2013/02/19

القانون والرواية بين الملكية الفكرية والتعبير عن الرأي

ها هنا نلتقي من جديد مع ثاني الحلقات النقاشية المقامة في كلية الحقوق-يمكنك قراءة الحلقة النقاشية الأولى،إن لم تكن مطلع على ذلك من قبل-. وفي المحور الثاني كان للقانون والأدب في فهم الملكية الفكرية وحرية التعبير،التي شارك بها كل من: دكتور القانون الخاص في جامعة الكويت: د. محمد سامي، الأديبة الكويتية الشهيرة: أ. ليلى العثمان والكاتبة الشابة المبدعة أ. هبة مشاري حمادة، وقد كانت البداية في الجانب القانوني كما فصّله د. محمد سامي في محور حرية التعبير، والحقوق الملكية الفكرية وكيف أنهما مترابطان لا ينفكان،حيث أن القانون عرّف الرواية بـ: مصنّف يتمتع بالحماية القانونية،وأن المؤلف له حقوق أدبية ومالية،وفي تعبير عن الفكرة في أي صورة أدبية،فنية كانت لا بد أن يعبرّ عنها بقالب مادي-لا يخالف بها النظام العام أو الآداب- وهنا ترتبط الملكية الفكرية بحرية التعبير، وفي سياق حرية التعبير علّق الدكتور محمد سامي على لجنة الرقابة على الكتب في الكويت قائلاً:
"إن هذه اللجنة جاثمة على صدر حرية التعبير". 
وقال أيضاً لابد أن يترك الأمر للقضاء للبث في رفض عرض الكتاب لا لجنة ما.

وفي انتقال للميدان التطبيقي للملكية الفكرية وحرية التعبير،ذكرت لنا أ. ليلى العثمان بدايتها ونشأتها العائلية وأثرها في صقل شخصيتها وفِكرها،ثم مراحل التطور الأدبي والفني في الكويت،الذي وصل إلى أدنى مراتبه في الوقت الحالي بسبب الرقابة العوراء،والسيطرة الدينية على مراكز التعليم والتربية والإعلام،وكيف أن ذلك ظهر أثره أن الكثير من الشباب أصبح يكتب بطريقة غامضة، أو بأسلوب بسيط لا قيمة له إرضاءً الرقيب ولعدم التصادم في ذلك، وهذا دعوة صريحة لهدم المواهب والطموحات الشابة لعلل باهتة،لابد أن تنجلي ليظهر معها النور بعد هذا الظلام الدامس، وهذا ما دعى المثير بالكتابة باسم مستعار/اسم شهرة-المملكة العربية السعودية-كمثال حي،وقالت أيضاً أ.العثمان أن الدولة الراقية تُعرف بفنونها وأدابها والتحرر من الرقيب لكشف المستور لمعالجة ذلك بشفافية ووعي حقيقي،ولم تغفل عن ذكر أن لجنة الرقابة على الكتب تمنع الكتاب لمجرد اسمه أو اسم مؤلفه،لا يوجد ركيزة أساسية يعتمد بها على المنع،بل هي خاضعة للمزاج الشخصي. وقالت تحديداً:
"الرقابة تقصم ظهر كل أنواع الفنون والأداب ويؤثر ذلك على الظهور الحُرّ".

وفي الجانب الثاني في مسألة الرقابة على النصوص الدرامية التلفزيونية والمسرحية كان الحديث للكاتبة الشابة: أ.هبة مشاري حمادة التي أكدت أن الطفل هو المتلقي الحقيقي للفكرة،والمنع بحجج واهية تجعل من لجنة الرقابة تعود بالزمن لوسائل استقبال مستهلكة للأطفال قبل زمن طويل،وفي ذلك خلل في فهم وإدراك التطور السريع لتوصيل الفكرة المتاحة للطفل،الذي يخرج من المسرحية-الواحدة- وفكرته تختلف عن الطفل الآخر،وهذا تمنعه الرقابة دون سبب واضح،بل إن حتى -مسرح حقيقي- في الكويت لايوجد،وفي تجربتها أوضحت إن حتى الشركات المختصة بذلك تخاف المغامرة ببناء مسرح وإن مان مؤقت،أن يذهب ذلك سدى بتوقيع يمنع النص من العرض،وكما أنها ليست ضد وجود لجنة رقابة بقدر أهمية أن تكون هذه اللجنة بها قارئ حقيقي.والرقابة تُختصر في سببين منها الفكر الديني المتشدد والمنافس الذي هو ذاته الرقيب، لهذا لن نستغرب قريباً عدم وجود عمل درامي في الكويت.

في نهاية الحلقة النقاشية،كان للطلبة أسئلة جميلة للضيوف دائرة بين الأمل في تغيير حقيقي للمجتمع،والحاجة لمساندة وتشجيع لانتشال المجتمع من الظلام الدامس في عدة جوانب ومنها الجانب الإنساني المعني بالفنون والأداب.

على هامش الحلقة النقاشية"القانون والرواية" تم تبادل الكتب بضمان مدى الحياة، في تطبيق عملي لفهم قيمة القانون وعلاقة الملتصقة بباقي العلوم الإنسانية.

شكراً لهذا اليوم الاستثنائي من ضيوف والقائد والأبطال والتنظيم الإداري في الوقت وتسلسل المحاور بشكل أشمل.

نلتقي في الحلقة النقاشية القادمة.






ليست هناك تعليقات: