2013/09/09

Riddick وأفكار عابرة



المشهد الأول من الفيلم لمدة عشر دقائق تقريباً جعلني أفكر فيما يعانيه الكائن الحي في حياته ظناً منه أنه هو الأقوى والأحق في الوصول والاستيلاء على كل شيء، كيف يمكن أن يكون الإنسان ضعيف لوحده، الانفراد أراه قوة، لكن ليس دائماً، القوة هنا استثناء وليس للعموم، وكيف يمكن للحيوان أن يرى وحشية الإنسان عذر للبقاء، صوّر المشهد التخطيط واستغلال كل المصادر المتوفرة مع قليل من الحظ وكثير من الصبر واقتناص الفرص التي لا تكرر كثيراً،الصراع بين الممثل والحيوان كان جداً شيء ممتع-رغم عدم ميلي للعنف في الحقيقة- لكنه جيّد لتبيان أن الإنسان والحيوان مصدر تدمير ذاتي ومجتمعي بل كوني، الإنسان يقتل ويستغل الحيوان للطعام والتنقل والمتعة والملبس والدواء كذلك، في مقابل الحيوان يمكنه في كثير من الأحيان استغلال الإنسان للاهتمام والمأكل واعتباره ولي للتصرف بما يصعب على الحيوان التعامل معه، وفي النهاية تبقى العلاقة مصلحية وهي توافقية، ولكن إن ركنا للنبات نجده أكثر عطاء، لا ينتظر عادةً اهتمام من الإنسان أو الحيوان، فكم مر عليك نبات ينبت من قعر الأرض ويعيش ويموت دون حاجة لأي تدخل من كائن أخر؟ أيضاً أعتقد أن النبات يعطي بشكل أوسع مننا ومن الحيوان، لا يقتلنا كثيراً إلا بوجود نبات سام أو اصطدام بشجرة-مع العودة أن فعل الاصطدام أتى من تصرف أولي من الإنسان أو الحيوان-النبات في الحقيقة هو الأحق في التواجد،فهو لم يأتي من فراغ وتنقل.

كل ذلك وأكثر في الجانب الأول من الفيلم، أيضاً تأملت الفيلم جيداً-لعلمك صحبتي في الأفلام أحبها جداً،هادئة، لا تعلق على كل شيء دون معنى،تقدر وتثمن الأفلام مهما رخصت جودتها وقيمتها وزيادة ذلك لها عين ناقدة وثاقبة-،وجدت أن الفكرة من الممكن أن تكون أن الإنسان يحارب الإنسان لمزيد من السيطرة لا لشيء أخر، الإنسان مهووس سيطرة وهذه حقيقة-أعتقد-،وأن الصراع مع الحيوان يمكن تقليله في فهم جوهر العلاقة وأن البقاء على فكرة الخلود لا قيمة لها، دائماً حين يأتي دورك عليك الاستسلام، لا أحبذ الخيبة والخضوع وأصر على المقاومة والتحلي بالصبر لكن هناك حد فاصل لترك كل شيء، والفكرة الأخيرة هي السعي وراء الحقيقة، دائماً هو سعي مكلف من كل الجوانب، وعادةً لا تصل لأي حقيقة سوى أن لا حقيقة هنا وأننا نتوهم الحقيقة فقط.

الفيلم هو Riddick
الممثل: Vin Diesel



ليست هناك تعليقات: