2013/04/10

إنسانيون...تويتر!

الملاحظ للتصرفات القولية والفعلية في أي حدث طارئ كان أو حتى مستمر يستطيع الخروج بكمية هائلة من الاسقاطات الفكرية والاجتماعية ومدى تأثرها بالجانب الديني والإقتصادي على الفرد أو المجتمع وكيفية تلقي وإرسال الأفكار إياها.

في الحقيقة أنا متابعة جيدة لكل الأحداث التي تسمى-إنسانية-على تنوع وجودها الزمني والمكاني،ولاحظت أني أشعر بالغثيان حين أرى كمية التباين غير المقبول في كل حدث يمر بنا،فهناك هؤلاء الإنسانيون الجدد،يتبنى قضية ما تروق له لأي سبب كان-لا أهتم- ثم ينظرّ علينا بمقالات وتغريدات وتطوّر أيضاً لاجتماعات ودواوين وندوات وغيرها من فشة خلق وتضيع وقت لأن التحدي الحقيقي في صراحة العمل على تعديل التشريع وماعدا ذلك لعب عيال.

لا أعلم،كيف لهؤلاء مترفي الإحساس-طَلْ- أن يدور أحدهم على قضايا محددة ويقيّمك على أساسها بل يقيّم كل أفعاله على أساسها هي،ولعلمك أن هؤلاء لا ينظرون للقضية كقضية،فقضيتهم الأساسية-الشخص ذاته- وخذ هذا تطبيق ولك حرية الإبحار فيما تبقى أو قياسه على كل حدث يمر ومر بك بتشغيل فكرك النقدي-الذي لزاماً عليه أن يكون غير مقيّد-، مناصرة حرية رأي لرجل شيعي ما لانتقاده حاكم عربي سني ما،وهؤلاء الإنسانيون يتدافعون دفاعاً عنه،حين هناك رجل سني ما ينتقد حاكم عربي سني ويُسخر منه ويُطالبون بمعاقبته-وفق القانون- ههه الذي هم أنفسهم يرفضونه في الحالة الأولى أعلاه،كمية التناقض والتوهان الفكري والعقلي وحتى الإنساني كفيل أن يوقعك في حفرة التناقض غير الطبيعي وخاصةً إن كنت لا تعرّف عن نفسك سياسياً.

وهؤلاء الإنسانيون الجدد يحتكرون الإنسانية لهم وحدهم،حتى أنك تظن أنك-مزهرية- أمامهم،وكأن العالم كله ينتظر مساندتهم العوجاء،عزيزي الإنساني الجديد نفاقك المجتمعي ليس لأنك ذكي أو حقيقي،وجود من يساندك ويشجعك هو تماماً ما جعلك أنت ومن معك في حالة تكاثر نفاقي سريع، وأن تكون إنسان لا يعني أن تُبيح كل شيء بلا شيء حتى تُسمى-ناشط إنساني- العمق في ذلك لا يمكن الوصول له بمساندة مزاجية ودفاع مصلحي لما يوافق هواك.

حتى لا أُتعبك في الرد وكتابة تعليق-لا يهم- أو التحلطم في عقلك، لا يوجد هنا إنسان فعلي في هذا العالم،نحن نحاول وندور في محاولات لنبقى على حد الحياد اتجاه أي قضية-انتبه ليس شخص- محورها الإنسان باختلاف انتماءاته الشكلية الظاهرية.

خذ-تويتر- مثال جيّد جداً للملاحظة:
لا أريد شخصنة الفكرة،لكن انتبه جيداً لمن يكتب في القضايا-الإنسانية- هراء هو وفكره،وعلى جانب أخر كُن معهم على التطبيق التعاملي، عنصرية تامة،طائفية ملعونة وحرية مكذوبة وكل ما تُعجب به من كلامهم الكتابي والشفهي،لا صحة له.

المضحك أن ترى الإنسانيون هؤلاء لهم عدة أقسام:
الإنسانيون الدينيون
السياسيون
الموسيقيون
الاقتصاديون ... الخ
وكلهم-عُبّاد- للنقص في ذاتهم ورمز معتوه لهم.

ليست هناك تعليقات: