
تخيل لو إنك كنت في مرحلة دراسية ودخل عليك أحد الأساتذة ومعه ورقة إختبار
وكان الإختبار صعب جداً .. وتساهل معك الإستاذ وسمح لك بالغش من بعض زملائك
ولكنه لم يسمح أن يغش طالب أخر .. فكان هذا هو مستوى الرقابة عنده .
وهناك إستاذ أخر .. لدية مبدأ غش كما تريد لكن من غير صوت .. وغيره يؤمن بالغش
لكن من بعض الورقيات الصغيرة لكن أبداً ليس من طالب أخر ..
وكان الإختبار صعب جداً .. وتساهل معك الإستاذ وسمح لك بالغش من بعض زملائك
ولكنه لم يسمح أن يغش طالب أخر .. فكان هذا هو مستوى الرقابة عنده .
وهناك إستاذ أخر .. لدية مبدأ غش كما تريد لكن من غير صوت .. وغيره يؤمن بالغش
لكن من بعض الورقيات الصغيرة لكن أبداً ليس من طالب أخر ..
أنت كإنسان طبيعي سوف تستغرب من هذه الأفعال الثلاثة ..
لكنك سوف تربطها جميعاً بكلمة الرقابة .. لا يهم كيف ولما يراقب ؟ القضية فقط بالمراقبة ..
ولنقول الإحساس بالعظمة والسيطرة على بعض ممن يجلسون على مقاعد الدراسة
فكل رقابة تختلف عن الأخرى و لكنها سوف تلصق بإسم هذا المعلم تحت مسمى الرقابة..
وكذلك تخيل لو إنك جالس في بيتك وفي متسع حريتك .. وتفكر في بعض الأمور
التي أنا أراها خاطئة وسلبية .. فآتي لك وأدخل على عقلك الجميل ..
ولنقول الإحساس بالعظمة والسيطرة على بعض ممن يجلسون على مقاعد الدراسة
فكل رقابة تختلف عن الأخرى و لكنها سوف تلصق بإسم هذا المعلم تحت مسمى الرقابة..
وكذلك تخيل لو إنك جالس في بيتك وفي متسع حريتك .. وتفكر في بعض الأمور
التي أنا أراها خاطئة وسلبية .. فآتي لك وأدخل على عقلك الجميل ..
وأضربك
وأقيدك
وأقيدك
وأعلمك
كيف تفكر ومتى تفكر ولماذا تفكر وفي ماذا تفكر !
ماهو شعورك ؟!
ماهو شعورك ؟!
وعقلك وتفكيرك هو ما تبقى لك من وأد حريتك المتاحة لك في هذا العالم !؟
ربما .. سوف تحتمل إزعاجي أيام وليالي .. وربما بضع سنين ..
لكن في النهاية .. سوف تنطلق .. وبقوة وهذه القوة إما تكون في الإيجاب أم السلب !
أنا لدي قناعة تامة .. إنه لا يستطيع أي شخص أن يمثل دور المراقب ..
فالمراقبة تكون ذاتية لا يفرضها شخص أخر مهما كان هذا الشخص ..
وكذلك الإنسان المؤمن يعلم إن من يراقبة فعلاً هو أعظم من بعض دمى تتحرك يميناً وشمالاً
على ما يتماشى على مزاج قلبها ومصلحتها !
إن كلمة الرقابة التي نسمعها من البعض .. تحسسني كأني طير في قفص
لا يستطيع أن يخرج للسماء ويحلق بعيداً عن بعض متناقضات رأها وهو جالس في قفصه
والطامة إن في ظل تواجد الطير في القفص رأى من يمارس حريته .. بكل حرية وسلاسه
وكذلك الإنسان المؤمن يعلم إن من يراقبة فعلاً هو أعظم من بعض دمى تتحرك يميناً وشمالاً
على ما يتماشى على مزاج قلبها ومصلحتها !
إن كلمة الرقابة التي نسمعها من البعض .. تحسسني كأني طير في قفص
لا يستطيع أن يخرج للسماء ويحلق بعيداً عن بعض متناقضات رأها وهو جالس في قفصه
والطامة إن في ظل تواجد الطير في القفص رأى من يمارس حريته .. بكل حرية وسلاسه
لكن ما إن يلتفت إلى الطير .. أطلق المواعظ والرسالات العقلية الظالمة
وكأن هذا الطير لم يرى كم هو هذا الشخص أحمق منافق !
المثير إن هناك من يعتقد إن من يطالب في حرية إختيار ما يقرأ وما لا يقرأ
فإنه يختار الكتب الجنسية الإباحية !
هنا أضحك جداً على مدى ضيق التفكير المتخلف ..
هل الممنوع هو الجنس فقط !
أم هو الممنوع لديهم !؟
وهل هو التفكير الذي ينحصر في الشهوة الحيوانية
التي كلما قرأت كلمة ممنوع ربطته بالجنس !
لماذا أصبح هذا هو التفكير السائد بين الكثير من الأشخاص ؟
أعتقد من أراد يقرأ أي كتاب ..
مهما كان فهذا ليس من شأني أبداً ..
لا أخفي عليكم عندما أقرأ لكتابة بعض الملحدين .. أستغرب جداً عدم إيمانهم بالله
وأحزن جداً .. لكن أستفيد جداً من بعض أفكارهم .. هي أفكار ربما تكون خاطئة
لكن أحب الإطلاع عليها .. فأنا على إيمان تام بقوة رسالة الإسلام
ولا يمكن أن يدمرة شخص ما .. فالله وعدنا بحفظ رسالته .. فلماذا نحن نخاف ؟
من الممكن أن تكون الرقابة ..
رقابة عوراء ..
تحجب ما يريد البعض .. وتعرض ما يريده البعض أيضاً
دائماً أفكر ...
لو كنت أنا لا أقرأ شي سواء كان متفق مع معتقداتي وأفكاري أو مخالف له
وكنت مع مجموعة من الأشخاص وأصبحوا يتجادلون في أمر ما !
وأنا ليس لدي أي فكرة عنه .. ولا حتى أعرف معنى ما يتحدثون عنه ..
ماذا سيكون موقفي ؟!
إن التوسع بالفكر ليس حراماً أو كفراً ..
بل حق من حقوقي كإنسانه على هذه الأرض ..
يزعجني مطالبة البعض بتواجد رقابة أكثر وأشد على الكتب !
لا أعلم هل نحن
مجانين ؟
مغفلين ؟
نقرأ ولا نفقه ؟
متخبطين ؟
أطفال ؟
جاهلين ؟
ربما أنت أيها القارئ ترى كتاب ابن القيم صحيحاً ومغذي ومفيد للعقل
وغيرك يراه خاطئاًً ومؤذي للعقل وهناك من يرى كتاب نوال السعداوي
مفيد وقيم للعقل وأنت تراه سئ ومخرب مؤذي للعقل !
لا تحكم على الكتاب فقط لأنه لم يعجبك إسمه أو لم يتوافق مع معتقدك .. مجتمعك .. بيئتك
فالأخرين ليسوا مثلك قط ..
هناك من يقرأ ليتعرف على المختلف .. يعرف ما هو ولما هو مختلف ؟
وهو حر في إختيار ما يقرأ
وأنت يا من تراقب وتريد أن تراقب على أبسط حق من حقوق الإنسان العاقل
ربما أنت تحتاج للمراقبة إن لم يكن تأكيداً .
كم أتمنى أن نتعلم أن نعيش مع المختلف عنا !
فالعيش مع المختلف ومعرفتة ومعرفة أسلوب حياته والمقارنه والتحليل والإختيار
أفضل من العداوة والحروب العقلية والكتابية وإختيار دور الأب في فرض المراقبة ..
فنحن لسنا أطفالك ولسنا أبنائك لتأتي وتراقب ما نقرأ وما نفعل !
إلى متى سوف تستمر المراقبة التي تحتاج لمراقبة ؟
إلى متى يأتي شخصاً ويدير أفكارنا وكتبنا ؟
إلى متى نغلق عقولنا ونجعلنا تدور في أرض واحدة ؟
إلى متى نحتاج موافقة لقراءة ما نريد ؟
إلى متى تُسلب حرية بعد الحرية بإسم المراقبة ؟
لا تحكم على الكتاب فقط لأنه لم يعجبك إسمه أو لم يتوافق مع معتقدك .. مجتمعك .. بيئتك
فالأخرين ليسوا مثلك قط ..
هناك من يقرأ ليتعرف على المختلف .. يعرف ما هو ولما هو مختلف ؟
وهو حر في إختيار ما يقرأ
وأنت يا من تراقب وتريد أن تراقب على أبسط حق من حقوق الإنسان العاقل
ربما أنت تحتاج للمراقبة إن لم يكن تأكيداً .
كم أتمنى أن نتعلم أن نعيش مع المختلف عنا !
فالعيش مع المختلف ومعرفتة ومعرفة أسلوب حياته والمقارنه والتحليل والإختيار
أفضل من العداوة والحروب العقلية والكتابية وإختيار دور الأب في فرض المراقبة ..
فنحن لسنا أطفالك ولسنا أبنائك لتأتي وتراقب ما نقرأ وما نفعل !
إلى متى سوف تستمر المراقبة التي تحتاج لمراقبة ؟
إلى متى يأتي شخصاً ويدير أفكارنا وكتبنا ؟
إلى متى نغلق عقولنا ونجعلنا تدور في أرض واحدة ؟
إلى متى نحتاج موافقة لقراءة ما نريد ؟
إلى متى تُسلب حرية بعد الحرية بإسم المراقبة ؟
إلى متى إلى متى
!!!