2013/06/27

الوهم المعرفي/القراءة

أتذكر كم مرة كنت في الطريق إلى البيت وأنت صغير في العمر تقرأ اللوحات المعلقة وتختبر قدرتك على النطق والقراءة؟

في كل هذه الذكريات، أين أنت من هذا-التعب- الخفي الآن؟ بعد التعليم على القراءة هل قرأت؟ هل ذهبت إلى ما بعد القراءة؟ 

كل صفحة قرأتها، هل تعلّمت شيء منها؟ نقدتها؟ حللتها؟ قارنتها؟ بتجرّد تام؟ لا تمنع عاطفتك في التدخل لكن لا تجعلها هي الفيصل في العموم، القراءة الحقة أن تقرأ طمعاً في المعرفة والاستمرار بها، أما قراءة سد الوقت واليوم، هذا فراغ وهو مؤقت لا قيمة له، تستهلك طاقتك وجهد عينك وصفحات كتاب دون فائدة محضة.

ما أكثر من يقرأ ويبقى على سرقة-اقتباسات- ونشرها، في حين لو أدرك قيمة الفحص النقدي بين يديه، لأتى لنا بشيء جديد، أقله من عقل مختلف.

لا تهتم بعدد الكتب التي تقرأ ولا تصدق خرافات كلّما قرأت أكثر كنت أعلم! هناك الكثير يقرأ لكن لا هم في علم ولا نور، قابع أحدهم في جهل وضلالة الوهم المعرفي، اقرأ كتاب وتفكرّ به، تعلّم أنت تعطي عقلك-الصلاحية التامة- بأن تفنّد ما هو أمامك دون خوف وتردد، اذهب واشتر كتاب جيّد واستمتع بوجوده وتحليله، واترك عنك تفاهة أشباه القراء الذين يقرأون ولا يعقلون. 

ليست هناك تعليقات: