المحبة الشفافة

إن المحبة شيء عظيم، يدركه العظيم فقط،أما الصِغار مازالوا في دائرة الكره يعيشون حياتهم وممارسة أفعالهم الجالبة لكل كره كما يريدون هم لأنفسهم.

عيد الحُب، كما يُطلق عليه لا يزعجني أبداً فهو كما أرى لا مخالفة-دينية- به إلا إن كان من يحرّمه يرى الحُب عيب وحرام ويرى أن -الله- داعِ للكره والبغضاء، أعتقد أن العدد من هؤلاء كثر،أنا لا أشعر اتجاههم إلّا بشفقة المُحب، هم في ذواتهم يتمنون الحُب،أن يُحبون ويَحبون، أن تشعر بأنك مقبول شكلاً وروحاً ذلك شيء لا يقدّر بثمن،المحبة تعطيك طاقة عجيبة للمسير في هذه الحياة، جميل جداً، قوي جداً، حتى وجهك يبرق وقلبك عطش للمزيد، أفكارك تقنن تلقائياً، تنام مثل طفل، تصحى مثل الشمس، مُشِع.

حين أقول أُحب الجميع لا أبالغ، ولا أخجل أن أعترف أني -لا أكره- أي إنسان لذاته، هي تصرفات مزعجة، وتلك التصرفات ما كانت لولا فقدان الحُب ومنعه واستهلاكه بشكل مادي وسطحي مقزز، المحبة قيمة عالية جداً، لا تصل لقلبك دون وعي تام بأهميتها وأهمية المحبة الأصيلة والأولية وهي محبة النفس.

سأذكر هُنا كرد محبة لطيف لكل من أحب:

إلى، أمي:
حبيبة قلبي،أنتِ أعظم شيء في حياتي،كل خير أنا به هو منك وبمساعدتك، أحب وجودك معي يبعث في نفسي سرور لا يبعث من أي شيء آخر أبداً، أنتِ النّور كُل النّور.

إلى، مريم:
أنتِ أختي،صديقتي،أقرب من عرفت،كل شيء معك أذكره تماماً، كما لو أني أراه الآن،أفتقدك كثيراً،أفتقد كل شيء معك،حُبي لك بلا حد ولا سد،حُبي لك أنتِ زرعتيه في قلبي وثماره مستمرة، مستمرة حتى بعد رحيلك.

إلى، إخواني وأخواتي:
أعلم أني أزعجكم كثيراً، لا يعجبني شيء،لأني أحبكم أدعكم تشاهدون حقيقتي دون ثوب التكلّف،أحبكم جداً،أبكي كثيراً حين أفكر أن أفقد أحدكم،أرجوكم فقد أخت واحدة أهلكني،أهلكني جداً.

إلى، كل صديقة:
كنتِ معي الآن أو افترقنا،أحبكن، سأذكر كل شيء جميل، ماعدا ذلك لا يهمني.

إلى، كل معلم ومعلمة:
أنتم أبطال، والله كل واحد منكم، جعل مني هذا الشخص، الذي أمامكم،امتناني واحترامي لكل دقيقة علم وأخلاق وفكر تعلّمته منكم. لن أنسى وجوهكم ووجودكم مهما حدث.

إليك:
لك في قلبي حُب عميق،حُب لذاتك التي تخفيها عن كُل هذا العالم،أنا أرى خلالك لا أرى عليك ما أريد، محبتي لك تجعلك شفاف أمامي، الأول في كل شيء وهذا شيء عظيم، كل ما أستطيع قوله: كُن معي، لا ترحل، أحتاجك كثيراً معي-دائماً-.

إليكم جميعاً:
الحُب ليس حديث عابر، ليس قصيدة منسية،ليس شيء غير حقيقي، الحُب هو الشيء-الحقيقي- الوحيد في هذا العالم،أن يغرق قلبك بالمحبة لكل شيء حولك من بشر-على اختلافهم- دون تحديد لأي إختلاف-شكلي-وضعناه لنرفع من قيمتنا-الوهمية- التي نراها ترتبط بشيء شكلي زائل وانتماء كاذب لأي شيء نصنعه فقداً للحُب بنا،المحبة أن تُحب دون شرط،دون اهتمام لأي شيء سوى المحبة ذاتها،أن تُحب أن تكون على قيد الحياة، ما عدا ذلك أن ميّت.

لاحظ، كل مشاكل العالم سببها تقليل المحبة أو انعدامها، فقط انشر الحُب،أرجوك دع الكون يزهر محبة وانفث الحُب على وجهي ووجه كل من تقابل، إننا عطشى للحُب.

كل الحُب لكم أصدقائي.