2014/11/04

لطائف/ الوعي: التجربة الحقيقية

الأيام تمضي و خلال كل يوم تظن بأنك قد وصلت لقناعة نهائية أو شبه مستحيل محاولة تغييرها، أحيان كذلك تظن بأنك شجاع جداً و كل شيء سوف يمر و ينتهي، لكن، حين نأتي للواقع هو كذلك، لكن بشكل فعلي ليس بأي شيء بمعنى السهولة و البساطة التي تصفها الكلمات.

مرحلة الوعي التي تأتيك بعد تجربة حقيقية في معنى الحياة لا شيء، لا شيء يمكن أن يحدث لك بعد ذلك سوى مراحل أعمق للوعي، ما عداه يمكن تجاوزه حتى دون الرجوع له، غالباً.

الوعي هو الوعاء الذي يسقي أفكارك و رؤيتك لكل شيء، فلا يمكن مقارنة وعي مريض سرطان بوعي مريض انفلونزا، كلاهما مرض لكن في التطبيق الفعلي لا يمكن لك إدراك الوعي الوعر الذي يصل له مريض السرطان/ أو أي مرض مميت. نعم، ربما الوعي يأتي للجميع دون هذه التجارب و في التدقيق الإنساني نرى أن الوعي يأتي بعد معاناة فعلية و بعد الكثير من السواد، المترف لا يجد وقت ليصحى، يبقى في دائرة الملهيات حتى يحين وقت ما، يرى من خلاله كل شيء أو يرحل و هو غارق في اللاشيء.

صحيح بأنه لا يمكن الاستخفاف بتجارب الأخرين و همومهم و مراحل وعيهم -البطيئة- بفعلهم، و كذلك لا يمكن استحقار من يمر و مر بمراحل سوداوية من شيء إرادي أو لا إرادي، لكل ذلك عبء، عبء ثقيل ليحمله فرد واحد فقط، و صاحب الوعي الصادق يتحمل كل صعوبات المرحلة لوحده يستخلص منها معايير و مبادئ يستطيع الاستناد عليها في مراحله و خطواته القادمة.

 إن المعرفة تأتي عن طريق جهل أولي، المعارف التي تأتي بمعرفة سابقة لا يعوّل عليها منفعة حقيقية تؤدي غرضها من نقل حالة توهان إلى حالة استقرار بحثي مستمر، و لا يخفيك أن بعض الجهل هو معرفة، إن تجردنا من كل فكر مسبق.

لا يبقى الإنسان -الحي- على شيء، يستمر في المسير و إن سقط يستجمع قواه و يستمر، أما الإنسان -الميت- يعيش، يسير و يدفن في المربع ذاته. إن الأرواح التي تلتقي بصميم التشابه الروحاني -إن أمكننا تسميته هكذا- تبقى متشابكة رغم بعد المسافة و بعد الحياة اليومية، هذا التشابه مثل الوعي يكبر بعمق و صدق مع كل أمر من الحياة بالبقاء في بعد مكتوب و يبقى الأمل بأنه مؤقت و لحظي، و إن كانت اللحظات ملخص أيام أو سنوات.