2012/10/05

العلمانية بين اللاشيء في الظن


لست مهتمة برأيك،بقدر اهتمامي بحفظ أفكاري في مدونتي،للرجوع لها وتوثيقها.(للتذكير فقط)
وما يُكتب هُنا يُكتب كما أفهمه أنا وكيف أنظر لشيء ما،وكلامي قابل للصواب وللخطأ بسهولة،اقرأ لترى الجزء الثاني والمخفي عنك من هذه الأرض.


المجتمع اليوم لا يتكوّن من عائلة واحدة،ولا من فَكر أحادي ولا دين واحد،المجتمع في كُل دقيقة يعمل باختلاف طُرقه على بناء أفراد مختلفين فكرياً،سياسياً،اجتماعياً،جنسياً وكُل تصنيف مجتمعي تستطيع إضافته لقياس عمل هذا المجتمع الجبار في خلق الفرد فيما هو عليه الآن.
لدينا عائلة عدد أفرادها يتعدى عشرة أشخاص،منهم الكبير والصغير،المتعلّم والجاهل،المؤمن والكافر،منهم الطبيعي والشاذ،(مع تحفظي على الكلمتين) واجمع كُل ضد وضعهم في هذه العائلة وفي بيت واحد يجمعهم،كيف سيكون يومهم؟ من ستكون له السُلطة للسيطرة وفرض الرأي وإن كان مخالف وغير صالح للمصلحة العامة لهم جميعاً،الأغلب من يستخدم أسلوب التخويف من العقاب من الله،والذي بيده الأموال هم المسيطرون عادةً،فحاجة الناس لضمان الراحة النفسية يأتي بوضع عقاب وإحساس بالذنب الشكلي لإراحة الضمير والاستمرار بأي فعل وتكراره وإن كان ضار في حقيقته،أما الحاجة للمال،فالكل متفق عليها،ولا يمكن أن تُعادي من يُعطيك المال وإن كان قد فرض عليك القيود والأغلال وأنت لا تُمانع أن يحبسك أحدهم. قس على ذلك الدولة.


أول سؤال يمكن فتح الباب به،هل الرسول محمد علية الصلاة والسلام كان علماني؟

العلمانية التي يصوّرها لنا المستفيدين من التخبط في هذا المجتمع والدولة،هي علمانية الفسق والفجور،علمانية الرذيلة،علمانية اللاإنسانية،علمانية تدعو للانحلال الأخلاقي وإلغاء القيم المجتمعية،وعندما تراهم جيداً وتلاحظهم بعين التجريد والموضوعية واللاعاطفة،ترى إنهم أسوء مما يظنون بالعلمانية بهذا القدر من التفاهة والتسطيح والربط بين العلمانية والفساد،تصويرهم هذا جاء من البرمجة الأولية والتلقائية لكل مفهوم جديد في وسط مفاهيمهم المتواجدة في عقلهم الصدأ،ثم من مركزهم المجتمعي الحالي وهو مركز القوة والهيمنة الفِكرية لأفراد مجتمع قابلين للرعي كما القطيع،واللهث وراء المُخلص الذي يظنون بأن ذلك قرباً وعبادةً لله ولنبيه وللأخلاق والجنة،مراكز القوة تُعمي الإنسان وتجعله يتخبط يمين وشمال فقط ليبقى في مركزه،لهذا تجد رجال الدين في شبكات التواصل الإجتماعية يكتبون أفكارهم المتدنيّه في فهم العلمانية وربطها بالإلحاد والرذيلة،والليبرالية معها في جعل الإنسان حيوان شهواني،حقيقةً هم يكتبون ويعبرون عن ذواتهم،رؤيتهم القاصرة وما في بواطنهم من احتياجات عقلية،نفسية،جسدية،وأنا لست بعالمه في بواطنهم،لكن كقاعدة شرعية هم يدعون لها علينا بالظواهر والسرائر لله،وظواهرهم جنون وريبة وخضوع مصطنع لمن يدعون باسمه.


عندما تقول علمانية،يأتي فوراً فصل الدين عن الدولة،يفسره البعض طبعاً إن هذا يعني لا دين ولا أخلاق ولا شيء أخر،رغم إن ذلك يعني فصل التحكم الديني (الذي نرى أثاره الآن في الدول العربية والإسلامية) عن السلطة السياسية في الدولة،التي هي واجبها الأول حماية أفرادها دون محاباة لأي فرد دون الأخر،دون ميل لفئة ما لأي سبب كان ويكون،وفي ذات هذا الشيء سنرى إن الدولة تقف بكل تجرّد وموضوعية وحياد إتجاه أي فِكر ديني،وتُعطي لجميع الأديان واللاأديان نفس القيمة الوجودية في التواجد وممارسة الطقوس في فهمهما وسط الاحترام المتبادل والقانون المُلزم في عدم التعدي على الآخر،وهذا لا يعني إلا وضع كُل شيء في مكانه الصحيح حتى يسود العدل في مجتمع الكُل يرى إن العدل والحق معه.يأتي أحدهم فيقول الدين عند الله الإسلام-أية.،أنا أقول له وما علاقة الله في كُل هذا؟ وما علاقة الله في الدولة؟ وما علاقة الدين في الدولة؟ أولاً عليك التفريق بين الله والدولة(وأنت في قولك لهذه الأية وصياغها لرد فعل لرفضك للعلمانية،أنت تتعدى على الله كما الإساءة)،لو كُنا نترك كُل شيء لفكرتك هذه،لكان لزاماً عليّ أن أبدأ من جديد في الفهم الفردي لمعنى الله،وهذا أمر مختلف تماماً في موضوعنا هذا كما أراه،ويمكن تبسيطه بأن علاقتك بما تعبد لا تمتد لعلاقتك في الدولة،فأنت عندما تُعلّمك الدولة وتُعالجك وتمشي في الشوارع وتأكل وكل فعل تفعله لن تفعل ذلك لله أو تقرباً لله أو خوفاً من الله أو طلب رضا من الله أو أي شيء مُتعلق في الله،الدولة تخدمك لأن ذلك عملها وليس لأي شيء أخر،تذكرّ ذلك،فلا تضعها في مقام الله وتعاملها بقدسية،فتخلق لنا دولة ديكتاتورية كما هي أغلب الدول العربية والإسلامية الآن.


حين تدعو لدولة علمانية بعقل واهتمام للإنسانية والإنسان قبل الإنسانية،دائماً ما تتطاول الألسنة عليك بفظاظة بدعوتك للدولة الدينية،وإن ذلك هو الحل للتخلّص من كُل المشاكل والأحداث التي نعيشها الآن،وإن ذلك هو العدل في عينه ومع الدولة الدينية سيختفي الظلم والقتل وكل ذلك،ببساطة لا توجد دولة دينية تحوي أي شكل من أشكال العدالة والإنسانية إلّا لمن يُديرها فقط،بل في النهاية هو ظالم لنفسه،وغالباً إما قاتل أو مقتول والتاريخ يشهد بذلك من البداية حتى النهاية، إن وجود الدولة الدينية أياً كان هو الدين،هي دولة تعلّمك إن كُل شيء مؤجل،كل شيء له العقاب في الآخرة،والثواب أيضاً،لكن غالباً هم يأخذون ثواب الدنيا والآخرة،والعقاب ينتظرهم في الآخرة ثم يأتي أحدهم الوعاظ ويخبرهم بأن باب التوبة مفتوح،لا يغلق على المؤمن وإن قتل وسرق وزنى وفعل ما فعل،رغم كل ذلك لا يُدرك إن باب التوبة مفتوح بينك وبين الله، لا بينك وبين من سرقته أو قتله أو ظلمته،إن من يقرأ جيداً القرآن وسير الناس من المشهورين والبسطاء المعدمين تجد إن مسامحة الله لمن أذاهم ليست ذات أهمية لهم بقدر أخذ حقهم هم في الدنيا وإن أظهر لك عكس بذلك بمثالية زائفة وذلك يظهر دون أقنعة،فالتوبة هي فعل مرتبط في إيمانك بالخالق لا مرتبط بعلاقتك مع الناس،تمعن جيداً وسترى ذلك بوضوح وطبعاً لا تنسى أن ترمي كُل البرمجة السابقة فقد فسدت وانتشرت بها ومعها رائحة نتنة قديمة منفرة.

العلمانية ليست دين لتضعها في خانة الكفر والإلحاد بل حتى إن الإلحاد ليس دين بقدر ما هو فكر عقلي،رغم إن من يميل للفكر هذا قد شوهه وأغلبهم من تخلّص من دينه ليركن لفكر يظن بأن مسموح له فعل كل شيء كان مُحرّم في دينه فتراه متطرف آخر بوجه جديد،وأيضاً هؤلاء في برمجة دينية وإن كذبوا ذلك،فهو يظن أن الإلحاد التخلّص من الأخلاق والقيم الإنسانية،لا يُلام في الحقيقة فهو ضمن قطيع سابق لقطيع جديد وهكذا.
العلمانية لا تستند على دين سماوي أو غيره لتحقق العدل،فهناك مائة لا يؤمنون بدين ما،كيف تُريد تطبيق تعاليم هذا الدين عليهم؟هنا إجبار وتعدي على الحرية الفردية التي لا يحترمها أي دين في وضعه السياسي،فالدين الطبيعي أياً كان هو سيكون في خصوصيته فلا فرض للآخر ولا إتباع للجميع بإجبار! (اطلق فكرك بالتأمل).


النظام العلماني في ذاته ضد التحيّز والمحاباة لأي فئة مجتمعية بأغلبيتها وأقليتها،لا يميل هذا النظام لك أو لغيرك لأنكم ضمن مجموعة دينية،عرقية،عوائلية،قبلية، هو ضمان حقيقي لحقوقك وواجباتك، كما إن العلمانية نظام وقائع غير معني بذات الأشخاص ولهذا هو نظام محايد مجرّد ويطبق على الجميع دون الإلتفات لطائفة دينية/مذهبية/سياسية ما أو الاستسلام لأي ضغط أياً كان مصدره،وكما نرى الآن أن الأنظمة الحالية تتجه لأشخاص لذاتهم ومركزهم وهذا تمييز واضح وصريح ولا يقبله من يدعو للحق والعدل،وهذا الإتجاه أما اتجاه ديني أو سياسي وغالباً إجتماعي لأن المشكلة الحقيقة هنا مشكلة إجتماعية للسيطرة والإجتماعية تضمن عدة درجات من القوالب للوصول لما بعدها واخضاع الغالبية للوصول للحكم الفردي،والرافض للعلمانية هو المستفيد من إيقاف العلمانية بأي شكل من الأشكال لأن ذلك ضد مصلحته وهيمنته على الآخرين،كذلك الرفض للعلمانية لسبب ديني كما قلت سابقاً لا علاقة في ازدراء أي دين في العلمانية،وسبب الرافض عادةً أنه يرى دينه هو دين الحق وبتطبيقه ينشر السلام والعدل ويُخفي الظلم والجور،لكنه بالتأكيد لن يقبل أن يعيش في دولة ذات توجه ديني والدين هذا مختلف عن دينه ويطبق عليه ماجاء في تعاليمه،ستراه كما الإنسان الطبيعي العاقل يرفض هذه السيطرة وحتى إنه سيقبل في العلمانية(الرافض لها في الحقيقة) حتى يستطيع ممارسة حياته دون قوة دينية تُجبره على أي شيء يراه هو في دينه أو معتقده خطأ،لهذا العلمانية هي سبيل لاحترام الأديان ووضعها على خط واحد من المساواة لا لأنها ترى هذا الدين هو الحق وذاك الدين هو الباطل بل لأنها تحترم كل إنسان يؤمن بأي دين في صحته أو بطلانه،العلمانية لن تتدخل في إيمانك وتُجبرك على شيء ،هي تترك لك هذه المساحة لأنها مساحة شخصية جداً،ولا علاقة حقيقية لها في ذلك،كما إنها هي الكفالة الحقيقية والواضحة للمساواة والعدل والبنيّة الأساسية لخلف نظام مجتمعي مستقر مع كثرة اختلاف أفراده في هويتهم وانتمائهم المتعدد لما يرجعون له،كما إن العلمانية لا تعني الإفتلات للمجهول،هناك قانون مُلزم الجميع باتباعه،لن يميل لي أو لك، سوف يُطبق على الجميع دون تمييز أو استثناء لأي قاعدة مجتمعية دينية سياسية،سيكون المجتمع هو الهدف الأعلى والفرد كذلك في نفس المستوى،لأن الفرد هو أساس المجتمع ودونه لن يتواجد المجتمع،فالعلمانية ترى الفرد جزء أساسي لبناء المجتمع لهذا سوف تضع كل القواعد الأساسية للحفاظ علية وعدم السماح للتعدي على الحق الطبيعي للإنسان بالاستقلال الفردي في دائرة القانون الذي يحكم مجتمع بأفراده،لا مجتمع بأفراد وهميين. العلمانية كما الميزان الرامز للعدل والمساواة لا محاباة لا مصالح خاصة،القانون هو الشيء الإجباري الوحيد لا الاختياري،كما في تواجدك في دولة علمانية لن تخاف من قول رأي صريح لأي فرد في المجتمع أن تقول رأي مخالف دون حبس وقمع ومظاهرات للمطالبة بحرية من تم حبسه لقول رأي ديني أو سياسي وفكري،الدولة العلمانية هي الإجراء الحقيقي لإزالة أي أثر أو فعل اُقترف في هضم حق فرد ما،هي الصورة الحقيقية والمنشودة لتأمين العدل والأمان للجميع بلا استثناء،كما إنها تنظيم فعلي للمجتمع يخضع الجميع لنفس القانون بكبيرهم وصغيرهم،بحاكم ومحكوم،بمواطن ومقيم،بمدير وعامل الشاي لمنظومة كاملة شاملة ضامنة حقوقهم ومصرّحه لواجباتهم، كما إن النظام العلماني هو محاكاة لسلوكك الخارجي فقط ضمن علاقاتك التي تنشأ في المجتمع وهذا ما يُنظمها، فلا يهتم لنواياك وروحانيتك،ما في باطنك لا وجود له إلّا إن تحوّل لسلوك خارجي.

العلمانية ليست بشيء منزه ولا مقدّس هي نظام وسلوك منهجي وروية شاملة للإنسان،كل ما فيها قابل للتجديد والتعديل لما فيه مصلحة للإنسان،الإنسان بفرديته ضمن مجتمعة أياً كان هو، كما إن  العلمانية لن تجعل من المجتمع مجتمع مثالي كما إن الدولة الدينية لن تجعل من المجتمع مجتمع مثالي وفاضل،وأقله إن الدولة العلمانية رادع سريع وحالي لأي مخالفة لا رادع أخروي بعيد فلا يرى العدل حالياً لتأجيله للحساب الآخروي.ولن يأتي أي تطوّر وسعة عقل لقبول كل هذا إلا بالتعليم،التعليم الحقيقي لا التلقين ولا التعليم المرجعي لأي سابقة موجودة.
ولا تنسى من يحترم قيمة دينه سوف يختار العلمانية ليبعد كل مستغل للدين وتاجر دين الذي يسيء للدين قبل غيره،وما العلمانية إلا اعطاء كل ذي حق حقه.



ربما الأفكار غير مرتبة أو غير واضحة وربما تراها خرابيط عموماً ارجع للسطر الأول من البداية فوق:)
 أي خطأ املائي أو غيره  اعذرني قد كتبته على عجالة ومن الأيفون.

هناك تعليق واحد:

ابراهيم هارون يقول...

ليست بأفكار ولا شئ..هي فعلاً خرابيط..و فتات موائد الحمقى من العلمانيين