2013/12/29

مذكرات/حوارات العدد(4)


لم يكن الوجود بهذه الصعوبة. 
قال ذلك بعد أن عاش محمياً، مثل طائر أعرج.

يبحث عن عدم ليبقى به ليفرّغ اللاشيء من ذاته، لم يعد يبقى حاجة ملحة، لا شيء من الضروريات، لا شيء من الأولويات. المكتبة التي تمتلئ كتب عابرة، كتب عظيمة لم تكن هي إلا السبب الوحيد للبقاء.

على ذلك الرف أثار غبار، منذ زمن لم يكن أحد هنا.
منذ ذلك التوقيت والبشر يجتمعون للتباهي المتوهم، لم يعد التباهي يكفي، الطمع الإنساني ممل.

أخذ كل الكتب، كل الكتب وأحرقها مع كل الملاحظات والرسائل، أحضر ورقة وكتب في الأعلى/ اليوم حياة جديدة. 

2013/12/28

مذكرات/حوارات العدد(3)

بيت ضيق المساحة بحاجات كانت تكفي، الحائط الأبيض المتشقق، أثر بقايا طعام على الأرض، كلمات غير مترابطة على الحائط ذاته، الشجرة الخضراء المثمرة باقية في المنتصف.

لم يكن لأي فعل قيمة، يجلس أحدهما على الأرض المبللة ماء مالح وغبار كثيف، يتأمل الشجرة والكبرياء المصاحب. لم يكن كل ذلك بهذه الصعوبة، ماذا كان يمكن أن يفعل ليبقى كل شيء؟ الرحيل الأولي؟
المراوغة الدائمة؟ أم اللامبالاة المصطنعة؟ لم تتحرك الشجرة. 

يرن الهاتف ولا أحد يجيب، كأن لا أحد يسمع والكل يسمع، لكنه الهروب الأخير من النهاية المؤكدة، أعطى الهاتف لمن كان أشد قوة، سيدة كانت. 
أغلقت الهاتف بعد مكالمة طويلة، التفتت عليه وهو يسقي الشجرة ماء مالح.

مذكرات/حوارات العدد(2)



طاولة خشبية، كرسي أبيض يستند عليه العامل ليكمل ما تبقى من يوم عمله المتعب.لم يكن هو الوحيد المتعب مما يجني منه المال، العدد كبير والكراسي قليلة، حاول أحدهم شراء كراسي جديدة، فشلت المحاولات.

جلس على الكرسي، أخرج الهاتف وهو يحاول أن يجعل من فترة مدة يده إلى جيبه، مرحلة تفكير بمن سوف يتصل أو بمن سوف يتصنع أنه يحادثه، في ذلك رن الهاتف وكانت العاملة في تلك المؤسسة المقرفة، تبشره أن الكراسي متوفرة ولكن مشكلة النقل لمكان الطلب ليست متوفرة الآن، حاول أن يستفسر عن السبب وكيفية الحل.

كانت تلك العاملة مستندة على الكرسي، تفرد ظهرها وممتدة ساقها بلا أي اهتمام، الورقة على فخذها تحمل أعداد الكراسي والجهات المنقول لها الشحنة، ولم يكن هناك أي تفاصيل أخرى، كان الاتصال عابر.
مثل كل شيء، اعتذرت أن الكراسي ليست بيضاء..اليوم.

مذكرات/حوارات العدد (1)



لم يكن الطقس كعادته، الهواء سريع، الشمس مبتعدة، الغيم ممتلئ في السماء. لم يكن هناك إلا الصمت بينهما، ربما كان هناك خوف من الرفض؟ المسافة بينهما لا تبشر بالقبول. نظراتهما للسماء ولغيمة تعبر أمامهما كان هو المشترك الأكثر بينهما.

لماذا نحن هنا؟ لماذا التقينا؟ تحديداً في هذا التوقيت؟
ما دور هذه السماء؟ تلك الغيمة العابرة؟ الطبيعة التي تحكي بلا حكي؟ الجمادات التي تبعث في الأحياء الحياة؟ أين كانت الشمس قبل أن تبتعد؟ لماذا الهواء سريع اليوم؟ هل هو ذاهب لموعد ما؟ أم هناك من يوبخه على فعل ما؟ كل تلك المشاهد التي ترى، لماذا تراها ولا ترى شيء غيرها؟ أهناك شيء أخر؟ من الذي جعلك ترى فقط هذا الشيء؟ أهو تأثير منك؟ أتذكر طفولتك؟ ماذا كانت؟ لها دور؟ أكان لشيء عابر دور في ذلك؟

مضى الوقت، يجلس كل منهما بصمت مطبق.
لم يكن إلا اليوم في أوله. 

2013/12/14

خرافة

أزيل مع كل المطر ما تبقى من ثقوب فيَّ.

قطعت قلبي قطع جيّدة ورميته في القمامة.

أتجرع المر بأمر من قلبي وقلبي مريض.. متعب حتى أني ماعدت أملكه.

ماذا يتبقى هنا؟
روح تائهة جسد يتألم عقل منهك وقلب يحب
هذه التعاسة بصورتها الحقيقة.

أتود الرحيل؟ تتركني الآن؟
كل الوعود هراء مثل السماء التافهة.

أحمل على كتفي ألمك
أخبرني الطبيب كم أنا قوية 
ولم يدرك كم الحب يهزمنا.


كيف أحببتك؟
ماذا بك؟
لماذا كل ذلك اتجاهك؟
لماذا أنت؟
لماذا التقينا..،
مخادع كاذب 
أناني حقير
سوف تموت وحيداً
ولن أكون هنا لأبصق على قلبي.


حرقت كل كتبي وذكراك معها،


جانبك الحقير لا يأتي ألا معي
أنا وحدي أتحمل جنونك وعقدك
وغيري يسرق منك كل جميل
وأكون أنا متفرجة...
يبدو أن الفاسدة الكاذبة التافهة
لها احترام وحب
أم كل شيء يجذب ما يتشابه معه؟
لا أريد المعرفة
لا أريد شيء
اللعنة عليكم جميعاً.


أريد النوم هكذا 
دون شيء سوى هذا الشراب الرخيص
لأنسى لأبقى أعيش بلا مبالاة
بلا هذا الحب الواهم
كم أحبك 
كم أكرهك.

رأسي يؤلمني
ثقيل
ماذا لو أطلقت عليه رصاصة ليرتاح؟

ما أكثر تبريراتك
ووقاحتك
تعاملني كمغفلة
وأنت المغفل...
تنسى حبي الصادق لك
لتهرول لمن يراك لا شيء
هل علي الانتظار لتجد أن حديثي صحيح؟
لا لا أريد. اصمت


هنا أكتب فقط...
ماذا يمكن أن تفعل لتنسى؟
تكتب؟
تبكي؟
تشرب؟
تخالف القانون؟
عقلي توقف وقلبي مات وكل الخطوات في طريقها إلى الباب الصدأ...
لماذا كان كل ذلك
رأسي ثقيل 
مازلت ألعن في جوفي اليوم الذي عرفت كل تلك الوجوه الوقحة الفاجرة
واللعنة من السماء التي يتضرع لها الملايين مثل نكتة قديمة يرددها رجل ذو لحية ووجه لا يلائم الحقيقة. تباً لك تباً لكل الوجود معك
مستعدة الآن لقتلك دون رحمة
أبصق على جثتك الحقيرة الرخيصة
مثل خنزير منبوذ من عائلة اسلامية
اللعنة عليك وعليهم سواء. 


2013/12/03

توهان

على سطح الأرض أقف
نائمة أنا
عقلي بين الكثير من الأفكار
قلبي مريض من الحب وفيه
أين أنا؟
طائرة بين فراغ السماء والأرض
أين أنا؟
هويت إلى العمق المدمر
صعدت إلى الجرح المفتوح
السماء تمطر ألم
الأرض تحضن كل ذلك 
أبقى أنا أشاهد
أبقى أنا لا شيء
في تفاهة الوجود
في دناءة الحضور
أين أنا؟
ماذا هنا يستحق الأمل؟
الحب؟
ليس بحقيقة...
العائلة؟
ليست بنهاية...
الأصدقاء؟
ما عددهم...
السماء؟
لا وجود لها...
هو؟
لا يحبني...
أنا؟
من الموتى

لا شيء

إن الخطى أن جعلت كل شيء بي مكشوف
لم أستر شيء ما..
ما أحب.. ما أكره.. ونقاط ضعفي
أكان غباء مني أم في طور الهوا لا تثريب
لست طفلة ولا أتصنع الطفولة
القلب المحب.. ضعيف
في اللاهتمام الفعلي يذبل ويموت
مراحل مرضه قبل موته
يشقى
يُبعد
ويصبح كالحجر
لقي ما لقي 
كيف له أن يطمئن ويهدأ
كان هذا الحب -الحدث الأكبر- وفي لامبالاته الجرم الأكيد
ما هو الحب إن لم يكن صبر وبقاء؟
أم هو الذي نرى في الحكايا ونقرأ في الكتاب؟
كل شيء بخير 
كل شيء كما -يفترض- 
أم كل هذا -الحب- عبث وضعف؟
تثقل الأقدام ولا تتحرك
وما يبقى شي في دمع العين يشفع
نرحل...
يرحل قلبي وأنا أرحل
ماعاد لي شيء هنا
ماكان لي شيء هنا
نعود للموت الأبدي
آلة تعمل
تفكر
لا شيء أخر في أعلى يسار الجسد
مقفل
لا قيمة له
لا وجود له
إلا في الأوراق التي اقرأ
وكل شيء عدم



3/12/2013
3:41 Pm
bned Alqar

2013/12/02

صمت

حدث كل شيء
لم أتصور كل ذلك
في الليل... قبل نومي وفي سهري
سبب حقيقي يجعلني أستيقظ من ساعات قليلة
أخاف أن ترحل 
أخاف أن لا أراك
أخاف أن تحتاج شيء ولست معك
ألم أخبرك أنك في كل لحظات صمتي تدور فيَّ؟
تذكرت اليوم جيداً...
ملامحك وأنت في نوم عميق
دمعات عيني وهي تراك... 
ماذا يمكن أن أفعل لك لتكون الأسعد؟
أيكفي حبي؟ مازالت المساحة تنادي؟
صوت تنفسك علاج لروحي المتعبة
هل تشعر بذلك؟
أم كثافة حبي.. تخيفك؟
لا أريد سوى أن أنام على صدرك
وأخبرك كل شيء دون توقف وبهدوء
ثم أنام خفيفة...
وأستيقظ متألمة...
 لأني جعلتك تحمل شيء فوق كل ما لديك
ثم أذكر... من لدي لأخبره؟