2012/10/07

الخطوة الأولى: حريّة فِكرية!

في كل مجتمع تسمع بمطالبات متنوعة ومختلفة كلياً عن قيمتها وحاجتها لكل فرد مُطالب بها،وأكثر ما يتداول ويُستهلك دون فائدة هي قيمة الحرية في صورتها الحقيقية دون ألفاظ تزيّن معناها الطبيعي في ممارسة هذا الحق ولا استخدام ألفاظ ترقّع صوت المُطالب بها خشية رفض المجتمع هذا الحق ووصمه بالشذوذ الفِكري والزندقة،وهذا ليس في حقيقته إلا رد فعل طبيعي في وجود تشابه شبه تام في الأفكار والطِباع السلوكي والممارسات والطقوس حتى التعبديّة منها بين أفراد هذا المجتمع،الذي دمرّ ذاته بيدن،وأصبح الراعي الرسمي لصُنع نسخ مكررة من البشر،يستهلكون الأرض استهلاكاً تاماً،مع رغبتهم في السيطرة على من يسكن الأرض بل حتى من تحت الأرض وذلك في تقمّس أدوار منتهية وإعادة إحيائها من جديد لفرض الهيمنة من خلال أشخاصهم التي قد قدسّها الأحياء،وذلك التقديس عادةً لا يمارسه إلا الضعفاء في فِكرهم لسدّ نقص وحاجة نفسية عقلية للاطمئنان واللجوء للمُقدّس في حالات الضعف والهوان عادةً.

إن أكثر حريّة أرى المجتمع في حاجتها،هي الحريّة الفِكرية المفقودة جداً هذه الأيام وسط مهزلة فِكرية بل لا تصل لمرحلة الفِكر فهي غطاء وقتي زائل،فالحديث عن الحريّة الفكرية سهل وبسيط في عموم اللغة،فنحن أمة لغة وألفاظ ساحرة،وأفعال قليلة وأغلبها سيئة،وفي تطبيق هذه الحريّة ينهزم كُل مُدعي ومُدافع لها في مركب المجتمع الشكلي،ظناً منه إن في ذلك أمان مع الجماعة.

المجتمع الحُر فِكرياً،ترى تنوّع أفراده وإبداعاتهم العلمية والأدبية دون خوف وهمي من الدين أو العُرف المجتمعي الذي يزدري الآخر ويرفضه كعقاب على إختلافه والتمرّد على نمط مجتمعي قديم،بالي،مُستهلك لدرجة عدم صلاحيتة إعادة استخدامه من جديد،المُجتمع المُتفتّح في حريته الفِكرية يزهو بالعقول ويثمر بالأفكار المتجددة والجديدة كلياً،تنمو بشريته وينخفض به اللاشيء واللامكان
لظهور حقيقي صادق،هناك نظرة مختلفة نوعاً ما وهي أن التقييد الفِكري لا يقتل الإبداع بل يولّده ويظهر في أزهى حالاته،رغم إنّ ذلك صحيح في حكايا بعض الأفراد كما أعرفهم أنا،لكن بلا شك هو يعتمد اعتماد كُلي على مقدرة هذا الفرد وشخصيته في التكييف والعطاء،أنا شخصياً مؤمنة إن الحريّة الفِكرية هي الباب الأول للإبداع بل هي العتبة الأساسية للوصول لباقي الحريّات،فإن كُنت حُرّ فِكريا لا منقاد لأياً كان لمكانته الإجتماعية،الدينية،السياسية،الإعلامية وغيرها أنت في بداية الوعي لقيمة الحريّة الفِكرية وقد تخلصت من برمجة عشت بها أعوام وما كانت إلا هالة وهمية للسيطرة عليك ووضع مُخطط معيشي لك مع خضوعك لهم،ثم تُنهي ذلك أنت شُجاع بلا شك بل شُجاع جداً،لأن ذلك يتطلّب قوة داخلية هائلة للوقوف على استيعاب ما يدور خارجاً من خداع ولعب وسخ لهلاك الفردية المستقلة.

تعليم المسؤولية ليس بأمر سهل،فغالب الناس يهربون من المسؤولية أما بتقديس الوهم أو أصنام بشرية ونصوص تاريخية،أو يركنون لصنع قائد يتبع أيدلوجية ليكونوا تُبع له ثم يرمون كل سوء حاصل له بسببه حتى يبحثون لهم عن قائد جديد وإن ثاروا وعملوا مظاهرات تنادي بالحريّة والعدل والإستقلال،فهم منبع صنع الأصنام والديكتاتورية التي يوالونها ويحاربونها لمصلحتهم الخاصة تماماً.ولهذا يخافون الحريّة في عمقهم لأنهم يخافون المسؤولية،يمكنك فهم ذلك جيداً في ملاحظة الرافضين للحريّة بأشكالها والحريّة الفِكرية تحديداً.

ملحوظة: ترك تويتر لشهر كامل كان بعد قرار شجاع،وعودة للكتابة في المدونة من جديد لحفظ الأفكار والعودة لها للتعلّم والتطوّر وكذلك تويتر سارق لطيف للأفكار الكبيرة وجعلها صغيرة وسارق الوقت والجُهد،لهذا مسحت البرنامج من الأيفون حتى نوفمبر وتُنشر التدوينة تلقائياً من المشاركة مع.

ليست هناك تعليقات: