2013/10/16

مرتزقة/ المثقف العربي

المثقف العربي يريد دائماً صفات المديح تقصفه كما لو أنه أرض خصبه تحتاج راعٍ لها ومدمر بشكل أخر.

لو تلاحظ دور المثقف العربي فيما يجري حوله من أحداث اجتماعية/اقتصادية/سياسية لا يعدو عن بوق يردد ما هو مكرر من عامة الناس في المجتمع، ويفترض به -رغم أني لا أحب الافتراض الأكيد- أن يكون على قدر من المسؤولية في النقد الحقيقي ولا يخشى أي سلطة كانت بعد أن ارتفع لمكانة تخوله أن يكون قادر على التحرر من الموروث بأنواعه.

اختر لك ممن يدعي أنه من زمرة -المثقفين- من البداية حتى اليوم، ماذا قدم؟ التقديم الفعلي للنهضة الاجتماعية السياسية الاقتصادية؟ بل انظر لكافة المثقفين العرب هم نسخة مكررة المثقفين الغرب، ولم يكن المثقف الغربي سوى ناقد حقيقي بمقابل المثقف العربي المتأزم والمرتبط مع السلطة العليا، هذا ما دمر مصطلح -المثقف- فأصبح دوره قراءة روايات لا قيمة فكرية لها والجلوس في المقاهي وفي حضن السلطات الظالمة التي جعلت من هذا المثقف -الفارغ- صورة مملوءة بالقدوة والعلم والفكر، والدعم الذي يلاقيه منها يفوق حتى ربع تصوره عن العمق الفكري للمعنى الثقافي.

المثقف العربي يميل للدكتاتورية بل يشجع على النمو بهذا المرض ويعارض كل من لا بوافقه، في مقابل كنا نظن رجل الدين هو صديق للسلطة وخرج لنا الآن الصديق المفضل للسلطة وهو -المثقف- فتعطيه تلك الهالة بأنه ذو قيمة حقيقية مع توافر مجتمع يعاني من قلة الوعي فينبت لنا تخلف لا نهاية له.

المثقف العربي مازال يعيش بين أوراقه وأحلامه الوردية، لا يرى الشارع ولا يتفاعل إلا ضد كلمة الشعب المسحوق من سلطته العوجاء ثم يغرقك بمصطلحات هلامية:
الحرية/السيادة/الدولة/الشعب/العقلانية/التنوير/المدنية/الدستور/الكيان وكل تلك المصطلحات التي لا يستطيع ممارستها سوى على الورق المدفوع من السلطة.


وبعد كل ذلك نقول من هو -المثقف العربي-؟
مجرد مرتزقة. 

ليست هناك تعليقات: