2012/12/20

في الدين والفكر والأخلاق،أنت


كل امتلاء يأتي من فراغ.

دراسة المجتمعات تحتاج الوقت الطويل للتأكد مما ينتج عنها،مع تجرّد تام من الشخصانية والانتماءات،قليل من يستطيع ذلك،وكثير من يقع فيه ويبرهن على صحة استنتاجه بصوّر غير عقلانية وواقعية ومع ذلك يصدّقه الأغلبية.

مهما حاولنا تنظيم المجتمع بصورة أخلاقية،دينية،فكرية ما استطعنا ولن نستطيع ذلك أبداً،في الأخلاق لا يمكن اعتبار المثالية متواجده عند أحدنا ومن يقول في ذلك-يعيش في وهم- واعتبار كذلك الأخلاق قيّم نسبية من فرد للآخر،حين ترى رجل في الشارع يطلب منك المال،يساعده أحدهم باعتبار ذلك عطف ورقي أخلاقي وإنسانية،حين يمشي الآخر عن هذا الرجل باعتبار أن مسؤوليته أن يبيّن للرجل أن العمل متاح لك،وفي ذلك تلقين للمسؤولية والاعتماد على النفس،كل منهما فعل أخلاقي من منظوره وقس على ذلك الباقي،أما في الجهة الدينية،باختلاف الأديان والملل والمذاهب،كل منهما مهما بيّن لك سماحته فإنه ينكر على الآخر تواجده بصورة فورية أو في زمن قادم-هذا بتجرّد تام- لجميعهم دون ميل لأحدهم،والمنتمي لأحدهم مُلزم بتطبيق ذلك علناً مع الميل الإنساني الأناني في الوجود نستطيع صنع وحش بهيئة إنسانية بحته وقبعة استبداد متقن.
أما في الجهة الفكرية،يتبادر في ذهنك أن في المجتمع حالة فكرية عميقة،نعم لكن ذلك قليل وأغلبه في القشور والسطحية يظهر،ليس لدينا تصوّر واضح للحالات الفكرية رغم أنها موجودة ظاهرياً،رغم إيماني التام بأن الحروب الفكرية والتمرّد الفكري هو الشعلة الحقيقية للتطوّر الحقيقي للمجتمع إلّا أن ذلك مقيّد بالجهات المذكورة أعلاه،بشيء من العيب وشيء من الحرام وأصبح الفكر حالة هشّة ومعيبة ولا تُذكرّ في الصراعات الحقيقية بقدر ما ذُكر.

ليست هناك تعليقات: