2015/01/21

مراحل: البهجة وسط رحلة منفردة

أحوال:
عينك تكبر لترى كل شيء يحدث حولك من الحالة العامة إلى الحالة الخاصة، لا يغرك من يثق في قراراته و كلماته، هؤلاء مصدر خطر لهذا مصاحبة المشكك المدقق تخلق لك حالة نشطة من الفكر و النقد الدائم اتجاه ما يمر بك، نقد قيّم لا جلد. حالتك الخاصة وجه حقيقي للحالة العامة، كما لو سلسلة عقد عليك تكملة زينتها لتخرج لك بشكل لائق و جميل.

النفس البشرية حالة خاصة دائمًا رغم إننا نشترك في كل شيء لكن كل منا شيء منفرد.
مهما بدا تشابه حاجاتنا و مهما تصور لك بأننا كائنات واحدة المصير، يبقى الشيء الذي نخافه بأن لا شيء ممن حولنا لا شخص يطابق شيء منا، كل هذا الكون و هذه العوالم و الدول، في تعمق المجتمعات و الأسر، في صلابة و انهزام العلاقات، في بكاء طفل و كآبة سيدة، في احساس رجل تعيس، في ارتفاع شجرة فوق سطح بيت، صوت الماء البعيد صوت الهواء، صوت كل شيء و التدقيق في كل ذلك، لا شيء يشابهك، لا شيء يبقى حتى صفحة كتاب، تقرأ ثم صفحة أخرى من جديد، أين الصفحة السابقة؟ أن تتعمق في تحليل كل شيء و لا تصل لأي نتيجة في كل هذه التصورات، تبقى في العمق و ربما تختنق و ربما تبقى دائمًا في عمق فريد.

الحياة مرحلة، مرحلة لا مراحل متقطعة، نضيّع لحظات لا تعاد أبدًا في أماكن لا نود التواجد بها، في الهوس الالكتروني المرضي، ننسى كل شيء في الزمن حين نكون في هذا التواصل الالكتروني المريب، نجد الأمان نجد الطمأنينة في جهاز كهربائي بحت، الجمادات مهما بدت مثيرة تبقى قاسية، مهما ظننت إنها ذات قيمة تبقى في مقابل ذلك خسارة قيّم أصيلة، هذه المرحلة يجب أن تكون حقيقية، مملوءة بالأخطاء مملوءة بالبهجة.
كل شيء يجب أن يكون ضمن هذه المرحلة المنفردة، كأننا في صندوق و عقلنا و احساسنا هو من يمسك بهذا الصندوق، أن تكون على شاطئ أن تكون وسط صحراء و أن تكون وسط مدينة مشعة مادية تمرض كل مصادر معرفتك و تميت بك الشعور الأولي كإنسان، إنسان دون وسم دون شيء،شفاف.

أكتب الآن و لا أحب مراجعة شيء أكتبه أبدًا، عادة أن الكلام الأول هو الأصدق، و أن المزاح هو قول مخفي، و الكلمات كثيرة و الأفعال محدودة، كل ذلك في دائرة الحياة و الرحلة. أتمنى لك رحلة لطيفة و كلها بهجة. 

ليست هناك تعليقات: