2013/01/10

سلام الرجيب،مثال.

لو أردنا الحكم-الفعلي-على أفعال الناس ما بقى لدينا وقت للعيش لأنفسنا ولما نسعى له،المجتمع أصبح لا يفرّق بين الفعل الشخصي-الذي لن يضر بك- مع الفعل العام-الذي يؤثر بك-سلب أو إيجاب.

منذ وقت طويل وأنا ألاحظ ذلك مع الشخصيات المشهورة في أي مجال تتبعه،حتى لو غير ذلك تبقى مسألة الحكم على الفعل الشخصي مسألة سهلة وسريعة للأخذ بثأر مصلحي-شيء من ذلك- مع ذلك تجد أن الشخص المحكوم عليه من الناس يفعل ما يفعله هؤلاء لكن الاختلاف أن هناك شاهد عليه،صورة/تسجيل مرئي،صوتي/أو أي دليل مادي بل أحياناً إشاعة تافهه.

المثال الأقرب،السيد: سلام الرجيب
بالغض عن اختلافك معه سياسياً-أرجوك- تأمل فيديو المنشر للوحوش التي تضربه دون وجود سبب ومزاج مريض ونقص إنساني واضح في الهجوم على شخص لا يحمل سلاح ولا أي فعل أو قول يدعو للعنف،فيرد عليه ذلك بالضرب! تخيّل لو كان ابنك،أخاك،أحد والديك؟
ربما تصفق وتفرح-كمريض لضرب إنسان تختلف معه بشيء ما-لكن الحياة تقول كل شيء يعود لك،وأنا أقول ستكون مكانه بلا شك أو-أحد أحبابك- الأحياء والذين لم يأتوا للحياة حتى الآن.

وما يعنيني هنا تحديداً ما تم تداوله من صور-ظناً-أنها مسيئة له من قبل محدود الفكر،وجدت أكثر من أخذ الصورة سبباً لضرب السيد: سلام،أخلاقياً هو أكثر من يدعو للحرية-الشخصية- والفكر الليبرالي والعلماني الحر-هو يستخدم الاسم فقط على مايبدو- أسفاه.

أنا لست هنا أدافع عن الأفعال التي كانت في الصور وذلك لأني لست في محل حكم على فعل-لست معنية فيه كفعل حر لشخص مسؤول عن أفعاله الكامله- ولأني اعتبرها حريّة -فردية- لا يمكن تقييدها أو السخرية منها بل وجعلها-لفّة يد-لشفاء غليل ما.

هذه الحادثة الأقرب لتوصيف الفكرة التي بتبناها مجتمع يكذب على نفسه في رؤية المعنى الحقيقي للفعل الأولى فيركن للشخصانية،ضعف حجة وفراغ حقيقي في امتلاء الإيمان في حريّة الفرد والبعد عن الحكم في الفعل الفردي الذي-تحديداً لن ينفع أو يضر-المجتمع،رغم ميلي للمنفعة باعتبارها إرادة حرّة.

أرجوك،انظر للفعل ولا تنظر للفاعل،وتخلّص من عقدة البحث عن مساوئ شخص ما لأنك تختلف معه،هذا يضعف وجودك وعقلك أيضاً،ومع كل هذا يوقف المجتمع في مكانه ولا يتطوّر أبداً.
الحياة أكبر من ذلك.

ليست هناك تعليقات: