2013/11/07

رؤية/ Captain Phillips




دائماً ما أتفكر هل وجود للإنسانية في هذا العالم؟ وما الدافع الحقيقي الذي يجعل من إنسان ما يتجرّد من أدنى القيم الأخلاقية؟ 
هل يمكن أن يكون لون البشرة عائق؟ هل يمكن أن تكون الجنسية، الدين، اللغة، الجوع والحاجة عائق؟

إن كل تلك التساؤلات وغيرها الكثير ما انفكت تزورني دائماً وفور مشاهدتي لفيلم توم هانكس الجديد 
Captain Phillips زادت وما تحمل عقلي هذا القدر من التفجر.

ما الذي يجعل الإنسان كائن أخلاقي؟
هل يمكن أن نقول عن الفقير الجائع الذي يسرق الطعام يفعل شيء لا أخلاقي؟ أم الذي منع عنه الطعام بحجج واهية هو لا أخلاقي؟ السارق الكبير يعطى درجة القداسة والتبرير والسارق الصغير يعاقب ويتم تعنيفه؟
أين الأخلاق من كل ذلك؟ أم هي مسألة سيطرة وقوة؟ مال وسلطة؟ هل الفقير يسرق مثل الغني الذي يسرق؟
هل ستكون نظرتنا متساوية لمفهوم السرقة؟ 
الرجال من الصومال في الفيلم تطبيق جيّد على ذلك، لا أعلم سبب تعاطفي معهم رغم أني جرّدت عاطفتي للحكم  وأخذتها بشكل عام مجرد، هؤلاء ضحية بثوب مجرم، لا يُرى لهم قيمة لأنهم من دولة فقيرة بلا تعليم ولا حاكم حقيقي، ربما لون بشرتهم، ربما النظرة العامة للمختلف وكل الترسبات التاريخية والموروث العنصري، لا أعلم.

هل يمكنك خسران مجموعة أشخاص لانقاذ شخص واحد فقط؟ أين العدل والمساواة؟ رغم أننا طالما فهمنا عكس ذلك، أن تخسر واحد من أجل مجموعة خير من خسارة مجموعة، وكل ذلك ليس حقيقة، كل ذلك يُرد للمعطيات ويتم تمثيله بكل دناءة فالجنس والجنسية والمكان والزمان يتم حسبانه بلا أدنى مسؤولية.

الأفكار التي أتتني من هذا الفيلم كثيرة، حتى أن في المشاهد الأخيرة زادت، في معنى وجود سلطة ظالمة بموافقة دولية بغرض حماية -وهمية- في وجود ضحايا فقر وقلة إدراك، في المعنى الإنساني والمحاربة من أجل البقاء، الضعف الإنساني اتجاه الحاجات، الخوف وعدم الثقة اتجاه البشر، اللامبالاة واسترخاص أرواح وأجساد بلا تأنيب ضمير، الصدمات النفسية وكل ذلك، لا أعلم. لكن لا بد أن تشاهد الفيلم، شيء من الضرورة لتفهم ما حصل لي في داخلي حتى الآن وما كتبته، أرجوك شاهد الفيلم وتفكر في كل ذلك. 

وشيء بالشيء يذكر، عن نفسي أكثر فيلم أثر بي حقاً وهو لتوم هانكس أيضاً Cast away 

ليست هناك تعليقات: