2013/01/08

حيّ مع خطأ خيّر من ميّت مع صواب

مهما فعلت في حياتك سيأتي الناس ويخبرونك وهؤلاء ألطفهم بمدى قباحة فعلتك،أما النوع الآخر وراءك يتحدث ولأنهم جميعاً كذلك،افعل ماتريد فعلاً،هؤلاء البشر-نحن منهم- لم ولن يعجبهم شيء بك نهائياً في أي ضد تختاره،لهذا أرجوك كن ما تريد ولا تبالي بحديث الناس،سوف تكون نسياً منسياً مع ظهور قصة جديدة لشخص جديد.

انظر حولك كم نسخة مكررة ترى؟
الكون يرفضهم كذلك،لأن في داخلهم رفض كبير لذاتهم،من لا يؤمن بذاته يخاف ثم يبحث عن نسخة يُطبق نفسه عليها فيرتاح في نظره،ولأنك تعيش -مرة واحدة- فقط استمتع وكن أنت كما تريد،انظر للموتى ماالذي نفعهم الآن؟ لاشيء،هم تحت الأرض وفوق الأرض من ثرثر على فعلتهم أصبح من روّاد الفعل نفسه.

الحياة إن لم تكن بين صواب وخطأ لا معنى فعلي لها،نحن في حياة حقيقية،لسنا في مدينة فاضلة ولا جنّة خلد،نتعلّم لما تبقى لنا من أيام.

لماذا تخاف أن تكون على خطأ؟
هل أتيّت من رحم أمك ومعك كُل إدراك؟
حتى آخر نفس في حياتك ستبقى تتعلّم-وتخطئ- لا ترتعب من فكرة الخطأ،نحن هنا لنتعلّم،من يعلّمك فكرة الصواب،المنفعة والخير ولا يأتي على ذكر الخطأ،الشر،المضرة ويخفيهم من عالمك وعالمه،هذا يعاني من مرض المثالية،انتبه لا تنخدع.

في المنطق إن أردت كل شيء على صواب! هل من الممكن ذلك؟ أغلب الصواب إن لم يكن كلّه كان نتيجة خطأ فعلي،لاحظ من يخاف من الخطأ،يخاف من التعلّم،من يخاف من التعلّم يخاف من الحياة،من يخاف من الحياة ميّت،ثم قل لي مالذي تخافه من الخطأ؟
أسرتك؟ تحبك مهما فعلت
الله؟ أليس هو الرحمن!
الناس؟ ينسونك مع خَلق خطأ جديد لوجه جديد
القانون: يتغيّر
الحياة بسيطة،أنت من يُصعبّها.

من يخاف التعلّم،والتعلّم من الخطأ يرتدي عباءة المثالية والإله المتفرد الذي لا يحيد عن الحق،أنت! نعم أنت،الميّت وحده لا يخطئ،هل أنت ميّت؟
كل تلك النصوص والقوانين وضعها-البشر-جميعهم يمارسون الخطأ وفي تدوينهم للنصوص والقوانين يميلون لجمع دون الآخر وهذا خطأ،وفي هذا الخطأ مع النصوص والقوانين أنا تحترمته وتلتزم به وتمارسه-رغم أنه خطأ- ومع ذلك تخاف من الخطأ! دائرة الخطأ منك وفيك.

منذ الطفولة تسمع تحذيرات عدّة عن الإحتراز من الوقوع في الخطأ،ثم في وقت ما تسمع سيدة ما تخبر صديقاتها عن حملها بابنها وأنه-أتى عن طريق الخطأ- وليس وقته،أرأيت كيف الخطأ منك وفيك؟ أرأيت كيف يُرى الخطأ في جانبين؟

لأننا بشر-أحياء- لسنا إله ولا موتى،لن يتوقف الخطأ منا،فقط تعلّم منه واستشعره فعلاً،أجمل الخطأ ما يأتي بثمار من نور ومعرفة ووعي.

ليست هناك تعليقات: