2012/12/14

المرأة بين اليمن والدول العربية-تقرير.-

مشاركة المرأة للمرأة في-القضايا- المشتركة بداية جداً موفقة لتحقيق الحصول على كافة الحقوق المنقوصة في ظل مجتمع يحاول أن يقلل من وجود المرأة بطرق مباشرة صريحة وغير مباشرة خفية وما أكثرها.

اليوم كان يوم مميز-عادةً هو كل يوم كذلك- في محاضرة للدكتورة مشاعل الهاجري كانت المفاجأة حضور سيدة لطيفة وقوية من اليمن: الاستاذة: جميلة صالح. مستشارة قانونية وناشطة حقوقية. 

كان الحديث يدور حول حقوق المرأة في الوطن العربي وفي اليمن على وجوه الخصوص،وقد لخصّت أ.جميلة صالح بأن ماحدث ويحدث في اليمن فرضته السيطرة القبلية التي تنتهك القانون على وجه العموم وتحتكم للأعراف بل يصل لانتهاك الحقوق الإنسانية أيضاً،وفي السيطرة القبليّة يصب الاهتمام في الطبقة العليا منها فقط في تدوير المصالح المشتركة،وبهذا هي لا تحترم كرامة الإنسان،حتى أنها لا تحترمك هذه السلطة المستبدة،وتصل لإهانتك على راتب وظيفتك وهو راتب مقابل عمل-عقد.-

في اليمن كان دور المرأة جداً فعّال وقوي الحضور فالمرأة اليمنية أول مرأة في الجزيرة العربية تشغل وظيفة-قاضي- وهي سيدة من عدن تحديداً،وهي في محل صنع القرار أيضاً كما الرجل تحديداً،والمفارقة أن بعد اتحاد اليمن من الشمال والجنوب،تدنّى مستوى دور المرأة في صنع القرار بمباركة السيطرة القبليّة في اليمن حتى أنه انخفض عدد النساء المشاركات في البرلمان على مدى السنوات من بعد الاتحاد حتى أن ذلك أصبح حدث -شكلي- للهروب من المجتمع الدولي وكما قالت أ.جميلة صالح في وصفها الدقيق-ديكور- وفي خصم كُل ذلك كان لابد من ذكر تلك الفتاة الشجاعة التي نزلت للميدان في الأحداث الأخيرة في اليمن ضد النظام الظالم حتى أنه تم قتل أخيها أمامها،وكم في ذلك ألم حقيقي لكنها أخذت من دمه بيدها وكتبت على حائط عبارة تطالب برحيل هذا النظام وفي ذلك مقارنة بين المرأة القاضية وهذه الفتاة الشجاعة دليل أن المرأة لا يمكن أن يقلل من مكانتها شيء ولا حدث فهي صانعة قرار بحق.

كذلك أثارت أ.جميلة نقطة جداً مهمة في مسألة الزواج المبكر للفتيات،وأن كُل القصص التي تُسمع وتحدث للفتيات من سوء معاملة وانتهاك لكرامتهم ما هو إلا بسبب غياب نص تشريعي صريح لمنع هذه الزيجات من طفلة لا تُدرك ومن استغلال الوالدين لها،كما ذكرت قصة مؤلمة جداً لطفلة في اليمن تم تزوجيها لرجل في السبعين من عمره بعد عرض الوالدين ابنتهم للزوج لقبولها،كانت جداً سعيدة هذه الطفلة-على حسب مستوى ادراكها الطفولي- في شراء الهدايا واللباس،لكنها أدركت ذلك جيداً حين استفرد بها الزوج ومن خوفها وصدمتها،رمت نفسها من الشرفة وأُصيبت بالشلل،لو كان النص التشريعي   قد حدد السن للزواج لما حدثت هذه الحادثة وغيرها كثير.

أما تعليقي أنا عن كُل ذلك:
أعتقد إننا-المجتمع العربي والإسلامي- مازلنا نعاني أزمة فِكر حقيقية وترسبات دينية إجتماعية في غياب قانوني واضح وانتهاك صريح لحقوق الإنسان بمبررات تافهة جعل منّا مجتمع يرمي تخلفه على المرأة لضعف مكانها التي هي من وضعت نفسها فيه،حين تتحاور مع نساء وفتيات من مختلف التوجهات تجد الشيء العجيب،أنّ بعضهن تُرحب بالاستبداد الذكوري بل تدعو له،هي لا تُدرك أنها قوية وتستحق أفضل من دور هامشي ركيك،الطريق طويل جداً ويحتاج شجاعة أكبر وتسلّح بالعِلم ومواجهة لن تخلو من الصعاب،أنا كفتاة مؤمنة جداً بقوتي ومقدرتي على صنع القرار في المجتمع-ستذكرون كلامي هذا جيداً- دون التعللّ بضعف ديني أو عاطفي،ومؤمنة أيضاً أن النور قادم لا محالة،المرأة مكانها الحقيقي محفوظ وينتظرها ومن لا يتقبّل ذلك عليه التعايش مع رفضه،المركب لا يتسع للعقول الضيقة والتي تميّز الحق على أساس-جنسي-بغيض،رضى من رضى وغضب من غضب،لا وقت للمجاملات والخوف الوهمي.

شكراً للاستاذة جميلة صالح 
شكراً لدكتورة مشاعل الهاجري
شكراً للطالبات الرائعات 





ليست هناك تعليقات: