم إنك سطحي،أحياناً!
لا تغضب،أنا سطحية أيضاً عندما أتعامل معك وعميقة جداً في ذلك!


أنا أُحب!
آه أُحب،أُحب جداً
كل شيء،هُنا وهُناك..
القراءة
بيانو
ماما
صحتي
بسكويتي
هاتفي
عيني
عروقي
الموسيقى
المطر
تشرين الثاني
السماء
لون الزهر الأخضر وبه زهر صغير أصفر
صديقتي
قهوتي
ماء بارد جداً ومعه قطع ثلج لذيذة
آه كُل شيء وأُحب عقلي جداً
عقلي حقير جداً....
أتعبني جداً ومازال هذا الحقير يعاملني كما لو كُنا في حرب،حرب سلام لكنه حرب غريب جداً مثله!

هناك فرق بين الحُب و...
لا أعلم!
لكن الحُب هو العلاج لكل سوء في هذا العالم!


آهٍ على الوهم!
مجنون هذا الوهم...
لا وجود له،لكن نذل..
هل تركن حياتك إلى لا شيء؟
لا،إن فعلت أنت مجنون مثله.
إيّاك واتباع الوهم...اتباعك له يسلبك كُل شيء،فقط حاجة مؤقته هو...ستجد أعمق منها في أفعال نافعة للبشرية دون تحديد وتمييز!
اقفز واعبر حائط الوهم! لا تخف!


ماذا يحصل لي؟
مليئة حكي،أنا
فيض من الأحاديث تحتاج توثيق!
أنا بخير،وأنت؟


أتعلمون!
إني أحبكم
أحبكم كما أنتم بصلاحكم وفسادكم!
كما في مفهومي لا مفهوم توارثتوه!
ساعة مضت وأنا أحاول النوم...
حان موعد لقاء مخدتي...
تلك المخدة شاهد علي
سأحاول دفنها معي حين موتي...
سر هي؟ رُبما!

هل اشتقت لشخص ما!
لكنه لا يستحق؟
لا يستحق صدقك؟
لم يحاول شيء لكسب رضاك؟
آه نعم هناك نوع لا يرى إلّا ما يحتاج..
يقضي عمره في البحث عن شيء يُطلق عليه -حقيقي- آه حقيقي ههه
كُن حقيقي في ذاتك قبل عبثك!


-نوت-
شير مع تويتر من المدونة لم أدخل تويتر من بداية الشهر تقريباً،الوقت جميل دونه ومعه!

-نوت-
كُتب هذا البوست على صوت أصالة.

تصبحون على سلام وطقس جميل!




2012/10/17

الأم الوطن الكويت،كُل شيء هي!

أرض عذراء،ولّادة أطفال بثوب أسود ثمين،لا حبيب ولا رفيق!
لها أطفال بثوب أبيض أيضاً،بعضهم رمادي!

ماذا أُقدم لك أيتها الأرض؟
ألا يكفي انتمائي لكِ؟
حُبي ؟
أخلاقي وتعاملي؟
دراستي وصحتي؟
حُب أطفالك المرضى والمنفرين؟
أطفال طائفيين وعنصريين؟
أحبهم...رغم كُل ذلك؟
يكفي؟


أنا منك وأنت مني!
نعرف بعضنا جيداً،حتى إننا نمر
بنفس لحظات الفرح والحزن،والفوضى،كما لو كُنا شيءواحد!
أنا أرض!
أنتِ نبض!


كُل من أُحبهم بحق هم من رحمك!
لا يمكن أن أعدهم،عددهم كثير
عددهم بمقدار عطائك لي...
بعدد دمعاتي عليك
بعدد ضحكاتي وفرحي معك..
بعدد خوفي واهتمامي وبكائي ...
وددت لو كُنتِ شيء يُمس بكمال لأضمك..

مع كُل هذا لست مُستعدة أن أموت من أجلك... ما مات بي في السابق أخذ مكان كُل موت جديد!

مع شروق الشمس اليوم
أمام البحر
بكيت عليك،بكاء حُب
بكاء لأن فعلي مازال في حيّز الوسط
لست في الأدنى ولا الأعلى
البحر مثل عطائك بلا حدود
ويُدنسه البشر بدماء الصيّد والقتل!
بكيت،لأن المُسيطر بك تحوّل لموت بطئ
موت مازال يسرق الفرح ويزرع الحزن في العمق!
حين رأيت السماء وددت لو تُطبق عليّ
وأنا هكذا أتفكرّ بك وتمحيني وتمحيكِ معي،نكون من ماضي ولّى!

كُل الوجوه التي مرّت في تلك اللحظات،لا أعلم شيء عنها،لكن الحزن له مسحة في ملامحها!

قبل الشروق...
رأسي على مخدتي..
مشاعري اتجاهك غريبة جداً كانت...
تظلمين من يُحبك
تتلذذين بمن يؤذيك...
أَأنتِ مريضة؟
رأسي ثقيل من الليلة الماضية
لدي أخوة يعشقونك في قفصك...

هل أثور؟ تثورين معي؟
لنقلب الأدوار...ثوري عليّ،يسمح لك كُل شيء!
أنتِ فقط

لا بأس...يستمر حُبي لك
وسأعمل بصمت
نلتقي معك حين تستيقظين.


مريم.... وحشتيني

أتعلمين أن فقدك هو السواد!
فقدك يذكرني بثوبي الأسود!
لا إختلاف!
حُبست روحي به وبفقدك زاد عدد سنينها لقضاء دين الأيام!


صورتك!
آه صورتك!
مالي حاجة لصورة،ولا نسخة أصلية معي!
وجهك آه يُذكرني بكل شيء
يُذكرني في نفسي!
أفتقدكِ جداً،ذهبتِ وأخذتِ معك نفسي!

فارق عُمرنا مُذهل!
أنتِ الكُبرى وأنا الصغرى
كل الأضداد هكذا!
طباعي بها منك شيء الكثير!
طباع الحُب تعلّمته منكِ،كُل الحُب أفرغتيه في قلبي ومضيّت عنّي!
أنا حزينة لأني كُنت لوهلة مشغولة عنّك بمناجاة خادعة إلى لاشيء،صحيت ثم ضممتك لصدري،مسكت يدك وضغطت عليها خوفاً أن تكون تلك اللحظة الأخيرة،تحرك شيء بك،أعلم! شعرتِ بي!

ما هذا الليل الموحش!
ألديك متسع في قبرك؟
أُريد الانضمام،أتسمحين لي؟
فقط أُريد معانقتك وأنام...


هل تعلمين إني ظننت إن من يفقد من يُحب يشعر في الحُب أكثر!
حاجته للحُب تزيد!
لا، لم يكن كذلك!
قد فقد جزء منه وماتت أجزاءه معه!


أُحبكِ.. فلا حياة سوف تجمعنا
ولا خلود في هذا الوجود!

2012/10/16

مشوار



لوحة معلقة على حائط،حائط أبيض زاد جمال اللوحة الملونة بألوان السماء والزهر،حائط صُنع من مخلوقات ماتت،من وفاءه،ظننت إنّ هذه المخلوقات من سلالة عريقة،سلالة لا وجود لها في دنس هذا الوجود.


جناح أبيض،في سماء زرقاء واسعة،يرقص فرحاً من فرط حريّته الحقيقية،صدمته غيمة سوداء حاقدة،تداخل الجناح بأطرافها وفي وسطها مرّ،لن تستطع أن تحرّمه فرح حريّته التي شعر بلذتها فور مشاهدته للسماء الزرقاء من جديد.


اسمع صوتي!
صوت لا يُسمع!
كُل شيء لا يُقال،لا يُمكن!
وإلّا كيف هذا الخالق يُريد محاسبتنا على ما نكتمه!
أليس كُل شيء بحسابه!
كم تُريد؟


التاريخ لا يُكرر نفسه!
نحن نسخ متكررة مُملة لدرجة اللامبالاة!
نكرر الماضي حتى نشعر بقيمتنا،هكذا نظن؟ أنا لست منكم،إن أردت أن أكون منبوذة في هذا العالم،لابد أن اعرج عن خط حياتكم المُسبق تصوّره،لدي نسخ،من يُريدها؟ آه ما أكثركم!


في عقلي أفكار كثيرة،كثيرة حتى إنها تتناثر كلّما مشيت،في قلبي حُب لا محدود يفضحني حين ابتسم للجماد قبل الحيّ،كل هذا لا يمنعني أن أجلس في مقهى لأتامل البشر،أتأمل حركتهم،حديثهم،ابتسامتهم،غضبهم وكُل انفعالاتهم الحقيقية والمُصطنعة،لا أمانع الجلوس هكذا مع قهوة رفيقة لي،تتجاوب معي في فمي بصمت،حين أمضي في طريقي،اترك كُل شيء على طاولة المقهى وأخذ معي كُل شيء ببسمة حقيقية!

2012/10/13

تحرير النفس من الأنفس في دائرة الحياة!

مللّت السفن التي تأتي لبحرك ثم تُغادر!

الناس في حياتنا هكذا،يرحلون بإرادتهم وبعضهم بلا إرادة،هل حاولت الهروب قبل مغادرتهم؟ الهروب نجاة لك لكن الهروب ليس إلا صورة من صور الرحيل،الرحيل الذي نعاني منه جميعاً!

الرحيل جزء من هذه الحياة،لا تحاول منعه أو حتى وقفه مؤقتاً!

من يود الرحيل له الكون الواسع يناديه ومن يود البقاء له القلب الأوسع من الأكوان والعوالم وما بينهما،دع الهواء يتنفس ولا تكن أناني الطبع!

ذاتك هي الوحيدة التي لن ترحل عنك،كُن معها دائماً،لا تنتقم من ذاتك لرحيل أجسام مادية عنّك،روحك أرفع بكثير من مادية هؤلاء!

المدى يسع للجميع،حررّ نفسك من الارتباط بأي مخلوق،هذا التحررّ عميق،عميق جداً!

سبت هادئ مع سلام لكل الأرواح.

2012/10/11

رقابة عقلية؟ فقط اليوم،لا تفرح!

النسخ المتكررة تؤدي تلقائياً لموت المُجتمع!

هل أردت فعل شيء وتم منعك بحجة واهية! الحجج لا وجود حقيقي لها إلّا ما نضعها نحن إن كانت أخلاقيّة أقلها،أما الدينية والإجتماعية نتوارثها،بل حتى الأخلاق لن يكون لها وجود إلّا ضمن مجموعة،وتختلف كُل مجموعة بوضع هذه الأعراف الأخلاقية الغير مكتوبة غالباً.

في التدوينة السابقة عن الخطوة الأولى وهي الحرية الفِكرية،لم يكن في تفكيري إني سأُكمل ذلك في موضوع الرقابة على الكتب،فأنا ضدها تماماً في الماضي إلى اليوم وأتمنى في الغد أيضاً،أرجو أن لا تُفسر شيء على ظنك! أو كما تُريد،لا يهم!

بداية الفِكر هو مساحة الحريّة التي تُبنى في عقلك،بدايته تأمل وتساؤل وبحث وشك،كيف هي البداية الحقيقية التي تنطلق منها؟ القراءة!
القراءة روح لا تموت،روح خالدة،تسقي الحيّ ومن قبله الميّت والذي سيولد،هذه هي القراءة!

هل الرقابة لها حدّ؟
إنّ من أقبح الأعذار التي يستخدمها من يُطلق على نفسه رقيب،هو إعتقاده بأن المجتمع يحتاج وصاية أخلاقية في اختيارات قراءاته،رغم إن الأخلاق نسبية وتختلف من مجتمع لمجتمع فما بالك في كُل فرد منهم،لا أُحب استخدام الأخلاق عذر لأي فعل ضار أو نافع حين يتعلق في تعامل مجتمعي لا فردي،نعم،الفرد جزء من المجتمع،لكن الوصاية المُجتمعية هي قيّد قاتل للمجتمع وأفراده بطريقة لا يُنتبه لها جيداً،لأن من يفعل ذلك يربطها بأقوى ربط في حالة الإنسان النفسية وهي الحالة الدينية،التي تكون نبض حيّ في جميع الإستغلالات لرجال الدين،السياسة والإعلام.

رُبما يكون موضوع الكتاب الذي يُراقب ويُمنع ليس بموضوع ديني،رُبما سياسي،إجتماعي،تعليمي،جنسي وغيرهم من مختلف العلوم والقراءات،في المنع السياسي كأن ذلك الكتاب سوف يقلب الدولة لفوضى،رغم إن الدولة فوضى في حقيقتها لكنها مازالت على أخر خطوة وكُل ما هو ممنوع في هذا الكتاب السياسي تجد أقواله ونقاشاته في المجالس ذات الخصوصية والآن خرجت للعلن دون أي اهتمام،ومع ذلك تجد من يتناقش في ذلك،هو من المشجعين لمنع الكتاب،ما أكثرهم.
في الكُتب الإجتماعية والتعليمية وحتى الجنسية تجد إن الحديث عنهم طبيعي في حقيقته،وحتى الكُتب تناقشها بطريقة ذات قيمة حقيقية لا معلومات مغلوطة ووعي منخفض في الفهم المنطقي في هذه المواضيع السابقة.

الكُتب التي تناقش فكرة الدين،الرسل والأنبياء،الصحابة،الملائكة وفي أعلاها الخالق!
لماذا تُعتبر إهانه؟كما يصورّها البعض لنا؟ هي فكرة عميقة برمجية توارثت عبر أجيال وقرون وهو الخوف من التفكير،الخوف من مناقشة آية،حديث،موقف تاريخي،وفكرة وجود الله! هذا الخوف أسقاه رجل الدين المنتفع من القطيع اللافِكري المتزايد،كلّما زاد سيطرته كُلما زادت قيمته وأصبح القائد والمتحكم الفعلي حتى في أبسط الأشياء وكله باسم الله!
أعمق التجارب الفِكرية بدايتها الفكر النقدي في مناقشة أمور ورثناها منذ طفولتنا،تعلّمنا افعل هذا،لا تفعل هذا،دون معرفة السبب وإتاحة فسحة عقلية للأخذ والعطاء الفلسفي الذي هو صفحة بيضاء في بداية الحياة،تحديداً في السعي وراء الحقيقة في طفولة بريئة،يُدنسها المجتمع باسم الدين والله بحرام وحلال،وأغلب ذلك هو عُرف مجتمعي لا علاقة دينية حقيقية فيه،حين تبدء في تشغيل عقلك وتتسائل عن كُل شيء،هُنا أنت إنسان حيّ!

انظر للطفولة المُغتصبة باسم الخالق والدين،شاهدت سيدة تنهر ابنها لفعل خاطىء فعله،تقول: سوف تدخل النار!!
هل تخويف الطفل من نار جهنم سوف يخلق منه طفل سوي؟طفل عطش للمعرفة والعِلم؟إنسان لابد أن يُخطىء ليتعلّم!
كُل شيء يفعله سيكون خوفاً من النار!
الخوف فشل ودمار! مازلت أتسائل لماذا لم تخبره افعل هذا (عكس فعلته) لتدخل الجنة!

أي كِتاب تظن إن به إهانة لمعتقدك وشيء تؤمن به،إما تكتب كتاب جديد تُبيّن وجهة نظرك بالحجج والبراهين،إما اللجوء للقضاء وهذا فعل سليم مائة بالمائة،لكن هو اختيار الضعيف الذي لا حجة له ولا بُرهان يستطيع الإتيان به!

كيف؟
كيف يستطيع الرقيب معرفة إن كان هذا الكِتاب يُعتبر إهانة للدين،المذهب،القبيلة،الدولة وغيرها كثير،ما هو المعيار الذي يقيم عليه المنع؟
يستطيع بلا شك إعطاء ألف معيار وتبرير للمنع،ازح عاطفتك الدينية والإجتماعية والسياسية سترى هذا هراء واستخفاف بقيمتك كإنسان عاقل بالغ وحُرّ في صنع خيارات حياتك ومنها اختيار ما يُناسب مكانة عقلك وحاجتك للقراءة.

مع هذا التطور الهائل والسرعة التكنولوجية لا أعتقد هُناك حاجة لوجود أي رقيب على تواجد أي كِتاب في الدولة،نحن وصلنا مرحلة متقدمة جداً من الحصول على كُل ممنوع بثواني.
فمهما كان الرقيب هو يُمارس رقابته في مجتمع ممارس ممتاز للنفاق الأخلاقي والدعوي،وفي ملاحظتي لمواقع التواصل الإجتماعي تجد إنه لابد أن يُفضح كُل مدعي الفضيلة والمراقب الذي يظن إن هذا عمله في الحياة بل يقع في تناقضاته،والمثير إن مازال هُناك من يُقدسهم ويدافع عنهم بشكل مرضي ومقزز! تخيّل رقيب يمنع عنك كتاب ما بحجة إنه يحتوي على مقالات مسيئة لأحد الأنبياء-على افتراض-ثم تجد عنده هذا الكِتاب بين يديه! ما هو جوابه حين تسأله؟
سيكون واسأل بنفسك،إن هذا الرقيب يميّز الحق من الباطل وهو يقرأ هذا الكِتاب ليرد على الكاتب-وهو لا يرد على سؤال في تويتر- وإنه هو محصن عقلياً ولن يزيغ قلبه وعقله عن مسار الدين والصحة الفِكرية في نظره! هذه أكبر إهانه لك إن سمحت له بقول ذلك دون ردعه وتبيان حقك في ممارسة دورك الطبيعي في بحثك عن أي حقيقة تُريد الوصول لها،دون واسطة عقلية وكأنك لا تملك عقل بل صندوق قديم متهالك!

أنا مع حريّة القراءة وبيع الكُتب،أياً كانت هي،ذلك سيكون عامل أساسي في خلق جو ثقافي حقيقي،وسعي للمعرفة دون قيّد وتخوّف،سنرى الكِتاب يُقرأ فعلاً،ولا يقيّم من عنوانه أو اسم مؤلفه،بوابة الإطلاع مفتوحة للجميع،وثراء علمي،أدبي فعلي سنراه،وإن كُنت لا تسمح بذلك،لديك أطفالك ومن هم ضمن مسؤوليتك أن تمنع عنهم ما تُريد،لكن أنا لست ضمن مسؤوليتك بأي شكل من الأشكال لتوقع علي افتراضاتك العقلية والدينية في وجوب الصحة والخطأ فيما يجب فعله وعدم فعله! وإن كُنت تظن ذلك،أرجوك حين يقوم خالقك في معاقبتي لفعل ما،أكمل جميلك وإحمله عني! كما تريد فعله الآن!

وجود رقابة لا يُعرف أشخاصها للجميع،ولا تُعرف الكُتب الممنوعة وعلّة منعها،وما هو معيار اختيارهم؟
وماهو القياس الذي يُعمل به للمنع؟
وكثير من الأسئلة التي ستكون إجابتها غير مقنعة عقلياً لا عاطفياً،وسوف يميل له أصحاب العواطف والمُبرمجين وأصدقاء الوعي المنخفض ومقدسي الأصنام البشرية والوهمية!

كُل كتاب تم منعه،يمكنك الحصول عليه أونلاين،والمنع اليوم بيد هذا الرقيب وغداً المقص الذي يقطع عنق الرقابة بيدنا.

ملوحظة: كتابة البوست من الأيفون واسترسال عفوي،لا تُدقق كثيراً إلا في ماوراء الصوره،فهنا الهدف!
كان هذا البوست أمام البحر وهواء لطيف واستكانه شاي ليمون بصحبة والدتي الغالية.

2012/10/09

معي ودوني،كُن بخير

أتظن بأني ضعيفة لأطلب منك البقاء معي؟ أنا لا أحتاجك الآن!
في الأمس كُنت أحتاجك،كُنت بعيد واليوم أبعد،دع البُعد يشفي الحُب!
تعللّ به في جنونك،خداعك وحقيقة إنك تائه،لا تعلَم ما تريد،ماذا تُريد مني؟
آه آه الآن لا شيء!


لمن أشكيك؟
أتضرّع لمن؟
لا مُجيب لدعواتي وحيرتي!
آهٍ،لا روحانية بك، إلى أين تمضي غريزتك الهائجة! يوم،يومين وأيام بعدها تنتهي ولا يبقى إلّا الحُب باقي،الباقي أوهام،حتى إنها ليست دائمة،وقتية،وقتية يا صديقي.


أتظن بأني سأنتظر رجوعك!
أنت أتيت أول مرّة وأنت ذهبت هذه المرّة!
قد ألغيت وجودي وأنا في ذلك أُلغي كُل وجود!

الآن علِمت لماذا أخبرتني بحبك بلا تعابير وجوهنا نسمع وتشعر،الكذب صعب في اللحظة،الكلام الرخيص أغلبه يُكتب لا يُسمع! كم أوراق كاذبة في حقيبتك!


هل أُحبك؟
نعم!أحبك فلا وقت عندي لأكرهك!
حياتي لا تحتمل كراهية،ربما كُنت غاضبة،حزينة،دمع قلبي في صمت،مارست التنفّس حتى ارتاح جسدي،أرسلت لك ذبذبة تسامح علّها تصل!

إنّ التجارب الأولى دائماً تأتي بطابع أصيل وباقي للرجوع له حين نمرّ بتجارب جديدة،تجربة فاشلة جداً،تعلّمت،هذه منفعتي الوحيدة!

الأعذار التي أخبرتني بها،ههه مضحكة لدرجة الإستغراب! أنا بريئة؟طفلة؟نقيّة؟
آه نعم،لكن لستُ غبيّة!
لا تنسى ذلك،اذكره جيداً يا عزيزي!

طاقتي،حيّز عقلي،عمق مشاعري،أكبر وأوسع أن تحتويها أنت،بل أنا مُتأكدة ليس هُناك من يُدرك حقيقتي،صورتي لديك مازالت قاصرة بسيطة،لا ألومك،انظر لمن تعرفهم،جعجعة فارغة!


مشاعري إن قست وجفتّ،حجر!
لن يستطيع حتى اللطف معها أن يُفيد!
جثّة باردة كريهة أكون!

أتريد أن تأتي إليّ بعد شعورك بالفراغ والحاجة لشيء صادق؟
لا أعلم،لماذا دائماً يهرب الناس من الشيء الحقيقي والنابع من عمق الإنسان ويهرّول للعبث والخِداع والحيونة!


لا تناديني! فلا قول يشفع لك لا مبالاتك!
لك الآن لامبالاة قاتلة،تلذذ بها!

لا تسمع شيء مني،فكلامي لن تفهم شيء منه،لا تراني بعيناك الحيرى، حيرة عقلي أشدّ من عين خداعة،لا تُقبلّني،لا أُقَبلّ هراء،لا تضمني لصدرك وأنا لستُ في داخله!

لماذا أكتب الآن؟
لا أعلم!
حاجتي للكتابة في مرتبة حاجتي لأمي!
رُبما! لا أعلم، ولا أدري!
أمي،التي أنت أعلم بمقدار حاجتي لها!

أصدقاء؟ ههه
القهقهة وصلت لأعلى مدى!
فعلاً ما تقول؟
هذا وأنت عاقل! هه
يا سيدي،الحالة الرمادية لا أقبل بها،إما بياض أو سواد،حل المنتصف،دعه لغيري!

من هذه اللحظة لن تسمع شيء مني!
لا صوت،لا ابتسامة،لا اهتمام،لا وجود!
ارتح حبيبي ارتح وعِش في قوقعة المظلومية والوحدة! كم حولك من أصدقاء وأقارب! أرأيتهم؟ جميعهم!
معهم أنت وحيد،وحيد جداً،قلت لك لست غبيّة!
تضحك؟ اضحك لكن في عمقك تُدرك قولي وإن رفضته الآن.


في اللحظة الأولى كُنت أناني
في اللحظة الأخيرة كُنت أناني
ما بينهما تمثيل اللاأنانية!

تخبرني كيف أقضي حياتي؟
حياتي أقضيها بحُب للعِلم والقراءة ووجود حبيبة قلبي! هذه حياتي الحقيقية! التي نسيتها معك!



هل أنت سعيد الآن؟
كُن سعيد معي ودوني...
لك حُبي وسلامي،قلبي يُصلّي لك!
نم،أمامك ليالي طويلة لتقضيها في التفاهة والبحث عن شيء صادق ضاع منك!
والآن اعذرني هُناك أولويات،!
:)

2012/10/07

الخطوة الأولى: حريّة فِكرية!

في كل مجتمع تسمع بمطالبات متنوعة ومختلفة كلياً عن قيمتها وحاجتها لكل فرد مُطالب بها،وأكثر ما يتداول ويُستهلك دون فائدة هي قيمة الحرية في صورتها الحقيقية دون ألفاظ تزيّن معناها الطبيعي في ممارسة هذا الحق ولا استخدام ألفاظ ترقّع صوت المُطالب بها خشية رفض المجتمع هذا الحق ووصمه بالشذوذ الفِكري والزندقة،وهذا ليس في حقيقته إلا رد فعل طبيعي في وجود تشابه شبه تام في الأفكار والطِباع السلوكي والممارسات والطقوس حتى التعبديّة منها بين أفراد هذا المجتمع،الذي دمرّ ذاته بيدن،وأصبح الراعي الرسمي لصُنع نسخ مكررة من البشر،يستهلكون الأرض استهلاكاً تاماً،مع رغبتهم في السيطرة على من يسكن الأرض بل حتى من تحت الأرض وذلك في تقمّس أدوار منتهية وإعادة إحيائها من جديد لفرض الهيمنة من خلال أشخاصهم التي قد قدسّها الأحياء،وذلك التقديس عادةً لا يمارسه إلا الضعفاء في فِكرهم لسدّ نقص وحاجة نفسية عقلية للاطمئنان واللجوء للمُقدّس في حالات الضعف والهوان عادةً.

إن أكثر حريّة أرى المجتمع في حاجتها،هي الحريّة الفِكرية المفقودة جداً هذه الأيام وسط مهزلة فِكرية بل لا تصل لمرحلة الفِكر فهي غطاء وقتي زائل،فالحديث عن الحريّة الفكرية سهل وبسيط في عموم اللغة،فنحن أمة لغة وألفاظ ساحرة،وأفعال قليلة وأغلبها سيئة،وفي تطبيق هذه الحريّة ينهزم كُل مُدعي ومُدافع لها في مركب المجتمع الشكلي،ظناً منه إن في ذلك أمان مع الجماعة.

المجتمع الحُر فِكرياً،ترى تنوّع أفراده وإبداعاتهم العلمية والأدبية دون خوف وهمي من الدين أو العُرف المجتمعي الذي يزدري الآخر ويرفضه كعقاب على إختلافه والتمرّد على نمط مجتمعي قديم،بالي،مُستهلك لدرجة عدم صلاحيتة إعادة استخدامه من جديد،المُجتمع المُتفتّح في حريته الفِكرية يزهو بالعقول ويثمر بالأفكار المتجددة والجديدة كلياً،تنمو بشريته وينخفض به اللاشيء واللامكان
لظهور حقيقي صادق،هناك نظرة مختلفة نوعاً ما وهي أن التقييد الفِكري لا يقتل الإبداع بل يولّده ويظهر في أزهى حالاته،رغم إنّ ذلك صحيح في حكايا بعض الأفراد كما أعرفهم أنا،لكن بلا شك هو يعتمد اعتماد كُلي على مقدرة هذا الفرد وشخصيته في التكييف والعطاء،أنا شخصياً مؤمنة إن الحريّة الفِكرية هي الباب الأول للإبداع بل هي العتبة الأساسية للوصول لباقي الحريّات،فإن كُنت حُرّ فِكريا لا منقاد لأياً كان لمكانته الإجتماعية،الدينية،السياسية،الإعلامية وغيرها أنت في بداية الوعي لقيمة الحريّة الفِكرية وقد تخلصت من برمجة عشت بها أعوام وما كانت إلا هالة وهمية للسيطرة عليك ووضع مُخطط معيشي لك مع خضوعك لهم،ثم تُنهي ذلك أنت شُجاع بلا شك بل شُجاع جداً،لأن ذلك يتطلّب قوة داخلية هائلة للوقوف على استيعاب ما يدور خارجاً من خداع ولعب وسخ لهلاك الفردية المستقلة.

تعليم المسؤولية ليس بأمر سهل،فغالب الناس يهربون من المسؤولية أما بتقديس الوهم أو أصنام بشرية ونصوص تاريخية،أو يركنون لصنع قائد يتبع أيدلوجية ليكونوا تُبع له ثم يرمون كل سوء حاصل له بسببه حتى يبحثون لهم عن قائد جديد وإن ثاروا وعملوا مظاهرات تنادي بالحريّة والعدل والإستقلال،فهم منبع صنع الأصنام والديكتاتورية التي يوالونها ويحاربونها لمصلحتهم الخاصة تماماً.ولهذا يخافون الحريّة في عمقهم لأنهم يخافون المسؤولية،يمكنك فهم ذلك جيداً في ملاحظة الرافضين للحريّة بأشكالها والحريّة الفِكرية تحديداً.

ملحوظة: ترك تويتر لشهر كامل كان بعد قرار شجاع،وعودة للكتابة في المدونة من جديد لحفظ الأفكار والعودة لها للتعلّم والتطوّر وكذلك تويتر سارق لطيف للأفكار الكبيرة وجعلها صغيرة وسارق الوقت والجُهد،لهذا مسحت البرنامج من الأيفون حتى نوفمبر وتُنشر التدوينة تلقائياً من المشاركة مع.

2012/10/06

السبت الحزين،معك!

أيّ فرح أتى حين كُنا مع بعضنا
أيّ مشاعر تلف قلبي وجسدي حينها
أيّ عقل كان وزال في اللامكان
أيّ شوق مُلتهب لنظرة جمال
كل ذلك لا شيء عندك،فراغ!

هل أنت،أنت؟
لماذا اختلفت عن ما كُنت أراه أمان؟
لماذا كُل هذه اللامبالاة؟
لماذا كُل شيء تراه من تفسيرك،لماذا لا ترى شيء من عيوني؟
هل أنا طفلة ولا تُعجبك؟
اعذرني سيدي!
أنت الأول!


انظر إليّ أنا إنسانة
انظر إليّ أنا أنثى
تحتاج حضن مع لحظات الفرح والحزن
حضن مقابلهُ حُب لا خداع وانتظار لشيء أخر.


يا صديقي،الحُب ليس كما صورّته لي!
الحُب هو حالة مشاعر تسري في الجسد كنبض لا يتوقف،يزيد وينقص كالإيمان ولا كُفر به،أنت تُريد الجنّة سريعاً،ومن سرعتك تراني جهنم!


ماذا أفعل؟
أنا جبانة فعلاً!


كُل مغامراتك السابقة لاتجعلها مصدر للرجوع في الإختلاف والتقييم!
أنا مُختلفة،ولا أرضى بالمشاركة ولا بواقي الأيام،لا تنسى!


حياتي فرح وحزن،أنت في أفعالك هذه تجعلها حزن في حزن،لا عناد هُنا،أنا حساسة،انتبه للتفاصيل جيداً،كُل فعل وقول أرى تفاصيله وأُدقق في بدايته ونهايته،متأسفة لذلك،أنت لا مشاعر في ذلك،ترى كُل شيء بمادية منفرة.


ماذا أفعل لترضى؟
هل سيكفيك ذلك؟
ما حيلتي؟
لا تُردد كلمات لا ارتباط لها في الواقع،خيالك يرسم لك كُل شيء بسيط،هو كذلك،لكن ليس معي،وهذا بلاء لك يا حبيب خاطري


خذني إليك،ضمني لقلبك
دع كل مابي ينساب دون خوف وتردد
أنا قوية جداً،معك انسى ذلك،استغل ذلك..أرجوك

لماذا لا تحاول فهمي ولو لحظة لعنة علّها تُصيب وتراني على حقيقتي دون قبعاتك التي تُلبسني إياها للتلائم مع حالتك وجنونك وخيرك وشرك!
أبك خير؟ أبك خير لي؟
رأيت الشر وتقبلّته،هل سأرى الخير يوماً ما!

أتريد الإبتعاد؟
ابتعد كما تُريد،ليس بشيء جديد
كُل حبيب يرحل،رحيلك فوق الأرض لَهُوَ أهون لي من رحيلك تحت الأرض،يكفي من رحل وترك فراغ وجوده دون محل انتظار للرجوع.


أهذا هو الحُب الأول؟


أنت تؤلمني،تؤلمني جداً
رقيق مثل قلب طفل ولا تُريد أن أراك كذلك! لا تُعبر لي ليمتلئ بي الكون،أنا أرض تنتظر السماء تحنّ عليها بقطرة ماء صافية صادقة نظيفة وتُصلح شقوق الأرض.


ألا يكفي إن اسمي لطيفة؟

أحتاج أن أضمك لصدري
وأنام،أنام حتى أموت دون اكثرات لشيء أخر،أهناك ما يستحق؟


إن أردت الرحيل،تفضل..ارحل واغرب عن وجهي،لا أريد شيء منك،لا أريد أن أراك،هل تستطيع الاختفاء من كُل شيء يربطنا؟


ابقى معي،ابقى!


لا تراني ملاك،أنا شيطان حين يحين موعد الظهور،علّك تظهر معي في ليل ظالم لا صوت نسمعه إلا صوت السماء تدعو للصلاة! دعنا نصلي ثم نسرق بعضنا البعض بشقاوة.


إن رحلت عنّي أو رحلّت عنّك
سأبقى أعيش حياتي بصمت،أما أنت مواعيد خيانتك جاهزة،نتنظر طي صفحتي،لتُكمل كتاب حياتك،هل سترى صفحة ما تُحبك لذاتك؟ لا تُحبك لحاجتها؟
هل يعرفون الحُب هنّ؟ كم قرأت من صفحات؟ هل تستحق إحداهنّ صدق مشاعرك وقولك وفعلك وكُل شيء؟ هراء


أتعلم كم جرحتني!
لن تنتبه لحساسية مشاعري!
انتباهك لشيء أخر!


لماذا أنت أناني؟
لماذا هذا الجحود؟
لماذا هذه القسوة؟
لا تضع غضب حياتك عليّ!
أرأيتني وضعت غضبي عليك؟
لعمرك لو وضعته لما استطعت النهوض!

أحبك!
لماذا تكذب عليّ؟
هل الحُب انفصال؟
هل الحُب جسد؟
هل الحُب تفاهة؟
هل الحُب لا اهتمام؟
آه أنت تهتم! تهتم دون شعور
دون أن تُشعرني!


هل كان اللقاء في الوقت الضائع؟
قل لي.. حتى أُلملم مشاعري وامضي بصمت،لست أنا من طلب اللقاء،كُنت دون شيء،وضعت لي مائة شيء و شيء،ضياع!

أُحبّكْ!!
هل سيغيّر ذلك شيء؟
الحُب عندي شيء
الحُب عندك شيء مُختلف
متى نجمعهم!
نكابر أنا وأنت من يتنازل!
لا أحد لا أحد
مثلك أنا تماماً عنيدة!


اقضي يومي تفكيراً بك
استعمرت حياتي وأنا استسلمت
أريد استعمار تعمير لا تدمير


المسافة لا شيء،برود المشاعر هو الطامة.
كلمة رقيقة في الصباح تُغني
أغنية في النهار تكفي
قُبلة في المساء تُهدي النّور في ظلامه.
لا تجعل المسافة عذر،الأعذار كثيرة يا جميل،وصدقها قليل.


في قربك راحتي
في بعدك عذابي


البُعد يجعلني طفلة مستهترة
لا أقيم وزن لكلماتي،ولا اهتماماتي
هذه أنا في خوفي وارتباكي
أنت لا تُريد احتوائي
شعرت بفراغ وأبكاني فكان كُل ذلك.


أذكر جيداً لماذا تُحبني!
فلا تكرهني لتلك الأشياء!


لماذا تجعلني دائماً المُذنبة؟
أنا كما تعرفني جيداً،امضي دون خوف من شيء إلا خوفي على شيء واحد.

أحبك..أكرهك جداً
أحتاجك جداً..الآن


لا تُلقي اهتمام لما قيل هُنا،فأنت ترى ما تُريد فقط.



2012/10/05

العلمانية بين اللاشيء في الظن


لست مهتمة برأيك،بقدر اهتمامي بحفظ أفكاري في مدونتي،للرجوع لها وتوثيقها.(للتذكير فقط)
وما يُكتب هُنا يُكتب كما أفهمه أنا وكيف أنظر لشيء ما،وكلامي قابل للصواب وللخطأ بسهولة،اقرأ لترى الجزء الثاني والمخفي عنك من هذه الأرض.


المجتمع اليوم لا يتكوّن من عائلة واحدة،ولا من فَكر أحادي ولا دين واحد،المجتمع في كُل دقيقة يعمل باختلاف طُرقه على بناء أفراد مختلفين فكرياً،سياسياً،اجتماعياً،جنسياً وكُل تصنيف مجتمعي تستطيع إضافته لقياس عمل هذا المجتمع الجبار في خلق الفرد فيما هو عليه الآن.
لدينا عائلة عدد أفرادها يتعدى عشرة أشخاص،منهم الكبير والصغير،المتعلّم والجاهل،المؤمن والكافر،منهم الطبيعي والشاذ،(مع تحفظي على الكلمتين) واجمع كُل ضد وضعهم في هذه العائلة وفي بيت واحد يجمعهم،كيف سيكون يومهم؟ من ستكون له السُلطة للسيطرة وفرض الرأي وإن كان مخالف وغير صالح للمصلحة العامة لهم جميعاً،الأغلب من يستخدم أسلوب التخويف من العقاب من الله،والذي بيده الأموال هم المسيطرون عادةً،فحاجة الناس لضمان الراحة النفسية يأتي بوضع عقاب وإحساس بالذنب الشكلي لإراحة الضمير والاستمرار بأي فعل وتكراره وإن كان ضار في حقيقته،أما الحاجة للمال،فالكل متفق عليها،ولا يمكن أن تُعادي من يُعطيك المال وإن كان قد فرض عليك القيود والأغلال وأنت لا تُمانع أن يحبسك أحدهم. قس على ذلك الدولة.


أول سؤال يمكن فتح الباب به،هل الرسول محمد علية الصلاة والسلام كان علماني؟

العلمانية التي يصوّرها لنا المستفيدين من التخبط في هذا المجتمع والدولة،هي علمانية الفسق والفجور،علمانية الرذيلة،علمانية اللاإنسانية،علمانية تدعو للانحلال الأخلاقي وإلغاء القيم المجتمعية،وعندما تراهم جيداً وتلاحظهم بعين التجريد والموضوعية واللاعاطفة،ترى إنهم أسوء مما يظنون بالعلمانية بهذا القدر من التفاهة والتسطيح والربط بين العلمانية والفساد،تصويرهم هذا جاء من البرمجة الأولية والتلقائية لكل مفهوم جديد في وسط مفاهيمهم المتواجدة في عقلهم الصدأ،ثم من مركزهم المجتمعي الحالي وهو مركز القوة والهيمنة الفِكرية لأفراد مجتمع قابلين للرعي كما القطيع،واللهث وراء المُخلص الذي يظنون بأن ذلك قرباً وعبادةً لله ولنبيه وللأخلاق والجنة،مراكز القوة تُعمي الإنسان وتجعله يتخبط يمين وشمال فقط ليبقى في مركزه،لهذا تجد رجال الدين في شبكات التواصل الإجتماعية يكتبون أفكارهم المتدنيّه في فهم العلمانية وربطها بالإلحاد والرذيلة،والليبرالية معها في جعل الإنسان حيوان شهواني،حقيقةً هم يكتبون ويعبرون عن ذواتهم،رؤيتهم القاصرة وما في بواطنهم من احتياجات عقلية،نفسية،جسدية،وأنا لست بعالمه في بواطنهم،لكن كقاعدة شرعية هم يدعون لها علينا بالظواهر والسرائر لله،وظواهرهم جنون وريبة وخضوع مصطنع لمن يدعون باسمه.


عندما تقول علمانية،يأتي فوراً فصل الدين عن الدولة،يفسره البعض طبعاً إن هذا يعني لا دين ولا أخلاق ولا شيء أخر،رغم إن ذلك يعني فصل التحكم الديني (الذي نرى أثاره الآن في الدول العربية والإسلامية) عن السلطة السياسية في الدولة،التي هي واجبها الأول حماية أفرادها دون محاباة لأي فرد دون الأخر،دون ميل لفئة ما لأي سبب كان ويكون،وفي ذات هذا الشيء سنرى إن الدولة تقف بكل تجرّد وموضوعية وحياد إتجاه أي فِكر ديني،وتُعطي لجميع الأديان واللاأديان نفس القيمة الوجودية في التواجد وممارسة الطقوس في فهمهما وسط الاحترام المتبادل والقانون المُلزم في عدم التعدي على الآخر،وهذا لا يعني إلا وضع كُل شيء في مكانه الصحيح حتى يسود العدل في مجتمع الكُل يرى إن العدل والحق معه.يأتي أحدهم فيقول الدين عند الله الإسلام-أية.،أنا أقول له وما علاقة الله في كُل هذا؟ وما علاقة الله في الدولة؟ وما علاقة الدين في الدولة؟ أولاً عليك التفريق بين الله والدولة(وأنت في قولك لهذه الأية وصياغها لرد فعل لرفضك للعلمانية،أنت تتعدى على الله كما الإساءة)،لو كُنا نترك كُل شيء لفكرتك هذه،لكان لزاماً عليّ أن أبدأ من جديد في الفهم الفردي لمعنى الله،وهذا أمر مختلف تماماً في موضوعنا هذا كما أراه،ويمكن تبسيطه بأن علاقتك بما تعبد لا تمتد لعلاقتك في الدولة،فأنت عندما تُعلّمك الدولة وتُعالجك وتمشي في الشوارع وتأكل وكل فعل تفعله لن تفعل ذلك لله أو تقرباً لله أو خوفاً من الله أو طلب رضا من الله أو أي شيء مُتعلق في الله،الدولة تخدمك لأن ذلك عملها وليس لأي شيء أخر،تذكرّ ذلك،فلا تضعها في مقام الله وتعاملها بقدسية،فتخلق لنا دولة ديكتاتورية كما هي أغلب الدول العربية والإسلامية الآن.


حين تدعو لدولة علمانية بعقل واهتمام للإنسانية والإنسان قبل الإنسانية،دائماً ما تتطاول الألسنة عليك بفظاظة بدعوتك للدولة الدينية،وإن ذلك هو الحل للتخلّص من كُل المشاكل والأحداث التي نعيشها الآن،وإن ذلك هو العدل في عينه ومع الدولة الدينية سيختفي الظلم والقتل وكل ذلك،ببساطة لا توجد دولة دينية تحوي أي شكل من أشكال العدالة والإنسانية إلّا لمن يُديرها فقط،بل في النهاية هو ظالم لنفسه،وغالباً إما قاتل أو مقتول والتاريخ يشهد بذلك من البداية حتى النهاية، إن وجود الدولة الدينية أياً كان هو الدين،هي دولة تعلّمك إن كُل شيء مؤجل،كل شيء له العقاب في الآخرة،والثواب أيضاً،لكن غالباً هم يأخذون ثواب الدنيا والآخرة،والعقاب ينتظرهم في الآخرة ثم يأتي أحدهم الوعاظ ويخبرهم بأن باب التوبة مفتوح،لا يغلق على المؤمن وإن قتل وسرق وزنى وفعل ما فعل،رغم كل ذلك لا يُدرك إن باب التوبة مفتوح بينك وبين الله، لا بينك وبين من سرقته أو قتله أو ظلمته،إن من يقرأ جيداً القرآن وسير الناس من المشهورين والبسطاء المعدمين تجد إن مسامحة الله لمن أذاهم ليست ذات أهمية لهم بقدر أخذ حقهم هم في الدنيا وإن أظهر لك عكس بذلك بمثالية زائفة وذلك يظهر دون أقنعة،فالتوبة هي فعل مرتبط في إيمانك بالخالق لا مرتبط بعلاقتك مع الناس،تمعن جيداً وسترى ذلك بوضوح وطبعاً لا تنسى أن ترمي كُل البرمجة السابقة فقد فسدت وانتشرت بها ومعها رائحة نتنة قديمة منفرة.

العلمانية ليست دين لتضعها في خانة الكفر والإلحاد بل حتى إن الإلحاد ليس دين بقدر ما هو فكر عقلي،رغم إن من يميل للفكر هذا قد شوهه وأغلبهم من تخلّص من دينه ليركن لفكر يظن بأن مسموح له فعل كل شيء كان مُحرّم في دينه فتراه متطرف آخر بوجه جديد،وأيضاً هؤلاء في برمجة دينية وإن كذبوا ذلك،فهو يظن أن الإلحاد التخلّص من الأخلاق والقيم الإنسانية،لا يُلام في الحقيقة فهو ضمن قطيع سابق لقطيع جديد وهكذا.
العلمانية لا تستند على دين سماوي أو غيره لتحقق العدل،فهناك مائة لا يؤمنون بدين ما،كيف تُريد تطبيق تعاليم هذا الدين عليهم؟هنا إجبار وتعدي على الحرية الفردية التي لا يحترمها أي دين في وضعه السياسي،فالدين الطبيعي أياً كان هو سيكون في خصوصيته فلا فرض للآخر ولا إتباع للجميع بإجبار! (اطلق فكرك بالتأمل).


النظام العلماني في ذاته ضد التحيّز والمحاباة لأي فئة مجتمعية بأغلبيتها وأقليتها،لا يميل هذا النظام لك أو لغيرك لأنكم ضمن مجموعة دينية،عرقية،عوائلية،قبلية، هو ضمان حقيقي لحقوقك وواجباتك، كما إن العلمانية نظام وقائع غير معني بذات الأشخاص ولهذا هو نظام محايد مجرّد ويطبق على الجميع دون الإلتفات لطائفة دينية/مذهبية/سياسية ما أو الاستسلام لأي ضغط أياً كان مصدره،وكما نرى الآن أن الأنظمة الحالية تتجه لأشخاص لذاتهم ومركزهم وهذا تمييز واضح وصريح ولا يقبله من يدعو للحق والعدل،وهذا الإتجاه أما اتجاه ديني أو سياسي وغالباً إجتماعي لأن المشكلة الحقيقة هنا مشكلة إجتماعية للسيطرة والإجتماعية تضمن عدة درجات من القوالب للوصول لما بعدها واخضاع الغالبية للوصول للحكم الفردي،والرافض للعلمانية هو المستفيد من إيقاف العلمانية بأي شكل من الأشكال لأن ذلك ضد مصلحته وهيمنته على الآخرين،كذلك الرفض للعلمانية لسبب ديني كما قلت سابقاً لا علاقة في ازدراء أي دين في العلمانية،وسبب الرافض عادةً أنه يرى دينه هو دين الحق وبتطبيقه ينشر السلام والعدل ويُخفي الظلم والجور،لكنه بالتأكيد لن يقبل أن يعيش في دولة ذات توجه ديني والدين هذا مختلف عن دينه ويطبق عليه ماجاء في تعاليمه،ستراه كما الإنسان الطبيعي العاقل يرفض هذه السيطرة وحتى إنه سيقبل في العلمانية(الرافض لها في الحقيقة) حتى يستطيع ممارسة حياته دون قوة دينية تُجبره على أي شيء يراه هو في دينه أو معتقده خطأ،لهذا العلمانية هي سبيل لاحترام الأديان ووضعها على خط واحد من المساواة لا لأنها ترى هذا الدين هو الحق وذاك الدين هو الباطل بل لأنها تحترم كل إنسان يؤمن بأي دين في صحته أو بطلانه،العلمانية لن تتدخل في إيمانك وتُجبرك على شيء ،هي تترك لك هذه المساحة لأنها مساحة شخصية جداً،ولا علاقة حقيقية لها في ذلك،كما إنها هي الكفالة الحقيقية والواضحة للمساواة والعدل والبنيّة الأساسية لخلف نظام مجتمعي مستقر مع كثرة اختلاف أفراده في هويتهم وانتمائهم المتعدد لما يرجعون له،كما إن العلمانية لا تعني الإفتلات للمجهول،هناك قانون مُلزم الجميع باتباعه،لن يميل لي أو لك، سوف يُطبق على الجميع دون تمييز أو استثناء لأي قاعدة مجتمعية دينية سياسية،سيكون المجتمع هو الهدف الأعلى والفرد كذلك في نفس المستوى،لأن الفرد هو أساس المجتمع ودونه لن يتواجد المجتمع،فالعلمانية ترى الفرد جزء أساسي لبناء المجتمع لهذا سوف تضع كل القواعد الأساسية للحفاظ علية وعدم السماح للتعدي على الحق الطبيعي للإنسان بالاستقلال الفردي في دائرة القانون الذي يحكم مجتمع بأفراده،لا مجتمع بأفراد وهميين. العلمانية كما الميزان الرامز للعدل والمساواة لا محاباة لا مصالح خاصة،القانون هو الشيء الإجباري الوحيد لا الاختياري،كما في تواجدك في دولة علمانية لن تخاف من قول رأي صريح لأي فرد في المجتمع أن تقول رأي مخالف دون حبس وقمع ومظاهرات للمطالبة بحرية من تم حبسه لقول رأي ديني أو سياسي وفكري،الدولة العلمانية هي الإجراء الحقيقي لإزالة أي أثر أو فعل اُقترف في هضم حق فرد ما،هي الصورة الحقيقية والمنشودة لتأمين العدل والأمان للجميع بلا استثناء،كما إنها تنظيم فعلي للمجتمع يخضع الجميع لنفس القانون بكبيرهم وصغيرهم،بحاكم ومحكوم،بمواطن ومقيم،بمدير وعامل الشاي لمنظومة كاملة شاملة ضامنة حقوقهم ومصرّحه لواجباتهم، كما إن النظام العلماني هو محاكاة لسلوكك الخارجي فقط ضمن علاقاتك التي تنشأ في المجتمع وهذا ما يُنظمها، فلا يهتم لنواياك وروحانيتك،ما في باطنك لا وجود له إلّا إن تحوّل لسلوك خارجي.

العلمانية ليست بشيء منزه ولا مقدّس هي نظام وسلوك منهجي وروية شاملة للإنسان،كل ما فيها قابل للتجديد والتعديل لما فيه مصلحة للإنسان،الإنسان بفرديته ضمن مجتمعة أياً كان هو، كما إن  العلمانية لن تجعل من المجتمع مجتمع مثالي كما إن الدولة الدينية لن تجعل من المجتمع مجتمع مثالي وفاضل،وأقله إن الدولة العلمانية رادع سريع وحالي لأي مخالفة لا رادع أخروي بعيد فلا يرى العدل حالياً لتأجيله للحساب الآخروي.ولن يأتي أي تطوّر وسعة عقل لقبول كل هذا إلا بالتعليم،التعليم الحقيقي لا التلقين ولا التعليم المرجعي لأي سابقة موجودة.
ولا تنسى من يحترم قيمة دينه سوف يختار العلمانية ليبعد كل مستغل للدين وتاجر دين الذي يسيء للدين قبل غيره،وما العلمانية إلا اعطاء كل ذي حق حقه.



ربما الأفكار غير مرتبة أو غير واضحة وربما تراها خرابيط عموماً ارجع للسطر الأول من البداية فوق:)
 أي خطأ املائي أو غيره  اعذرني قد كتبته على عجالة ومن الأيفون.