2015/06/08

توهان الفرد بين المؤسسة و المجتمع

في فهم مصطلح النقد أن تفنّد ما يمر عليك و وضع المشكلات الحقيقية مع توافر الحلول، و في خصوصية الكويت أننا لا ندرك المشكلات و الحلول متاحة و لهذا يبقى الحال على ما هو عليه دون أي تقدّم و تطوّر بل العكس تمامًا، تبدأ المشكلات في التعليم بحكم أنه البناء الأول للإنسان و كل ما بعده يمكن أن يعتبر عوامل ثانية و ثالثة، المناهج تعتمد على كمية معلومات لا معرفة، من المرحلة الإبتدائية حتى الجامعية و هذا أمر محزن جدًا، الغالبية ممن لم يتلاحق على تعليمه الذاتي سيكون آلة طباعة للمعلومات القديمة و دون معرفة قيمية فعلية. الجانب الاجتماعي هو الطامة الآخرى فالجميع يرى أنه مظلوم و مع ذلك يرى أنه الأفضل و في تقسيم ذلك في مسائل: من أتى للكويت أولًا و هذا ليس في حالة تمييز إن كنت تؤمن بالمدنية و العلمانية، و في صك الغفران للوطنية و هي -الجنسية- و تصنيفاتها بدرجات: ( أولى تأسيس-تجنيس/ثانية/رابعة/خامسة/سابعة..الخ) و جعل ذلك مبدأ مقترن بمدى الولاء و المواطنة، و لم يتم التخلص من هذه العقد التي تغذيها السلطة بما يتناسب للحفاظ على سيطرتها السلبية حتى افتتح باب سحب الجنسية و إسقاطها دون أي تصريح رسمي على الأسباب و استخدام الجنسية -لوي ذراع- للكسب و الاستبداد، و ادخال كمية فوضى لفوضى سابقة ضمن عقليات تدير و تعيش على احترامك فقط على ما ورد في ورقة جنسيتك، و كذلك زج هذه العقليات في صراعات جانبية مثل مسائل المذاهب و الأديان بحكم أن الغالبية جمهور عاطفي ساذج، و دمج كل ذلك في قضايا إزدراء لشغلهم عن أهمية الاستقرار السياسي، مع قصور كلي في إدراك أن الدولة -الصحية- تمتلك معارضة و تمتلك كذلك مؤيدين فهذه حالة توازن لا تخلو منها أي مؤسسة تقوم على أدنى درجات الديمقراطية و المدنية و الحد من التفرّد، و في مسألة المعارضة هي معارضة هشة تقوم على أساسيات شخصية مصلحية -مؤقتة- مع بقاء الفكر القبلي/العوائلي و خشية النقد و نقص في فهم أبسط العلوم السياسية و فلسفتها و اعتبار المؤسسة حالة مؤقتة رغم أن الإدارة هي الأحق بذلك لا المؤسسة، و في الكف الآخر اعتبار الطموح و النقد لذلك هو -خيانة- و محاولات للتخريب و عدم الاستقرار بحجة توافر حقوق بديهية باعتبارها -منّة- أحيانًا عليك تعليم الناس معنى الحقوق الطبيعية جيدًا قبل البدء بالحقوق المترتبة على الأصيلة منها، محاولات الاصلاح تبقى محاولات، و تفكيك المعنى الحقوقي لمصالح شخصية و درج -فش خلق- لا يعدو سوى تبيان ضحالة الفكر و الإدراك، لا أحد يقبل النقد لعمله لأن عمله -شخصي- في الأصل لهذا يرى كل رأي هو إهانة و مجرد الملاحظة يتضح لك كل ذلك حتى دون أن ترتدي نظارتك، الصراعات هذه التافهة ستكون مصدر قوة لمزيد من التخلف و مزيد من تقييد الحرية الاجتماعية/السياسية/الاقتصادية و توسعة للسجون و تردي الأوضاع أكثر و أكبر. و مع كل هذه المآسي تعيش في مجتمع و بين أفراد عنصري بغيض، مرفه حد التفاهة يرى راتبه الشهري قبل حريته و يرى السجن بيت لمن يخالفه، و يخدع نفسه بالتخلص من ظلم و جور و ذل باستبداد باسم جديد طالما أنه من يذله و يعتبره حثالة و خائن لا يظهر له -قولًا- ذلك.
حاول أن تنقذ ما تبقى منك  فلا شيء يظهر لك منفذ نور.

ليست هناك تعليقات: