2014/01/16

12 Years a Slave/شيء عابر

أيمكنك تخيل قدرتك على البقاء في قيد يجعل منك آلة؟
آلة تعمل على أوامر عليا؟ 
وكيف يمكن أن يكون مقيد حر؟
وحر مقيد؟ 
الحرية -الأولية- أن تكون في فكرك الذي يبرمج كل أفعالك وأقوالك ثم بعدها مراحل من الخطوات.

شدّ انتباهي في فيلم 12 years a slave مشهد ضرب الفتاة، تلك اللحظات بين التردد والغضب والهلع، بين الدفاع عن مظلوم والتوق للحرية والحياة، بين الخضوع والشجاعة، بين الألم الجسدي والتعب النفسي.
أيمكن أن تقتل أحد دفاعاً عن حريتك؟ ولماذا الدفاع هنا يكون مبرر؟ وربما من قتلته هو يدافع عن حريته كذلك؟
ما هو معيار التحقق هنا؟ بركان ثائر للبقاء حي، الاستعداد للتنازل عن كل شيء للبقاء على قيد الحياة الصدأ.

المنظور الأخلاقي بين دفاعك والبقاء، أن تكون صارم في اتخاذ القرار وبسرعة، هذا الصراع بداخلك كفيل أن يغفر لك كل شيء تفعله في عقلك وعلانية.


الفيلم يحوي حوارات تعطيك شرارات تفكر، لتبذل المزيد وتحقق، فقط تأمل الحوارات وتجرّد من كل ملوث. 


وكما ذكر في الفيلم؛
"لو كان هناك عدالة، لما كنت هنا."  

الفيلم يحتاج ملاحظة الإنسان جيداً

حالة

أعود لبيتي وقد خففت عن ذاتي كل شيء، كل الثقل الملقى على كتفي، ما هذه الحياة سوى لحظات؟ كل شيء هو -راحل- اليوم أم بعده. لا يبقى معك إلا شعورك وفكرك، تذكر لحظات كنت هش ضعيف ولحظات قوة وانتصار، دمعة إهانة وسير لا مبالاة، تشعر أن قلبك قد مرض تشعر بأنه في حالة احتضار وعقلك متوقف عن كل شيء، تجلس لوحدك تجلس مع الأخرين ولا نفع من ذلك، تبقى في حالة فراغ فوضوية، ثم تدرك كم الحياة لطيفة بسبب تفاصيل بسيطة تعطي للوجود معنى.


2014/01/14

الكتابة شبم

الكتابة علاقة خلود، الصراع من أجل الإثبات أن للكلمات وهذه الأحرف المعدودة قيمة لا تقدر بثمن، بثمن الحياة كلها.

للكتابة أربع اتجاهات/ قراءة، تأمل،خيال وجنون محض.

حكمت علينا السماء والأباء معها في عيش وجود وهمي، لا شيء -حقيقي- يصدّر لنا منهم، نهرب للكتابة بخجل، لأن الكلمات لا قيمة لها عندهم، عبث.

 أنا أكتب لأعالج آلامي، ولأبقى على قيد الحياة.

الكتابة أن تشق صدرك بأحرف، توصد باب الواقع وترحب بخيال الكلمات ولا تبقى على أي أرض هشة. طر للسماء، انزل للماء، ورفرف بين شجر عتيد.

الكتابة عري، لهذا لا أحد يحب العري أمام الملأ وفي كل وقت.

كل الخطايا توثق بالكتابة، الكتابة تطهير.



الكاتب هو الذي يصف لك شيء هائل بجملة قصيرة ويبقى هذا الشيء هائل وأكبر من ذلك، لا يكتب كلمات لسد فراغ الورقة.

الكاتب هو الذي يرى لون البحر أزرق، لكنه يدرك العمق وما يحويه، لا يرى المظهر بقدر الجوهر. يرى ما يخفى عن اللا كاتب. هنا الفرق الفعلي.

طقوس الكتابة مقدسة، لكن لزاماً عليك إدراك أن لا طقوس للكاتب-الحقيقي-هي مرحلة انسياب. الكلمات تفيض بك دون موعد دون أي تحذير مسبق.

القراءة أخت الكتابة.

هذه المقدرة على الكتابة هِبة. 
كثير ما تتعب صاحبها، اللجوء الحق له، يفقد الكثير من أجلها، الكتابة هي الصديق الذي لا يمل منك ولا يتحدث عنك.

ألم تلاحظ أن أكثر الناس قوة أقدرهم على الكتابة؟
التعبير والكتابة ليست متاحة للجميع، هي موهبة مهما حاولت بدورات وجلسات لن تكون كما تريد.

لا يهم من أنت ولما تكتب، الأنانية أن تزيح عن نفسك كل شيء وتعبر عنه بكلمات، يقرأها أحدهم/تصل لأحدهم/يضحك عليها أحد. لا يهم. المهم أنت وفقط.

دائماً ما أسمع أن كتابة ما تشعر به في وقته ضعف، لكن مع تجارب كثيرة، الكتابة إزاحة. الكتابة تذكرك أنك إنسان -طبيعي- تمر في حالات متنوعة.

الكتابة حفرة صبر. 




2014/01/07

الوعي/حفرة

الليل مؤلم
أن تستيقظ كل يوم قبل الشروق
وكنت لم تنم قبله إلا قليلاً
تقضيه بين الكتب المبعثرة في كل مكان
أوراق ملونة فارغة
أوراق بيضاء تحمل خطك وكلماتك في كل مكان
سريرك الذي لم يرتب منذ أشهر
وسادتك التي تحبها 
غطاء جسدك الملون
ذكريات تغتال فكرك
ماذا يمكن أن تفعل لتنسى؟
أرسلت لصديق/ هل يمكن أن أنسى؟
قال/ "إنها فترة تعب..طويلة."
آه، مرة أخرى الموت؟
ماذا عليّ أن أفعل؟
ليتخفف عني الحمل؟
الليل، إنه الليل يدمرني
النهار مدمر.. تنشغل تلهى والحياة عائشة
الليل.. الوحيد
يذكرني.. يذكرني في ذاتي
صوت الموسيقى في رأسي عال
علاج مهدئ للنوم...
كتاب فكري للهرب
نظارتي السوداء
محاولات للنوم
لأي شيء للنسيان
لا شيء ينقذني سوى الكتابة..
___

الموت الأبدي
الموت الأرضي
كلاهما ارتطام فيَّ
وهم السماء
وحكايا الناس
قصص الكتاب 
بقايا الصالحين
خزعبلات المثقفين
دناءة الإنسان القوي
سيطرة الخوف
ضعف القلب
أمراض السياسة
لا أخلاقية الفعل
اللسان المتحرك في شأن البشر
كأس الوسواس لنيل الاهتمام
أهذه الحياة في هذا المجتمع البائس؟
متى أذهب؟ 
قلت في نفسي وأنا أكتب.
ألم يستطع الله أن يخلقني شجرة/وردة، أي شيء غير أن أكون المدعوة -لطيفة-.؟
___

لماذا أتينا لهذه الحياة؟
السؤال -المتعب- دائماً،
الجواب الحقيقي الذي نخفيه عن بعضنا ونمارس به التملق والنفاق/ أتينا لندمر بعضنا البعض، بأي صورة ممكنة ومتاحة ونبرر ذلك بمنطقية لأننا لا نرى.. لا نرى شيء، كلنا مصاب بالعمى -الفعلي- ونخادع ونكذب لنستعشر قيمة وجودنا فقط.
___

أما آن الأوان لنرى الله؟
نكلمه؟
يرحمنا؟
يضمنا؟
أي شيء ولو دقيقة اطمئنان؟
آه، هجرانه ترك فراغ
والتعامل مع ذلك مقيت حد الوجع.
لا يدركه المتذبذب
لا يدركه المتلون
لا يدركه إلا من هجر
الإدراك هنا لعنة.
___

ما أكثر الناس حولي
ما أكثر الأحاديث والاطراء
جميلة/ذكية/رائعة/كنز/لطيفة/قوية...الخ
ألا يمكن أن يصمت أحدكم ويضمني لصدره ونموت.
___

لم أعد أثق بشيء
سوى بهؤلاء..
هذه الكتب اللعينة
التي تتعب عيناي
وتداعب وجودي
تشعرني بأني هنا
وسيلتي لكل شيء أريده.. ولا أريده
على كل حال
هي الأمان لي، وأنا إنسانة تبحث عن الأمان الفكري
وللأسف لا وجود له. 

2014/01/05

أحمر/عبور

استيقظت من النوم 
لم أستطع الحراك
كاد عقلي أن ينفجر
ماذا حصل لي؟
تذكرت كل شيء بعد أن قرأت
ماذا يمكن أن تكون هذه الحياة؟
أسحب الغطاء من على صدري المتخم تعب
أظافري الملونة باللون الأحمر 
الذي كلما وضعته 
وجدت أن الدماء بي تفور
قلبي ينبض بسرعة الموت
عقلي الذي يعمل دائماً ينشل
تقشر اللون من على أظافري
كما لو أنه يخبرني بأنه ليس مناسب لي..
أنا مناسبة للحياة؟
أم هي مناسبة لي؟
أبيننا انجذاب؟ أم عبور سريع؟


2014/01/01

أفكار عابرة/47 Ronin

عادةً لا أحب أي فيلم عابر، أحب الفيلم الذي يعطيني مساحة للتفكر للتأمل بشكل عميق وفعلي.

هل يمكن أن يكون لشخص عابر، لا ينتمي للمجموعة أن يكون الأكثر أهمية؟ الأكثر معرفة؟ الأكثر ولاء؟
لا يهم شيء، سوى أن هذا الشعور اللاأهمية هو من جعل من كل شيء أخر أكثر أهمية وواقعية فعلية.

لحظات الانتظار في مجتمع يدينك لاختلافك، لعدم الانتماء السياسي/الاجتماعي/العرقي/الاقتصادي... ولا ننتهي. فكرة الولاء للفكرة، الإيمان بالوطن، الدفاع عن كل ذلك باسم الله والحاكم. 

فكرة الانتقام/ فكرة التأثر، طالما كانت فكرة ضعيفة هشة في بيئة تشعر بالغضب على شيء ما، شيء يمكن تجاوزه، وفي طبيعة الإنسان أياً كان هو، حب التشفي ولو بصورة عدم الاكتراث، بأن لا يهم! وهو يهم في الحقيقة. هل طرأ عليك ولو لمرة واحدة كيف يمكن أن يكون الانتقام/ الثأر أو شيء منهما نعمة؟
عادةً يرتبط وجودهما مع فكرة الولاء، فكرة الخلاص والشرف، أن تكون في حالة موقف لا يتزعزع، تدافع بلا هوان ولا جبن.