2013/03/03

الموت موتان







على سرير أبيض مثل الحب الطاهر
أنام
نومي العميق
نومي الأخير
جسد بالي
مُتعب من الحياة
ارتاح..أخيراً
ارتاح من كل شيء
الوجوه حولي تبكي
أبحث عن وجه والدتي
تنهمر الدموع منها مثل شلال ثائر
لا تعلم، أني أشاهدها
متأملة أن تعانقني
لأخبرها إن كل شيء على ما يرام
لا هناك من يسأل ويستوجب
كل ذلك عبث
تمرّ الوجوه
لا أهتم
انتظر وجهك
وجهك قبل دفني
قبل رحيلي الأبدي
لن أبكي
ولا أريدك أن تبكي
أريد فقط أن تُحبني
كما أحببتك
أن ترى ذلك في وجهي الأخير
وتتذكرّ ضحكاتي
ضحكاتي التي تُقلّدها
فاضحك وتقلّدها
أن تشعر بيدي وهي ممسكة بيدك
ضغطي عليها
لأذكرك أني أحتاجك
أحتاجك بصدق
عناق
محبة
دفء
كل الحاجات وكل التفاهات
أحتاج
أن ترى وجهي وتتذكرّ
كيف تراه حين قلت أنتِ جميلة
هل الجمال يكفي؟ ويُغني؟
أن ترى وجهي وتتذكرّ
فكري ومدونتي
وكل ما كُتب لك
أن تحزن لأنك في لحظات
رأيتني-لاشيء- حقيقي
أن تتألم وأنت معي وتفكرّ بها
أن تشعر كم يقتلني هذا
أن تسمع أغنية ونحن معاً
وأن أعلم إنها تذكرّك بها واصمت
أن تتألم بقدر ألمي المخفي
أن تندم أني رحلت
أن لا تبكي أرجوك
البكاء لا قيمة له
بعد الرحيل
بعد الفراق الأكيد
حين موتي، اشتر لي باقة ورد
لا، وردة واحدة يتيمة فقط
ضعها على صدري لتدفن معي
لتظل كوسام عناق
حين أتحلل
حين عدم عودتي
حين عدم اكتمال حلم الخلود الأبدي
لا تبكي
فور دفني
سترحل كما ترحل كل دقيقة عني
سوف ترحل وتعيش
ولن أكون حتى ذكرى
شيء عابر ومضى
مثل كل شيء بي
مثل الذي انتظره منك
لا شيء
لا تهتم
في حياتي
في موتي
لن أُجبرك على شيء ترفضه
لكن
سأموت وأنا أعلم أنا مابي حقيقي
حقيقي حتى أنك –لن- تدركه أبداً
من فرط حقيقته، خيال
الخيال الذي يتحدث عنه البشر
ويتمنونه
أمنيات
وحين أتى لهم، أبعدوه وعذبوه وأبكوه
مثلك
أنت بشر
أنا لا أنتمي لكم
لستُ منكم
لا أريد أن أكون منكم
البشاعة بكم تؤلمني
تؤلمني حتى تدمع عيناي
مثل الآن
أيراها أحدكم؟
لا
ذلك السبب تماماً

ليست هناك تعليقات: