2012/12/27

بين الخير والشر شامة

قالت لي جدتي وأنا صغيرة حين سألتها عن شامة في يدي وعلى وجهي،قالت:هذه الشامات تُحسب لك حسنات،تدل على خير تفعلينه فتظهر هي تعبير صادق على حُسن فعلتك،دامت معي هذه الفكرة سنوات،حتى أني كُنت أتعمدّ فعل شيء جميل للناس-كُنت أُساعد في تنظيف سفرة الطعام مع العاملة- و-كُنت أُسرع لأحضر من يطلب الشاي بعد الغداء حتى العصر- ثم في الليل اناظر وجهي في المرآة انتظر شامة ما تظهر حتى يغلبني النعاس،في الصباح كذلك،أولاً اسحب المرآة الملوّنة الصغيرة من تحت وسادتي لأرى هل ظهر شيء على وجهي،يدي،أي شيء كُنت منتظرة.
في مرحلة إدراكي المتطوّرة عن تلك المرحلة السابقة،علمت أن هذه حكايا خيالية،من وحي الحث على عمل الخير،ورُبما كان أحدهم يغطي جسده شامات كثيرة،فوضع له أحدهم هذا العذر،لايهم.
في انتظاري في الليل حتى الصباح،كُنت ألاحظ وأتفكرّ أن بنت خالي لاتفعل شيء به خير كما كُنت أفعل،ومع ذلك تظهر لها شامات كثيرة وقد ظهرت لها شامة ملفتة على وجهها،كنت غاضبة من نفسي،أفعل كل شيء خيّر ولا أرى المقابل!

ماذا لو ظهرت لنا علامة تُدلل على صدق أفعالنا؟ علامة ظاهرة لا تُخفى،هل سيكون هذا العالم مختلف عما هو الآن؟
هل يتسابق البشر للخيّر؟ هل سباقهم هذا ضميري أم خشية اختفاء علامة الخير من على أجسادهم؟ هل بعدم ظهور الشامة سوف يُنبذ أحدهم؟

انظر كيف نحكم على بعضنا-دون وجه حق- بسبب اسم،ثياب،وظيفة وغيرها كثير من الأشياء-غير المستحقة- للُحكم،بخلاف الفعل الظاهري البيّن بحق،مع ذلك في مسألة الشامة،هل سنكون إنسان عادي؟
إنسان بنصف الشر ونصف الخير؟
هل ستقبلّ من-نعتقد-أنه خيّر؟ ونُبعد من نعتقد أن به شر؟ وممكن جداً أن تظهر شامة بلا عمل خيّر ثم نقدّس صاحبها والعكس تماماً،لاتظهر حتى بعمل خيّر ثم نزدري صاحبها.
قس على ذلك كُل شيء

ليست هناك تعليقات: