2012/11/23

مع الرحيل تعود الصور

ماذا أُخبركِ بعد رحيلك عني؟
حين رحلتي رحلت أنا معكِ
رحلّت وماعدت هُنا
رحل بي كُل شيء
افتفاداً لكِ
شوقاً لرؤية وجهكِ من جديد
لو تعلمين ما أمر به هُنا
أتسمعين؟
أتشاهدين؟
أتشعرين؟
كم شعرت في نومي
ظننت إنك جالسة هُناك
تنظرين صحوتي
شعرت بشيء يعانقني
ذكريات؟
شوق؟
لا أعلم،لكنه حُب لكِ
وضعت يدي على قلبي
تنفسّت مرة،اثنان،ثلاث
آهٍ آهٍ آهٍ
على هذا الوجود دونك
من يُسمعني؟ يسمع تفاصيلي دون ملل؟ أتذكرين الطفل الذي ابتسم لي وأخبرتك؟أُريد أن أراه من جديد لأرد له ابتسامة جديدة علّه يحيى بي وجودك
من يُضحكني؟
كُنت قادرة على خَلق ذلك من عمق حزني وألمي،شيء بك كان يحتويني،يحتويني وليس مثلك شيء
من يسأل عن تفاهاتي؟
كُنتِ ترين كُل شيء بي
لم تكثرتي لشيء أخر
أتذكرين قلادتك؟
بلونك الجميل اخترتيه لي؟
ياه،مازلت كل مرّه ألبسه
أُقبلّه وأتصورّه أنتِ
يزيّن عُنقي وتخنقني الذكريات معه
سرحت مرّة ما قيمة كُل هذا دونك؟
لا شيّء
انتظار،ألم،شوق ودموع لرحيلك عنّي
قاسيةٌ أنتِ
رحلتي وجعلتيني هُنا،وحدي
وحدي أواجه العالم،وحدي
أرجوك،لما رحلتي هكذا بسرعة
رحلتي وما رحلّتي منّي ومن قلبي
هل أضمك لصدري؟
أود...
أن أراكِ الآن وأُخبرك كل ما مررّت به
كل شيء سعيد
كل شيء حزين
وما بينهما
ثم أنام وتغطيني بشرشفك الزهرّي
مثل طفلة تبوح بأسرار صديقتها الوهمية
أتعلمين!
كم عانيت منذ لحظة رحيلك
إلى الآن! آه لا تكفي للسرّد
كيف لي بجسدك لأضمه وأشعر!
أشعر بوجودك معي؟
وجود حقيقي
اسمع ضحكاتك الرقيقة
وابتسامتك الدائمة
التي لم تفارق وجهك معي
فقدت ذلك الحنان منك
ذاك الاهتمام والخوف عليّ من كل شيء
جعلتيني طفلة،دائماً
ثم تهت بعدك ومازلت أبحث عن الطريق
هل تسامحيني؟
هل تسامحيني إنّ نسيتك في لحظات؟
أتغفرين خطيئتي لنسيانك؟
ذنبٌ عظيم وألمي لذلك كبير
وددّت أن أكذب عليّك وأقول لا في تلك اللحظات،لم أستطع.
حين أرى فتاة تُشبهكِ
ابتسم لها حتى أرسم في عقلي إنها أنتِ
ثم أضحك على جنوني ومرضي لفقدانك
اليوم هو يوم مولدكِ العظيم
يوم عظيم،جداً
كيف أحتفل به وأنتِ لست معي؟
في يوم مولدك السابق
جلست أمام البحر
أتفكرّ كم الحياة لا تستحق
كم ذلك الساديّ يتفنّن في عذابنا
بكيت ضحكت تنفسّت حتى اختفى
وجودي بوجودك واندمجا
كما لو أتيتِ
لعناقي
تقبيلي
ولتمحين حزني عن وجهي
ومعه دمعي وألمي
لم يكن له طعم دونك
كانت هُناك قطة هزيلة
تمرّ أمامي
من جنوني قلت هذه أنتِ
ربما
أكذب على نفسي بخرافات
فقط لأطمئن... قليلاً
وضعت لها طعام
ترددّت ثم أتت حتى شبعت ورحلت
دون كلام دون شيء
مثلك تماماً
رحلتي بصمت و سكون تام
في شهر مولدي
كأنك تريدين أن أذكرّك
كلّما زاد عمري عدد
ولا تعلمين إنّك معي
في وجودي وعدمي

ليست هناك تعليقات: