2014/06/24

مريم...

في 24/6/2010 حين فقدت أختي الكبرى مريم، لم أكن أشعر بالحزن فوراً، و بعد وقت حين أصبح رحيلها شيء نهائي و شبه مقبول من الجميع، هنا أدركت أن عدم حزني كان حالة نكران، و نكراني كان مرحلة سلام لي، كل القرارات الجيدة كانت في هذه الفترة من صحة و تعليم، لم أجد هذا الإدراك في رحيلها مقبول حتى الآن، فكثير من الأوقات أظن أن هناك شيء منها موجود معي، لا أعلم ما هو لكن شيء يبقيني أنتظر شيء أجمل مما أنا فيه الآن.
لا أحب البكاء المفتعل ولا سرد المشاعر المفتعلة، رحيلها أثر بي بهدوء و بعد هذا الوقت الطويل من لحظة رحيلها لا أذكر شيء من وجودها معي إلا شعرت بالفرح، كما لو أن وجودها و ذكراها تذكرة دائمة لي بالفرح..

لا أعلم، لكن أعتقد أحيان هناك أشياء لا يمكنك حتى الكتابة عنها، تراها في سلوكياتك و في نظرتك للحياة، و هذا هو الذي أشعر به كلما تذكرت مريم. 

2014/06/17

أفكار عابرة/ ملافيسنت



لا أعتقد أني أشاهد أي فيلم "للتسلية". 
هذا ما دار في عقلي وأنا أراجع مدونتي فيما كتبت عن الأفلام التي قد شاهدتها، و بالغض عن فكرة -الإعلام- المسيطر و ما إلى ذلك من أفكار إلا أن فكرة المشاهدة و التبحر في المشاهد والأفكار المعروضة يمكن الاستفادة في خلق فكر جديد.


عادةً، لا أحب أفلام ديزني ولا أطيق فكرة "النهايات السعيدة" ولا المثاليات التي تحاول أن تزرعها في طفل مازال يحاول تكوين شخصيته وسط مجتمع أكبر لا مثالي بتاتاً. لم أشاهد النسخة القديمة من الأميرة النائمة بل لأول مرة أعلم أن هناك شيء بهذا الاسم، و كان ذلك بعد مشاهدتي لفيلم: ملافيسنت.

لم يكن تجسيد هذه الشخصية بعيد عن الواقع بكل التناقضات الداخلية و الخارجية والصراع على السلطة و حب السيطرة الذي كان سبباً في خيانة صديق ثم تحول لهوس ذاتي في الإبقاء على مركز سلطوي دائم وهذا شيء مهم جداً في الفيلم ربما لن يركز عليه الجميع لأنه يرى الأفكار الأخرى بتركيز أكبر، المسألة هنا ليست خير و شر بل صحة و خطأ، فالخير والشر نسبي، أما الصحة والخطأ معايير محددة و مضبوطة، و كذلك في فهم العلاقة بين الأم -الأم التي تربي لا تلد- و بين الفتاة التي لا تنفك في الحاجة لهذا الوجود، إن التناقضات التي اعترت ملافيسنت نجدها في أنفسنا بكتمان أو بمجاهرة، الحاجة لصديق و صديق مختلف لا مكرر يتشابه معنا في كل شيء ويملي حياتك ملل، ثم تحول هذه الحاجة لغضب و ثورة يمكن أن تهلك الجميع، مع الانجاه الطبيعي للغضب وهو -الانتقام- تقف ملافيسنت وتجسد ذلك بطريقة تبين لك أن الانتقام هو الحالة الأكيدة لهذا الغضب، وقد كان الانتقام لدى ملافيسنت هو -لعنة على الأميرة النائمة- بأنها في عمر الـ 16 سنة، سوف تنام نوم حتى نهاية الزمن و يمكن الحول عن ذلك بقبلة حب حقيقي.

هنا حالتان:
حالة الانتقام/ حالة الحب الحقيقي

في حالة الانتقام هنا درس عظيم جداً، حين يغضب الإنسان سوف ينتقم بأبشع الطرق بل لا يصل هذا لمن أغضبنا فقط، بل يصل لمن معه كذلك، و يمكن أن يتحول هذا الغضب إلى لا شيء في فكرتين ناقشهما الفيلم: مشاهدة التفاصيل الدقيقة تغني عن المشهد الكبير في الاننقام بل يتحول تلقائياً إلى وعي و إدراك.
أما الشيء الأخر هو المدة التي يمكن أن نكون عليه لنتطهر من فكرة الانتقام، هل هو 16 عام للجميع؟ أم ربما شهر ربما يوم و ربما العمر كله.
 وفي فكرة "التعامل الحسن" من قبل الطفلة لا أحبذه لأن في عمرها الأكبر كانت كذلك وأنا أجد ذلك شيء من المثالية التي مازالت ديزني تحاول أن تصوره بأن ذلك هو الشيء الحقيقي. 

ربما إن شاهدت أنت الفيلم سوف تجد شيء أخر، و ربما لن تجد شيء مما قلت. 
و يبقى كل منا يرى الشيء الذي يمسه/ يهتم به/ شغوف به. مشاهدة ماتعة. 

2014/06/11

فساد القضاء .. ينتظر قطار الثورة!



فساد القضاء .. ينتظر قطار الثورة!!

بقلم: عصام العبيدي الثلاثاء , 28 يونيو 2011 11:43
فساد القضاء .. ملف شائك .. وخطير .. لايمكن للمرء ان يخوض فيه دون ان يحمل كفنه علي يديه .. فالبعض ينظر للقضاء المصري علي انه قدس الأقداس لا يجوز المساس به أو التعرض لأفراده سواء كان بالحق أو الباطل .. وهناك فريق من رجال القضاء انفسهم يحملون سيفا مشهرا علي الدوام يهددون به كل من يحاول الاقتراب من قلعتهم أو التفتيش في ملفاتهم، ويعتبرون انفسهم ملائكة بأجنحة بيضاء لا يتسرب الخطأ ولا الخطيئة إليهم ، وعلي رأس هذا الفريق المستشار أحمد الزند رئيس نادي القضاء الحالي، والذي يقف شاهرا سيفه ويهدد ويتوعد كل من يوجه أي انتقاد للقضاء واوجه لسيادته شخصيا، بل بلغت به الحدة والشطط في رد الفعل الذي لا يناسب أبداً رجل القضاء ان سئل في أحد البرامج عن رده فيمن ينتقد اختيار المستشار عبدالسلام جمعة لمحاكمة العادلي ـ رغم وجود علاقة عمل بين الاثنين ـ ان قال مهددا رجالا في قيمة وقامة فهمي هويدي وحسن نافعة اياكم والقضاء ،وان كنتم لم تتعلموا احترام القضاء فنحن كفيلون بتعليمكم درسا لن تنسوه !!

ولم يسمح الرجل لنفسه ان ينافش الكاتبين الكبيرين في آرائهما ووجهتهما النظرية .. حمل سيفه وهدد وتوعد الرجلين !! ورغم خطورة الحديث عن فساد القضاء في ظل هذا الجو الإرهابي الذي يحاول البعض اثارته فإنني قررت ألا أترك هذا الملف أبداً خاصة اننا في ظل ثورة حطمت أغلال الفساد، وألقت برموزه خلف غياهب السجن .. فالسكوت هنا جريمة .. والصمت عن هذا الملف كارثة.

يتصور الكثيرون ان الحديث عن فساد القضاء انما يعني فقط الفساد المالي المتعلق »بالرشوة« في شتي صورها المالية والعينية أو حتي الجنسية.. ولكننا عندما نتحدث عن ملف فساد القضاء فهناك أوجه أخري للفساد لا تقل خطورة عن ملف فساد القضاء فعندما نتحدث عن توريث المناصب القضائية.. واختيار ابناء القضاة ودون غيرهم دون النظر لكفاءتهم ، وجدارتهم للمنصب الرفيع.. ألا يعد ذلك فسادا يدمر الوطن ويبث اليأس والقنوط في زهرة شباب .. عندما يري خريج الحقوق الحاصل علي تقدير امتياز وجيد جدا نفسه في الشارع بينما ابن »فلان« المستشار والذي نجح بتقدير عام مقبول أو قد يكون قد رسب عدة سنوات في كلية الحقوق كانت كفيلة بأن يجعل منه أفشل محام في مصر يعتلي منصة القضاء ويشغل وظائف النيابة!!

بالله عليكم ما شعور هذا المتفوق والذي تمت معاملته علي انه ابن البطة لسوداء بينما ابن جناب المستشار يسلبه حقه.. وهل هذا القاضي الذي سمح لنفسه ولابنه ان يأخذ مكان هذا المتفوق يستطيع ، ان يعتلي منصة العدل ويحكم بين الناس؟!

ألا يعد ذلك فسادا ما بعده فساد .. بل ان أحد القضاة لم يتورع في تبرير هذه الجريمة الشنعاء وقال ان تقدير مقبول زائد بيئة قضائية يساوي امتياز .. هل رأيتم افتئات علي الحق والحقيقة مثل هذا الكلام الأعوج !! ألا يعرف هذا الرجل ان القاضي الجاهل اخطر علي العدالة من القاضي المرتشي!! ولما فرض قانون يشترط جيدا علي الاقل فيمن يتقدم لشغل الوظائف القضائية لم ييأس بعض رجال القضاء وبحثوا عن ثغرة وباب خلفي لدخول ابنائهم الفاشلين فاخترعوا حكاية »دفعة المساعدين« التي تقبل معاوني نيابة بتقدير مقبول فقط!!

كذلك يتحدث عن القضاة الذين يتم انتدابهم لوزارات ومصالح حكومية ودواوين محافظات كيف يقبل هذا القاضي ان ينظر في قضايا تختصم الجهة التي يقبض منها مرتبه وينتدب بها؟! أظن ان ذلك فساد ما بعده فساد!! يمكن ان نأتمين هؤلاء علي أرواحنا وانفسنا واموالنا وهم يجلسون علي منصة الحكم ! والقاضي الذي يسب ويضرب ضابط المرور لمجرد أنه طلب منه رخصة القيادة.. ويقول له انت مش عارف انا مين ؟! وكذلك القاضي الذي يستغل هو ده في نهب الأراضي وفي التلويش علي الشقق المدعومة .. هل يعد ذلك إلافساد وإفساداً؟! ياسادة رجال القضاء بشر .. وليسوا ملائكة .. ينبغي عدم السكوت عن أي تجاوز أو انحراف يصدر من أحد منهم فعلينا جميعا، العمل علي تنقية الثوب الأبيض للقضاء من أي دنس يلوثه خاصة في ظل ثورة طاهرة.. نقية.. جاءت لتحطم حصون الظلم .. وترفع رايات الوطنية والولاء للوطن فأرجو ألا تسكتوا علي ملف فساد القضاء مع كامل احترامنا وتقديرنا لرجاله إلا اننا نؤكد ان القضاة بشر وليسوا ملائكة!!

اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - فساد القضاء .. ينتظر قطار الثورة!!