2012/12/24

ثقافة القطيع



لماذا المجتمع يُرحب جداً في سحبك إلى قطيع ما،رغم تنوّع تفاصيل القطيع إلّا أنه يدور في جهات معلومة ورغم انتشار اختلافها التفصيلي إلّا الانتماء في سماءها هو انتماء واحد،في الانتماء الاجتماعي من عوائلية،قبليّة وفي الانتماء الطبقي من غني وفقير،والانتماء السياسي من معارض وموالي،الانتماء الديني من مسلم وكافر-رغم أن تفصيل ذلك جداً له دور فعّال في تعزيز القطيع حتى أنه غير مسؤول بتاتاً- الانتماء الفكري وغيره كثير.

الحالة الصحيّة في تواجد هو تواجد يعزز قيمتك كإنسان أولاً،ثم تفاصيل ليست ذات أهمية قصوى،إن لم تجد بيئة تعزز ذلك بك،طبيعي جداً أنها غير ملائمة لك-على افتراض حُسن البحث- دائماً من يحاول ادخالك في تجمّع ما،حاول أن تكون شجاع للتمحيص العقلي والذهني،لا تُلزم نفسك بشيء له احتمالات عدة ويُحصر باحتمال فردي،في تجمّع ديني كتطبيق،ما دوره في تعزيز إنسانيتك،اترك النصوص والمقولات والقصص وما إلى ذلك،هل تحسّن بك شيء من إنسانيتك؟ في الوقت الحالي الآن،ليس في زمن آخر!هل وجدت أن مافي داخلك يلائم تلك النصوص؟إن وجدت بتجرّد أن تلك النصوص لا تلائم-شيء-من الإنسانية،أظن عليك التفكرّ العميق بمراجعة ما تؤمن به.

في افتراض تجمع سياسي،غالباً هي تجمعات مصلحية،خاصةً في مجتمع يغلب عليه الاستغلال في استدراج مجموعات معيّنة للانضمام لركب سريع مع إضافة تصوّرات بدائية للوصول المصلحي بأقل الطرق ذكاء،مع ملاحظة أن الأغلب لا يرى ذلك،ذلك يعود عادةً باعتقادي للربط السياسي-المفترض أنه مدني بحت- برابطة عشائرية،اقتصادية،دينية،تجارية وقليل جداً ترى ارتباط فكري صريح،قمة الفشل ارتباط عمل سياسي في الأربع روابط أعلاه،لها خسائر حقيقية ممتدة على مجتمع كامل من خسارة جهد ووقت،وطاقات جبّارة في فراغ واضح لا يُملأ عادةً إلا بالترهات.

أعتقد حاجتنا لعراك فكري بيّن هو الذي يجعلنا نستشعر بقيمتنا كإنسان،فيه دفع للبحث والاستكشاف الحقيقي لا السطحي،ومحاولات دائمة لفك العراك بحجج منطقية بناءة للمجتمع،وفيه مقدرة هائلة للتفكرّ النقدي دون حدّ أو سدّ،مع الأخذ أن الفكر كما أظن هو الشيء الذي لا يتوقف تماماً في المبرمج-يُعيد ما تم برمجته عليه،لكنه لا ينفث الغبار،يا حسافة- وفي حُر التفكير.

كُتب على عجالة وقت للدراسة.

ليست هناك تعليقات: