2013/10/03

الانستقرام/ مادية المجتمع

في الحقيقة -بلاء- هو بلاء أنك ممن يلاحظ ويدقق كثيراً، لعنة السماء عليك بهذا البلاء.

تحتاج ليوم فقط، بل ساعة واحدة مع برنامج الانستقرام وتتابع أغلبية من اشتهر به، ألم تلاحظ ولو لمرة واحدة كمية -الاستهلاك المادي- الذي يعرضونه؟

حقائب/طعام/بضائع جديدة/مجوهرات...الخ!
أنا شخصياً، انقرفت من هذه -المادية- غير المصطنعة، كل شيء أصبح -بضاعة- معروضة بشكل بشع، والبشر في تهافت عجيب على المعروض، المعادلة سهلة اقتصادياً، لكن ما هو الجانب النفسي من ذلك؟

سلسلة الحياة هنا جداً مملة وتافهة في الحقيقة، طفل صغير يُربى على محاولات تجميع المال، وصرفه على كل شيء مادي وقتي، هاتف جديد، وبعد أشهر هاتف جديد أخر، وبعد أشهر قليلة شيء جديد، ويستمر هو في هذه الدائرة التي هي عبارة عن صورة لأهل بيته، يكبر لمرحلة المراهقة، يزيد الأمر لسيارة جديدة وشروط المادية العالية، البحث عن الأعلى في السعر والمواصفات لخلق صورة وهمية عن -السعادة- المجتمعية، ثم رجل يبحث عن زوجة، تعمل براتب يكفي /في الأحلام/ للمصاريف الثانوية، جميلة جداً، مثقفة جداً، ويفضل لو كل شيء يأتي معها بالمجان،ثم بناء عائلة تقوم على نفس فكرة المادية المريضة وهكذا.

هناك بشر كل حياتهم ماديات، لا يشعرون أبداً بقيمة الشيء المعنوي، تابعت فتاة مشهورة في الانستقرام لمدة 3 أشهر، ولم أستحمل أكثر في الحقيقة، كل الصور عبارة عن عرض لشيء مادي، حقيبة/مكياج/حذاء/طعام وهكذا، ملل! لا ألومها، هذا ما يطلبة المتابعون في البرنامج وفي الواقع، وهي جزء من هذا اللاوعي، من حق كل إنسان التمتع بما يملك، أن تشتري مائة فستان في الحقيقة لا يهمني، ما يهمني فكرة/ هل هي في حاجة هذه الفساتين؟ ما هي قيمة وجود الفساتين؟ 
وما إلى ذلك..


حتى في علاقات الصداقة والقرابة أصبحت الماديات طاغية، كل شيء وله ثمن مادي، السرعة في الأيام وكثرة الترف دون معنى، اللجوء للأقنعة المجتمعية والفراغ الفكري والوجداني هو سبب كل ذلك، ناهيك عن تصرف الدولة اتجاه المواطن والمقيم، كل شيء بمقابل مادي حتى السكوت والحق والواجب.


في الجامعة كتطبيق مصغر، خذ لك طالب/طالبة تراهم بشكل -يومي- لاحظ ماذا يلبس، بتفصيل سترى العجب، ولك مطلق الحرية في الوصول للمادية التي تأكل جيل يعوّل عليه بناء دولة ومجتمع وحياة..

ليست هناك تعليقات: