2014/06/17

أفكار عابرة/ ملافيسنت



لا أعتقد أني أشاهد أي فيلم "للتسلية". 
هذا ما دار في عقلي وأنا أراجع مدونتي فيما كتبت عن الأفلام التي قد شاهدتها، و بالغض عن فكرة -الإعلام- المسيطر و ما إلى ذلك من أفكار إلا أن فكرة المشاهدة و التبحر في المشاهد والأفكار المعروضة يمكن الاستفادة في خلق فكر جديد.


عادةً، لا أحب أفلام ديزني ولا أطيق فكرة "النهايات السعيدة" ولا المثاليات التي تحاول أن تزرعها في طفل مازال يحاول تكوين شخصيته وسط مجتمع أكبر لا مثالي بتاتاً. لم أشاهد النسخة القديمة من الأميرة النائمة بل لأول مرة أعلم أن هناك شيء بهذا الاسم، و كان ذلك بعد مشاهدتي لفيلم: ملافيسنت.

لم يكن تجسيد هذه الشخصية بعيد عن الواقع بكل التناقضات الداخلية و الخارجية والصراع على السلطة و حب السيطرة الذي كان سبباً في خيانة صديق ثم تحول لهوس ذاتي في الإبقاء على مركز سلطوي دائم وهذا شيء مهم جداً في الفيلم ربما لن يركز عليه الجميع لأنه يرى الأفكار الأخرى بتركيز أكبر، المسألة هنا ليست خير و شر بل صحة و خطأ، فالخير والشر نسبي، أما الصحة والخطأ معايير محددة و مضبوطة، و كذلك في فهم العلاقة بين الأم -الأم التي تربي لا تلد- و بين الفتاة التي لا تنفك في الحاجة لهذا الوجود، إن التناقضات التي اعترت ملافيسنت نجدها في أنفسنا بكتمان أو بمجاهرة، الحاجة لصديق و صديق مختلف لا مكرر يتشابه معنا في كل شيء ويملي حياتك ملل، ثم تحول هذه الحاجة لغضب و ثورة يمكن أن تهلك الجميع، مع الانجاه الطبيعي للغضب وهو -الانتقام- تقف ملافيسنت وتجسد ذلك بطريقة تبين لك أن الانتقام هو الحالة الأكيدة لهذا الغضب، وقد كان الانتقام لدى ملافيسنت هو -لعنة على الأميرة النائمة- بأنها في عمر الـ 16 سنة، سوف تنام نوم حتى نهاية الزمن و يمكن الحول عن ذلك بقبلة حب حقيقي.

هنا حالتان:
حالة الانتقام/ حالة الحب الحقيقي

في حالة الانتقام هنا درس عظيم جداً، حين يغضب الإنسان سوف ينتقم بأبشع الطرق بل لا يصل هذا لمن أغضبنا فقط، بل يصل لمن معه كذلك، و يمكن أن يتحول هذا الغضب إلى لا شيء في فكرتين ناقشهما الفيلم: مشاهدة التفاصيل الدقيقة تغني عن المشهد الكبير في الاننقام بل يتحول تلقائياً إلى وعي و إدراك.
أما الشيء الأخر هو المدة التي يمكن أن نكون عليه لنتطهر من فكرة الانتقام، هل هو 16 عام للجميع؟ أم ربما شهر ربما يوم و ربما العمر كله.
 وفي فكرة "التعامل الحسن" من قبل الطفلة لا أحبذه لأن في عمرها الأكبر كانت كذلك وأنا أجد ذلك شيء من المثالية التي مازالت ديزني تحاول أن تصوره بأن ذلك هو الشيء الحقيقي. 

ربما إن شاهدت أنت الفيلم سوف تجد شيء أخر، و ربما لن تجد شيء مما قلت. 
و يبقى كل منا يرى الشيء الذي يمسه/ يهتم به/ شغوف به. مشاهدة ماتعة. 

ليست هناك تعليقات: