2013/02/24

الإنسان النادل

الساعة الواحدة بعد ظهر اليوم،يحتفل الناس بالأعياد الوطنية،أجلس أنا وأصدقائي في مطعم ما،نشعر بالجوع،نتوق أن يقترب الطعام من أفواهنا،نادل هنا وهناك،كلهم هنا لخدمتنا،كما لو إننا من عالم آخر،هكذا شعرت.

نادل ما،رأيت في تقاسيم وجهه،شيء ما،شيء غريب،لطيف ومهتم لراحتنا،فكرّت نحن هنا نأكل،نضحك،نتحدث،نبتسم،نكثر القذارة،ثم ندفع ونذهب،هو هنا دائماً،يرى الجميع في حالاتهم المختلفة والغريبة.
أحيان،وإن لم يكن هذا شعوري الشبه دائم اتجاه من يأكل أمامي بشراهه،أنه-حيوان-ما، أنا مللت الطعام جداً،ماذا عنه؟ هل شعر بالملل؟ هل شعر بالملل وهو يسمع طلبات البشر ووجوهم وهم يأكلون؟ غضب بعضهم إن تأخر طبق ما؟ أو عدم جودة طبق آخر،ربما،لا أعلم،لكن هل شعر بأنهم-حيوانات-؟ طعام وطعام وطعام؟
هل ابتسم أحدهم له؟ هل شكره وهو يعني ذلك فعلاً؟ هل شكره قبل أن يخدمه؟
هل هذه حياة بين طعام وبشر وتنظيف قاذورات هؤلاء-البشر-؟
أنا أعتذر منك سيدي النادل،نحن نعيش في حديقة كبيرة للحيوانات تسمى الدُنيا،اعذرني أرجوك.

ليست هناك تعليقات: