2012/10/23

الحُب هو الحل!



نائم،نور تراه مع استيقاظك،قلب رقيق في صدرك،بسمة على وجهك،يتمددّ جسدك كلّه كأنك مولود لكن دون خوف من الحياة الجديدة،تتنفّس بهدوء وتشعر بأن رئتيك تتراقص فرحاً مع الهواء الذي يُقبلّها ويمضي سريعاً مثل عاشق برئ.

مازال جسدك يتنفس في هذا الكون،مع كُل نفس يأتي الحُب معك،كُل نفس تأخذه يصل لكل أطرافك تتداخل معه غيوم حُب،تتلبسك لتضمك لصدرها،بشدة لا تستطيع أن تفلت منها،آه شعور جميل.

هل جرّبت أن تعانق شخص تُحبه؟
تعانقة دون حديث،دون مناسبة،بصمت!
الأجساد تتلاقى والقلوب عطشى للحُب،العمق الآن لا يُرى،أنتما إنسان واحد،همسات حُب فيزيد العناق من جديد،النبض يرجع للحياة،حتى الهواء تجانس بنفسكما معاً،ليت لي عُمر أقضيه هكذا دون فعل شيء أخر،وأخذه معي للجنّة متنازلة عن أي مكافآة قد رُصدت لي.

كيف لي أن أشعر بهذا الحُب!
بل قل كيف لي أن -لا- أشعر بهذا الحُب؟!
بداية الحُب يُزرع في قلبك،في ذاتك،أن تُحب نفسك،لأنك تستحق أن تُحب نفسك،أنت تحتاج لذلك لتُعطي المزيد وتشعر بالمزيد المزيد المزيد،في قلبك كُل الحكاية،في قلبك تعيش،ضع يدك..لا تضحك! ضع يدك على قلبك،هل شعرت بكل نبضة؟ هذه نبضات حُب،حُب تُخفيه لأنك تخجل أن تبوح به،لأنك رجل والرجل يراه المجتمع قوي،صلب،ميت مشاعر،أنت قوي بُحبك صلب بمشاعرك الصادقة،لا تُصدق خوف المجتمع من الحُب،هؤلاء مغشوشين بأن الرجل يجب أن يكون حجر. هل سمعتِ نبضات قلبك؟ هذه نبضات حُب تسري في جسدك،تخافين أن تقولي بصوت عالي،أنا أنثى،أنا أُحب،من حقي أن أُحب،أنتِ إنسان لا تتردي العيش في لحظة حُب،هل سيقولون ضاع الحياء منك؟هل سيقولون غير محترمة؟لا يغشونك فهم دون حياء ولا نصف احترام،لأن دون الحُب لن يكونوا شيء يُذكر،لا يُرعبونك بأن الحُب قاتل ومُدمرّ وستكونين ذليلة ومنكسرة،أنتِ شجاعة،شجاعة جداً لأنك تحبين،لا تُبالي بخرافات مُجتمعية.

الحُب هو الحياة ومن يمنع الحُب يمنع الحياة،متلّهف للموت،لا تجعلهم يدفنون جسدك وهو حيّ يتنفس!

رفعت نظري للسماء ووسعت يدي وصدري وتنفسّت،أغمضت عيني بهدوء،آه شعرت بأني بين الغيوم جالسة،أضحك،أرقص بجنون،أُقبلّ تلك السحابة الممتلئة بياض،ويلتصق خدي بخدها،ونعانق بعضنا البعض ونغني أغنية حُب،فرح،وسلام،أمشي بين الغيوم واسأل عن أحوالهم في السماء،هل ينقصهم حُب؟ هل الحُب هنا يكفيهم؟هل اهتمام السماء يُرضيهم؟ كانت أجوبتهم ضحكات عشق وخجل.

أنا مررّت بكل شيء كان به الحُب رفيقي،أُحب كُل شيء بي،أُحب حائط داري،حائط أبيض لطيف يحميني،مكتبتي البيضاء الجميلة،تحمل كُتب ثقيلة،أقلام وأوراق ملونة،زجاجة عطر،صحن شمعي زهري،طائر محنّط أخضر اللون،أرجوك!
هل يستحقون شيء أفضل من الحُب؟
سريري الملوّن بكل ألوان الحياة،وساداتي الأربع،آهٍ على تلك الصغيرة بنقشات زهرية مثيرة،تحمل رأسي المثقلّ بأفكار مشتتة من هنا وهناك،تحضن رأسي مثل أم وطفلها،لا أستطيع إلّا أن أكون بارّه بها.

الليل فيه الحُب يزيد،الليل يحتاج أمان والحُب هو الأمان،لا أعرف غير الحُب أمان لإنسان،تُحصّن نفسك به،معوذات عشق،قُبلات مثل الصلوات تحفظك من شيطان اللامبالاة،هنا تقول أنا إنسان،أنا إنسان أُحب. أنا حالة حُب،أنا علاقة حُب،أنا هو الحُب.

الحُب شيء يضمن كُل الأشياء!

أُداريك لأني أُحبك!

حُبي يغيّر الفصول بلمسة حنان،وصدر يسع كُل أحزانك وهمومك لتخرج طاهر منهم،لا شيء معك سوى حُب ونظرة سلام لذاتك وقيمة لحياتك.

الحُب يجعلك تنسى كُل حزن،اطمئنان وسلام.

الحُب هو كل حُب تعيشه،مع إنسان،مع جماد،مع نبات،مع حيوان،مع كُل شيء في الكون والأكوان ومابعدهما.

لا أعلم،ماذا يمكن أن أقول،لكن أنا أشعر في الحُب اتجاه كُل شيء حولي،بي طفلة متلهفة أن تنام على عشب أخضر وترى السماء وتفرد يدها وتتنفّس مع نبضات قلبها وقطرات المطر الذي يُذكرها،أنتِ لطيفة.


*كانت هذه الصورة في لحظة حُب مع الكون،كُل الكون.

ليست هناك تعليقات: