2014/03/30

الموت يأتيك وإن حاولت الهروب

 الموت يأتيك وإن حاولت الهروب.
تختصر الحياة في اللحظات الأخيرة قبل بداية الرحيل النهائي ولهذا نحاول أن تكون الحياة أكثر إشراقاً وتلك اللحظة أكثر بياضاً.
إلى روح علي الريحان، إلى كل الأرواح التي هاجرت الأرض وتركت بنا شيء ما مكسور لا يفيده الصلح.

ندفع الأموال لشراء هذا الحديد المصنع لنصل لوجهتنا، نفرح بهذا الحديد ولا نعلم بأنه سيكون تذكرة موت.
حين سمعت خبر موت زميلي/ علي الريحان في حادث سيارة، قلبي انكسر. كيف يمكن أن نخسر إنسان بهذه السرعة وبهذا العمر، وكيف أن أحلامنا في التعليم والشهادة تصبح لا شيء في لحظة لم نستعد لها جيداً.
لست بمختص ولست في حكم العارفين لكن أعتقد مثل أي إنسان يحتاج الأمان في الشارع الذي نقضي به نصف أعمارنا في الكويت لعدم التنظيم المروري ولا يهم كذلك إن لم نجد سائق يتقيّد بإرشادات المرور ورجل مرور يطبق القوانين وهذا أقل شيء يمكن أن يقلل عدد الحوادث، يجب أن نتذكر جيداً إن استهتارك في القيادة سوف يفقدك حياتك وربما تصاب في جسدك وتبقى في عاهة تشل حركتك وحياتك، وربما تجعل أسرة تفقد معيلها أو أم ينتظرها أطفالها وأخت وأخ، تجعل من أسرة ناقصة العدد، و يا لكمية الألم الذي تنقله لهم.

ربما، الكثير يقول انتبه وأنت تقود سيارتك واربط حزام الأمان وكل ذلك الكلام المكرر، وأنا أقول لك/ لا تجعل من طريقك، طريق فقد. تعامل مع هذا الطريق كأن هؤلاء جميعاً -بشر- هم كذلك، لكن اجعلهم في خيالك أكثر وتذكر خسارة أسرة زميلنا علي الريحان وحزن كل معلم في الكلية على هذا الرحيل الفادح، كل كلمة كتبت في حقه. ولا تنسى أبداً أن الحياة تنتظر منك أن تعيشها فلا تبددها من أجل سرعة أو تجاوز إشارة حمراء.
دعنا نبتعد عن دور الدولة وكل تلك الأعذار التي نهرب من أنفسنا بها، الدور الفعلي يكمن بك أنت كإنسان وكمواطن فعّال، افعل الصحيح وعلّمه لمن حولك دون حديث واترك الباقي يأتي وحده.

وإليك خطوات بسيطة تقلل من فرص رحيلك النهائي في حادث مأساوي:
 لا تنشغل في هاتفك لأن لا شيء به نهائياً يساوي حياتك.
انتبه للطريق ولا تلهي تركيزك فكل شيء تافه مقابل حياتك.
تأكد من الإصلاحات الدورية لمركبتك.
وأرجوك قد سيارتك وفي قلبك محبة، علّها هي المانع -الفعلي- لأي حادث يجعلنا نخسرك أو نخسر صديق أخر. 




هذه المقالة فازت بالمركز الأول في كلية الحقوق في مسابقة لأفضل مقال عن حوادث السيارات. وكانت بسبب فقدانا للزميل علي الريحان في حادث سيارة. الله يرحمه

2014/03/19

إلى الجزء المكسور بي

في تفاصيل الجماد ذكرى
تبقيك مترقب للتحرك
أين ذلك الباب الذي فتح لنا الطرق الكبيرة؟
أين زاوية جدتي؟ وسادتها الملونة.
الدرج الذي كنت أترك عليه حذائي
خشية أن يُلعب به.
صوت جدتي وهي تنادي علي
في الصباح الباكر جداً
تشرب الشاي وقطعة بسكويت 
تأمرني أن أشاركها.. وأشاركها مثل طفلة تفرح بالسكر
تسألني عن دراستي وعن مدرستي
أتأفف وأقول جامعة جامعة..
تقول لا مدرسة. ثم أقول "تعب بس شسوي."
ثم تسرد لي حكايا عن كل شيء لا علاقة له بما سألتني عنه.
أين الدار التي حفظت أسراري وخبايا روحي وأوراقي.
أين تلك اللحظات التي كانت ولن تعود؟
كنت أنا -الفتاة- الوحيدة في هذا المنزل الكبير
كنت أحب أن أجلس دائماً ونادراً أخرج 
ذلك الشعور الذي أختفى وزال وانتهى
رائحة البيت المملوء بخور وعطر لم أعد أستطيع أن أدركه في أي بيت جديد.
أمي وهي تتصفح الصحف وكوب القهوة على يمينها
تلك الصور لن تتكرر.. أبداً.
محفوظة دون عودة.. للتأكد
كما لو أن كل شيء محض خيال وهو واقع حقيقي.

2014/03/05

بين السلطة والطبيعة واللاشيء

دائماً ما أفكر في مفهوم -الطبيعة- الإنسانية أو الفطرة السليمة وغيرها من المصطلحات التي يمكنك أن تعوّل عليها كل شيء يمر أمامك.

حاجة الناس للقائد أو المسيطر أو القدوة يجعل منهم متعطشين لخلق هذه الصورة بأسرع وقت ممكن ولا يهم قوة هذا الخلق بقدر الحاجة الماسة لوجود هذه الصورة على أرض الواقع.

كان خلق أو تخيّل قوة وهمية في جانب الأديان أكثر من الإله حتى الرسل وأتباعهم، ومع تسارع الأحداث وتغيّر الزمن والمكان والحاجات وكل ما يبقى له دور أصبح خلق حاكم/قائد/عالم/رجل دين وغيره أسهل في السيطرة والاقناع، أحيان ولا أخجل من ذلك:) أعتقد بأهمية وجود هذا الشخص الذي يفرض العدل ( رغم أني فعلاً لست مؤمنة بتواجد العدالة ) ولو كان بشكل إجباري، لكن هناك شيء دائماً يذكرني بأن الإنسان حين يبلغ أكبر مقدرة على التحكم والسلطة يتحول لطاغية رغماً عن إراداته وهذا متعلق تماماً بالعدالة. انظر أعداد هؤلاء من حولك يصنعون الوحوش ثم يريدون إبادتها بأقل قوة وأقل ذكاء وحيلة معدومة.