2010/07/22

إلى ما بعد الصورة








هناك شيء لا يستطيع عقلي تصوّره،أحاول لا أكذب وأحاول كثيراً لكن دون فائدة،مسألة الموت كبيرة على عقلي،مشكلتي إني لا أتأثر في وقت حدوت الشيء مهما كان،أبقى أتأمل كل ما أراه كل ما أسمعه،أُدقق على كل التفاصيل وردود الأفعال،وردة فعلي السريعة لا تكون صادقة أبداً،لأنها لا تخرج مني،لا أصدقها،من الصعب أن أكون أنا كاتمة لكل شيء،ولا أهتز لأي رياح وأجواء عاصفة تحملّني من مكان إلى مكان،من عقل إلى عقل،في التنقلات جميعها،أنا ثابتة على شيء واحد فقط،شيء لا أستطيع وصفة هنا،شيء خاص جداً،رغم كل الآلم لا أنسى شيء اسمه سيكون كل شيء بخير،هل أكذب على نفسي؟هل هي وسيلة للهرب؟حقيقةً لا أعلم!لكنه شيء يجعلني صابرة على كل حزن،آلم وبركان نفسي عقلي جسدي.

رُبما أنا في مرحلة تخبط غريبة في كل شيء،أو كل شيء حولي مُتخبّط،لا أعلم!لكن هناك خلل ما،أين هو،وكيف هو،لا أقدر على أن أمسكه وأّحلله وأعالج أسبابة ومشكلاته،لأن الأمر أكبر مني؟ لا أعلم. لم أشاهد في حياتي القبر كيف يكون في الحقيقة،وهو لا يشبه الإعلانات السخيفة التي تتكلم عن القبر،وعذابه وما يحدث فيه،لا أعلم هل هم أغبياء؟ حتى يتكلموا عن شيء لا أحد منهم قام بتجربته؟ هل مات أحدهم ثم رجع للحياة،حتى يخبرني ما شاهد وكيف هي الأحوال هناك،أرجوك لا تقل شيء وأنت لا تعلم عنه شيء،

جسد يُلف بالبياض،آلم،آلم،آلم يحتويني،يُدفن في حفرة ضيقة مُظلمة،يقتلني الخوف،مررّت على مقابر مُجهزة،تنتظر جسد تضمّه،يا إلهي.. كان هذا المنظر حقيقي،كنت أمشي وأحاول أن لا أرى الظلام فيها رغم الشمس الساطعه،انحرّفت عينيّ،اختنق صدري،اسمع نبضاتي وكأن قلبي ينبض خارجاً،كيف سيكون حالها في تلك الحفرة المُظلمة،يا إلهي.. ارحمني،ارحم والدتي،ارحمها إن نزلنا فيها،ضيق،ظلام،وحدة،غربة وكل ما يخاف منه الإنسان هناك ينتظره،بطن جائعة مُلتهبة،لها أطراف طويلة قويّة،تلتهم يومياً أجساداً دون شبع أو ملل هي القبور لا اختلاف.

أظن إن أكبر شيء لا أستطيع حقيقةً أن أتقبلّه،أو أستوعبه،لاأعلم لكن هل نظرت إلى صورة شخص متوفى،وفكرّت إلى ما بعد الصورة،أنا كثيراً ما فعلت ذلك،حتى ظننت إني جُننت إلا قليلاً،أين العيون،أين الفم،أين الخدود،أين الأسنان،أين وأين!أسئلة غريبة محيّرة،تجعل جسدي ينتفض كُلما رأيت صورة وتأملّت بها كثيراً،كيف يذهب الإنسان ولا يعود؟كيف ينتهي كل شيء في لحظات بل لحظة قصيرة ولا تُنسى،أود لو أمسك ذلك الوجة،ألمسه حتى أشبع من تفاصيلة،اسمع ذلك الصوت،بعض حركات اليد والجسد،ياه كم ذلك صعب،أهو شيء،مستحيل!هل سيكون شيء حقيقي في يوم ما! إن أردت أن تفكّر ويصاحبك عقلك فكّر في الحياة وفكّر بها جداً وفكّر في الموت وفكّر فيه جداً لكن أرجوك لا تُجن حتى تكفر،ولا تنعزل بحجة إنك مؤمن،لأنه لا فرق بينكم في الحقيقة.

هناك 7 تعليقات:

قلب طفله يقول...

عظم الله اجركم يا الغاليه
ربي يرحمها و يجمعكم فيها بجنته يا كريم
كل اللي قلتيه عن الموت القبر فقد الاحباب الى الابد حاسه فيه لدرجة الجنون احيانا لكن ذكر الله يطمن القلب و الدعوه و الصدقات اهي افضل طرق التواصل مع
اللي غابوا عنا ..

ربي يصبركم

amrenin يقول...

اكثر من رائع

عين الصقر يقول...

المشاعر التي تمرين بها ليست غريبة ، إذ لا يوجد من لا يفكر بموضوع الموت في كل وقت فالكائن الحي مبرمج بالفطرة للتأمل فيما وراء الحياة . ولكن لا أدري لماذا لا نحمل غير الصور المخيفة المرتبطة بالجسد الفاني ، ولا ينطلق تفكيرنا نحو ما وراء هذا الحجاب الأرضي ؟
ربما يفيدك الاطلاع في مجال الروحانيات وفي التصوف ، وقراءة تجارب الموت المؤقت التي خبرها الكثير من الناس وكتبوا عنها.
لك تحياتي

حياتي هدف مو عبث يقول...

قلب طفلة
أجرنا وأجرك
آميين
تسلميلي على كلماتك الطيبة :*



amrenin
شكراً،حياك الله دائماً



عين الصقر
على فكرة كنت كاتبة هذا البوست بعد
وفاة أختي بيومين لكن لم انشره وقتها
المشاعر في اليوم تتغير ألف مره (:
يوم تأمل أبيض ويوم تأمل مع قليل من اليأس والسواد،طبيعة بشرية .. لا يستطيع أحد مقاوتها.
:)
هل تعرف كتاب يتكلم عن تجربة الموت المؤقت .. ما قرأت شيء هكذا من قبل
وأكون شاكرة لك.

Selezya يقول...

أحب اقرا هالكلام .. احسه يخوفني ويشجعني اتقرب اكثر ..
انا مثلج
مو متصوره هالشعور
ولا ادري شاللي ممكن يحصلي اذا فارقت احد قريب مني :( اللهم اجعل قبورنا وقبورهم روضا من رياض الجنه

ربي لا تتوفاني الا وانت راضي عني


اجمعيين يارب

:)

عين الصقر يقول...

من الكتب التي تشرح أحوال من الاقتراب من الموت أو الموت المؤقت ، يمكنك قراءة:
تجارب عتبة الموت / وقائع ومدلولات للكاتب محمد عبدالهادي حيدر
وباللغة الإنجليزية :
Ninety minutes in Heaven
Heaven is Real
Both by : Don Piper
ربما تجدينهما في مكتبة جرير

حياتي هدف مو عبث يقول...

سيليزية

الحمدلله على السلامة .. نورتي
آميين


عين الصقر
لك كل الشكر