2012/12/21

هوس نهاية العالم

هل لكل شيء نهاية؟
نهاية كما نتصوّرها نحن؟
كما صوّرها لنا من كان قبلنا؟
لماذا نهتم كثيراً في ضبط النهايات
رغم ألم البدايات وصعوبتها
والعيش مابينهما لا يُرى؟
هل نحن نستجعل النهاية لبداية جديدة؟
أم هروب باقتناع أو قناع وهمي لشيء آخر؟

النهايات دائماً تضايقني
جداً أكره نهاية اليوم
نهاية الكتاب
الوداع
نهاية التعليم
نهاية درس ما
نهاية مؤتمر
نهاية الطعام
نهاية الشارع
نهاية شرب القهوة
هكذا كل النهايات كئيبة مهما تزيّنت بشيء من الفرح
تأمل كُل نهاية سعيت لها...
ذهبت بعدها لبداية جديدة لا اختلاف
لكن يبقى جزء النهاية شيء مُعيب في ذاته،مثل النهاية الأكيدة،الموت!

الموت ماذا بعده؟
ماذا بعده بسرعة أو ببُعد؟
حقيقةً لا يهم،فهو نهاية وكفى!
الذي يهم فعلاً ما قبله
هل عشت فعلاً؟
هل أحببت فعلاً؟
هل ضحكت؟
بكيت؟
تألمت؟
اخطأت؟
تعلّمت؟
حزنت وفرحت؟
تشاجرت وعانقت؟
زرعت وأكلت؟
هل فعلت كُل يوم شيء مختلف؟
أم كانت كل أيامك إعادة لسابقتها؟
هُنا تُحدثني هُنا القيمة الحقيقية
هُنا أصل الحكاية،أما النهاية شيء حتمي يختلف بتنفيذ الطريقة فقط
حتى إنك تلاحظ أن كل خائف من الحياة
ينتحر في بيته لوحده،يفجرّ وسط بشر،يلقي قنبلة وسط بلد،وكل أساليب الموت التي أتت من خوف حقيقي لمواجهة مابين البداية والنهاية،هُنا الاختبار الحقيقي!

ماذا لو كانت نهاية العالم اليوم؟
رغم إننا في منتصف اليوم تقريباً ولم يحدث أي شيء-كالعادة- من التصوّرات التي تؤمن بنهاية العالم تحديداً،لم يجعلني أفكر جداً بماذا ينقصني أو ماذا أريد فعله كثيراً،أريد فقط أيام جديدة لأعيش كما أعيش اليوم،باقي التفاصيل ليست مهمة بقدر الصورة الحقيقة ثم بنفسي أخيط تفاصيل الثوب الرقيق،ربما ربما إن اضطررت لطلب أخير مُجاب
أريد الاستلقاء بثوب قصير خفيف ملوّن وقطعة قماش صغيرة جداً بيضاء تغطي رأسي وحلق وردي بنقشات بيضاء يزيّن أذني،وعقد ملّون بلون أصفر على عنقي وصدري،دون حذاء ويديّ ممدوة لجانبي وكُل من أُحب يعانقني،كُل من أُحب،ونضحك سوياً تحت السماء والسحاب،وبعدها لينتهي العالم،لن أهتم.

ليست هناك تعليقات: