2012/12/31

هذه حياتي،وحياتك؟

اليوم الذي يرحل لا يعود نهائياً،مهما حاولت ومهما فعلت،الأمر بسيط جداً لهذا عليك مداراة ذلك جيداً.

هل تتخيّل أن سنة مرّت عليّك؟
قبلها كانت سنوات أيضاً لكن من جديد.
هل تتخيّل أن سنة مرّت عليّك؟
إن فكرّت عميقاً وبوعي،سترى أن مقصدي أكبر من مرور يوم وسنة.

في عام2011 وضعت لي خطط كاملة تمتد لعام قادم وأعوام قادمة بعدها،أدركت الكثير منها ومن حقي أن-أتباهى- بقوتي وإرادتي التي جعلتني أفعل ذلك رغم -الجهد والتعب والألم- بل الكثير من الألم الجسدي والمعنوي.

سأدوّن ذلك رغم عدم معرفة ذلك إلّا لمن هو قريب مني جداً،أما الآن وقد تخلّصت من ذلك يحق لي الكتابة عنه دون حاجة للخجل أو مشاعر قلق وشفقة.

بدايةً كانت مع صحتي،قد تدهورت في أكتوبر 2011 لم أكن أعي ذلك،كُنت قريبة جداً من الألم دون إدراك،كانت مرحلة صعبة والشكر للدكتورة العزيزة التي جعلتني أقوم بالتحاليل والفحص لأرى أني كُنت قريبة جداً من مرض ما ومرض آخر أيضاً،كنت خائفة جداً وكانت والدتي معي،تسمع حديث الدكتورة وكُنا قد خسرنا أختي الكبرى في 2010 بسبب السرطان،لا أستطيع وصف صدمتي وقتها،رجعت للبيت وبكيت بشدة حتى أني نمت يومان دون شعور بعلّة الكآبة ومحاولات للهرب من الواقع،مع ضغط دراسي وعائلي كدت أن أنفجر من الكتمان،بعد محاولات للبحث عن العلاج والبحث عن وضع جديد،مثل أي إنسان لجأت للانترنت للبحث السريع،ربما بل أجزم أن أكثر من ثمان ساعات مضت وأنا اقرأ عن هذا المرض وذاك،كانت أيام عصيبة ومُتعبة جداً،واليوم قد تعافيت تماماً رغم ظهور التعب بين فترة وأخرى وهذا شيء طبيعي إن عديّت بعض الاهتمامات بالأكل الصحي أو شرب الماء،وأيضاً قد خسرت الكثير من وزني بحسبة وزن إنسان طبيعي واحد-تخيّل-ذلك،أعتقد أن ذلك مستمر حتى الآن وأرجو على نهاية عام2013 أكون قد وصلت للوزن الطبيعي الملائم لي.

في الجانب الثاني،كنت قد قررت تغير تخصصي الدراسي من تخصص دراسي أعشقه بشكل غريب-الفلسفة- إلى دراسة-القانون- لا أعلم لماذا،أو أعلم جيداً لماذا لكن لا أود الافصاح عن ذلك الآن،لكن-الفلسفة- للتعلّم الذاتي كما رأيت،أن تُعطي نفسك للاحتمالات لا تكون أسير لاحتمالات مقيّدة من مؤسسة تعليمية أو مرشد دراسي أو حتى زميل،رغم أني أرى أحياناً أن أعود لدائرة الفلسفة من جديد في دراسة القانون،متأكده أن ذلك سيؤثر ايجاباً عليّ كشفته الآن أم بعد ذلك،لايهم.

أما على صعيد الزمالة والصداقة والعلاقات مع الناس،ياه كانت سنة ممتلئة بهم،تعرّفت على صديقات أربع جدد،رائعات بكل ما تحمله الكلمة،دكتورة جميلة،مثقفة رقيقة،زميلة وأخت،قريبة رغم بعدها،ويجمعهن جميعاً إنسانيتهنّ واحترامهن لي،تلك نعمة عظيمة،لست من النوع المُحب لعلاقات الزمالة وماإلى ذلك،لدي تحفظات شخصية على توسّع علاقاتي،ربما تماديت قليلاً في السماح لدخول دائرتي الشخصية،لكن سرعان ما تلاحقت وأدركت صوابي من خطئي.

من جانب القراءة،قد قرأت كُل الكتب التي قد أشتريتها من معرض كتاب2011 حتى انتهيت في منتصف 2012،ثم قراءات الكترونية مختلفة جداً وكانت شبه يومية،في رمضان ووقت سفري أنتهيت خمسة كُتب بين فلسفة وفكر وثقافة علمية،وكتاب ديني،كان أجمل وقت قضيته في القراءة،وفي المعرض الأخير اشتريت مجموعة من الكتب ورغم انشغالي في الدراسة قد قرأت أربع كتب منها حتى الآن،وبعض المقالات والكتب الالكترونية،أعتقد بل أجزم أن القراءة حياة من لايقرأ ميّت،هكذا ببساطة.

هذه أهم الأحداث-المهمة-في حياتي،أتمنى أن يكون هذا العام الجديد 2013 عام أكمل به كل خير لصحتي أولاً ثم الخير الباقي،وأكتب عن ذلك بعد اثنا عشر شهر.

قاعدة مهمة جداً:
كل شيء تريده تستطيع الحصول عليه-إن أردت-ذلك فعلاً.

كل عام وأنتم بخير
أمنياتي وصلواتي أن يكون عام حب وسلام وتنوير وصحة للجميع والكون.

2012/12/27

درس يوم لعمر كامل

أليس عجيب وملفت للانتباه والتأمل العميق أن دروس هذه الحياة بفرحها وألمها تبقى جميلة!

كل يوم نلتقي مع البشر،نعرفهم ولا نعرفهم،بل حتى من تعرفهم أنت تظن أنك تعرفهم،لكن في الحقيقة لاأحد منا يعرف الآخر،لدينا تصوّر عن هذا الشخص فقط-عادةً-تصوّر هو وضعه لنا لنراه بالغض عن صحته أو كذبه،أرايت كُل هؤلاء؟
لابد أن تبقى علاقتك بهم وسط حدود حقيقية،لاتجعل أياً منهم يتعدا ذلك،دائرة خصوصيتك جداً ثمينة،كل يوم ستدرك ذلك مع التعامل والبقاء مع الناس سترى أنك إنسان مختلف عن ما كُنت عليه.

العقل هو مصنع الفكر والأفكار
القلب هو مرشدك الحقيقي
لابد من التوافق بينهما.
لابد.


مهما حكيت عن الحياة العميقة تبقى بسيطة جداً،لكن الكثير منا يُحب تعقيدها وتصعيبها،خطوات الحياة واضحة بيّنة،أنت اختر فقط.

حُب العلم والتعلّم هو المحرك الحقيقي للبقاء في هذه الحياة.

خميس سعيد وجميل للجميع

بين الخير والشر شامة

قالت لي جدتي وأنا صغيرة حين سألتها عن شامة في يدي وعلى وجهي،قالت:هذه الشامات تُحسب لك حسنات،تدل على خير تفعلينه فتظهر هي تعبير صادق على حُسن فعلتك،دامت معي هذه الفكرة سنوات،حتى أني كُنت أتعمدّ فعل شيء جميل للناس-كُنت أُساعد في تنظيف سفرة الطعام مع العاملة- و-كُنت أُسرع لأحضر من يطلب الشاي بعد الغداء حتى العصر- ثم في الليل اناظر وجهي في المرآة انتظر شامة ما تظهر حتى يغلبني النعاس،في الصباح كذلك،أولاً اسحب المرآة الملوّنة الصغيرة من تحت وسادتي لأرى هل ظهر شيء على وجهي،يدي،أي شيء كُنت منتظرة.
في مرحلة إدراكي المتطوّرة عن تلك المرحلة السابقة،علمت أن هذه حكايا خيالية،من وحي الحث على عمل الخير،ورُبما كان أحدهم يغطي جسده شامات كثيرة،فوضع له أحدهم هذا العذر،لايهم.
في انتظاري في الليل حتى الصباح،كُنت ألاحظ وأتفكرّ أن بنت خالي لاتفعل شيء به خير كما كُنت أفعل،ومع ذلك تظهر لها شامات كثيرة وقد ظهرت لها شامة ملفتة على وجهها،كنت غاضبة من نفسي،أفعل كل شيء خيّر ولا أرى المقابل!

ماذا لو ظهرت لنا علامة تُدلل على صدق أفعالنا؟ علامة ظاهرة لا تُخفى،هل سيكون هذا العالم مختلف عما هو الآن؟
هل يتسابق البشر للخيّر؟ هل سباقهم هذا ضميري أم خشية اختفاء علامة الخير من على أجسادهم؟ هل بعدم ظهور الشامة سوف يُنبذ أحدهم؟

انظر كيف نحكم على بعضنا-دون وجه حق- بسبب اسم،ثياب،وظيفة وغيرها كثير من الأشياء-غير المستحقة- للُحكم،بخلاف الفعل الظاهري البيّن بحق،مع ذلك في مسألة الشامة،هل سنكون إنسان عادي؟
إنسان بنصف الشر ونصف الخير؟
هل ستقبلّ من-نعتقد-أنه خيّر؟ ونُبعد من نعتقد أن به شر؟ وممكن جداً أن تظهر شامة بلا عمل خيّر ثم نقدّس صاحبها والعكس تماماً،لاتظهر حتى بعمل خيّر ثم نزدري صاحبها.
قس على ذلك كُل شيء

2012/12/24

ثقافة القطيع



لماذا المجتمع يُرحب جداً في سحبك إلى قطيع ما،رغم تنوّع تفاصيل القطيع إلّا أنه يدور في جهات معلومة ورغم انتشار اختلافها التفصيلي إلّا الانتماء في سماءها هو انتماء واحد،في الانتماء الاجتماعي من عوائلية،قبليّة وفي الانتماء الطبقي من غني وفقير،والانتماء السياسي من معارض وموالي،الانتماء الديني من مسلم وكافر-رغم أن تفصيل ذلك جداً له دور فعّال في تعزيز القطيع حتى أنه غير مسؤول بتاتاً- الانتماء الفكري وغيره كثير.

الحالة الصحيّة في تواجد هو تواجد يعزز قيمتك كإنسان أولاً،ثم تفاصيل ليست ذات أهمية قصوى،إن لم تجد بيئة تعزز ذلك بك،طبيعي جداً أنها غير ملائمة لك-على افتراض حُسن البحث- دائماً من يحاول ادخالك في تجمّع ما،حاول أن تكون شجاع للتمحيص العقلي والذهني،لا تُلزم نفسك بشيء له احتمالات عدة ويُحصر باحتمال فردي،في تجمّع ديني كتطبيق،ما دوره في تعزيز إنسانيتك،اترك النصوص والمقولات والقصص وما إلى ذلك،هل تحسّن بك شيء من إنسانيتك؟ في الوقت الحالي الآن،ليس في زمن آخر!هل وجدت أن مافي داخلك يلائم تلك النصوص؟إن وجدت بتجرّد أن تلك النصوص لا تلائم-شيء-من الإنسانية،أظن عليك التفكرّ العميق بمراجعة ما تؤمن به.

في افتراض تجمع سياسي،غالباً هي تجمعات مصلحية،خاصةً في مجتمع يغلب عليه الاستغلال في استدراج مجموعات معيّنة للانضمام لركب سريع مع إضافة تصوّرات بدائية للوصول المصلحي بأقل الطرق ذكاء،مع ملاحظة أن الأغلب لا يرى ذلك،ذلك يعود عادةً باعتقادي للربط السياسي-المفترض أنه مدني بحت- برابطة عشائرية،اقتصادية،دينية،تجارية وقليل جداً ترى ارتباط فكري صريح،قمة الفشل ارتباط عمل سياسي في الأربع روابط أعلاه،لها خسائر حقيقية ممتدة على مجتمع كامل من خسارة جهد ووقت،وطاقات جبّارة في فراغ واضح لا يُملأ عادةً إلا بالترهات.

أعتقد حاجتنا لعراك فكري بيّن هو الذي يجعلنا نستشعر بقيمتنا كإنسان،فيه دفع للبحث والاستكشاف الحقيقي لا السطحي،ومحاولات دائمة لفك العراك بحجج منطقية بناءة للمجتمع،وفيه مقدرة هائلة للتفكرّ النقدي دون حدّ أو سدّ،مع الأخذ أن الفكر كما أظن هو الشيء الذي لا يتوقف تماماً في المبرمج-يُعيد ما تم برمجته عليه،لكنه لا ينفث الغبار،يا حسافة- وفي حُر التفكير.

كُتب على عجالة وقت للدراسة.

2012/12/23

ملل الوجوه والأفكار وكل تكرار







الحال هذا لايعجبني،هل هذا مطلب كبير وكثير؟
تكرار في تكرار
الأفكار الأقوال والأفعال حتى في الشكل أصبح العالم نسخة تباع لكل من يطلبها
أحياناً بل –دائماً- لا يتم التأكد من قيمة هذه النسخة،عادةً جداً رخيصة ومستهلكة
فترخص مع كل نسخة واستخدام.

متفهمة جداً أن تخاف أن تكون مختلف عن محيط ما،أنا كنت كذلك وأحياناً أشعر بذلك حتى الآن
لدي أفكار لا يسعها الوجود،غريبة جداً متطرفة نادراً رغم أني أرى التطرف مفيد إن تم استغلاله على الوجه الصحيح،قالب المجتمع والدين والعادات والتقاليد هذه لا تناسبني،لا أستطيع كبت ذاتي بينهم،اختنق،مهما طال الوقت والجهد المبذول لابد أن ترجع لهم،ليس لأنك تريد ذلك،بل هذا شيء حتمي لأن في وجود مشترك،لايخلو من القيود الوهمية التي وضعت منذ صنع الوجود أو اكتشافه،لاأعلم أي شيء.


تضيّع وقتك على فك شفرة البرمجة بين هذه الأشياء،فور ذلك ترى الحياة جيداً،ضمير حيّ،عقل متعطش للمزيد،قلب ينشر الحُب لاينتظر مقابل،الفعل الخيّر قيمة في ذاتها وإنسانية قبل انتظار مردود آخر وإن كنت تنتظر مردود فهو مردود شخصي للراحة والشعور التام،له من الأنانية شيء،لكن أقلّه فعل خيّر لك وللآخرين بالغض عن أصل الخير الذي نختلف عنه جميعاً،وفي ذلك تفاصيل كثيرة لا يمكن حصرها أبداً ونقاشتها دائماً تسحبك لنقاش أكبر وأعمق-إن لم تكن كل نقاشاتك هكذا- لأحد الأطراف أقلّه لن نستفيد شيء،النقاش تأتي ثماره عادةً-شخصياً-إما في طريق عودتي أو قبل نومي وكثيراً مع قهوة وطاولة لايشاركني بها أحد رغم وجود مائة شخص حولي.


أن تكون مختلف في مجتمع متكرر النسخ ببساطة تكون منبوذ،فقد استمتع به ويكفي أن تكون مميز ونادر عن –قطيع- مُمل.

2012/12/22

لطائف حياة

المتأمل للحياة بتجرّد يعلم أن لاشيء يقيني تام،حين تجرّدت أنا كذلك ما استطعت التجرّد التام،صعب جداً كُل ممارساتي اليومية في حائط الحياة مُعلقة،لا أعلم شيء حقيقي،رُبما قيمة الحُب هي الشيء الحقيقي رُبما،كيف أعيش في الحقيقة وأنا لا أُحب الحياة؟
كيف استيقظ كل يوم واذهب للتعلّم وإن كُنت مُجهدة نفسياً وعقلياً وجسدياً،أليس هو الحُب! كيف أنام وانتظر الشمس تأتي أليس ذلك هو حُب أيضاً!
لا أعلم شيء،لكن أحياناً أود الجلوس في السماء عالياً انظر للأرض والبشر،دون أن أفعل شيء آخر،فقط اتأملهم هم ومعهم أقوالهم وأفعالهم،دون مشاركة شيء من ذلك معهم،حتى أرى برؤية حقيقية لا ميل لشيء مشترك بيننا.

كلّما جالست الناس،ملت أكثر للعزلة،أنا لا أستطيع تحمل البشر مجتمعين أكثر من ثلاث ساعات متواصلة،أشعر بالاختناق،لكن لا أمانع ضعف ذلك بمرات أن أجلس لوحدي أفعل شيء يسعدني ويؤنس عقلي وقلبي.

إن كُنت ممن يشعر بالفرح كثيراً بتواجده مع الناس دائماً-أعتقد- وذلك يعود لرؤيتي-الخاصة- أنك لا تُحب نفسك كثيراً،حُب النفس أوله حُب الخلوة معها...كثيراً.

في كل علاقاتي مع جميع الناس،أحب كثيراً عدم تعدي خصوصيتي،وضع حد فاصل جداً مريح وشيء جداً رائع.
مهما ظننت إنك تعرفني لأنك تقرأ ما أكتب،لا،واهم أنت.

الحياة رحلة ...باسمي هيَّ.

من وحي وجوه أمامي،مهمتها فقط الخز!

2012/12/21

هوس نهاية العالم

هل لكل شيء نهاية؟
نهاية كما نتصوّرها نحن؟
كما صوّرها لنا من كان قبلنا؟
لماذا نهتم كثيراً في ضبط النهايات
رغم ألم البدايات وصعوبتها
والعيش مابينهما لا يُرى؟
هل نحن نستجعل النهاية لبداية جديدة؟
أم هروب باقتناع أو قناع وهمي لشيء آخر؟

النهايات دائماً تضايقني
جداً أكره نهاية اليوم
نهاية الكتاب
الوداع
نهاية التعليم
نهاية درس ما
نهاية مؤتمر
نهاية الطعام
نهاية الشارع
نهاية شرب القهوة
هكذا كل النهايات كئيبة مهما تزيّنت بشيء من الفرح
تأمل كُل نهاية سعيت لها...
ذهبت بعدها لبداية جديدة لا اختلاف
لكن يبقى جزء النهاية شيء مُعيب في ذاته،مثل النهاية الأكيدة،الموت!

الموت ماذا بعده؟
ماذا بعده بسرعة أو ببُعد؟
حقيقةً لا يهم،فهو نهاية وكفى!
الذي يهم فعلاً ما قبله
هل عشت فعلاً؟
هل أحببت فعلاً؟
هل ضحكت؟
بكيت؟
تألمت؟
اخطأت؟
تعلّمت؟
حزنت وفرحت؟
تشاجرت وعانقت؟
زرعت وأكلت؟
هل فعلت كُل يوم شيء مختلف؟
أم كانت كل أيامك إعادة لسابقتها؟
هُنا تُحدثني هُنا القيمة الحقيقية
هُنا أصل الحكاية،أما النهاية شيء حتمي يختلف بتنفيذ الطريقة فقط
حتى إنك تلاحظ أن كل خائف من الحياة
ينتحر في بيته لوحده،يفجرّ وسط بشر،يلقي قنبلة وسط بلد،وكل أساليب الموت التي أتت من خوف حقيقي لمواجهة مابين البداية والنهاية،هُنا الاختبار الحقيقي!

ماذا لو كانت نهاية العالم اليوم؟
رغم إننا في منتصف اليوم تقريباً ولم يحدث أي شيء-كالعادة- من التصوّرات التي تؤمن بنهاية العالم تحديداً،لم يجعلني أفكر جداً بماذا ينقصني أو ماذا أريد فعله كثيراً،أريد فقط أيام جديدة لأعيش كما أعيش اليوم،باقي التفاصيل ليست مهمة بقدر الصورة الحقيقة ثم بنفسي أخيط تفاصيل الثوب الرقيق،ربما ربما إن اضطررت لطلب أخير مُجاب
أريد الاستلقاء بثوب قصير خفيف ملوّن وقطعة قماش صغيرة جداً بيضاء تغطي رأسي وحلق وردي بنقشات بيضاء يزيّن أذني،وعقد ملّون بلون أصفر على عنقي وصدري،دون حذاء ويديّ ممدوة لجانبي وكُل من أُحب يعانقني،كُل من أُحب،ونضحك سوياً تحت السماء والسحاب،وبعدها لينتهي العالم،لن أهتم.

حكي

في كل الحكايا،حكايا تأتي بها
كما لو أن ما اكتفى بنا سدّهم حتى بَنَتْ سدّ آخر يبعدنا عن طريقهم.

لا نحتاج لأنصاف البقاء والوجود
نصفك موجود والنصف الباقي مشغول
قلبك بنصفه معي ونصفه غير مضمون
في الحاجة لا وجود لك ولا لخيالك حولي
بصوت مسموع أناديك ولا أسمع لك جواب،ما بقى فيني صوت باقي ينادي،ينادي من بعيد وماله مجيب.

أهديك؟
قل لي لما أهديك كُل شيء
تحاول أن أُهديك كُل شيء
لن أفعل...حين أرى خطوات رحيل
أهرب قبل قدومها،أسبقها قبل حضورها
أنت تعبرني كما لو أني جسر
ولا ترى أني باقية،أنت...الراحل
أنا ثابتة على الحياة....

ما هذه الحياة!
ما هؤلاء الناس!
مداراتك للناس ليّست شيء مهم
لماذا نهتم؟
الناس عبارة عن سوء
فعلاً!
أحبهم جداً
أحترمهم جداً أيضاً
لكن التخلّص من فكرة أهمية وجودهم معك فكرة ذات أهمية عميقة وقيّمة
عش،اضحك،افرح معهم
لكن.... إيّاك أن تتخذ أحدهم
وجود حقيقي في حياتك
صعب،مؤلم،لا يمكن تصوّره؟
فعلاً هو كذلك
لكن الأيام تقوي ظهرك
حينها تذكر كلامي هذا...جيداً
لا تضع آمالك على أي شخص كان ويكون

2012/12/20

في الدين والفكر والأخلاق،أنت


كل امتلاء يأتي من فراغ.

دراسة المجتمعات تحتاج الوقت الطويل للتأكد مما ينتج عنها،مع تجرّد تام من الشخصانية والانتماءات،قليل من يستطيع ذلك،وكثير من يقع فيه ويبرهن على صحة استنتاجه بصوّر غير عقلانية وواقعية ومع ذلك يصدّقه الأغلبية.

مهما حاولنا تنظيم المجتمع بصورة أخلاقية،دينية،فكرية ما استطعنا ولن نستطيع ذلك أبداً،في الأخلاق لا يمكن اعتبار المثالية متواجده عند أحدنا ومن يقول في ذلك-يعيش في وهم- واعتبار كذلك الأخلاق قيّم نسبية من فرد للآخر،حين ترى رجل في الشارع يطلب منك المال،يساعده أحدهم باعتبار ذلك عطف ورقي أخلاقي وإنسانية،حين يمشي الآخر عن هذا الرجل باعتبار أن مسؤوليته أن يبيّن للرجل أن العمل متاح لك،وفي ذلك تلقين للمسؤولية والاعتماد على النفس،كل منهما فعل أخلاقي من منظوره وقس على ذلك الباقي،أما في الجهة الدينية،باختلاف الأديان والملل والمذاهب،كل منهما مهما بيّن لك سماحته فإنه ينكر على الآخر تواجده بصورة فورية أو في زمن قادم-هذا بتجرّد تام- لجميعهم دون ميل لأحدهم،والمنتمي لأحدهم مُلزم بتطبيق ذلك علناً مع الميل الإنساني الأناني في الوجود نستطيع صنع وحش بهيئة إنسانية بحته وقبعة استبداد متقن.
أما في الجهة الفكرية،يتبادر في ذهنك أن في المجتمع حالة فكرية عميقة،نعم لكن ذلك قليل وأغلبه في القشور والسطحية يظهر،ليس لدينا تصوّر واضح للحالات الفكرية رغم أنها موجودة ظاهرياً،رغم إيماني التام بأن الحروب الفكرية والتمرّد الفكري هو الشعلة الحقيقية للتطوّر الحقيقي للمجتمع إلّا أن ذلك مقيّد بالجهات المذكورة أعلاه،بشيء من العيب وشيء من الحرام وأصبح الفكر حالة هشّة ومعيبة ولا تُذكرّ في الصراعات الحقيقية بقدر ما ذُكر.

2012/12/19

الليل دون شيء

غيمة تسقي مطر
تسقي شجر
تسقي كل البشر
تحاول ترضي ما بقى أثر
تضيع في غياب الزمن
مثل نجمة بعيدة
لها أثر للنظر
نور قريب
وفي حقيقته بعيد فوق احتمالات الزمن.


أطير للسماء
تجيني من سابع سماء
نلتقي على غيمة غفا
تكتمل فرحة هوى
فرحة وجود وغنا
مثل طفلين
بين حاجة وخجل
بين شيٍ ظاهر
وأشياء يخفيها السكوت
سكوت الكون معنا
مثل لحظة سكوتنا
مثل لحظة سكوتي لي جيت تحكيني
أنا أسمعك تحكي موسيقى عليّ
ما قط قلتلك خلاص!
حكيك غيمة فرح.

يأتي المطر ويذهب
ما أنت معي ولا أنا معك
قليلاً أصبحت أنفر من المطر
على مظلة شفافة تحميني
من قطرات شفافة لتلك المشاعر الفضّاحة
ما حيلتي!
حين يسكن بنا الحُب لا عِقاب لنا
إلا بمزيد منّه وما نشفى.

ليت تجيني وأنا على غفوة وله
يحملك شوق وحنين لقلب لك في داره سكن..طفلٍ كنّه تعلّم شيٍ جديد
عساك تعلّمني شيٍ بلا علم فيني ولا مني،عِلم عجزت اذكره،يا ليت تجيني على غفوة وله وتنفقد فيني من وله.

2012/12/18

إلى حمد الدرباس ولك ربما غداً

من الذكاء التعامل مع شبه-الذكي- بطريقة ذكيّة مرتفعة عن مستواه.

كل يوم نسمع ونرى اعتقالات-سياسية- بالجملة اتجاه الشباب بمختلف توجهاتهم الفكرية وحتى السياسية،وأغلبهم تم اعتقالهم تحت مظلة-المعارضة- وهذا شيء ليس غريب إن كان في دولة لا تقوم على مؤسسات وقوانين وقبل هذا دستور،كنّا نسمع عن المعتقل السياسي في الدول المجاورة ونرفع الرأس عالياً بفخر لعدم وجود ذلك في الكويت،ومع الأيام أصبحنا نحن مصدر رئيسي للتشجيع عن القمع الفكري السياسي المعارض لعمل السلطة،رغم أن وجود انتقاد وعدم رضى عن عمل السلطة شيء جداً حيوي ودليل جلي واضح على استمرار الحياة في هذا الوطن،أما عدم وجوده وكل شيء تمام،بلا شك هناك خلل حقيقي تتحملة الدولة والشعب.

من حق بل هذا واجب السلطة تطبيق القانون-على الجميع- دون تمييز وفي مقابله على السلطة تحقيق كل الأمن والعدالة والإنصاف في تطبيق هذا القانون وهذا دعامة أساسية لبناء مجتمع ديمقراطي مدني شامل.

أنا لست مطلعة تماماً على تاريخ أول اعتقال في الكويت وأسبابه ودواعيه،لكنّي متأكدة إن ذلك لم يأتي من فراغ ليصل إلى ما وصل إليه اليوم،مهتمة جداً فيما يحصل خلال كم سنة الماضية،وكان به حط من كرامة الإنسان،لكن ما يحزن فعلاً أن الأغلب كان يصفق لانتهاك هذه الكرامة بحجج انتمائية بغيضة بمباركة سلطة من تقسيمات فئوية،طبقية،عوائلية،قبليّة،فكريّةوغيرها كثير وكانت السلطة تقف مع الصوت الأعلى بكل جرأة وهذا الصوت العالي كان جداً غبي في تصديقه ذلك وأيضاً كان جداً جداً جداً مستفيد على فترات مختلفة ومع اختلاف نوع هذا الصوت.

ببساطة لا يمكن السكوت عن التعسف الذي يحصل الآن،الآن تحديداً،أعتقد لابد من خطوات قانونية مدروسة وإن كانت طويلة،لكنها مثمرة وتكسر من لايعجبه بحكم إننا دولة مؤسسات ونمشي على-القانون- ومرجعنا الدستور،فقط التروي باتخاذ الخطوات المناسبة ووضع خطط قانونية بديلة لأي ثغرة تحاول السلطة التحكم بها.

في عقلي الآن يدور كل شيء،بعض التفاصيل عن المهزلة الحقيقة في الحفاظ على الكرامة الإنسانية والأمن في الكويت ممن يُحسب أنهم أهل لها،أبسطه الميموني وماحدث له،حتى اليوم لاشيء نرى،ولا حتى نصف حقيقة،ضرب النساء والبدون،الاعتداء على الخادمات والعاملات في السجون،ضرب المقيمين حتى يعترفوا بجرم لم يفعلوه،استحقار المرأة الكويتية باعتبارها مكملة للرجل وحقوقها ناقصة،مرضى يموتون انتظار للعلاج،تعليم فاشل-ابحث عن تقرير مستوى طلبة الجامعة الآخير-،من يسرق يولى المناصب وتظهر براءته،من يقول رأي ديني-النقي- مثال يسجن ونصف الشعب يهلل ويصفق لأن من سُجن مختلف عنه،المضحك انظر إن اعتقل ابن قبيلة ترى أبناء القبيلة لا ينامون حتى يفرج عنه ،ثم إن لم يكن منهم تنخفض الأصوات ولاتسمع-من يقول غير ذلك إما يكذب على نفسه أو يكذب على نفسه- الخلل مشترك بين سلطة تستغل الشعب لفرد قوتها وشعب يفرد قوته على الحالة الأضعف عنه-لا يهم من.-

المدون العزيز حمد الدرباس-مدونة صندوق حمد- من المدونيين الذين بحق لا يهابون قول الحق والإنصاف من اليوم الأول الذي قرأت للعزيز حمد وكتابته تفيض عقلانية واحترام،ودعوته دائماً لتطبيق القانون المنسي وغير ذلك في مواقفه الإنسانية التي فشل أمامها الكثير وزالت أقنعتهم المريضة،لا أقول ذلك مبالغةً أو تملقاً،لكنه من باب الانصاف واحقاق الحق،ومن كتب في المدونات يعلم أننا عائلة واحدة مهما اختلفنا في التفاصيل والعموم يبقى الاحترام متبادل والمحبة والتقدير كزملاء وإخوة.

رسالة إلى حمد الدرباس:
أنت شجاع بو ديما،وقلمك وقلبك ولسانك خير مائة بل مليون مرة من توافه هذا كُله،قوي وستظل قوي لا يهمك تهويش أحدهم،ونحن وأنا تحديداً أتكلم عن نفسي،معك ومؤمنة إن ماتدفع ثمنه الآن هو ثمن شجاعتك وإيمانك أن الكويت ليست حكر على مجموعة ما،وأن القانون والدستور هو الذي يجب تفعليهما،لا قرارات عشوائية وتهم خيالية،لا بأس يا حمد لكن ستذكر ديما أنك وقفت أمام سلطة تخاف الكلمة ودافعت عن حقها وحق الكثير من بعدها،وإن كنت مخطئ-افتراضاً- لا يمكن أن يسمح أن يتم التعسف باستخدام الحق لأنك قلت شيء لا يعجبهم.
كل أمنياني لك ولا تحزن لك أخوات وأخوة ينتظرونك دائماً.

لكل من يتشمت ويشجع الداخلية على تعسفها بحجج الأمن وغيره،اطلع على الدستور جيداً،وفي هذا الوقت انتظر مصيرك المشابهه لحمد ولكل الشباب المعتقل لأي سبب كان،السلطة لا صديق لها فلا تفرح كثيراً.

القانون إن لم يكن للتنظيم والانصاف والعدل والمساواة،لن ينفع وجوده على ورق!

2012/12/14

يوم الجمعة،شيء ما

في غرفة مظلمة
جسد يفترش المكان
يبحث عن غطاء
غطاء يستر
لا يهم أين لون ونوع
الحاجة للغطاء تفوق الانتماء.

صديق مزعج
متطلّب
كل شيء يريده هو الصحيح
الباقي عبث وخطأ ولا أهمية
أود الرحيل لكن كل هذا لا يهم
حين اصمت نهائياً لن يفيد شيء بعدها.

لماذا لا تتكلم النباتات؟
أليس التعبير بالصوت،اللفظ واللغة
مفقود في حالتها؟
هل هذا سبب وجودها بشكل غير طبيعي؟
آه،هناك بشر وحيوانات كذلك!
لا أعلم ولا أدري.

مملوء مملوء
يصبّ به أكثر من احتماله
حتى فاض وفرغ
هرب بخفة دون ملاحظة.

أهلكني ذاك الشيء
وكلّما أهلكني،ركنت إليه
أتنفس وأتعلّم وأنسى.

في كل زوايا البيت
أراك..
شيء فيك يذكرني بكل شيء أراه.

فضفضة:
الذوق في التعامل يفقده الكثير
:)

2+2=5

فور مشاهدتي لهذا الفيلم القصير،تذكرّت جيداً كم نحن نعيش في مجتمع بث في نفوسنا شيء من الخوف من الاختلاف والخروج عن السائد المعتاد،فور محاولتك للخروج عن قالبهم تُحارب وتُنبذ والآن تطوّر الحال وأصبحت تُسجن بحجج قانونية إصلاحية مجتمعية دينية،فقط فطانة في تلفيق حجة أصبح يكفي لنشر-العيب- واللايجوز والحرام وسط عقليات مازالت تنضج وأحياناً تراها ناضجة،ارجع بذاكرتك إلى طفولتك حتى هذه اللحظة،كم مرّة حاول أحدهم في البيت،المدرسة،الأماكن العامة،زملاء دراسة أو عمل،في الجامعة،في كل شيء حولك أن يفرض عليك حُكم يراه هو صحيح تماماً وأنت تشك به،أو متأكد من وجود خطأ في جزء منه أو كله،في الحقيقة لو أردت أن أعد ذلك ما انتهيت!

في نهاية الفيلم الإيراني القصير،يموت هذا الطالب الشجاع،أنا لست مستعدة أن أموت من أجل أي فكرة أو شيء أخر،أعتقد سوف أبقى أحاول وأحاول وأحاول أن أغيّر وأُنوّر بسلام وسلاسة،وبلا شك الصورة الرمزية للفيلم كانت جداً جليّة من استبداد-السُلطة- الأقوى والتابعين لها. وإيّاك أن تكون تابع لهذه -السُلطة- أياً كانت هي،بل لا تكون أنت هذه -السُلطة- فالتاريخ دائماً يذكرّنا بنهاية الاستبداد وكيف يركن للذل العلني.

https://www.youtube.com/embed/BFKVdVUsf6k

المرأة بين اليمن والدول العربية-تقرير.-

مشاركة المرأة للمرأة في-القضايا- المشتركة بداية جداً موفقة لتحقيق الحصول على كافة الحقوق المنقوصة في ظل مجتمع يحاول أن يقلل من وجود المرأة بطرق مباشرة صريحة وغير مباشرة خفية وما أكثرها.

اليوم كان يوم مميز-عادةً هو كل يوم كذلك- في محاضرة للدكتورة مشاعل الهاجري كانت المفاجأة حضور سيدة لطيفة وقوية من اليمن: الاستاذة: جميلة صالح. مستشارة قانونية وناشطة حقوقية. 

كان الحديث يدور حول حقوق المرأة في الوطن العربي وفي اليمن على وجوه الخصوص،وقد لخصّت أ.جميلة صالح بأن ماحدث ويحدث في اليمن فرضته السيطرة القبلية التي تنتهك القانون على وجه العموم وتحتكم للأعراف بل يصل لانتهاك الحقوق الإنسانية أيضاً،وفي السيطرة القبليّة يصب الاهتمام في الطبقة العليا منها فقط في تدوير المصالح المشتركة،وبهذا هي لا تحترم كرامة الإنسان،حتى أنها لا تحترمك هذه السلطة المستبدة،وتصل لإهانتك على راتب وظيفتك وهو راتب مقابل عمل-عقد.-

في اليمن كان دور المرأة جداً فعّال وقوي الحضور فالمرأة اليمنية أول مرأة في الجزيرة العربية تشغل وظيفة-قاضي- وهي سيدة من عدن تحديداً،وهي في محل صنع القرار أيضاً كما الرجل تحديداً،والمفارقة أن بعد اتحاد اليمن من الشمال والجنوب،تدنّى مستوى دور المرأة في صنع القرار بمباركة السيطرة القبليّة في اليمن حتى أنه انخفض عدد النساء المشاركات في البرلمان على مدى السنوات من بعد الاتحاد حتى أن ذلك أصبح حدث -شكلي- للهروب من المجتمع الدولي وكما قالت أ.جميلة صالح في وصفها الدقيق-ديكور- وفي خصم كُل ذلك كان لابد من ذكر تلك الفتاة الشجاعة التي نزلت للميدان في الأحداث الأخيرة في اليمن ضد النظام الظالم حتى أنه تم قتل أخيها أمامها،وكم في ذلك ألم حقيقي لكنها أخذت من دمه بيدها وكتبت على حائط عبارة تطالب برحيل هذا النظام وفي ذلك مقارنة بين المرأة القاضية وهذه الفتاة الشجاعة دليل أن المرأة لا يمكن أن يقلل من مكانتها شيء ولا حدث فهي صانعة قرار بحق.

كذلك أثارت أ.جميلة نقطة جداً مهمة في مسألة الزواج المبكر للفتيات،وأن كُل القصص التي تُسمع وتحدث للفتيات من سوء معاملة وانتهاك لكرامتهم ما هو إلا بسبب غياب نص تشريعي صريح لمنع هذه الزيجات من طفلة لا تُدرك ومن استغلال الوالدين لها،كما ذكرت قصة مؤلمة جداً لطفلة في اليمن تم تزوجيها لرجل في السبعين من عمره بعد عرض الوالدين ابنتهم للزوج لقبولها،كانت جداً سعيدة هذه الطفلة-على حسب مستوى ادراكها الطفولي- في شراء الهدايا واللباس،لكنها أدركت ذلك جيداً حين استفرد بها الزوج ومن خوفها وصدمتها،رمت نفسها من الشرفة وأُصيبت بالشلل،لو كان النص التشريعي   قد حدد السن للزواج لما حدثت هذه الحادثة وغيرها كثير.

أما تعليقي أنا عن كُل ذلك:
أعتقد إننا-المجتمع العربي والإسلامي- مازلنا نعاني أزمة فِكر حقيقية وترسبات دينية إجتماعية في غياب قانوني واضح وانتهاك صريح لحقوق الإنسان بمبررات تافهة جعل منّا مجتمع يرمي تخلفه على المرأة لضعف مكانها التي هي من وضعت نفسها فيه،حين تتحاور مع نساء وفتيات من مختلف التوجهات تجد الشيء العجيب،أنّ بعضهن تُرحب بالاستبداد الذكوري بل تدعو له،هي لا تُدرك أنها قوية وتستحق أفضل من دور هامشي ركيك،الطريق طويل جداً ويحتاج شجاعة أكبر وتسلّح بالعِلم ومواجهة لن تخلو من الصعاب،أنا كفتاة مؤمنة جداً بقوتي ومقدرتي على صنع القرار في المجتمع-ستذكرون كلامي هذا جيداً- دون التعللّ بضعف ديني أو عاطفي،ومؤمنة أيضاً أن النور قادم لا محالة،المرأة مكانها الحقيقي محفوظ وينتظرها ومن لا يتقبّل ذلك عليه التعايش مع رفضه،المركب لا يتسع للعقول الضيقة والتي تميّز الحق على أساس-جنسي-بغيض،رضى من رضى وغضب من غضب،لا وقت للمجاملات والخوف الوهمي.

شكراً للاستاذة جميلة صالح 
شكراً لدكتورة مشاعل الهاجري
شكراً للطالبات الرائعات 





2012/12/11

بين العيش والتأمل في الحياة

التأمل في الحياة،الناس،السماء،نفسك وكل شيء حولك من أجمل وأمتع الأشياء في الحياة،تجعلك مُدرك للتفاصيل وللعمومية أيضاً،شيء مختلف جداً.

قرأت في الواتساب لصديقة،شيء قد كتبته،كلام جميل،لكن ما أثارني هو منذ متى قد كتبته،عدد الأيام كان 114 يوم مضى! انذهلت جداً،ماالذي كان ممكن أن يحدث خلال هذه الأيام،بل ما الذي حدث أيضاً،كم شخص أتى للحياة،كم شخص فارق الحياة،كم أصابنا حزن وفرح،تألمنا من مرض ما،من شخص ما،من كل هذا الوجود،كم عناق جاورنا،كم كلمة حُب قلنا،كم خسرنا وقت على شيء لايستحق،كم أهملنا جانب منا لارضاء بل محاولة لارضاء أحدهم،كم نحن أقوياء لتخطي صِعاب الحياة ومازلنا صامدين،كم تعلّمنا شيء جديد وهل غيّر شيء بنا،كم كتاب كان خير جليس وكم قراءة كانت ونعم الصديق،كم مشاعر شوق وحنين لوقت مضى وتخطيط وإرادة لشيء ما،كم مرّت مواقف وأحداث كشفت لنا أقنعة مزيفة،كم مضى علينا ونحن نحاول؟ مجرّد التفكرّ والتأمل بذلك يجعل الحياة بسيطة وسهلة،لأن الشيء يمضي والحياة تمضي،اركب رحلة الحياة ولا تتوقف أبداً.

2012/12/10

كرامة وطن لا شيء دون كرامة إنسان

قيمة الكرامة تأتي من القيمة الحقيقية للإنسان ويجب أن تستمر معه حتى بعد وفاته،فهي قيمة ترتبط من بداية وجوده ككيان إنساني،ولا يفترض لأي سبب كان ويكون أن تُنتهك كرامة هذا الإنسان وإن كان مجرم قاتل،فهو في نظرة مجرّدة يستحق التعامل بإنسانية وكرامة تامة وعلى المؤسسة التي تطبق عليه العقاب أن تُدرك أن لا قيمة لوجودها-في الحقيقة- إن لم تحمي كرامة الإنسان وسط نظام يُفترض أن يكون-عادل- ومنصف.

كثر في الأونة الأخيرة مصطلح-الكرامة- في الكويت والوطن العربي ككل مع رياح الربيع العربي-الذي أتفق كثيراً في فكرته دون نسخ سيئة للتطبيق-لكن يبقى هو ذلك الربيع متنفس حقيقي للكرامة الإنسانية سواء اتفقنا أو اختلفنا.

الحديث عن الكرامة يطول خاصةً في الكويت،وفي الحقيقة يحتاج مفهوم-الكرامة- هنا لإعادة صياغة من جديد وكأنه لم يكن في السابق،وأنا شخصياً لدي رؤى خاصة هُنا رُبما يتفق عليها ورُبما لا،لا يهم،فقط انظر للجانب الآخر من الكرة الأرضية رُبما تتعلّم شيء جديد أو تشكر خالقك على عقلك.

الكرامة أعتقد تنقسم لعدة عناصر ومنها الحاجات الأساسية التي توفرها السلطة في عقد اجتماعي-سياسي-ديني-اقتصادي من مأكل ومشرب ومال،والحاجات الضرورية الأخرى مثل الحريات الشخصية الفردية منها والجماعية والحقوق وممارستها دون نقصان أو تقليل.
وفي الكويت حين تسمع كلمة كرامة دائماً ما يلصقها قليل-الوعي- في المأكل والمشرب والمال،فيُعدد لك الحكومة تفعل لك وتُدرسك بالمجان وتُطعمك بالمجان وتُعطيك المنح المالية والقروض السكنية وحتى الاستهلاكية،وفي الحقيقة هذا شيء مضحك إن أتينا للحقيقة،فنأخذ شيء شيء ونفدّ كصورة من الحقيقة أو جزء منها-علّ وعسى.-
أولاً الدستور هو العقد الذي ينظم العلاقة بين السلطات وبين الأفراد وبين ذرية مبارك والمواطن.
التعليم مجاناً كما جاء في الدستور
م40(التعليم حق الكويتين تكفله الدولة وفقاً للقانون وفي حدود النظام العام والأداب والتعليم الإلزامي-مجاناً-في مراحله الأولى وفقاً للقانون.)
النص واضح وصريح،فلا منّة على أحدهم لأنه الدولة تُعلّمه بالمجان فهذا هو الدستور الذي يحكم العلاقة.

م41(العمل واجب على كل مواطن تقتضيه الكرامة ويستوجبه الخير العام وتقوم الدولة على-توفيره- للمواطنين وعلى عدالة شروطة.)
جميل جداً،أين هذه الكرامة؟
كم عدد الشباب من الذكور والإناث يتظرون عمل؟

م10( ترعى الدولة النشء وتحميه من الاستغلال وتقيه الاهمال الأدبي والجسماني والروحي.)
نذكرّ بالأحداث المسجونين وكم عدد الأطفال والأحداث الذين يتعرضون للاستغلال المادي والجنسي؟
القصص كثيرة وكُلها تُكتم بمباركة الدولة.

م11( تكفل الدولة المعونة للمواطنين في حالة الشيخوخة أو المرض أو العجز عن العمل كما -توفر- لهم خدمات التأمين الاجتماعي والمعونة الاجتماعية والرعاية الصحية.)
الذي يمنّ على الناس كما لو أن ذلك فضلة! هل قرأ الدستور حقاً قبل أن يفجرّ غضبه على غيره!ًوغير ذلك من المواد التي-تُلزم-الدولة بتوفير هذه الحاجات الضرورية ومنها أيضاً المواد المتعلقة بالحريات والكرامة الإنسانية الحقة.
م (30) (31) (32) (33) (34) (35) (36) (37) (38) (39). والتي في الحقيقة لا يحترمها لا شعب ولا سُلطة.

حين تُكلمتي عن -الكرامة- دعني أُسطر لك:
- قتل الميموني وغيره الكثير من مواطنين ومقيمين( ولا تنسى كذب الداخلية في اعتقال مجرم ثم وُجدت المسمى-ضحية- على قيد الحياة.)

-تعذيب الآسيويين ومثليين الجنس في السجون وغيرهم من الحالات.

-عدم توفير سكن للمواطن وأسعار مرتفعة على هلاك-بنية تحتية- مؤقته.

-ضرب استاذ جامعي،ضرب ممثلي الأمة.

-سجن كُل من قال رأي ديني-سياسي-اجتماعي.

-مستشفيات متهالكة وأجهزة قديمة ومواعيد تنتظر أشهر ولو ذهبت لمستشفى خاص،إن لم يكن فوراً،خلال24 ساعة لا أكثر.

-مناهج تعليمة مُحبطة،مدارس قديمة.

-شوارع كل كم شهر تحتاج تعديل وتطوير بشكل غريب وغير منطقي تماماً.

-عدم مساواة المرأة مع الرجل في الحقوق المتعلقة من جانب الزواج-الأبناء-السكن-وغيرها من الأمور التي تُرى أنها هامشية!

وفي ظل هذا الانحاط في الكرامة تلقى في الجانب الآخر الانحاط المقابل ومنه:

-فكرة لي الحقوق ونسيان بل انكار تواجد جانب الواجبات في مقابله.

-مجتمع يرسخ فكرة الغش في المدارس والجامعات بمسمى-المساعدة- ثم يُخلق جيل اتكالي ميّت ويتحرّك بلا قيمة.

-التسجيل في الشركات الوهمية ودعم العمالة لأخذ الأموال دون وجه حق.

-الميل الشديد للواسطة
(ابن عمي-قريبي-طويل العمر-شيخ-دكتور) وغيرها من المسميات اللاواعية.

-عدم احترام الطوائف الأخرى وأصحاب المعتقدات المتنوعة من (شيعة-سنة-بدو-حضر-ليبرالي-اخواني-علماني-تقدمي-سلفي-مسلم-مسيحي-يهودي-ملحد...)

رُبما بل متأكدة أن هذه أفعال وتصرفات وحالات متواجده،نحن نراها كُل يوم بل نرى حتى نتائجها،وفي ذكرى يوم حقوق الإنسان لا يمكن إلا أن نذكر مجموعة من البشر معنا منذ زمن طويل من بدون وآسيويين وعرب وأجانب لا تُحترم كرامتهم،بل لا نراها تُذكر إلّا للتملق الاجتماعي والمصلحي،مع وجود قلة قليلة مؤمنة بكرامتهم وحقوقهم ومع كُل المحبة لهم إلّا أن صوتهم مازال صغيف،جداً.

حين تُحدثني عن الكرامة والتفرّد في السلطة،دعني أُذكرك!
حل قضية البدون التي دائماً ما تُذكرنا بمدى استبداد السُلطة وأبناء الوطن في السعي-الفعلي- لحل هذه القضية والمضي عنها أبداً!
أنا متأكدة جداً أن من خرج لمسيرة كرامة1-4 لم يكن المرسوم فقط هو الدافع،بل الظلم الحاصل في ظل مجلس أمة مغيّب عن الرقابة الحقيقية والتشريع الصريح في الأمور الواقعية الحقيقية لا الأمور الثانوية التافهة،مع وجود حكومة هشّة ترى وجودها صرف مالي وشراء أصوات للدفاع عنّها حين الحاجة،أبناء السُلطة،وعيّنة كبيرة من شعب غير واعي تماماً لفداحة هذه الفوضى التي هي ليست وليدة اليوم بل أعوام وسنين مضت وتراكمت هذه الفوضى حتى أصبح صعب جداً السيطرة على جزء منها دون خَلق ضحايا وبقايا مشوهة.
خرج الشباب لتمادي السلطة على هذه-الكرامة- رغم لو أنك تأملت جيداً لوجدت أنك أنت من سمح للسلطة بذلك،في امتهان كرامة-عامل نظافة- تراه لا شيء وحرمان-إنسان- من حقوقة الطبيعية بحجة أنه-بدون- لا يملك اثبات أو ورقة،رغم أنه ظاهر أمامك إنسان!
أنا تخيّلت فقط أن أعيش عيشة البدون ما استطعت التنفس،فما بالك هم؟
كم سنة ينتظرون؟
كم عمر يضيع ولا شيء؟
كم من أحلام انقضت وتبخرّت؟
شيء مؤلم حقاً!
أتعلم! أن -حياتهم- و مستقبلهم يُرجع في يد سُلطة -منفردة- تماماً،لا قضاء يلجأ له ولا مساحة حرية للحديث.

إن فكرة الكرامة أن تكون حُر
حُر فكرياً،سياسياً،دينياً،شخصياً،اجتماعياً وفي كُل هذا وجود دستور وقانون عادل ومنصف يُرجع له للاحتكام،لا حبر على ورق لا قيمة له ولا هو بمرجع ثمين لضمان الكرامة الإنسانية في الحقوق والواجبات تحديداً والسلطات الباقية التي تأتي مع تواجد صريح للحقوق والحريات.

على عجالة كتبت البوست،بعد يوم طويل،تصبحون على خير وكرامة حقيقية لا منّة من سلطة أو فرد.

2012/12/08

إلى وجود اللاوجود في ذاتي

لم أتصوّر أنا ولا أنت،بل لم يُتصوّر لنا شيء من هذا.
هزيل، وممتلىء جداً...عِلم ولطافة.
ما الذي جمعنا؟
لا أعلم!
ما الذي فرقنا؟
لا أعلم!
أنا مثل الموتى هادئة
أنتَ حيّ
أنا مثل الأطفال مزعجة
أنتَ كبير
كيف لي أن أستوعب كل هذا؟
أذكر كُل شيء بالتفاصيل الدقيقة
حين أحاول النوم،ابتسم وأعانق وسادتي
ويطير فِكري لك.
معاً أو افترقنا
أحياء أو أموات
نحن في الطريق نسير
كل يوم لنا لقاء
أحياناً نهرب ثم نعود
هكذا نحن
نمثلّ كأننا دون شيء
كُنت ستكون الأول
لكن ستكون...
لأني أنا إن أردت شيء فعلته
أنا عنيدة جداً
أنت عنيد جداً
دعنا نستمتع بذلك...معاً
مع وسادتي...
أستعيد لحظات الضحكات
والنظرات
ياه كم كانت جميلة
لم أشعر بخوف
شعرت بجمال وقوة وشجاعة
لا بأس أنك متفهم لذلك

شيء في قلبي:
هؤلاء جميعهم معك لأنك في موقع-قوة-أعتقد،لكن حين يأتي ذلك الوقت لن تجد أي أحد بجانبك...غيري!
لأني أرى بك شيء لا يُرى لهؤلاء
أرى ذاتك النقيّة-رغم أنها ظاهرة كشيطان- دعنا نستمر في الحياة ولنا لقاء قريب،وقريب جداً معاً.

إلى ذكرى يوم:
لو عاد الزمن وكُنت هناك،لكان ذلك شيء أحتفل به معك.

2012/12/07

حالة شفافية

من أنا؟
لست سوى أجزاء متناثرة من هذا الوجود،لست سوى بعثرة مشاعر وتوهان أفكار وروح مسافرة،لست سوى صورة من تلك السماء البعيدة والمختزلة بشيء من العطاء،بشيء من الخفاء،بشيء من لا شيء،أنا...الأرض العطشى،أنا الماء،أنا الظل في جزئيات الماء والنور خلف كل ظلام،أنا ذلك الشيء الذي لا وجود له في مكان محدود وزمن معلوم.

موقع آخر:

أنت ترى مرآتك المنعكسة في ذاتك،لا ترمي علي شرورك،انظر إلي كما أنا ولا تنظر إلي كما تريد أن تراني،كما تريد أن ترسمني لتمضي براحة وهدوء،دون عتاب ودون ظلك الأسود.

2012/12/06

شكراً على قيامك بعملك،لكن!

حين تشغل وظيفة ما،بالغض عن الأسباب المادية والثانوية،هناك الحاجة للدفع المعنوي بلا شك،بل يعتبر أحياناً إن لم يكن غالباً هو المحفز أكثر واستمرارية العطاء،لكن بنظرة تجرّد ونظرة حقيقية لا مجتمعية بحته،أن أقبل بوظيفة ما،تلقائياً قبلت بالواجبات المفروضة عليّ ومنها اخلاصي في العمل والتعامل مع شريحة من المجتمع-يرجع لنوع الوظيفة- أي اعتراف ضمني بأن ما أقوم به واجب،في مقابله حق بلا شك،لكن أنت من قَبِل شغل وظيفة ما،فعليك قبول كل العمل المنوط به وشكراً جزيلاً على حسن عملك وتعاملك،لكن هو اجبار عليك كعمل مرتبط بوظيفتك لا تفضّل منك أو منّة أخلاقية،علينا ادراك ذلك تماماً في ظل دولة تقوم على كيان مؤسسي،لا جلسة عائلية وتملّق اجتماعي،وهذا أيضاً تذكير خطير في غياب التعامل الوظيفي الواجب لكل موظف،كتطبيق بسيط،أنا أشكر الشرطي الذي ينظم السير في الشارع،لا بأس وهذا طيب مني وليس اجبار أو واجب عليّ،لكن هو واجب عليه بحكم عمله ووظيفته أن يقوم بذلك وليس في ذلك عيب أو خلل،فالمجتمع يتصوّر منه هذا العمل كشيء طبيعي،ولا يتصوّر أن أجلس وأشكر كل شخص يقوم بوظيفته لأنه قام بوظيفته وعمله.

كلّما زادت الأحداث في المجتمع،كلّما تعلّمت شيء بل أشياء إن جرّدت الحدث في ارتباطك مع الشيء.

الديجافو في محاضرة اليوم.

اليوم في محاضرة دراسية في الجامعة،حدث في داخلي شيء رهيب وجميل وغريب جداً،جداً.
كان هناك شرح لموضوع ما،والأمور كلها كانت تمام حتى تم رسم،رسم توضيحي على تلك اللوحة البيضاء،وتم تسميّة كل ركن بها بحرف ما،مع ذلك كنت متأكدة أني كُنت هنا من قبل،عشت كل لحظة بل توقعت ماذا ستكون حركة من في المحاضرة،حركة المعلّمة وردة فعلها على اختيار طالبة ما لحرف -D- ثم صوت آخر يختار حرف آخر واصرار المعلّمة على اختيار الحرف السابق،ماذا أقول في نفسي وقتها،مندهشة،كُنت أقول في نفسي عشت هذا أين؟ في حلم؟ في حياة أخرى؟ أم مجرّد تخيّل؟ أم كل ذلك ترهات فكرية ونفسية لا علاقة لشيء حقيقي بها؟ لا أعلم لكن هذه الحالة ليست المرة الأولى بل كثيراً ما يصادفني ذلك،في البيت،في الشارع،في الأماكن الأخرى بل حتى في خلوتي.
حتى أن ما حدث اليوم كُنت قد رأيته تفصيلياً قبل أكثر من 5 أعوام،رغم أني لم أفكر وقتها في هذا التخصص ولا في الجامعة ولا شيء،لكن حدس ما أرجعني تلك اللحظة ثم عاد بي للحظة الحاضر،أيضاً شعرت بأني ارتفعت عن الأرض لوهلة رغم أني كنت جالسة،حاولت البحث عن ذلك مطولاً وسببه،لم أجد إلّا أن هذا ضمن ماوراء الطبيعة ويسمى تحديداً-الديجافو- يمكنك البحث والقراءة عنها. البعض يعتبرها-مرض- والآخر -ظاهرة- لا أعلم،لكن هي شيء مدهش وغريب وحافز لفهم المكنون الإنساني-الغريب- من مرّ بذلك سوف يدرك قولي واحساسي،تظن أنك أمام تلفاز وتُعيد مشهد ما،لكن لم تشاهده حقيقةً فقط في عقلك. آه فيلم مرعب قليلاً.
وددت لو قمت بتصوير الرسم التوضيحي،لكن هذا هو كما دونته في دفتري.